تسجيل الدخول


قيس بن عبد الله بن جعدة

النابغة الجَعْدِي، الشاعر المشهور المُعمّر:
اختلف في اسمه؛ فقيل: هو قيس بن عبد الله بن عُدَس، وقيل: قيس بن عبد الله بن وحوح، وقيل: اسم النابغة عبد الله، وقيل: حبان بن قيس بن عمرو، وقيل: حبان، أو: حَيَّان بن قيس بن عبد الله، وقيل: حبان بن قيس بن قيس، وقيل: عبد الله بن قيس بن عدي، وقيل: قيس بن سَعد بن عدس الجعدي، وقيل: قيس بن سعد بن عبد الله، وقيل: قيس بن عبد الله بن عمرو، وإنما قيل له‏ النّابغة فيما يقولون لأنه قال الشعر في الجاهليّة ثم أقام مدةً نحو ثلاثين سنة لا يقول الشّعر، ثم نبغ فيه بعد فقاله؛‏ فسُمّي النابغة.
كنيته أبو ليلى، ويقال: إن مولده قبل مولد النّابغة الذّبياني،‏ وكان من أحسن النّاس ثغرا،‏ وكان إذا سقطت له سن نبتَتْ أخرى.
وفد على النبي صَلَّى الله عليه وسلم؛ فأَسلم وحسن إسلامه، وأَنشده قصيدته الرائية، وفيها:
أَتَيتُ رَسُولَ الله إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى وَيَتْلُـو
كِتَـابًا
كَالْمَجَرَّةِ
نَيِّـرَا
وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده، عن يعلى بن الأشدق: حدّثني قيس بن عبد الله بن عدس، نابغة بني جعدة؛ فذكر حديثًا؛ قال أبو الفرج: أقام مدة لا يقول الشعر، ثم قاله فقيل: نبغ، وقيل: كان يقولُ الشعر ثم تركه في الجاهلية، ثم عاد إليه بعد أن أسلم، فقيل: نبغ، وقال الْقَحْذَمِيُّ: كان النابغة قديمًا شاعرًا مفلقًا طويل العمر في الجاهلية وفي الإسلام؛ قال: وكان أسنّ من النابغة الذيباني؛ ومن شعره الدال على طول عمره:
ألاَ زَعَمَـتْ بَنُـو أسَـــــــــدٍ بِأنِّي أبُـو وَلَـدٍ كَبِيرِ السّــــِنِّ فَاني
فَمَـنْ يَـكُ سَائِـلًا عَنِّــــــــي فَإنِّي مِنَ الفِتْيِانِ أيـَّـــــــامَ الختـانِ
أتَـتْ مِـائَةٌ لِعَـامِ وُلِدْتُ فِيــــــــهِ وَعَشْرٌ بَعْـــدَ ذَاكَ وَحِجَّتَـانِ
وَقَدْ أبْقَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ مِنِّي كمَا أبْقَتْ مِنَ السَّيْفِ اليَمَانِي
وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب "المعمرين": عاش مائتي سنة، وهو القائل:
قَالت أمَامَةُ َكمْ عَمَرْتَ زَمَانَــــــــــةً وَذَبَحْتَ مِنْ عِتْرٍ عَلَى الأوْثَانِ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ عُكَـاظَ قَبْلَ مَحِلِّهَا فِيهَا وَكُنْتُ أعَــدُّمِ الفِتْيَــــانِ
وَالمُنْذِر بْن
مُحرِّقٍ فِي مُلْكــهِ وَشَهِدْتُ يَوْمَ هَجَـائِنِ النُّعْمَانِ
وَعَمَرْتُ حَتَّى جَاءَ أحْمَدُ بِالهُدى وَقــَوَارِعٌ تُتْلـى مِنَ القُـرْآنِ
وَلَبِسْتُ مِ الإسْلاَمِ ثَوْبـًا وَاسِـــعًا مِنْ سيــب لا حَرِمٍ وَلاَ مَنَّانِ
قال ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: استدلوا بهذا على أنه كان أسن من النابغة الذبيانيّ؛ لأنه ذكر أنه شهد المنذر بن محرق؛ والنابغة الذبياني إنما أدرك النعمان بن المنذر، وتقدمت وفاة النابغة الذبياني قبله بمدة، ولذلك كان يظنُّ أن النابغة الذبياني أكبر من الجعدى، وذكر عمر بن شبة، عن أشياخه أنه عُمر مائة وثمانين سنة، وأنه أنشد عمر بن الخطاب:
لَبِسـتُ أنَـاسـًا فـَأَفَنيتِهُـمْ وَأفْنَيْـتُ بَعْـدَ أُنَـاسٍ أُناسـا
ثَـلاثََةُ أهْلِيــنَ أفْنَيْتُهُـــمْ وَكَـانَ الإلَـهُ هُوَ المُسْتآسَا
فقال له عمر: كم لبثت مع كل أهل؟ قال: ستين سنة، وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ: عمّر بعد ذلك إلى زمن ابن الزبير، ومات بأصبهان وله مائتان وعشرون سنة، وذكر المرزباني نحوه إلا قدر عمره؛ وزاد أنه كان من أصحاب عليّ، وله مع معاوية أخبار، وعن الأصمعيّ أنه عاش مائتين وثلاثين سنة، وروينا في كتاب الحاكم من طريق النضر بن شُمَيل أنه سئل عن أكبر شيخ لقيه المنتجع الأعرابيّ قال: قلت له: من أكبر من لقيت؟ قال: النابغة الجعديّ، قال: قلت له: كم عشت في الجاهلية؟ قال: دارين، قال النضر: يعني مائتي سنة، وقال أبُو عُبَيْدَةَ معمرُ بْنُ المُثَنَّى: كان النابغة ممن فكر في الجاهلية، وأنكر الخمر والسّكر، وهجر الأزلام، واجتنب الأوثان، وذكر دين إبراهيم؛ وهو القائل القصيدة التي فيها:
الحَمْــدُ لله لاَ شَــرِيكَ لَـهُ مَـنْ لَـمْ يَقُلْهَـا فَنَفْسَـهُ ظَلَمَـا
قال أبُو عُمَرَ: في هذه القصيدة ضروب من التوحيد، والإقرار بالبعث، والجزاء، والجنة، والنار على نحو شعر أمية بن أبي الصلت، وقد قيل: إنها لأمية، لكن صححها حماد الراوية، ويونس بن حبيب، ومحمد بن سلام الجمحيّ، وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة؛ وروى أبو القاسم البغويّ، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا يعلى بن الأشدق؛ قال: سمعْتُ النابغة الجعدي يقول: أنشدتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
بَلَغْنَـا السَّمَـاءَ مَجْـدُنَا وَجُدُودُنَا
وَإنَّـا لَنرْجُـو فَـوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا
فقال: "أيْنَ المَظَهَرُ يَا أبَا لَيْلَى؟" قلت: الجنة، قال: "أجَلْ إنْ شَاءَ الله تعالى"، ثم قال:
وَلاَ خَيْرَ فُي حِلْـمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ
بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَـدَّرَا
وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ
حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لاَ يَفْضُض الله فَاكَ" ــ مرتين(*)، وهكذا أخرجه البزّار،وفي رواية عنه يقول: أنشدت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم قولي: عَلْونا السماء... البيت؛ فغضب، وقال: "أَيْنَ المَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى؟" قلت: الجنة، قال: "أَجَلْ إن شَاءَ الله"، ثم قال: أنْشِدني من قولك، فأنشدته البيتين: ولا خَيْر في حلم؛ فقال لي: "أجَدْتَ، لاَ يَفْضُض الله فَاكَ"، فرأيتُ أسنانه كالبرد المنهل، لما انفصمت له سنٌّ ولا انفلتت(*)، وروى الحارث بن أبي أسامة في مسنده، من طريق الحسن بن عبيد الله العنبريّ، قال: حدّثني مَنْ سمع النابغة الجعدي يقول: أتيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنشدته:
وَإَنَّـا لقَـَومٌ مَا نُعَـوِّدُ خَيْـــــلَنَا إِذَا مَـا التَقَيْنَـا أَنْ تَحِيـدَ وَتَنْفِــرَا
وَنُنْكِرُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا مِنَ الطَّعْنِ حَتَّى نَحْسَبَ الجَوْنَ أَشْقَرَا
وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا صـِحَـاحـًا وَلاَ مُسْتَنْكَرًا أَنْ تُعَقَّـرَا
بلغنا السماء... البيت، وبقية القصيدة نحوه، ورويت مسلسلة بالشعراء مِنْ رواية دعبل بن علي الشّاعر، عن أبي نواس، عن والبة بن الحباب، عن الفرزدق، عن الطرماح، عن النّابغة؛ وهي في كتاب "الشّعراء" لأبي زُرعة الرّازي،‏ وعاش النّابغةُ بدعوة النّبي صَلَّى الله عليه وسلم حتى أتَتْ عليه مائة واثنتا عشرة سنة، وكان يَرِدُ على الخلفاء، ورد على عمر، ثم على عثمان، وله أخبار حسان، وقال عمر بن شبة‏:‏ كان النّابغة الجعديّ شاعرًا مُغَلَّبا إلا أنه كان إذا هاجى غُلب، هاجى أوسَ بن مغراء، وليلى الأخيلية، وكعبَ بن جعيل، فغلبوه، وهو أشعر منهم مرارًا، ليس فيهم من يقرب منه، وكذلك قال فيه ابن سلام وغيره،‏ وذكر الهيثم بن عديّ، قال:‏ رَعَتْ بنو عامر بالبصرة في الزروع، فبعث أبو موسى الأشعريّ في طلبهم، فتصارَخُوا يا آل عامر‏!‏ فخرج النّابغة الجعديّ، ومعه عصبةٌ له، فأتى به أبو موسى، فقال له‏:‏ ما أخرجك؟ قال‏:‏ سمعْتُ داعيةَ قومي، قال: فضربه به أسواطًا‏،‏ فقال النَّابغة في ذلك‏:
رَأَيْتُ البَكْرَ بَكْرَ بَنِي ثَمُودٍ وَأَنْتَ أَرَاكَ بَكْرَ الأَشْعَرِينَا
فَإِنْ تَكُ لْابْنِ عَفَّانٍ أَمِينًا فَلَمْ يَبْعَثْ بِكَ البَرُّ الأَمِينَا
فَيَا قَبْرَ الَّنبِيِّ وَصَاحِبيَهِ أَلَا يَا غَوْثَنَا لَوْ
تَسْمَعُونَا
أَلَا صَلَّى إِلهُكُمُ
عَلَيْكُمْ وَلَا صَلَّى عَلَى الأُمَرَاءِ فِينَا
فأما خَبره مع ابن الزّبير، فروى عبد الوارث بن سفيان، عن عبد الله بن عروة بن الزّبير، قال‏:‏ أقحمت السّنة نابغة بني جعدة، فدخل على عبد الله بن الزّبير في المسجد الحرام فأنشده:
حَكَيْتَ
لَنَّا الصِّدِّيقَ لَمَّا
وَليتَنَا وَعُثْمَانَ وَالفَارُوقَ فَارْتَاحَ مُعْدِمُ
وَسَوَّيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي الحَقِّ فَاسْتَوَوْا فَعَادَ صَبَاحًا حَالِكُ اللَّيْلِ مُظْلِـمُ
أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى تَجُوبُ بِهِ
الدُّجَى دُجَى اللَّيلِ جَوَّابُ الفَلَاةِ عَرَمْرَمُ
لِتُجْبِرَ
مِنْهُ
جَانِبًا
دَعْدَعَتْ بِهِ صُرُوفُ اللَّيَالي وَالزَّمَانُ المُصَمِّصِمُ
قال:‏ فقال له ابن الزّبير:‏ أمسك عليك يا أبا ليلى؛ فإن الشّعر أهون وسائلك عندنا، أما صفوة ما لنا فإن بني أسد شغلتنا عنك، وأما صفوته فلآل الزّبير، ولكن لك في مالِ الله حقَّان:‏ حقٌّ لرؤيتك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وحق لشركتك أهْلَ الإسلام في فيئهم، ثم أدخله دار النّعم‏، فأعطاه قلائص سبعًا وفرسًا وخيلًا، وأوقر له الرّكاب بُرًّا وتمرًا وثيابًا، فجعل النّابغة يستعجل ويأكل الحبَّ صرفًا، فقال ابن الزّبير‏: وَيْح أبي ليلى! لقد بلغ منهُ الجهد، فقال النّابغة:‏ أشْهَدُ لسمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:‏ ‏"‏مَا وليَتْ قُرَيْشٌ فَعَدَلَتْ، وَاسْتُرْحِمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فَصَدَقَتْ، وَوَعَدَتْ خَيْرًا فأَنجَزَتْ، فَأَنَّا والنَّبِيُّونَ فُرَّاط الْقَادِمِينَ أَلا‏"... وذكر كلمة معناها أَنَّهُمْ تَحْتَ النَّبِيينَ بِدَرَجَةٍ فِي الجَنَّةِ(*)، قال الزّبير:‏ كتب يحيى بن معين هذا الحديث عن أخي، وذكر أبو الفرج الأصبهاني هذا الحديث، فقال:‏ حدّثني به محمد بن جرير الطبّري مِنْ حفظه، ومما يستحسن ويستجاد للنّابغة الجعدي‏ّ:
فَتَىَ كَمُلَتْ خَيْرَاتُهُ غَيْرَ أَنَّهُ جَوَادٌ فَلَا يُبْقِي مِنَ المَالِ بَاقِيَا
فَتىً تَمَّ فِيهِ مَا يَسُرُّ صَدِيقَهُ عَلَى أَنَّ فِيهِ مَا يَسُوءُ الأَعَادِيَا
وأنشد النّابغة أيضًا:
تَذَكَّرْتُ وَالِّذكْرَى تَهَيَّجُ لِلْفَتَى وَمِنْ حَاجَةِ الَمحْزُونِ أَنْ يَتَذَكَّرَا
نَدَامَايَ عِنْدَ المُنْذِرِ بْنِ مُحرِّق أَرَى اليَوْمَ مِنْهُمْ ظَاهِرَ الأَرْضِ مُقْفِرا
تَقَضَّى زَمَانُ الوَصْلِ بَيْنِي وَبَيْنَها وَلَمْ يَنْقَضِ الشَّوْقُ الَّذِي كَانَ أَكْثَرَا
وَإِنِّي لأَسْتَشْفِي بِرُؤْيَةِ جَارِهَا إِذَا مَا لِقَائَيْهَا عَلَيَّ تَعَذَّرَا
وَأُلْقِي عَلَى جِيرَانِهَا مِسْحَةَ الهَوىَ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا لِي قَبِيلًا َمَعْشَرَا
تَرَدَّيْتُ ثَوْبَ
الذُّلِّ
يَوْمَ
لَقِيتُهَا وَكَانَ رِدَائِي نَخْوَةٌ وَتَجَبُّرَا
حَسِبْنَا زَمَانًا كُلَّ بَيْضَاءَ شَحْمَة لَيَالِيَ إِذْ نَغْزُو جُذامَا وَحِمْيرَا
إِلَى أَنْ لَقِينَا الحَيَّ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ ثَمَانِينَ أَلْفًا دَارِعِينَ وَحُسَّرَا
فَلَمَّا قَرَعْنَا النَّبْعَ بالنَّبْع بَعْضَهُ بِبْعضٍ أَبَتْ عِيْدَانُه أَنْ تكَسَّرَا
سَقَيْنَاهُمُ كَأْسًا سقَوْنَا بِمِثْلِهَا وَلَكِنَّنَا كُنَّا عَلَى المَوْتِ أَصْبَرَا
بِنَفْسِي وَأَهْلي عُصْبَةٌ سُلَميَّةٌ يَعُدُّونَ لِلْهَيْجَا عَنَاجِيجَ ضُمَّرَا
وَقَالُوا لَنَا أَحْيُوا لَنَا مَنْ قَتَلْتُمُ لَقَدْ جِئْتُمُ إِدًّا مِنَ الأَمْرِ مُنْكَرَا
وَلَسْنَا نَرُدُّ الرُّوحَ فِي جِسْمِ مَيِّتٍ
وَكُنَّا نَسِيلُ الرُّوحُ مِمَّنْ تُنَشَّرَا
نُمِيتُ وَلَا نُحْيِي كَذَلِكَ صُنْعُنَا
إِذَا البَطَلُ الحَامِي إِلَى المَــــوْتِ أَهْجَرَا
مَلَكْنَا فَلَمْ نَكْشِفْ قِنَاعًا لِحُرَّةٍ وَلَمْ نَسْتَلِبْ إِلَّا الحَدِيدَ المُسَمَّرَا
وَلَوْ أَنَّنَا شِئْنا سِوَى ذَاكَ أَصْبَحَتْ
كَرَائِمُهُمْ فِينَا تُبَاعُ وَتُشْتَرَى
وَلكِنَّ أَحْسَابًا نَمَتْنَا إِلَى العُلَا وَآبَاءَ صِدْقٍ أَنْ يَرُومَ
المُحَقْرَا
وَإِنَّا
لَقَومٌ مَا نُعَوِّدُ خَيْلَنَا إِذَا مَا الْتَقَينَا أَنْ
تَحِيدَ
وتَنْفِرَا
وَنُنْكِرُ يَومَ الرَّوعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا مِنَ الطَّعْنِ حَتَّى نَحْسَبَ الجَوْنَ أَشْقَرَا
وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا صِحَاحًا وَلَا مُستَنْكِرًا أَنْ تُعَقَّرَا
أَتْيَتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالهُدَى
وَيَتْلُو كِتَابًا
كَالمَجَرَّةِ
نَيّرا
بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ
مَظْهَرَا
وَلَا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ
بَوَادِرٌ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ
يُكَدّرَا
وَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الْأَمْرَ أَصْدَرَا
وروى عبد الوارث بن سفيان، عن أحمد بن زهير، قال: وقد رَوَى عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم من الشّعراء حسّان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وعدي بن حاتم الطّائي، وعباس بن مرداس السّلمي، وأبو سفيان بن الحارث بن المطّلب، وحميد بن ثور الهلاليّ، وأبو الطّفيل عامر بن وائلة، وأيمن بن خريم الأسديّ، وأعشى بني مازن، والأسود بن سريع، وقال أبو عمر:‏ قد روى عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم من الشّعراء المحسنين ممنْ لم يذكره أحمد بن زهير في الشّعراء الرّواة: الحارثُ بن هشام، وعمرو بن شاس، وضراب بن الأزور، وخُفاف بن ندبة، وكلُّ هؤلاء شاعر له صحبة ورواية، ولم يذكر أحمد بن زهير: لبيد بن ربيعة، ولا ضرار بن الخطّاب، ولا ابن الزّبعري؛ لأنهم ليست لهم رواية، وكذلك: أبو ذؤيب الهذليّ، والشّماخ بن ضرار، وأخوه مزرد بن ضرار، قال محمد بن سلام:‏ النّابغة الجعديّ، والشّماخ بن ضرار، ولبيد بن ربيعة، وأبو ذؤيب الهذلي طبقة، قال:‏ وكان الشّماخ أشد متونًا من لبيد، ولبيد أحسن منه مَنْطِقا، وذكر أَبُو نُعَيْمٍ في "تاريخ أصبهان" أن معاوية كان سيَّره إلى أصبهان مع الحارث بن عبد الله بن عبد عوف؛ وكان وُلي أصبهان مِنْ قِبل علي.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال