الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
مختصر
موجز ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
ما ذكر عنه في الطبقات الكبير
ما ذكر عنه في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنه في أسد الغابة
ما ذكر عنه في الإصابة في تميز الصحابة
مواقف أخرى
طرف من كلامه
قيس بن عبد الله بن جعدة
((النابغة الجَعْدِي: الشاعر المشهور المعمّر. اختلف في اسمه؛ فقيل: هو قيس بن عبد الله بن عُدَس بن ربيعة بن جعدة. وقيل بدل عدس وحوح. وجعدة هو ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقيل اسم النابغة عبد الله. وقيل حبان بن قيس بن عمرو بن عدس. وقيل حبان بن قيس بن عبد الله بن قيس، وقيل بتقديم قيس على عبد الله، وبه جزم القحذمي، وأبو الفرج الأصبهانيّ؛ وبالأول جزم ابن الكلبيّ وأبو حاتم السجستاني، وأبو عبيدة، ومحمد بن سلام الجمحي، وغيرهم. وحكاه البغوي عنه، وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ أنه غلط؛ لأنه كان له أخ اسمه وحوح بن قيس قُتِل في الجاهلية فرثاه النابغة. قلت: ويحتمل أن يكون وحوح أخاه لأمه، وقد أخرج الحسن بن سفيان في مسنده؛ عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك، عن يعلى بن الأشدق: حدّثني قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة نابغة بني جعدة، فذكر حديثًا؛ قال أبو الفرج: أقام مدة لا يقول الشعر ثم قاله فقيل نبغ، وقيل: كان يقولُ الشعر ثم تركه في الجاهلية، ثم عاد إليه بعد أن أسلم، فقيل نبغ.)) ((عبد الله بن قيس بن عدي بن الجَعْدِي)) ((قيس بن سَعد: بن عدس الجعدي، هو النابغة. سماه هكذا ابنُ أبي حاتم، ووقع ذلك في مسند الحسن بن سفيان؛ حدثنا سفيان، حدّثنا أبو وهب الحَراني، حدثنا يعلي بن الأشدق، حدثني قيس بن سعد بن عبد الله بن جعدة بن نابغة عن جعدة)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جَعْدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة)) ((قيل: اسمه حبّان بن قيس بن عبد الله بن وحوح بن عدس بن ربيعة بن جعدة.)) ((حَيَّان أو حبان بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جَعْدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((كنيته أبو ليلى)) أسد الغابة.
((يقال: إن مولده قبل مولد النّابغة الذّيباني))
((قال: وكان من أحسن النّاس ثغرا. وكان إذا سقطت له سن نبتَتْ أخرى. وفي رواية عبد الله ابن جراد لهذا الخبر، قال: فنظرت إليه كأنّ فاه البرد المنهل يتلألأ ويبرق، ما سقطت له سن ولا تفلتت لقول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"أجَدتَ لا يفضض الله فاك"
.
(*)
))
((وفد على النبي صَلَّى الله عليه وسلم فأَسلم، وأَنشده قصيدته الرائية، وفيها: [الطويل]
أَتَيتُ رَسُولَ الله إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى وَيَتْلُـو كِتَـابًا كَالْمَجَرَّةِ نَيِّـرَا)) أسد الغابة.
((أخرج الحسن بن سفيان في مسنده؛ عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك، عن يعلى بن الأشدق: حدّثني قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة نابغة بني جعدة، فذكر حديثًا؛ قال أبو الفرج: أقام مدة لا يقول الشعر ثم قاله فقيل نبغ، وقيل: كان يقولُ الشعر ثم تركه في الجاهلية، ثم عاد إليه بعد أن أسلم، فقيل نبغ. وقال الْقَحْذَمِيُّ: كان النابغة قديمًا شاعرًا مفلقًا طويل العمر في الجاهلية وفي الإسلام؛ قال: وكان أسنّ من النابغة الذيباني؛ ومن شعره الدال على طول عمره:
ألاَ زَعَمَـتْ بَنُـو أسَــــــــــدٍ بِأنِّي أبُـو وَلَـدٍ كَبِيرِ السّــــِنِّ فَاني
فَمَـنْ يَـكُ سَائِـلًا عَنِّــــــــي فَإنِّي مِنَ الفِتْيِانِ أيـَّــــــــــامَ الختـانِ
أتَـتْ مِـائَةٌ لِعَـامِ وُلِدْتُ فِيـــــــــهِ وَعَشْرٌ بَعْـــدَ ذَاكَ وَحِجَّتَـانِ
وَقَدْ أبْقَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ مِنِّي كمَا أبْقَتْ مِنَ السَّيْفِ اليَمَانِي
[الوافر]
وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين: عاش مائتي سنة، وهو القائل:
قَالت أمَامَةُ َكمْ عَمَرْتَ زَمَانَـــــــةً وَذَبَحْتَ مِنْ عِتْرٍ عَلَى الأوْثَانِ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ عُكَـاظَ قَبْلَ مَحِلِّهَا فِيهَا وَكُنْتُ أعَــدُّ مِ الفِتْيَـــــانِ
وَالمُنْذِر بْن مُحرِّقٍ فِي مُلْكِــــــــــهِ وَشَهِدْتُ يَوْمَ هَجَـائِنِ النُّعْمَانِ
وَعَمَرْتُ حَتَّى جَاءَ أحْمَدُ بِالهُدى وَقـــــَوَارِعٌ تُتْلَــى مِنَ القُـــــــــرْآنِ
وَلَبِسْتُ مِ الإسْلاَمِ ثَوْبـًا وَاسِــــــــعًا مِنْ سيـــــــــب لا حَرِمٍ وَلاَ مَنَّانِ
[الكامل]
قال ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: استدلوا بهذا على أنه كان أسن من النابغة الذبيانيّ؛ لأنه ذكر أنه شهد المنذر بن محرق؛ والنابغة الذبياني إنما أدرك النعمان بن المنذر، وتقدمت وفاة النابغة الذبياني قبله بمدة، ولذلك كان يظنُّ أن النابغة الذبياني أكبر من الجعدى وذكر عمر ابن شبة عن أشياخه أنه عُمر مائة وثمانين سنة، وأنه أنشد عمر بن الخطاب:
لَبِسـتُ أنَـاسـًا فـَأَفَنيتِهُـمْ وَأفْنَيْـتُ بَعْـدَ أُنَـاسٍ أُناسـا
ثَـلاثََةُ أهْلِيــنَ أفْنَيْتُهُــــــــمْ وَكَـانَ الإلَـهُ هُوَ المُسْتآسَــا
[المتقارب]
فقال له عمر: كم لبثت مع كل أهل؟ قال: ستين سنة. وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ: عمّر بعد ذلك إلى زمن ابن الزبير، ومات بأصبهان وله مائتان وعشرون سنة. وذكر المرزباني نحوه إلا قدر عمره، وزاد أنه كان من أصحاب عليّ، وله مع معاوية أخبار. وعن الأصمعيّ أنه عاش مائتين وثلاثين سنة، وروينا في كتاب الحاكم من طريق النضر بن شُمَيل أنه سئل عن أكبر شيخ لقيه المنتجع الأعرابيّ قال: قلت: له من أكبر من لقيت؟ قال: النابغة الجعديّ. قال: قلت له: كم عشت في الجاهلية؟ قال: دارين. قال النضر: يعني مائتي سنة. وقال أبُو عُبَيْدَةَ معمرُ بْنُ المُثَنَّى: كان النابغة ممن فكر في الجاهلية، وأنكر الخمر والسّكر، وهجر الأزلام، واجتنب الأوثان، وذكر دين إبراهيم؛ وهو القائل القصيدة التي فيها:
الحَمْــدُ لله لاَ شَــرِيكَ لَـهُ مَـنْ لَـمْ يَقُلْهَـا فَنَفْسَـهُ ظَلَمَـا
[المنسرح]
قال أبُو عُمَرَ: في هذه القصيدة: ضروب من التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار على نحو شعر أمية بن أبي الصلت، وقد قيل: إنها لأمية، لكن صححها حماد الراوية، ويونس بن حبيب، ومحمد بن سلام الجمحيّ، وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة؛ قرأت على علي بن محمد الدمشقي بالقاهرة، عن سليمان بن حمزة، أنبأنا علي بن الحسين شفاهًا، أنبأنا أبو القاسم بن البناء كتابة، أنبأنا أبو النصر الطوسي، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أبو القاسم البغويّ، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا يعلى بن الأشدق؛ قال: سمعْتُ النابغة الجعدي يقول: أنشدتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
بَلَغْنَـا السَّمَـاءَ مَجْـدُنَا وَجُدُودُنَا وَإنَّـا لَنرْجُـو فَـوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا
[الطويل]
فقال:
"أيْنَ المَظَهَرُ يَا أبَا لَيْلَى؟"
قلت: الجنة. قال:
"أجَلْ إنْ شَاءَ الله تعالى"
. ثم قال:
وَلاَ خَيْرَ فُي حِلْـمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَـدَّرَا
وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا
[الطويل]
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"لاَ يَفْضُض الله فَاكَ"
ـــ مرتين.
(*)
وهكذا أخرجه البزّار، والحسن بن سفيان في مسنديهما، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، والشيرازي في الألقاب، كلُّهم من رواية يَعْلى بن الأشدق؛ قال: وهو ساقطُ الحديث. قال أبو نُعَيْمٍ: رواه عن يَعلى جماعةٌ منهم هاشم بن القاسم الحرَّاني، وأبو بكر الباهليّ، وعروة العِرقيّ، لكنه تُوبع؛ فقد وقعت لنا قصةٌ في غريب الحديث للخطابيّ؛ وفي كتاب العلم للمرهبيّ وغيرهما، مِن طريق مهاجر بن سليم، عن عبد الله بن جراد: سمعت نابغة بني جعدة يقول: أنشدت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم قولي: عَلْونا السماء... البيت؛ فغضب، وقال:
"أَيْنَ المَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى؟"
قلت: الجنة. قال:
"أَجَلْ إن شَاءَ الله"
. ثم قال: أنْشِدني من قولك. فأنشدته البيتين: ولا خَيْر في حلم؛ فقال لي:
"أجَدْتَ، لاَ يَفْضُض الله فَاكَ"
. فرأيتُ أسنانه كالبرد المنهل، لما انفصمت له سنٌّ ولا انفلتت.
(*)
ورويناه في المؤتلف والمختلف لِلَّدارقُطْنيّ، وفي الصحابة لابن السكن، وفي غيرهما من طريق الرحَّال بن المنذر: حدثني أبي، عن أبيه كرز بن أسامة، وكانت له وفادة مع النابغة الجعديّ، فذكرها بنحوه، ورويناها في الأربعين البلدانية للسلفي، من طريق أبي عمرو بن العلاء، عن نصر بن عاصم الليثيّ، عن أبيه: سمعْتُ النابغة يقول: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنشدته قولي: أتيت رسول الله... البيت، وبعده: بلغنا السماء... البيت؛ فقال:
"إلَى أيْنَ يَا أبَا لَيْلَى؟"
قال: إلى الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"إنَ شَاءَ الله"
... فلما أنشدته ولا خَيْرَ في جهل... البيت: ولا خير في حلم... البيت ــــ فقال لي:
"صَدَقْتَ لاَ يَفْضُض الله فَاكَ"
،
(*)
فبقي عمره أحسن الناس ثغرًا، كلما سقطت سنٌّ عادت أخرى؛ وكان معمَّرًا. ورويناه في مسند الحارث بن أبي أسامة، من طريق الحسن بن عبيد الله العنبريّ، قال: حدّثني مَنْ سمع النابغة الجعدي يقول: أتيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنشدته:
وَإَنَّـا لقَـَومٌ مَا نُعَـوِّدُ خَيْــــــــلَنَا إِذَا مَـا التَقَيْنَـا أَنْ تَحِيـدَ وَتَنْفِـــــــــــــرَا
وَنُنْكِرُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا مِنَ الطَّعْنِ حَتَّى نَحْسَبَ الجَوْنَ أَشْقَرَا
وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا صـــِحَـاحـًا وَلاَ مُسْتَنْكَرًا أَنْ تُعَقَّــــرَا
[الطويل]
بلغنا السماء... البيت، وبقية القصيدة نحوه. ورويناها مسلسلة بالشعراء مِنْ رواية دعبل بن علي الشّاعر، عن أبي نواس، عن والبة بن الحباب، عن الفرزدق، عن الطرماح، عن النّابغة؛ وهي في كتاب الشّعراء لأبي زُرعة الرّازي المتأخر وقد طولت ترجمته في كتاب مَنْ جاوز المائة مما دار بينه وبين مَنْ هاجاه من الماجريات كليلي الأخيلية صاحبة تَوْبة، وأوس المزنيّ، وغيرهما.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((وإنما قيل له النّابغة فيما يقولون لأنه قال الشعر في الجاهليّة ثم أقام مدةً نحو ثلاثين سنة لا يقول الشّعر، ثم نبغ فيه بعد فقاله؛ فسُمّي النابغة قالوا: وكان قديمًا شاعرًا محسنًا طويلَ البقاء في الجاهليّة والإسلام، وهو عندهم أسنُّ من النابغة الذّبياني وأكبر واستدلوا على أنه أكبر من النّابغة الذّبياني لأن النّابغةَ الذّبياني كان مع النعمّان بن المنذر في عصره. وكان النّعمان بن المنذر بعد المنذر بن محرق، وقد أدرك النّابغة الجعديّ المنذر بن محرق، ونادمه، ولكن النّابغة الذّبياني مات قبله. وعُمر الجعدي بعده عمرًا طويلًا. ذكره عمر بن شبة عن أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة، وأنه أنشد عمر بن الخطّاب: [المتقارب]
لَقِيتُ أُنَاسًا فَأَفْنَيْتُهُمْ وَأفْنَيْتُ بَعْدَ أُنَاسٍ أُنَاسَا
ثَلَاثَةُ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُمْ وَكَانَ الإِلَهُ هُوَ الْمُسْتَآسَا
فقال له عمر: كم لبثْتَ مع كل أهل؟ قال: ستّين سنة. قال ابن قتيبة: عُمِّرَ النّابغةُ الجعدي مائتين وعشرين سنة، ومات بأصبهان. وهذا أيضًا لا يدفع، لأنه قال في الشّعر السّيني الذي أنشده عمر أنه أفنى ثلاثةَ قرون كلّ قرن من القرون ستّين سنة؛ فهذه مائة وثمانون سنة، ثم عُمِّر إلى زمن ابن الزّبير وإلى أنْ هاجى أوس بن مغراء ثم ليلى الأخيلية، وكان يَذْكُرُ في الجاهليّة دينَ إبراهيم والحنيفية، ويصومُ ويستغفر فيما ذكروا)) ((قال أبو عمر: وفد النّابغة على النّبي صَلَّى الله عليه وسلم مسلمًا. وأنشده ودعا له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان أول ما أنشده قوله في قصيدته الرائية: [الطويل]
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالهُدَى وَيَتْلُو كِتَابًا كَالمَجَرَّةِ نَيِّرا
قرأت على أبي الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرّحمن أن قاسم بن أصبغ حدّثهم، قال: حدّثنا الحارث بن أبي أُسامة، حدّثنا العبّاس بن الفضل، حدّثنا محمد بن عبد الشّمس، قال حدّثني الحسن بن عبيد الله، قال: حدّثني مَنْ سمع النّابغة الجعديّ يقول: أتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأنشدته قولي: [الطويل]
وَإِنَّا لَقَـوَمٌ مَا
نُعَـوِّدُ
خَيْلَنَا إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أَنْ
تَحِيدَ
وَتَنْفِرَا
وَنُنْكِرُ يَومَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا مِنَ الطَّعْـنِ حَتَّى نَحْسِبَ الجَوْنَ أَشْقَرَا
وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا صِحَـاحًا
وَلَا مُسْتَنْكَـرَا أَنْ تُعْقَّرا
بَلَغْنَا السَّمَاء مَجَدُنَا وَجُدُودُنَا وَإِنَّا
لَنَرْجُوا
فَوْقَ
ذَلِكَ
مَظْهَرَا
وفي رواية عبد الله بن جراد: [الطويل]
عَلَوْنَا عَلَى طُرِّ العِبَادِ تَكَرُّمَا وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا
وفي سائر الروايات كما ذَكْرنَا، إِلا أنّ منهم من يقولون: مجدنا وجدودنا، فقال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم:
"إِلَى أيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى"؟
قال: فقلت: إلى الجنّة. قال:
"نعم إن شاء الله تعالى"
. فلما أنشدْتُه: [الطويل]
وَلَا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بَوادِرُ تَحْمِي صَفْـوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
وَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"لَا يَفْضُضُ اللَّهُ فَاكَ"
.)) ((قال: وعاش النّابغةُ بدعوة النّبي صَلَّى الله عليه وسلم حتى أتَتْ عليه مائة واثنتا عشرة سنة، فقال في ذلك: [الوافر]
أَتَتْ
مَائَةٌ لِعَامٍ
وُلِدْتُ فِيهِ وَعَشْرٌ بَعْدَ ذَلِكَ
وَاثْنَتَانِ
وَقَدْ أَبْقَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ مِنِّي كَمَا أَبْقَت مِنَ الذَّكَرِ اليَمَانِي
أَلَا زَعَمَتْ
بَنْو سَعْدٍ
بِأَنِّي وَمَا كَذَبُوا كَبِيرُ السِّنِّ فَانِـي
قال أبو عمر: قد رَوْينَا هذا الخبر من وجوهٍ كثيرة عن النّابغة الجعديّ من طريق يَعْلَى ابن الأشدق وغيره، وليس في شيء منها من الأبيات ما في هذه الرّواية، وهذه أتمُّها وأحسنها سياقة، إلا أنّ في رواية يعلى بن الأشدق وعبد الله بن جراد أنَّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم قال:
"أَجَدْتَ لَا يَفْضُضُ اللَّهُ فَاكَ"
(*)
. وليس في هذه الرواية
"أجَدْتَ"
. وما أظنُّ النّابغة إلا وقد أنشد الشّعر كلّه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهي قصيدة طويلة نحو مائتي بيت أولها: [الطويل]
خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَةً وَتَهَجَّرَا وَلُومَا عَلَى مَا أَحْدَثَ الدَّهْرُ أَوْ ذَرَا
وقد ذكرت منها ما أنشده أبو عبد الله بن محمد بن عبد السّلام الخشنيّ، عن أبي الفضل الرّياشي رحمة الله عليهما في آخر باب النّابغة هذا من هذا الكتاب، وهو من أحسن ما قيل من الشّعر في الفخر بالشّجاعة سباطة ونقاوة وجزالة وحلاوة، وفي هذا الشّعر مما أنشده رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: [الطويل]
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالهُدَى وَيَتْلُـو
كِتَابًا
كَالمَجَرَّةِ
نَيِّرَا
وَجِاهَدْتُ حَتَّى مَا أُحِسُّ وَمَنْ مَعِي سهيْلًا إِذَا مَا لَاحَ ثـُمَّ
تَحَوْرَا
أُقِيمُ عَلَى التَّقْوَى وَأَرْضَى بفعْلِهَا وَكُنْتُ مِنَ النَّارِ المَخُوَفَةِ أَحْذَرَا
وأسلم وحَسُن إسلامه، وكا يَرِدُ على الخلفاء، ورد على عمر، ثم على عثمان، وله أخبار حسان. وقال عمر بن شبة: كان النّابغة الجعديّ شاعرًا مُغَلَّبا إلا أنه كان إذا هاجى غُلب. هاجى أوس بن مغراء، وليلى الأخيلية، وكعب بن جعيل، فغلبوه، وهو أشعر منهم مرارًا، ليس فيهم من يقرب منه، وكذلك قال فيه ابن سلام وغيره. وذكر الهيثم بن عديّ، قال: رَعَتْ بنو عامر بالبصرة في الزروع، فبعث أبو موسى الأشعريّ في طلبهم، فتصارَخُوا يا آل عامر! فخرج النّابغة الجعديّ، ومعه عصبةٌ له، فأتى به أبو موسى، فقال له: ما أخرجك؟ قال: سمعْتُ داعيةَ قومي. قال: فضربه به أسواطًا. فقال النَّابغة في ذلك: [الوافر]
رَأَيْتُ البَكْرَ بَكْرَ بَنِي ثَمُودٍ وَأَنْتَ أَرَاكَ بَكْرَ الأَشْعَرِينَا
فَإِنْ تَكُ لْابْنِ عَفَّانٍ أَمِينًا فَلَمْ يَبْعَثْ بِكَ البَرُّ الأَمِينَا
فَيَا قَبْرَ الَّنبِيِّ وَصَاحِبيَهِ أَلَا يَا غَوْثَنَا لَوْ
تَسْمَعُونَا
أَلَا صَلَّى إِلهُكُمُ
عَلَيْكُمْ وَلَا صَلَّى عَلَى الأُمَرَاءِ فِينَا
فأما خَبره مع ابن الزّبير فأخبرني عبد الوارث بن سفيان، قال: حدّثنا القاسم بن أصبغ حدّثنا أحمد بن زهير حدّثنا زبير بن بكّار حدثني هارون بن أبي بكر، حدّثني يحيى بن إبراهيم البهزي، حدّثنا سليمان بن محمد، عن يحيى بن عروة، عن أبيه، عن عمه عبد الله بن عروة بن الزّبير، قال: أقحمت السّنة نابغة بني جعدة، فدخل على عبد الله ابن الزّبير في المسجد الحرام فأنشده: [الطويل]
حَكَيْتَ
لَنَّا الصِّدِّيقَ لَمَّا
وَليتَنَا وَعُثْمَانَ وَالفَارُوقَ فَارْتَاحَ مُعْدِمُ
وَسَوَّيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي الحَقِّ فَاسْتَوَوْا فَعَادَ صَبَاحًا حَالِكُ اللَّيْلِ مُظْلِـمُ
أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى تَجُوبُ بِهِ
الدُّجَى دُجَى اللَّيلِ جَوَّابُ الفَلَاةِ عَرَمْرَمُ
لِتُجْبِرَ
مِنْهُ
جَانِبًا
دَعْدَعَتْ بِهِ صُرُوفُ اللَّيَالي وَالزَّمَانُ المُصَمِّصِمُ
قال: فقال له ابن الزّبير: أمسك عليك يا أبا ليلى؛ فإن الشّعر أهون وسائلك عندنا. أما صفوة ما لنا فإن بني أسد شغلتنا عنك، وأما صفوته فلآل الزّبير، ولكن لك في مالِ الله حقَّان: حقٌّ لرؤيتك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وحق لشركتك أهْلَ الإسلام في فيئهم، ثم أدخله دار النّعم، فأعطاه قلائص سبعًا وفرسًا وخيلًا، وأوقر له الرّكاب بُرًّا وتمرًا وثيابًا، فجعل النّابغة يستعجل ويأكل الحبَّ صرفًا، فقال ابن الزّبير: وَيْح أبي ليلى! لقد بلغ منهُ الجهد. فقال النّابغة: أشْهَدُ لسمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
"مَا وليَتْ قُرَيْشٌ فَعَدَلَتْ، وَاسْتُرْحِمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فَصَدَقَتْ، وَوَعَدَتْ (خَيْرًا) فأَنجَزَتْ، فَأَنَّا والنَّبِيُّونَ فُرَّاط الْقَادِمِينَ أَلا"
... وذكر كلمة معناها أَنَّهُمْ تَحْتَ النَّبِيينَ بِدَرَجَةٍ فِي الجَنَّةِ.
(*)
قال الزّبير: كتب يحيى بن معين هذا الحديث عن أخي. وذكر أبو الفرج الأصبهاني هذا الحديث، فقال: حدّثني به محمد بن جرير الطبّري مِنْ حفظه عن أحمد بن زهير بإسناده ومما يستحسن ويستجاد للنّابغة الجعديّ: [الطويل]
فَتَىَ كَمُلَتْ خَيْرَاتُهُ غَيْرَ أَنَّهُ جَوَادٌ فَلَا يُبْقِي مِنَ المَالِ بَاقِيَا
فَتىً تَمَّ فِيهِ مَا يَسُرُّ صَدِيقَهُ عَلَى أَنَّ فِيهِ مَا يَسُوءُ الأَعَادِيَا
وأنشدني أبو عثمان سعد بن نصر، قال: أنشدنا أبو محمد قاسم بن أصبغ اليماني، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الخشنيّ، قال: هذا ما أنشدنا أبو العقيل الرّياشي من قصيدة النّابغة الجعديّ: [الطويل]
تَذَكَّرْتُ
وَالِّذكْرَى
تَهَيَّجُ لِلْفَتَى وَمِنْ حَاجَةِ
الَمحْزُونِ
أَنْ
يَتَذَكَّرَا
نَدَامَايَ عِنْدَ المُنْذِرِ بْنِ مُحرِّقٍ أَرَى اليَوْمَ مِنْهُمْ ظَاهِرَ الأَرْضِ مُقْفِرا
تَقَضَّى زَمَانُ الوَصْلِ بَيْنِي وَبَيْنَها وَلَمْ يَنْقَضِ الشَّوْقُ
الَّذِي كَانَ أَكْثَرَا
وَإِنِّي
لأَسْتَشْفِي بِرُؤْيَةِ
جَارِهَا إِذَا
مَا
لِقَائَيْهَا
عَلَيَّ
تَعَذَّرَا
وَأُلْقِي عَلَى جِيرَانِهَا مِسْحَةَ الهَوىَ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا لِي
قَبِيلًا
وَمَعْشَرَا
تَرَدَّيْتُ ثَوْبَ
الذُّلِّ
يَوْمَ
لَقِيتُهَا وَكَانَ
رِدَائِي
نَخْوَةٌ وَتَجَبُّرَا
حَسِبْنَا زَمَانًا كُلَّ بَيْضَاءَ شَحْمَة لَيَالِيَ
إِذْ
نَغْزُو
جُذامَا
وَحِمْيرَا
إِلَى أَنْ لَقِينَا الحَيَّ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ ثَمَانِينَ
أَلْفًا
دَارِعِينَ وَحُسَّرَا
فَلَمَّا قَرَعْنَا النَّبْعَ بالنَّبْع
بَعْضَهُ بِبْعضٍ
أَبَتْ
عِيْدَانُه
أَنْ
تكَسَّرَا
سَقَيْنَاهُمُ كَأْسًا
سقَوْنَا
بِمِثْلِهَا وَلَكِنَّنَا
كُنَّا
عَلَى
المَوْتِ
أَصْبَرَا
بِنَفْسِي وَأَهْلي
عُصْبَةٌ
سُلَميَّةٌ يَعُدُّونَ
لِلْهَيْجَا
عَنَاجِيجَ
ضُمَّرَا
وَقَالُوا
لَنَا أَحْيُوا لَنَا مَنْ قَتَلْتُمُ لَقَدْ جِئْتُمُ إِدًّا
مِنَ
الأَمْرِ
مُنْكَرَا
وَلَسْنَا نَرُدُّ الرُّوحَ فِي جِسْمِ مَيِّتٍ وَكُنَّا نَسِيلُ
الرُّوحُ
مِمَّنْ
تُنَشَّرَا
نُمِيتُ وَلَا نُحْيِي كَذَلِكَ صُنْعُنَا إِذَا البَطَلُ الحَامِي إِلَى المَوْتِ
أَهْجَرَا
مَلَكْنَا فَلَمْ نَكْشِفْ قِنَاعًا لِحُرَّةٍ وَلَمْ
نَسْتَلِبْ إِلَّا الحَدِيدَ
المُسَمَّرَا
وَلَوْ أَنَّنَا شِئْنا سِوَى ذَاكَ أَصْبَحَتْ كَرَائِمُهُمْ
فِينَا
تُبَاعُ وَتُشْتَرَى
وَلكِنَّ
أَحْسَابًا
نَمَتْنَا إِلَى العُلَا وَآبَاءَ صِدْقٍ
أَنْ يَرُومَ
المُحَقْرَا
وَإِنَّا
لَقَومٌ
مَا
نُعَوِّدُ
خَيْلَنَا إِذَا مَا الْتَقَينَا أَنْ
تَحِيدَ
وتَنْفِرَا
وَنُنْكِرُ
يَومَ
الرَّوعِ
أَلْوَانَ خَيْلِنَا مِنَ الطَّعْنِ حَتَّى نَحْسَبَ الجَوْنَ أَشْقَرَا
وَلَيْسَ
بِمَعْرُوفٍ
لَنَا أَنْ
نَرُدَّهَا صِحَاحًا وَلَا مُستَنْكِرًا
أَنْ تُعَقَّرَا
أَتْيَتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالهُدَى وَيَتْلُو
كِتَابًا كَالمَجَرَّةِ
نَيّرا
بَلَغْنَا
السَّمَاءَ مَجْدُنَا
وَجُدُودُنَا وَإِنَّا
لَنَرْجُو
فَوْقَ ذَلِكَ
مَظْهَرَا
وَلَا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بَوَادِرٌ
تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ
يُكَدّرَا
وَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الْأَمْرَ أَصْدَرَا
حدّثنا عبد الوارث بن سفيان، حدّثنا قاسم بن أصبغ، حدّثنا أحمد بن زهير، قال: وقد رَوَى عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم من الشّعراء حسّان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وعدي بن حاتم الطّائي، وعباس بن مرداس السّلمي، وأبو سفيان ابن الحارث بن المطّلب، وحميد بن ثور الهلاليّ، وأبو الطّفيل عامر بن وائلة، وأيمن بن خريم الأسديّ، وأعشى بني مازن، والأسود بن سريع. قال أبو عمر: قد روى عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم من الشّعراء المحسنين ممنْ لم يذكره أحمد بن زهير في الشّعراء الرّواة الحارثُ ــ بن هشام، وعمرو بن شاس، وضراب ابن الأزور، وخُفاف بن ندبة، وكلُّ هؤلاء شاعر له صحبة، ورواية، ولم يذكر أحمد بن زهير لبيد بن ربيعة، ولا ضرار بن الخطّاب، ولا ابن الزّبعري؛ لأنهم ليست لهم رواية، وكذلك أبو ذؤيب الهذليّ، والشّماخ بن ضرار، وأخوه مزرد بن ضرار. قال محمد بن سلام: النّابغة الجعديّ، والشّماخ بن ضرار، ولبيد بن ربيعة، وأبو ذؤيب الهذلي طبقة. قال: وكان الشّماخ أشد متونًا من لبيد، ولبيد أحسن منه مَنْطِقا.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((ذكر أَبُو نُعَيْمٍ في "تاريخ أصبهان" أنه قيس بن عبد الله، وأنه مات بأصبهان، قال: وكان معاوية سيَّره إليها مع الحارث بن عبد الله بن عبد عوف بن أصرم؛ وكان ولي أصبهان مِنْ قِبل علي، ثم أسند من طريق الأصمعيّ، عن هانئ بن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن صفوان؛ قال: عاش النابغةُ مائة وعشرين سنة.))
((قال ابْنُ قُتَيْبَةَ: عمّر بعد ذلك إلى زمن ابن الزبير، ومات بأصبهان وله مائتان وعشرون سنة. وذكر المرزباني نحوه إلا قدر عمره، وزاد أنه كان من أصحاب عليّ، وله مع معاوية أخبار. وعن الأصمعيّ أنه عاش مائتين وثلاثين سنة)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال ابن قتيبة: عُمِّرَ النّابغةُ الجعدي مائتين وعشرين سنة، ومات بأصبهان. وهذا أيضًا لا يدفع، لأنه قال في الشّعر السّيني الذي أنشده عمر أنه أفنى ثلاثةَ قرون كلّ قرن من القرون ستّين سنة؛ فهذه مائة وثمانون سنة، ثم عُمِّر إلى زمن ابن الزّبير)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال