تسجيل الدخول


الأسود بن يزيد بن قيس النخعي

الأسْود بن يزيد بن قيس، من مَذْحِج
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
يكنى: أبا عمرو، وقيل: أبو عبد الرحمن. أخو عبد الرحمن بن يزيد، ابن أخي عَلْقَمَة بن قيس. وكان الأسود بن يزيد أكبر من علقمة. وذكر أنـّه ذهب بمهر أمّ علقمة إليها، بعث به معه جدّه. وهو خال إبراهيم بن يزيد. أمه مليكة بنت يزيد النخعي. قال إبراهيم: كانت أمّ الأسود مُقْعَدَة. قال عبد الرحمن بن الأسود: كان الأسود يسجد في برنس طيالسة، ويداه فيه، أو في ثيابه. وقال إسماعيل بن أبي خالد: رأيتُ الأسود بن يزيد وعليه عمامة سوداء. وقال ابن أبي خالد: رأيتُ الأسود بن يزيد قد اعتمّ بعمامة، وقد أرسلها من خلفه، ورأيته يصلّي في نعليه، ورأيته أصفر الرأس، واللحية.
ذكر ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ أنه حجّ مع أبي بكر، وعُمر، وعثمان. وكان من فقهاء الكوفة، وأعيانهم. وكان فاضلًا، عابدًا، وَرِعًا، سكن الكوفة‏.‏ وهو صاحبُ ابن مسعود، أدرك الجاهليّة، وأدرك النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مسلمًا، ولم يرَه. قال الحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ: كان يصومُ الدَّهْرَ. وكان الأسود ليَصوم في اليوم الشديد الحَرّ، حتى يسودّ لسانه من الحرّ الذي يكون فيه الجمل الجلد الأحمر لَيُرنّح من الحرّ. قال رِياح النّخَعي: كان الأسود يصوم في السفر، حتى يتغيّر لونه من العطش في اليوم الحار، ونحن يشرب أحدنا مرارًا، قبل أن يفرغ من راحلته في غير رمضان. قال عليّ بن مُدْرك: إنّ علقمة كان يقول للأسود: ما تعذّب هذا الجسد! فيقول: إنّما أريد له الراحة. وقال حنش بن الحارث: رأيتُ الأسود قد ذهبت إحدى عينيه من الصوم. قال رِياح بن الحارث النّخَعي: سافرتُ مع الأسود إلى مكّة، فكان إذا حضرت الصّلاة نزل على أيّ حال كان، وإن كان على حُزونة نزل، فصلّى، وإن كان يد ناقته في صعود، أو هبوط أناخ، ولم ينتظر. قال: والحزونة: المكان الخشن. قال أبو إسحاق: إنّ الأسود طاف بالبيت ثمانين ما بين حجّة، وعمرة، وكان يزيد في تلبيته: لبّيك غفّار الذنوب. قال إبراهيم: كان الأسود يحْرِم من بيته، وكان علقمة يستمتع من ثيابه، وربّما أحرم الأسود من جَبّانة عَرْزَم، وكان لا يصلّي على أحدهم إذا كان موسرًا؛ فمات، ولم يحجّ، وكان الأسود يقرأ القرآن في ستّ، وفي رمضان يختم القرآن في كلّ ليلتين، وكان ينام ما بين المغرب، والعشاء، وكانت له خرقة نظيفة يتنشّف بها بعدما يتوضّأ. قال عبد الرحمن بن الأسود: إنّ أباه كان يخرج من الكوفة مهلاًّ، ملبِّدًا، وربّما دخل مكّة ليْلًا، وما سمعتُه إذا أهلّ يسمّي حجًّا ولا عمرة قطّ، وكان يقول: إنّ الله يعلم نيَتي. قال أبو الجُويرية: رأيتُ الأسود بن يزيد أحرم من باجُمَيْرا. وقال عطاء بن السائب: رأيتُ الأسود بن يزيد على رَحْل، وقد أداروا حوله قطيفة على الرحل، فأطفنا به، وهو مُحْرِم، فقال: لا تأخذوا هذا عنّي، فإنّي شيخ كبير. قال الأشعث بن سُليم: حجّ الأسود، فقال له عبد الله: إن لقيتَ عمر، فأقْرِهِ السلامَ. قال أبو معشر: كان الأسود يلزم عمر، وكان علقمة يلزم عبد الله، وكانا يلتقيان فلا يختلفان. قالت عائشة: ما بالعراق رجل أكرم عليّ من الأسود. قال أبو بَلْج: رأيتُ الأسود بن يزيد، وعمرو بن ميمون التقيا فاعتنقا. قال إبراهيم: قال علقمة للأسود: يا أبا عمرو، فقال له الأسود: لبّيك، فقال له علقمة: لَبَّىْ يديك. قال أبو إسحاق: كنتُ أنا، والأسود، في الشرطة مع عمرو بن حريث ليالي مُصْعَب.
روى الأسود، أنه قال: قضى فينا معاذ بن جبل باليمن، ورسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيٌّ في رجل ترك ابنته وأختَه، فأعطى الابنة النّصف، وأعطى الأخْتَ النّصف(*). وفي رواية شعبة، عن الأسود بن يزيد، مثله، ولم يقُلْ: ورسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيّ. وروى الأسود عن أبي بكر الصّدّيق أنـّه جرّد معه الحجّ، وروى عن: عمر، وعليّ، وعبد الله بن مسعود، ومُعاذ بن جَبَل، وسلمان، وأبي موسى، وعائشة، ولم يرو عن عثمان شيئًا. وفي البخاريّ، رواية الأسود بن يزيد، قال: أتانا معاذ بن جَبَل باليمن معلّمًا وأميرًا. وله أحاديث صالحة‏. قال الأسود بن يزيد لرجل عند الموت: إن استطعت أن تلقّني حتى يكون آخر ما أقول: لا إله إلاّ الله، فافْعل، ولا تجعلوا في قبري آجُرًّا، ولا تَتبْعَوني بصوت ـــ يعني: بنَوْح. مات الأسود سنة أربع، وقيل: خمس وسبعين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال