تسجيل الدخول


يعلى بن أمية التميمي

يَعْلَى بنُ أُمَيَّة بن أَبي عُبَيدَةَ، وقيل: أبِي بن عُبيدة التميميّ الحنظلي.
هو المعروف بيعلَى بن مُنْيَة، ومنية اسم أُمه، وكنيته أبو خلف، وقيل: أَبو صَفْوَانَ، وقيل: أَبو خالد، وأمه مُنْيَة بنت جابر بن وهب، وهي عمة عُتْبة بن غَزوان بن جابر، وعتبة بن غزوان، ويَعْلَى بن أُمية، حلفاء الحارث بن نَوفل بن عبد مناف، وبنو زَيد بن مالك بن حَنْظلة، مِن بني العَدَوِيّة بها يعرفون، وهي الحرام بنت خُزَيمْة بن تَمِيم، وهي أم زيد بن مالك. قال أبو عمر‏:‏ أهل الحديث وأصحاب التّواريخ يقولون: مُنية بنت غزوان، أُخت عتبة بنت غزوان، ويقولون: هي أُم يعلى بن أُمية، وقال الطّبري: هي مُنية بنت جابر، عمة عتبة بن غزوان، وأُم يعلى بن أُمية. وقال الزّبير بن بكّار: هي جدّ يعلى بن أُمية، أم أبيه، قيل له: يَعْلَى بن منية، نُسِب إلى جدّته، ولم يصب الزّبير في ذلك، والله أعلم‏. أسلم أبوه، وأخوه، سلمة، وأخته نَفِيسَة بنت مُنْيَة. وشهد سلمة بن أميّة مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تبوك. قال يَعْلَى: جئت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بأَبي أُمَيَّةَ يوم الفتح، فقلت: يا رسول الله، بَايِعْ أَبِي عَلَى الهجرة، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "بل أبايعه على الجهاد، فقد انقطعت الهجرة"(*). قيل‏:‏ تزوَّج بنت الزّبير، وبنت أبي لهب‏. وأسلم يوم الفتح. وشهد حنينًا، والطائف، وتبوك. وقال يعلى بن أميّة: غزوتُ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، جيش العُسْرة، وكان من أوثق أعمالي في نفسي‏. وقال ابن منده: شهد يعلى بدرًا، وليس بشئ. قال أبو عمر‏:‏ كان يعْلَى بن أُمية سخيًّا معروفًا بالسّخَاءِ.
روَى عن النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم، وعن عمر، وعتبة بن أبي سفيان. روى عنه أولاده: صفوان، وعثمان، ومحمَّد، وعبد الرحمن، وابن ابنه صفوان بن عبد الله بن يَعْلَى، وعطاء، ومجاهد، وروى عنه: عبد الله بن ثابت، وخالد بن دُريك. قال يعلى: سمعت النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}(*) أخرجه الترمذي 2 / 382 في أبواب الجمعة (508) وأخرجه البخاري 8 / 568 في التفسير (4819) ومسلم 2 / 594 في الجمعة (49 / 871).. قال عَوْف الأعرابيّ‏:‏ استعمل أبو بكر الصّدّيق يَعْلَى بن أُمية على بلاد حُلوان في الردّة، ثم عمل لعمر على بعض اليمن، فحمى لنفسه حمى، فبلغ ذلك عمر، فأمره أن يمشي على رِجْليه إلى المدينة، فمشى خمسة أيام، أو ستة إلى صعدة، وبلغه موت عمر، فركب، فقدم المدينة على عثمان، فاستعمله على صَنْعَاء، ثم قدم وافدًا على عثمان، فمرَّ عليّ على باب عثمان، فرأى بغلته جَوْفاء عظيمة، فقال‏: لمن هذه البغلة؟ فقالوا‏:‏ هي ليَعْلَى‏،‏ قال‏:‏ ليعلى والله! وكان عظيم الشّأن عند عثمان، وله يقول الشاعر‏:
إِذَا مَا دَعَا يَعْلَى وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لأَمْرٍ يَنُوبُ النَّاسُ أَوْ لِخُطُوبِ
قال‏ محمد بن يزيد بن طلحة:‏ كان يعلى بن أُميّة على الجند، فبلغه قتل عثمان، فأقبل؛ لينصره، فسقط عن بعيره في الطريق، فانكسرت فخذه، فقدم مكّة بعد انقضاء الحج، فخرج إلى المسجد، وهو كسير على سرير، واستشرف إليه النّاسُ، واجتمعوا، فقال‏: مَنْ خرج يطلب بدم عثمان فعليّ جهازه، ولما بلغ عليًّا ما قال يَعْلَى عرف أن عنده مالًا من مال الله كثيرًا فقال: لئن ظفرت بيعلى بن مُنْيَة لأجعلن أمواله في مال الله. قال‏ مسلمة عن عوف:‏ أعان يعلى بن أُمية الزّبير بأربعمائة ألف، وحَمَل سبعين رجلًا من قريش، وحَمَل عائشة على جمل، يقال له: عسكر، كان اشتراه بمائتي دينار‏. وقال أَبِو عَمْرو ذَكوان: أول مَن جاء أهلَ مكة بقتل عثمان رجلٌ من العرب، يقال له: الأخضر، قدم مكة، فقال: إن عثمانَ قَتَل أربعينَ رجلًا مَن القُرّاء، وكتمهم قتل عثمان مخافة على مالٍ له كان دَينًا على الناس، فقالت عائشة: لَا أَحَد لهذا الطاغية؟ فقلت: احْفَظِي لِسَانَكِ لعلّ هذا باطل، فلما اقتضى الأَخْضَرُ دَيْنَه، خرج، وخرج معه يَعْلَى بن مُنْيَة، حتى إذا كانا بالبَطْحَاء أخبره بقتل عثمان، فرجع يَعْلَى، فأخبر أهل مكة، وصار الأخضر مثلًا بمكة، أنت أَكْذَبُ مِن الأخضر، فَلَمْ يُدْرَكْ، ولم يُدْرَ مَنْ هو حتى الساعة، ورأوا أنه شيطان. وقال ابن أَبِي مُلَيْكَة: جاء يَعْلَى بن أُمَيَّة إلى عائشة، فقال: قد قُتل خليفتك الذي كنتِ تحرضين على قتله، فقالت: برئت إلى الله ممن قتله، قال: الآن! ثم قال: أظهري البراءة ممن قتله، فَخَرَجَتْ إلى المسجد، فَجَعَلَتْ تَبْرَأُ ممّن قتل عثمان رضي الله عنه. قال عروة: سمعت يَعْلَى بن مُنية، وهو مشتمل الضَّبْعِية يقول: هذه عشرة آلاف دينار، وهي عين مالي، أقوي بها مَنْ طلب بدم عثمان رحمه الله، قال: فجعل يعطي الناس، واشترى أربعمائة بعير فأناخها بالبَطْحاء حمل عليها. وقُتل يعلى بن أُمية سنة ثمان وثلاثين بصِفّين مع علي.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال