تسجيل الدخول


عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن...

ويقال بن رِياب الأسديّ، يكنى أبا محمّد، أمّه أميمة بنت عبد المطّلب بن هاشم، وكان عبد الله رجلًا ليس بالطويل ولا بالقصير، كثيرَ الشعر. أسلَم عبد الله وعُبيد الله وأبو أحمد بنو جحش قبل دخول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، دار الأرقم. وهاجر عبد الله الهجرتين إِلى أَرض الحبشة هو وأَخواه أَبو أَحمد، وعبيد اللّه، وأُختهم زينب بنت جحش، زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم وأُم حبيبة وحَمْنَة بنات جحش، وهاجر عبد اللّه إِلى المدينة بأَهله وأَخيه أَبي أَحمد، فنزل على عاصم بن ثابت بن أَبي الأَقلح. أَمَّره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على سَرِيَّة، وهو أَول أَمير أَمَّره ــ في قول ــ وغَنِيمَتُه أَول غنيمة غنمها المسلمون، وخَمَّس الغنيمة وقسم الباقي، فكان أَوَّل من سنَّ الخمس من الغنيمة للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم من قبل أَن يفرض اللَّه الخمس، فأنزل الله تعالى بعد ذلك آية الخمس.‏: }وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ{... ‏[الأنفال: 41] الآية‏. وبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عبد الله بن جحش في رجب على رأس سبعةَ عشر شهرًا سَرِيّةً إلى نَخْلَةَ وخرج معه نفر من المهاجرين ليس فيهم أنصاريّ، وأمّرَه عليهم وكتب له كتابًا وقال: "إذا سِرْتَ يومين فانْشُرْه فانظر فيه ثمّ امْض لأمري الّذي أمرتُك به". وروي أنه في هذه السّريّة تَسَمّى عبدُ الله بن جحش أميرَ المؤمنين. وشهد عبد الله بدرًا، واستشهد يوم أُحُدٍ، ويعرف بالمجّدع في الله؛ لأنه مُثِّل به يوم أحد وقُطِع أنفْه. روى مجاهد، عن زياد بن عِلاقة، عن سعد بن أبي وّقاص أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خطبهم وقال:‏ ‏"‏لأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُم رَجُلًا لَيْسَ بِخَيْركُم، وَلَكِنَّهُ أَصْبَركُمْ لِلْجُوعِ وَالْعَطَشِ‏"‏ ، فبعث عبد الله بن جحش. وروى إسحاق بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه أن عبد الله بن جحش قال له يوم أُحد:‏ ألا تأتي فندعوا الله، فجلسوا في ناحية، فدعا سعد، وقال:‏ يارب، إذا لقيت العدوّ غدًا فلقني رجلًا شديدًا بأسُه، شديدًا حَرده، أقاتله فيك، ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظَّفَر حتى أقتله، وآخذ سلبهُ، فأمَّن عبد الله بن جحش، ثم قال:‏ اللهم ارزقني غدًا رجلًا شديدًا بأسُه، شديدًا حَرده، أقاتله فيك ويقاتلني فيقتلني، ثم يأخذني فيجدع أنْفي وأذني، فإذا لقيتك قلتَ‏َ: يا عبد الله، فيم جُدِع أنفُك وأذنك؟ فأَقول:‏ فيك وفي رسولك، فتقول‏:‏ صدقت. قال سعد:‏ كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النّهار وإنَّ أذنه وأنْفَه معلقان جميعًا في خَيْط. وذكر الزّبير في "الموفقيات" أنّ عبد الله بن جحش انقطع سيفه يوم أحد، فأَعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عرجون نخلة، فصار في يده سيفًا، يقال إن قائمته منه، وكان يسمّى العرجون، ولم يزل يُتَناول حتى بيع من بغا التركي بمائتي دينار. وروى عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيّب أنّ رجلًا سمع عبد الله بن جحش يقول قبل يوم أُحُد بيوم: اللهمّ إذا لاقوا هؤلاء غدًا فإنّي أُقْسِمُ عليك لَمّا يَقْتُلُوني ويَبْقُرُوا بَطْني ويَجْدَعُوني، فإذا قلتَ لي لِمَ فُعِلَ بكَ هذا؟ فأقول اللهمّ فيك، فلمّا التقوا فَعلوا ذلك به، وقال الرّجل الّذي سمعه: أمّا هذا فقد استُجِيبَ له وأعطاهُ اللُّه ما سأل في جسده في الدنيا، وأنا أرجو أن يُعْطَى ما سأل في الآخرة. وروى كثير بن زيد، عن المطّلب بن عبد الله بن حَنْطَب أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يومَ خرج إلى أُحُد نزل عند الشيخين فأصبح هناك فجاءَتْه أمّ سَلَمَةَ بكَتفٍ مَشويّة فأكلها، ثمّ جاءته بنبيذ فشرب، ثمّ أخذه رجلٌ من القوم فشرب منه، ثمّ أخذه عبد الله بن جحش فعَبّ فيه، فقال له رجل: بعضَ شرابك، أتدري أين تغدو؟ قال: نعَمْ، ألْقى اللَّه وأنا رَيّانُ أحَبّ إليّ من أنْ ألقاه وأنا ظمآن، اللّهمّ إني أسألُك أن أُسْتَشْهَدَ وأن يُمْثَلَ بي فتقول فيمَ صُنِعَ بك هذا؟ فأقول: فيك وفي رسولك. وروي أنه استشار رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في أسارى بَدْر عبد الله بن جحش وأبا بكر وعمر‏. ‏ ودُفن عبد الله بن جحش وحمزةُ بن عبد المطّلب، وهو خاله، في قبر واحد، وكان عبد الله يومَ قُتل ابن بضع وأربعين سنة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال