تسجيل الدخول


أبي بن كعب الأنصاري

((أُبيّ بن كعْب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار، وهو تيم اللّات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاريّ المُعَاوي، وبنو معاوية بن عمرو يُعْرَفون ببني جَدِيلة، وهى أُمُّهُمْ، يُنْسَبون إليها، وهي جَدِيلة بنت مالك بن زيد الله بن حبيب بن عبد حارثه بن مالك بن غَضب بن جُشَم بن الخزرج، وأبوهم معاوية بن عمرو، وهي أم معاوية بن عمرو، وأمُّه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجّار، وهي عمة أبي طلحة الأنصاريّ‏. وزعم ابنُ سيرين أنَّ النّجّار إنما سُمّي النّجّار لأنه اختتن بقدوم، وقال غيره: بل ضَرَب وَجْهَ رجلٍ بقدوم فنجرَه؛ فقيل له النّجّار)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أُبَيُّ بن كَعْب بن قَيْس بن عُبَيْد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار واسمه تيم اللات، وقيل: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المعاوي، وإنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم، وقيل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره، فقيل له: النجار. وبنو معاوية بن عمرو يعرفون ببني حُدَيْلَةْ، وهي أم معاوية، نسب ولده إليها، وهي حديلة بنت مالك بن زيد بن حبيب))
((له كنيتان: أبو المنذر؛ كناه بها النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأبُو الطُّفَيْلِ؛ كناه بها عمر بن الخطاب بابنه الطفيل))
((أم أبي صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، تجتمع هي وأبوه في عمرو بن مالك بن النجار، وهي عمة أبي طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري زوج أم سليم)) أسد الغابة.
((كان لأبَيّ بن كعب من الولد الطّفيل ومحمّد، وأمّهما أمّ الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سُبيع بن عبد نُهْم مِن دَوس، وأمّ عمرو بنت أُبَيّ ولا نَدْرِي من أمّها.))
((أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إسحاق بن يحيَى عن عيسى بن طلحة قال: كان أُبيّ رجلًا دَحْداحًا ليس بالقصير ولا بالطويل. أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أُبَيّ بن عبّاس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه قال: كان أُبَيّ بن كعب أبيض الرأس واللحية لا يُغيّر شَيْبَه. أخبرنا إسماعيل بن أبي إبراهيم الأسدي عن الجريري عن أبي نَضْرَة قال: قال رجل منّا يقال له جابر أو جُوَيبر: طلبتُ حاجةً إلى عمر في خلافته، وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب فقال: إنّ الدّنيا فيها بلاغُنا وزادُنا إلى الآخرة وفيها أعمالُنا التي نُجازى بها في الآخرة، قلُت: مَن هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيّد المسلمين أبَيّ بن كعب. أخبرنا رَوْح بن عُبادة قال: أخبرنا عوف عن الحسن عن عُتيّ بن ضمرة قال: رأيت أبَيّ بن كعب أبيض الرأس واللحية. أخبرنا عفّان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت البُناني وحُميد عن الحسن عن عُتَيّ السّعْدي قال: قدمتُ المدينة فجلست إلى رجل أبيض الرأس واللحية يحدّث وإذا هو أبَيّ بن كعب. قال محمّد بن سعد: ولم يذكر سليمان حُميدًا.)) الطبقات الكبير. ((قال الوَاقِدِيُّ: وهو أوّل من كتب للنبي صَلى الله عليه وسَلم، وأول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان ابن فلان، وكان رَبْعة أبيضَ اللحية لا يغيِّر شَيْبَه.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال أبو عمر: شهد أُبيّ بن كعب العقبَة الثانية، وبايع النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيها، ثم شهد بَدْرًا)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((شهد أُبيّ بن كعب العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعًا.)) ((شهد أُبَيّ بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.))
((كان أُبيّ يكتب في الجاهليّة قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وأمر الله، تبارك وتعالى، رسولَه أن يَقْرأ على أُبيّ القرآن. وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أقْرَأ أُمّتي أُبيّ".(*) أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إسحاق بن يحيَى بن طلحة عن عمّه عيسى بن طلحة قال: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: وحدّثني مَخْرَمَة بن بُكير عن أبيه عن بُسْر بن سعيد قال: وحدّثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قالوا: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين أُبيّ بن كعب وطلحة بن عبيد الله، قال: وأمّا محمّد بن إسحاق فيروي أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، آخى بين أُبيّ بن كعب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل)) ((أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حمّاد بن زيد، عن أيّوب، وهشام عن محمّد بن سيرين. أنّ عثمان جمع اثني عشر رجلًا من قريش والأنصار، فيهم أُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت في جمع القرآن‏.)) ((أخبرنا عَمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا سلاّم بن مسكين قال: أخبرنا عِمران بن عبد الله قال: قال أبَيّ بن كعب لعمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، ما لك لا تستعملني؟ قال: أكره أن يَدْنَسَ دينك.)) ((أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وُهيب قال: أخبرنا أيّوب عن أبي قِلابة عن أبي المهلّب عن أُبَيّ بن كعب أنّه كان يختم القرآن في ثماني ليالٍ وكان تميم الداري يختمه في سبع. أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حمّاد بن زيد بن أيّوب عن أبي قلابة عن أبي المهلّب عن أُبَيّ بن كعب قال: إنّا لنَقرؤه في ثمانٍ، يعني القرآن. أخبرنا عبد الله بن جعفر الرّقّي قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن أيّوب عن أبي قلابة عن أبي المهلّب عن أُبَيّ بن كعب قال: أمّا أنا فأقْرأ القرآن في ثماني ليالٍ. أخبرنا عارم بن الفضل وعفّان قالا: أخبرنا حمّاد بن زيد قال: أخبرنا عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ بن حُبيش قال: كانت في أُبَيّ بن كعب شَراسة فقلت له: أبا المنذر، ألِنْ لي من جانبك فإني إنّما أتمتّع منك. أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسديّ قال: أخبرنا سفيان عن ابن أبْجَر عن الشعبيّ عن مسروق قال: سألتُ أُبَيّ بن كعب عن مسألة فقال: يا ابن أخي أكان هذا؟ قلت: لا، قال: فَأَجِمَّنا حتى يكون فإذا كان اجتهدنا لك رأيَنا. أخبرنا رَوْح بن عبادة وهَوْذة بن خليفة قالا: أخبرنا عوف عن الحسن قال: أخبرنا عُتيّ بن ضمرة قال: قلت لأبيّ بن كعب: ما لكم أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نأتيكم من البعد نرجو عندكم الخَيْرَ أن تعلّمونا فإذا أتيناكم استخففتم أمرَنا كأنّا نهون عليكم؟ فقال: واللهِ لئن عشتُ إلى هذه الجمعة لأقولنّ فيها قولًا لا أُبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني. فلمّا كان يوم الجمعة من بين الأيّام أتيتُ المدينة فإذا أهلها يموجون بعضهم في بعض في سِكَكهم، فقلت: ما شأن هؤلاء الناس؟ قال بعضهم: أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت: لا، قال: فإنّه قد مات سيّد المسلمين اليوم أُبَيّ بن كعب، قلت: والله إنْ رأيت كاليوم في السّتر أشدّ ممّا سَتَرَ هذا الرجل. أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصاري قال: أخبرنا عوف عن الحسن عن عُتيّ السعديّ قال: قدمتُ المدينة في يوم ريحٍ وغُبْرَةٍ وإذا الناس يموج بعضهم في بعض، فقلت: ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض؟ فقالوا: أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت: لا، قالوا: مات اليوم سيّد المسلمين أُبَيّ بن كعب. أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا جعفر بن سليمان قال: أخبرنا أبو عِمْران الجَوْني عن جُنْدب بن عبد الله البَجَلي قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فإذا الناس فيه حَلَق يتحدّثون، فجعلت أمضي الحَلَقَ حتى أتيتُ حَلْقة فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر، قال فسمعته يقول: هلك أصحاب العُقْدة وربّ الكعبة ولا آسي عليهم، أحْسَبُه قال مرارًا. قال فجلست إليه فتحدّث بما قُضي له، ثمّ قام، قال فسألتُ عنه بعدما قام، قلت: مَن هذا؟ قالوا: هذا سيّد المسلمين أُبَيّ بن كعب. قال فتبعته حتى أتَى منزله فإذا هو رثّ المَنزل رَثّ الهيئةِ، فإذا رجل زاهد منقطع يُشبه أمرُه بعضه بعضًا، فسلّمتُ عليه فردّ عليّ السلام ثمّ سألني: ممّن أنت؟ قلت: من أهل العراق، قال: أكْثرُ شَيْءٍ سؤالًا، قال لما قال ذلك غضبتُ، قال: فجثوتُ على ركبتي ورفعتُ يديّ، هكذا وصف، حِيالَ وجهه فاستقبلتُ القبلة، قال قلت: اللّهمّ نشكوهم إليك إنّا نُنْفِق نفقاتنا ونُنصب أبداننا ونُرحل مطايانا ابتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهّموا لنا وقالوا لنا. قال فبكَى أُبَيّ وجعل يترضّاني ويقول: ويْحك لم أذهب هناك، لم أذهب هناك. قال ثمّ قال: اللهمّ إني أُعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلّمنّ بما سمعتُ من رسول الله لا أخاف فيه لَوْمَة لائم. قال لما قال ذلك انصرفتُ عنه وجعلتُ أنتظر الجمعة، فلمّا كان يوم الخميس خرجتُ لبعض حاجتي فإذا السّكك غاصّة من الناس لا أجد سكّة إلاّ يلقاني فيها الناس. قال قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: إنّا نحسبك غريبًا، قال قلت: أجَلْ، قالوا: مات سيّد المسلمين أُبَيّ بن كعب. قال جُنْدب: فلقيت أبا موسى بالعراق فحدّثته حديث أُبَيّ قال: والهفاه! لو بقي حتى تُبلغنا مقالَتَه.)) الطبقات الكبير. ((روى الحسن بن صالح، عن مطرف، عن الشعبي، عن مسروق قال: كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله ستة: عمر، وعلي، وعبد الله، وأُبي، وزيد، وأبو موسى.(*))) أسد الغابة. ((روى وكيع عن طلحة بن يحيى عن أبي بُردة عن أبي موسى الأشعريّ، قال: جاء أبيّ بن كعب إلى عمرَ رضي الله عنه فقال: يابْنَ الخطاب فقال له عمر: يا أبا الطّفيل، في حديث ذكره‏. حدّثنا عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، قالا: حدّثنا قاسم بن أصْبَغ، قال: حدّثنا محمد بن وضاح، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الأعلى عن الجُريري عن أبي السَّليل، عن عبد الله بن رباح عن أبيّ بن كعب، قال: قال لي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم‏:‏ ‏"‏يا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَيُّ آيَةٍ مَعَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَعْظَمُ؟" فقلت‏:‏ {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.‏ قال: فضرب صَدْري وقال‏:‏ ‏"‏لَيُهْنّئََكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ"‏‏(*) أورده المنذري في الترغيب 2 / 375.‏ وذكر تمام الحديث‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا عبد الله بن نُمير عن الأجلح عن بن أبْزَى عن أبيه عن أُبَيّ بن كعب. وأخبرنا مؤمل بن إسماعيل وقبيصة بن عُقبة قالا: أخبرنا سفيان الثوري، أخبرنا أسلم المِنْقريّ قال مّؤمل: عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزَى، وقال قبيصة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبزَى قالا جميعًا عن أبيه عن أُبَيّ بن كعب وأخبرنا رَوْح بن عُبادة، عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس وأخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن عمّار بن أبي عمّار قال: سمعتُ أبا حَبّة البَدرِيّ وأخبرنا عفّان، أخبرنا همّام بن يحيَى عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله، صَلى الله عليه وسلم، لأُبَيّ بن كعب: "أُمِرتُ أن أعْرض عليك القرآن"، وقال بعضهم سورةَ كذا وكذا، قال: قلتَ وقد ذُكِرْتُ هناك، وقال بعضهم: سمّاني الله لك؟ فقال: "نعم!" فَذَرَفَتْ عيناه! وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فبفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". قال عفّان في حديثه عن همّام عن قتادة عن أنس: وأُنْبِئتُ أنّّه قرأ عليه: {لَمْ يَكُن}(*) أخبرنا خالد بن مَخْلد البجليّ، حدّثني يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النّوْفليّ، سمعتُ يزيد بن خُصيفة، أخبرني أبي عن السائب بن يزيد قال: لمّا أنزل الله على رسوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [سورة العلق: 1]، جاء النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، إلى أُبَيّ بن كعب فقال: "إنّ جبريل أمرني أن آتيك حتّى تأخذها وتَستَظْهرها!" فقال أُبَيّ بن كعب: يا رسول الله سمّاني الله؟ قال: "نعم!"(*))) الطبقات الكبير. ((أخبرنا إبراهيم بن محمد، وإسماعيل بن عبيد، وأبو جعفر بإسنادهم عن الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، أنبأنا عبد الوهاب الثقفي، أنبأنا خالد الحَذَّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك أن النبي قال لأبي بن كعب: "إِنَّ اللَّه أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ" {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}[البينة: 1] قال: اللَّه سُمَّاني لَكَ؟ قال: "نَعَمْ". فَجَعَلَ أُبيٌّ يَبْكِي(*) أخرجه الترمذي في كتاب المناقب باب مناقب معاذ بن جبل (5/624/3792) وأخرجه أحمد 3/130، 185، والبخاري كما في الفتح كتاب المناقب باب مناقب أبي بن كعب (5/ 118/رقم 3809) والحاكم 2/224، وأبو نعيم في الحلية (4/187)، (5919) أبو داود الطيالسي كما في منحة المعبود 1913.: وروى عبد الرحمن بن أبزى عن أبي أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال نحوه. قال عبد الرحمن: قلت لأبي: وفرحت بذلك؟ قال: وما يمنعنى وهو يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: 58].)) أسد الغابة. ((سيّد القراء.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روي من حديث أبي قِلَابة عن أنس، ومنهم مَنْ يرويه مُرْسلًا، وهو الأكثر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال‏:‏ ‏"أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتي أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَمَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْراءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أبي ذَرّ، وَلِكُلّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرّاحِ‏"‏‏(*) أخرجه ابن ماجة في السنن 1 / 55، في المقدمة باب فضل أصحاب النبي، صلّى الله عليه وسلّم، فضائل خباب، حديث رقم 154،والبيهقي في السنن 6 / 210، وأحمد في المسند 3 / 281، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20387 وابن حبان في صحيحه، حديث رقم 2218، والحاكم في المستدرك 3 / 422، وأبو نعيم في الحلية 3 / 122، والطبراني في الصغير 1 / 201، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال، حديث رقم 31753، 33092، 33119، 33121، 33123.. وقد ذكرنا لهذا الحديث طُرُقًا فيما تقدَّم من هذا الكتاب. وقد روي من حديث أبي محجن الثقفيّ مثله سواء مسندًا. وروي أيضًا من وجْهٍ ثالث. وروينا عن عمر من وجوه أنه قال: أَقْضَانا عليَّ، وأقرؤنا أُبيٌّ، وإنا لنترك أَشياء من قراءة أُبيّ‏. وكان أُبيَّ بن كَعْب ممَّنْ كتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الوَحْيَ قبل زَيْدَ بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزمَ الصّحابة لكتابة الوَحْيَ، وكان يكتبُ كثيرًا من الرّسائل. وذكر محمد بن سعد عن الواقديّ عن أشياخه قال: أوّل مَنْ كتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الوَحْي مَقْدمه المدينة أُبيّ بن كعب، وهو أَوّلُ مَنْ كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان. قال: وكان أُبيٌّ إذا لم يحضر دعا رسولُ الله ــــ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـــ زَيْدَ بن ثابت، فيكتب.وكان أُبيّ وزيد بن ثابت يكتبان الوحي بين يديه صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويكتبان كُتَبه إلى النّاس وما يَقطع وغيرَ ذلك‏.(*) قال الواقديّ: وأَوَّل من كتب له من قريش عبدُ الله بن سعد أبي سَرْح، ثم ارتدَّ ورجع إلى مكّة، وفيه نزلَتْ‏:‏ {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ...} [الأنعام‏:‏ 3‏9] الآية.‏ وكان من المواظبين على كِتاب الرّسائل عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عبد الله بن الأرقم الزّهريّ، وكان الكاتبَ لعهوده صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا عهد، وصُلْحه إذا صالح، عليَّ بن أَبي طالب رضي الله عنه. وممن كتب لرسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أَبو بكر الصّديق، وذكر ذلك عُمَر بن شَبّة وغيره في كتَّاب الكتاب. وفيه زيادات على هؤلاء أيضًا عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أَبي طالب، والزّبير بن العوام، وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص، وحنظلة الأسَيْدي، والعلاء بن الحضرميّ، وخالد بن الوليد، وعبد الله [[ابن]] رواحة، ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن سَعْد بن أبي سَرْح، وعبد الله بن أبيّ بن سلول، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وجُهَيم بن الصّلت، ومُعَيْقيب بن أبي فاطمة، وشُرَحْبيل بن حسنة رضي الله عنهم‏.‏ قال الواقديّ: فلما كان عام الفتح وأَسْلَم معاوية كتبَ له أيضًا.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((ممن رَوى عنه من الصحابة عُمر، وكان يسأله عن النوازل، ويتحاكم إليه في المعضلات؛ وأبو أيوب، وعبادة بن الصامت، وسَهْل بن سعد، وأبو موسى، وابن عباس، وأبو هريرة، وأنَس، وسليمان بن صُرَد؛ وغيرهم.)) ((أخرج الأئمة أحاديثه في صِحاحهم)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عنه عبادة بن الصامت، وابن عباس، وعبد الله بن خباب، وابنه الطفيل بن أبي.)) ((أخبرنا أبو منصور بن السيحي المعدل، أخبرنا أبو البركات محمد بن خميس الجهني الموصلي، أخبرنا أبو نصر بن طوق، أخبرنا ابن المرجى، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبدة بن حرب، حدثنا أبو علي الحسن بن قزعة، أخبرنا سفيان بن حبيب، أخبرنا سعيد عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن الطفيل، عن أبيه، يعني، أبي بن كعب قال: سمع النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقرأ: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: "شَهَادَةُ، أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللَّه".(*))) أسد الغابة. ((روي عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال له‏:‏ ‏"‏ أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، أَوْ أَعْرِضُ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ"(*) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12 / 141، وأبو نعيم في الحلية 1 / 251‏‏. أخبرنا عبدُ الوارث بن سفيان، قال: حدّثنا قاسم بن أصْبَغ، حدّثنا جعفر بن محمد الصّائغ، قال: حدّثنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني الأجلح عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ بن كعب، قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم‏:‏ ‏"‏أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ"‏.‏ قال قلت: يا رسول الله، سمَّاني لكَ ربُّك؟ قال‏:‏ ‏"‏نَعَمْ"‏. فقرأ عليَّ‏:‏ ‏{‏قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‏}‏‏ بالتاء جميعًا.(*) قال أبو عمر: وقد رُوِي عنه أنه قرأهما جميعًا بالياء‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((روى البَغَوِيُّ عن الحسن في قصة له أنه مات قبل قَتْل عثمان بجمعة. وقال ابْنُ حِبَّانَ: مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر. وقد قيل أنه بقي إلى خلافة عثمان، وثبت عن أبي سعيد الخُدْرِي أنَّ رجلًا من المسلمين قال: يا رسول الله؛ أرأيت هذه الأمراض التي تُصيبنا مالنا فيها؟ قال: "كَفَّاراتٌ" أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 692 وأحمد في المسند 3/ 23، والحاكم في المستدرك 4/ 308 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 305، وابن عساكر في التاريخ 2/ 329، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29614، فقال أُبي بن كعب: يا رسول الله؛ وإن قلَّت؟ قال: "وَإِنْ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا". فدعا أبيّ ألّا يفارقه الوعك حتى يموت، وألّا يشغله عن حجّ ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة. قال: فما مسّ إنسانٌ جسدَه إلا وجد حرَّه حتى مات(*). رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا، وصححه ابن حِبّان، وروَاه الطبراني من حديث أبيّ بن كعب بمعناه، وإسناده حسن.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال أبو نعيم: اختلف في وقت وفاة أبي. فقيل: توفي سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر، وقيل: سنة ثلاثين في خلافة عثمان قال: وهو الصحيح، لأن زرَّ بن حبيش لقيه في خلافة عثمان. وقال أبو عمر: "مات سنة تسع عشرة، وقيل: سنة عشرين، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقيل: إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين، والأكثر أنه مات في خلافة عمر".)) أسد الغابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال