تسجيل الدخول


عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن...

عبد الله بن جحش بن رئاب ــ ويقال رِياب ــ الأسديّ، حليف لبني عبد شمس، وقيل: حَلِيف حَرْب بن أَمية.
يكنى أبا محمّد.
أمّه أميمة بنت عبد المطّلب بن هاشم، وروى محمّد بن صالح، عن يزيد بن رُومان قال: أسلَم عبد الله وعُبيد الله وأبو أحمد بنو جحش قبل دخول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، دار الأرقم. قالوا: وهاجر عبد الله وعُبيد الله ابنا جحش إلى أرض الحبشة في المرّة الثانية، وكانت مع عُبيد الله زوجته أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، فتنصّر عُبيد الله بأرض الحبشة ومات بها، ورجع عبد الله إلى مكّة. وروى عمر بن عثمان الجحشي، عن أبيه قال: كان بنو غَنْم بن دودان أهل إسلام قد أوْعَبوا في الهجرة إلى المدينة رجالهم ونساؤهم فخرجوا جميعًا وتركوا دورهم مُغْلَقَةً، فخرج عبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش؛ واسمه عبد، وعُكّاشة بن مِحْصَن، وأبو سنان بن محصن، وسنان بن أبي سنان، وشُجاع بن وَهْب وأخوه عُقْبة بن وهب، وأربدُ بن حُميرة، ومَعْبَد بن نُباتَةَ، وسعيد بن رُقَيْش، ويزيد بن رُقيش، ومُحْرِز بن نَضلة، وقيس بن جابر، وعمرو بن محصن بن مالك، ومالك بن عمرو، وصَفْوان بن عمرو، وثقاف بن عمرو، وربيعة بن أكثَم، وزُبير بن عُبَيد، فنزلوا جميعًا على مُبَشّر بن عبد المنْذِر. وروى عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان بن جُبير بن مُطْعم، عن أبيه قال: كان ممّن خرج في الهجرة إلى المدينة فأوعبوا، رجالهم ونساؤهم، وغلقوا دورهم فلم يبقَ منهم أحَدٌ إلاّ خرج مهاجرًا، دار بني غَنْم بن دُودان ودار بني أبي البُكير ودار بني مظعون. وهاجر عبد الله الهجرتين إِلى أَرض الحبشة هو وأَخواه أَبو أَحمد، وعبيد اللّه، وأُختهم زينب بنت جحش، زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم وأُم حبيبة وحَمْنَة بنات جحش، فأما عبيد الله فإنه تنصر بالحبشة ومات بها نصرانيًا. وبانت منه زوجه أُم حبيبة بنت أَبي سفيان، فتزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهي بأَرض الحبشة، وهاجر عبد اللّه إِلى المدينة بأَهله وأَخيه أَبي أَحمد، فنزل على عاصم بن ثابت بن أَبي الأَقلح.
وليَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تركته، فاشترى لابنه مالًا بخيبر، وكان عبد اللّه يقال له: المُجَدّع في الله. روى الزَّبير بن بَكار، عن الحسن بن زيد بن الحسن بن عَليّ أَنه قال: قاتل الله ابن هشام! ما أَجرأَه على الله، دخلت إِليه يومًا مع أَبي هذه الدار ــ يعني دار مَرْوان ــ وقد أَمره هشام بن عبد الملك بن مروان أَن يَفْرَضَ للناس، فدخل ابن لعبد اللّه المُجَدَّع في الله، فانتسب له وسأَله الفريضة، فلم يُجبْه بشيءٍ، ولو كان أَحد يرفع إِلى السماءِ لكان ينبغي أَن يُرْفع لمكان أَبيه، وأَحرى لابن أَبي تِجْراة الكِنْدي، لأَنه قال: صاحبت عمك عمارة بن الوليد بن المغيرة فقال: لينفعنك وفرض له.
كان عبد الله رجلًا ليس بالطويل ولا بالقصير، كثيرَ الشعر.
أَمَّره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على سَرِيَّة، وهو أَول أَمير أَمَّره ــ في قول ــ وغَنِيمَتُه أَول غنيمة غنمها المسلمون، وخَمَّس الغنيمة وقسم الباقي، فكان أَوَّل من سنَّ الخمس من الغنيمة للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم من قبل أَن يفرض اللَّه الخمس، فأنزل الله تعالى بعد ذلك آية الخمس.‏ وإنّما كان قبل ذلك المرباع‏.‏ قال الواقديّ.‏ عن أَشياخه‏:‏ كان في الجاهليَّة الْمِرباع، فلما رجع عبد الله بن جحش من سرَّيته خمَّس ما غنم، وقسم سائر الغنيمة، فكان أَول من خمس في الإسلام، ثم أَنزل الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ...} [‏الأنفال: 41] الآية‏. روى داود بن الحُصين، عن نافع بن جُبير قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عبد الله بن جحش في رجب على رأس سبعةَ عشر شهرًا سَرِيّةً إلى نَخْلَةَ وخرج معه نفر من المهاجرين ليس فيهم أنصاريّ، وأمّرَه عليهم وكتب له كتابًا وقال: "إذا سِرْتَ يومين فانْشُرْه فانظر فيه ثمّ امْض لأمري الّذي أمرتُك به".(*) قال محمّد بن عمر: أخبرنا نَجيح أبو معشر المدني قال: في هذه السّريّة تَسَمّى عبدُ الله بن جحش أميرَ المؤمنين. وروى عاصم الأحول، عن الشعبيّ أنه قال:‏ أول لواءٍ عقده رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم فلعبد الله بن جحش حليف لبني أمية.(*) وقال ابن إسحاق:‏ بل لواء عبيدة بن الحارث.‏ وقال المدائنيّ‏:‏ بل لواء حمزة‏. ورَوَى السّرَاجُ، من طريق زِرّ بن حُبَيش، قال: أول رايَة عُقدت في الإسلام لعبد الله بن جَحْش. وشهد عبد الله بدرًا، واستشهد يوم أُحُدٍ، ويعرف بالمجّدع في الله؛ لأنه مُثِّل به يوم أحد وقُطِع أنفْه. روى مجاهد، عن زياد بن عِلاقة، عن سعد بن أبي وّقاص أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خطبهم وقال:‏ ‏"‏لأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُم رَجُلًا لَيْسَ بِخَيْركُم، وَلَكِنَّهُ أَصْبَركُمْ لِلْجُوعِ وَالْعَطَشِ‏"أخرجه أحمد في المسند 1/178.، فبعث عبد الله بن جحش.(*) وروى إسحاق بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه أن عبد الله بن جحش قال له يوم أُحد:‏ ألا تأتي فندعوا الله، فجلسوا في ناحية، فدعا سعد، وقال:‏ يارب، إذا لقيت العدوّ غدًا فلقني رجلًا شديدًا بأسُه، شديدًا حَرده، أقاتله فيك، ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظَّفَر حتى أقتله، وآخذ سلبهُ، فأمَّن عبد الله بن جحش، ثم قال:‏ اللهم ارزقني غدًا رجلًا شديدًا بأسُه، شديدًا حَرده، أقاتله فيك ويقاتلني فيقتلني، ثم يأخذني فيجدع أنْفي وأذني، فإذا لقيتك قلتَ‏َ: يا عبد الله، فيم جُدِع أنفُك وأذنك؟ فأَقول:‏ فيك وفي رسولك، فتقول‏:‏ صدقت. قال سعد:‏ كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النّهار وإنَّ أذنه وأنْفَه معلقان جميعًا في خَيْط. وذكر الزّبير في "الموفقيات" أنّ عبد الله بن جحش انقطع سيفه يوم أحد، فأَعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عرجون نخلة، فصار في يده سيفًا، يقال إن قائمته منه، وكان يسمّى العرجون، ولم يزل يُتَناول حتى بيع من بغا التركي بمائتي دينار. وروى عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيّب أنّ رجلًا سمع عبد الله بن جحش يقول قبل يوم أُحُد بيوم: اللهمّ إذا لاقوا هؤلاء غدًا فإنّي أُقْسِمُ عليك لَمّا يَقْتُلُوني ويَبْقُرُوا بَطْني ويَجْدَعُوني، فإذا قلتَ لي لِمَ فُعِلَ بكَ هذا؟ فأقول اللهمّ فيك، فلمّا التقوا فَعلوا ذلك به، وقال الرّجل الّذي سمعه: أمّا هذا فقد استُجِيبَ له وأعطاهُ اللُّه ما سأل في جسده في الدنيا، وأنا أرجو أن يُعْطَى ما سأل في الآخرة. وروى كثير بن زيد، عن المطّلب بن عبد الله بن حَنْطَب أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يومَ خرج إلى أُحُد نزل عند الشيخين فأصبح هناك فجاءَتْه أمّ سَلَمَةَ بكَتفٍ مَشويّة فأكلها، ثمّ جاءته بنبيذ فشرب، ثمّ أخذه رجلٌ من القوم فشرب منه، ثمّ أخذه عبد الله بن جحش فعَبّ فيه، فقال له رجل: بعضَ شرابك، أتدري أين تغدو؟ قال: نعَمْ، ألْقى اللَّه وأنا رَيّانُ أحَبّ إليّ من أنْ ألقاه وأنا ظمآن، اللّهمّ إني أسألُك أن أُسْتَشْهَدَ وأن يُمْثَلَ بي فتقول فيمَ صُنِعَ بك هذا؟ فأقول: فيك وفي رسولك.(*)
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وابن حِبَّان: لَهُ صُحْبَةٌ. وروى عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال:‏ استشار رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في أسارى بَدْر عبد الله بن جحش وأبا بكر وعمر‏.(*) ‏وروى موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه قال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت بن أبي الأَفْلَح.(*)
روى عن عبد الله بن جحش سعد بن أبي وقّاص‏، وروى عنه سعيد بن المسيَّب، ولم يسمع منه‏.
قال محمد بن عمر: قُتل عبد الله بن جحش يوم أُحُد شهيدًا، قتله أبو الحَكَم بن الأخنس بن شريف الثقفيّ، ودُفن عبد الله بن جحش وحمزةُ بن عبد المطّلب، وهو خاله، في قبر واحد، وكان عبد الله يومَ قُتل ابن بضع وأربعين سنة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال