تسجيل الدخول


جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي

جُبيْر بن مُطْعِم بن عَدِي القرشي النوفلي:
يُكنى أبا محمد، وقيل: أبا عدي، روى ابن شهاب عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتيت النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لأكلِّمَه في أسارى بَدْر، فوافقتُه وهو يصلِّي بأصحابه المغرب أو العشاء، فسمعتُه وهو يَقْرَأ، وقد خرج صوتُه من المسجد: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ} [الطور: 7، 8]. وبعضُ أصحاب الزّهْري يقول عنه في هذا الخبر: فسمعتُه يقرأ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ} [الطور: 35، 36]. فكاد قلبي يَطِير، فلما فرَغ من صلاته كلَّمْتُه في أسارى بَدْر فقال: "لَوْ كَانَ الشَّيْخُ أَبُوكَ حيًّا فَأَتانَا فِيهِمْ شَفّعْنَاهُ‏"، وقال بعضهم فيه‏: "لَوْ أَنَّ أَبَاكَ كَانَ حَيًّا، أَوْ لَوْ أَنَّ الْمُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ كَانَ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمِني فِي هَؤُلَاءِ النّتنَى لأَطْلَقْتُهُمْ لَهُ‏"‏‏(*). قال: وكانت له عند رسول الله ـــ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـــ يَدٌ وكان من أشراف قريش. وإنما كان هذا القولُ من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المطعُم بن عديّ، لأنه الذي كان أجار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين قدم من الطّائف من دُعَاء ثقيف، وكان أحد الذين قاموا في شأْن الصّحيفة التي كتَبَتْها قريش على بني هاشم‏، وإياه عنى أبو طالب بقوله:
أَمُطْعِمُ إِنَّ القَوْمَ سَامُـوكَ خُطَّـةً وَإنِّـي مَتَى أُوكَـلْ فَلَسْـتُ بِوَائِلِ
وتوفي مطعم بن عدي بمكة بعد هجرة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى المدينة بسنةٍ، وكانت وفاةُ المطعم بن عديّ في صفر سنة اثنتين من الهجرة قبل بَدْر بنحو سبعة أشهر، ودفن بالحَجُون مقبرةُ أهل مكةَ، وكان يوم توفي ابن بضع وتسعين سنة، وكان يكنى أبا وهبٍ ورَثَاهُ حسّان بن ثابت الأنصاري بقصيدته التي يقول فيها:
فلو كان مجدٌ يُخْلِدُ اليومَ واحدًا من الناس أنجى مجدُهُ اليومَ مُطْعِما
أجَرتَ رسولَ الله مِنهم فأصبحوا عبيدكَ مالبَّي
مُلَبٍّ
وَأَحْرَما
وأم جبير هي: أم حبيب بنت سَعيد، وقيل أم جميل بنت سَعيد بن عبد الله، وقيل: أمُّ جَمِيل بنتُ شُعبة بن عبد الله؛ وأمها أم حبيب بنت العاص بن أمية، وكان لجبير بن مطعم من الولد: محمد، وأم حبيب، وأم سعيد؛ وأمهم قُتَيلَةُ بنت عَمْرو بن الأزرق، ونافع بن جبير، وأبو سليمان، وسعيد الأصغرُ، وعبد الرحمن الأكبر؛ وأُمّهم أم قِتَال بنت نافع بن ضُريب، وسعيد الأكبر؛ وأمه قَوّالةُ بنتُ الحَكَم بن قُريع، وعبد الرحمن الأصغر بن جُبَير لأم ولدٍ، وأم جُبير بنت جبير؛ وأمها امرأةٌ من ربيعة، ومحمد الأكبر بن جبير؛ وأمه أم حُجَيْر بنت حكيم بن أمية، ورملةُ بنت جبير؛ وأمها أم ولدٍ.
وأسلم جُبَيْر بن مطعم يوم الفتح، وقيل: عام خَيْبَر، وكان إذْ أتى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في فداء أسارى بَدْر كافرًا، وروي عن ابن عباس أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح: "إِنَّ بِمَكَّةَ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَرْبَأُ بِهِمْ عَنِ الشِّرْكِ، وَأَرْغَبُ لَهُمْ فِي الإِسْلَامِ: عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدِ، وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمِ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو"(*) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 595. ذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 33692.، وذكره بعض العلماء في المؤلَّفة قلوبهم، وفيمن حَسنُ إسلامه، وعن النعمان بن سالم، سمع رجلًا يقول: سمعت جُبَيْر بن مُطْعِم يقول: قلت: يا رسول الله، إن ناسًا يزعمون أن ليس لنا أجور بمكة فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "لَتَأْتِيَنَّكُم أُجُورُكم ولو كنتم في جُحْر ثعلب"، وزيد في رواية أخرى أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أصغَى برأسهِ إلى جبير فقال: "إن في أصحابي منافقين"(*). وعن عثمان بن عبد الله ابن مَوْهَب قال: مَرَّ جُبَيْر بن مُطْعِم على ماءٍ فسألوه عَنْ فَرِيضَةٍ فقال: لاَ عِلْمَ لي ولكن أرسلوا معي حتى أسأل لكم عنها فأرسلوا معه فأتى عُمَر فسأله فقال: من سرَّهُ أن يكون فقيهًا عالمًا فليفعل كما فعل جُبَيْر بن مطعم سُئِلَ عما لا يعلم، فقال: الله أعلم، وروى يعقوب بن عتبة، عن شيخ من الأنصار: أن عمر حين أتي بنسب النعمان دعا بجُبير بن مُطعِم، وكان أنسب قريش لقريش والعرب قاطبة، قال: وقال جُبير: أخذت النسب عن أبي بكر الصّديق، وكان أبو بكر أنسبَ العرب، وروى عن جبير من الصّحابة سُلَيْمانُ بْنُ صُردٍ، وعبد الرحمن بن أزهر، وروى عنه ابن المسيّب أنه أتى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم هو وعثمان فسألاه أن يقسم لهم كما قسم لبني هاشم والمطلب، وقالا: إن قرابتنا واحدة: أي أن هاشمًا، والمطلّب، ونَوْفلًا جدّ جبير، وعبد شمس جد عثمان إخوة فأبى وقال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد(*).
وروى محمد ابن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: أتت النبي صَلَّى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله، أرأيت إن رجعت فلم أجدك؟ كأنها تعني الموت، قال: "إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ"(*) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 5، 9/ 101. ومسلم في الصحيح 4/ 1856، 1857 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه (1) حديث رقم (10/ 2386). والترمذي في السنن 5/ 574 كتاب المناقب (50) باب (17) حديث رقم 3676 وقال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه وأحمد في المسند 4/ 82، والبيهقي في السنن 8/ 153.. وكان جبير قد نزل المدينة ومات بها في دارِهِ في وسط من خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال