تسجيل الدخول


أبو هريرة الدوسي

روى الزُّهْرِيّ في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} [سورة البقرة: 159] قال: قال أبو هُرَيْرَة: إنّكم لتقولون أكْثر أبو هريرة عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ولله الموعد، ويقولون للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم هذه الأحاديث، وإنّ أصحابي من المهاجرين كانت تَشْغَلُهم صَفَقاتُهُم بالسوق، وإنّ أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرَضوهم والقيام عليها، وإني كنتُ امرأً مسكينًا، وكنتُ أُكْثِرُ مجالسةَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم أحْضَرُ إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم حدّثنا يومًا فقال: "من يبسط ثوبه حتى أُفْرِغَ فيه من حديثي، ثمّ يقبضه إليه فلا ينسى شيئًا سَمِعَه مني أبدًا؟"، فبسطتُ ثوبي، أو قال: نمِرَتي، فحدّثني ثمّ قبضتُه إليّ، فوالله ما كنتُ نسيتُ شيئًا سمعتُه منه، وَايْمُ الله لولا آيةٌ في كتاب الله ما حدّثْتُكم بشيءٍ أبدًا، ثمّ تلا: {إِِِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [سورة البقرة: 159](*).
وروى سعيد بن أبي سعيد المَقْبُريّ، عن أبي هريرة أنّه كان يقول: حفظتُ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وِعاءين: فأمّا أحدهما فبثثتُه في الناس وأمّا الآخر فلو بثثته لَقُطِعَ هذا البُلْعوم.
وروى بكر بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة؛ قال: لقي كعبًا فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب: ما رأيتُ رجلًا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة.
وذكر أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ أنّ مسند بَقِيّ بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر.
وقال البُخَارِيُّ: روَى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ مَنْ روى الحديث في عصره.
وأخرج ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، من طريق سعيد بن أبي الحسن؛ قال: لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثًا مِنْ أبي هريرة. وقال الربيع: قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ مَنْ رَوَى الحديث في دهره. وقال أَبُو الزُّعَيْزَعَةِ كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة، فجعل يحدّثه، وكان أجلسني خَلْفَ السرير أكتُب ما يحدِّث به حتى إذا كان في رأس الحَوْل أرسل إليه فسأله وأمرني أن أنْظر، فما غَيَّرَ حرفًا عن حرف.
وروى سعيد بن عبد العزيز، عَنْ مكحول قال: تواعد الناس وهم بالجَابِيَة قُبَّةً من قِبَابِ معاوية فاجتمعوا، فقام فيهم أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حتى أصبح.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال