تسجيل الدخول


الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي

((الزُّبَيْرُ بن العَوَّام بن خُوَيْلِد بن أسَدَ بن عبد العُزَّى بن قُصَي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى القرشي الأسدي)) أسد الغابة. ((حوارِيّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)) ((أخرجه الزبير بن بكّار.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((كانت أمه تكنيه أبا الطاهر، بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب، واكتنى هو بأبي عبد اللّه، بابنه عبد اللّه، فغلبت عليه.)) أسد الغابة.
((ذكره السّراج، عن أبي حاتم الرّازي، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن طلحة التيميّ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة، قال:‏ كان علي، والزَّبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقّاص، وُلدوا في عام واحد.‏)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أُمّه صَفيّةُ بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ.)) ((قال: أخبرنا أبو أُسامة حمّاد بن أُسامة قال: حدّثني هشام بن عروة عن أبيه قال: قاتلَ الزّبيرُ بمكّة، وهو غلام، رجلًا فكَسَرَ يَدَهُ وضربه ضربًا شديدًا، فمُرّ بالرجل على صفيّة وهو يُحْمَلُ فقالَت: ما شأنه؟ قالوا: قاتلَ الزّبير، فقالت: ‏‏

كَيفَ رَأيْتَ زَبْرَا
أَأَقِطًا أَوْ تمرا
أمْ مُشْمَعِلًّا صَقْرَا؟

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة أن صفيّة كانت تضرب الزّبير ضربًا شديدًا وهو يتيم، فقيل لها: قتلته، خلعتِ فؤاده، أهلكتِ هذا الغلام، قالت:

وإّنما أَضْرِبُهُ لِكَيْ يَلَبْ
ويهزمَ الجيشَ ويأتي بالسَّلَبْ

قال وكسر يد غلامٍ ذات يومٍ فجيءَ بالغلام إلى صفيّة، وقيل لها ذلك، فقالت صفيّة‏: ‏

كَيفَ وجَدتَ زَبْرا
أَأَقِطًا أَوْ تمرا
أم مُشمَعِلًّا صَقرَا؟)) ((قال: أخبرنا أنس بن عياض اللّيثي عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "لكلّ أُمّة حَواريّ وحواريّي الزّبير ابن عَمّتي"(*))) الطبقات الكبير. ((قال اللَّيثُ: حدثني أبو الأسود، قال: كان عمّ الزّبير يعلقه في حصير ويدخّن عليه ليرجع إلى الكفر؛ فيقول: لا أكفر أبدًا. وقال الزُّبَيْرُ بْنَ بَكَّار في كتاب النّسب: حدّثني عمي مصعب، عن جدّي عبد الله بن مصعب أن العوَّام لما مات كان نوفل بن خُويلد يلي ابْنَ أخيه الزبير، وكانت صفية تضربه وهو صغير وتغلظ عليه، فعاتبها نوفل وقال: ما هكذا يُضرب الولد؛ إنك لتضربينه ضَرْب مُبْغضة فرجزت به صفية:

مَنْ قَالَ إِنِّي أُبْغضه فقد كـذب وَإِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَـي يَلَبْ

وَيَهْزِمَ الجَيْشَ وَيَأْتِـي بَالسَّلَبْ وَلا يَكُن لِمَالِهِ خَبْأٌ مُخَبْ

يَأْكُلُ فِي البَيْتِ مِنْ تَمْرِ وَحَبْ

[الرجز]
تعرض نوفل فقال: يا بني هاشم، ألا تزجرونها عنّي؟)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((ابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النبي)) أسد الغابة.
((قالوا: وكان للزبير من الولد أحد عشر ذكرًا وتسع نسوة: عبدُ الله وعُروة والمنذر وعاصمٌ والُمهاجر دَرَجا، وخَديجة الكبرى وأمّ الحسن وعائشة، وأمّهم أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، وخالد وعمرو وحبيبة وسَوْدة وهند، وأُمّهم أمّ خالد، وهي أمَة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أُمَيّة، ومُصْعَب وحَمْزَة وَرَمْلَة، وأمّهم الرّباب بنت أُنَيْف بن عُبيد بن مصاد بن كعب بن عُليم بن جناب من كلب، وعُبيدة وجعفر، وأمّهما زينب، وهي أمّ جعفر بنت مَرْثَد بن عمرو بن عبد عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة، وزينب وأُمّها أُمّ كلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعيط، وخديجة الصّغرى وأمّها الحلال بنت قيس بن نوفل بن جابر بن شجْنَة بن أُسامة بن مالك بن نصر بن قُعين من بني أسد. قال: وأُخبرتُ عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال الزّبير بن العوّام إنّ طلحة بن عُبيد الله التيميّ يسمّي بَنيه بأسماءِ الأنبياء، وقد عَلمَ أنْ لا نبيّ بعد محمّد، وإني أُسمّي بَنيّ بأسماء الشهداء لعلّهم أن يُستَشْهَدوا، فسَمّى عبد الله بعبد الله بن جَحش، والمنذر بالمنذر بن عمرو، وعروة بعروة بن مسعود، وحمزة بحمزة بن عبد المطّلب، وجعفرًا بجعفر بن أبي طالب، ومصعبًا بمصعب بن عُمير، وعُبيدة بعبيدة بن الحارث، وخالدًا بخالد بن سعيد، وعَمرًا بعمرو بن سعيد بن العاص، قُتل يوم اليرموك.)) الطبقات الكبير. ((كان له من الوليد فيما ذكر بعضهم عشرة‏: عبد الله، وعروة، ومصعب، والمنذر، وعمرو، وعبيدة، وجعفر، وعامر، وعمير)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أفلحُ بن سعيد المدني قال: أخبرنا محمّد بن كعب القُرَظيّ أنّ الزّبير كان لا يُغَيّرُ، يعني الشيب. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ربما أخذت بالشعر على مَنْكِبي الزّبير وأنا غلام فأتَعَلّقُ به على ظهره. قال محمّد بن عمر: وكان الزّبير بن العوّام رجلًا ليس بالطويل ولا بالقصير، إلى الخفّة ما هو في اللحم، ولحيته خفيفة، أسمرَ اللّون أشعَر، رحمه الله.)) الطبقات الكبير. ((قال عُرْوَةُ: كان الزبير طويلًا تخطّ رجلاه الأرض إذا ركب.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((روى قتيبة بن سعد، عن اللَّيث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرَّحِمن عن عروة، قال:‏ أسلم الزّبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة. وروى عبد الله بن صالح، قال:‏ حدّثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرّحمن أنه بلغه أنّ عليّ بن أبي طالب، والزّبير بن العوَّام أسلما، وهما ابنا ثماني سنين.‏ وروى أبو أُسامة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: أسلم الزُّبير وهو ابن ستَّ عشرة سنة. وقول عُرْوَة أصحُّ من قول أَبي الأسود والله أَعلم‏.)) ((روى وكيع وغيره، عن هشام بن عروة، قال:‏ أسلم الزّبير وهو ابنُ خمس عشر سنةً. وروى أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه مثلَه سواء إلى آخره.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرني مصعب بن ثابت قال: حدّثني أبو الأسود محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل قال: وكان إسلام الزّبير بعد أبي بكر، كان رابعًا أو خامسًا.))
((قالوا: وهاجر الزّبير إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قَتادة قال: لمّا هاجر الزّبير بن العوّام من مكّة إلى المدينة نزل على المنذر بن محمّد بن عقبة بن أُحيحة بن الجُلاح. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين الزّبير وبين ابن مسعود(*). قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدنيّ قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حين آخى بين أصحابه آخى بين الزّبير وطلحة(*). قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حمّاد بن سَلَمَةَ عن هشام بن عروة عن أبيه قال: وأخبرنا محمّد بن عمر عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: وأخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن عروة قال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين الزّبير بن العوام وكعب بن مالك(*). قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن هشام بن عروة عن بَشير بن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك قال: كان النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، آخى بين الزبير وبين كعب بن مالك(*)))
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: كان الزّبير بن العوّام يُعْلِمُ بعصابة صفراء، وكان يحدّث أنّ الملائكة نزلت يوم بدر على خيل بُلْق عليها عمائم صُفْر، فكان على الزّبير يومئذٍ عصابة صفراء. قال: أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن رجل من ولد الزّبير، قال مرّةً عن يحيَى بن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير وقال مرّة عن حمزة بن عبد الله، قال: كان على الزّبير يوم بدر عمامةٌ صفراء معتجرًا بها، وكانت على الملائكة يومئذ عمائمُ صُفْر. قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا هَمّام عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كانت على الزّبير رَيْطَةٌ صفراء مُعْتَجرًا بها يوم بدر، فقال النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "إنّ الملائكة نزلت على سيماء الزّبير"(*). قال: أخبرنا أبو أُسامة قال: أخبرنا هشام بن عروة قال: لم يكن مع النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يوم بدر غيرَ فرَسَين أحَدُهما عليه الزّبير.)) ((قالوا: وشهد الزّبير بن العوّام بدرًا وأُحُدًا والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وثَبَتَ معه يوم أُحُد، وبايعه على الموت وكانت مع الزّبير إحدى رايات المهاجرين الثلاث في غزوة الفتح. قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لي عائشة: أبَواكَ والله مِنَ الذين اسْتَجابوا لله وَالرّسول مِنْ بَعْد ما أصابَهُم القَرْحُ. قال: أخبرنا المُعَلّى بن أسد قال: أخبرنا محمّد بن حُمْران، حدّثني أبو سعيد عبد الله بن بُسْر عن أبي كَبْشة الأنْماريّ قال: لمّا فتح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مكّة كان الزّبير بن العوّام على المُجَنِّبَة اليسرى، وكان المِقْداد بن الأسود على المُجَنِّبَة اليمنى، فلمّا دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مكّة وهَدَأ النّاس جاءا بفرسيهما فقام رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يَمْسَحُ الغبارَ عن وجوههما بثوبه وقال: "إني قد جعلتُ للفرس سهمَين وللفارس سهمًا فَمَنْ نَقَصَهما نَقَصَه الله"(*))) الطبقات الكبير. ((شهد فتح مصر)) أسد الغابة. ((عن عُرْوة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسَّيف كنتُ أدخِل أصابعي فيها: ثنتين يوم بَدْرِ، وواحدة يوم اليَرمُوك.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏: "‏لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرا وَالْحُدْيِبيَة"‏‏(*)أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/49، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 33899، 37867.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا سعيد بن زيد قال: أخبرنا عليّ بن زيد قال: أخبرنا سعيد بن المسيّب قال: رُخّصَ للزّبير بن العَوّام في لُبْس الحرير. قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء قال: سُئل سعيد بن أبي عروبة عن لُبس الحرير فأخبرنا عن قتادة عن أنس بن مالك أن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، رَخّصَ للزبير في قميص حرير(*). قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن عُبيد الله ابن عبد الله بن عُتبة أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لمّا خَطّ الدّورَ بالمدينة جعل للزبير بقيعًا واسعًا(*). قال: أخبرنا عليّ بن عبد الله بن جعفر المدنيّ قال: أخبرنا يحيَى بن آدم قال: أخبرنا أبو بكر بن عيّاش عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماءَ ابنة أبي بكر أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أقْطَعَ الزّبير نخلًا(*). قال: أخبرنا أنَس بن عياض وعبد الله بن نُمير الهَمْداني قالا: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أقطع الزّبير أرضًا فيها نَخْلٌ كانت من أموال بني النّضير، وأنّ أبا بكر أقْطَعَ الزّبير الجُرُفَ، قال أنس بن عياض في حديثه: أرْضًا مَواتًا. وقال عبد الله بن نُمير في حديثه: وأنّ عمر أقطع الزّبير العقيقَ أجمعَ(*))) ((ذِكر قول النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "إنَّ لكُلّ نَبيّ حَواريًّا وحواريّي الزّبير بن العوّام" قال: أخبرنا أنس بن عياض اللّيثي عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "لكلّ أُمّة حَواريّ وحواريّي الزّبير ابن عَمّتي"(*). قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام بن حسّان عن الحسن أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "لكلّ نبيّ حواريّ وإنّ حواريّي الزّبير"(*). قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا حمّاد بن سَلَمَة قال: وأخبرنا الفضل بن دُكين أبو نُعيم وهشام أبو الوليد الطيالسيّ قالا: أخبرنا أبو الأحوص قال: وأخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا سلام بن أبي مُطيع قال: وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: أخبرنا زائدة بن قدامة كلّهم عن عاصم بن بَهْدَلَة عن زِرّ بن حبيش قال: جاء ابن جُرْمُوزٍ يَسْتأذِنُ على عليّ، رضي الله عنه، فقال له الآذِنُ: هذا ابن جرموز قاتل الزّبير على الباب يستأذن، فقال عليّ، عليه السلام: ليَدْخُلْ قاتل ابنِ صَفيّةَ النّاَر، سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "إن لكلّ نبيٍّ حواريًّا وحواريّي الزّبير"(*)، قال سلام ابن أبي مطيع من بَيْنهم عن عاصم عن زِرٍّ قال: كنت عند عليّ ولم يقل في حديثه ليدخل قاتل ابن صفيّة النار، وقالوا جميعًا في إسنادهم. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا سفيان عن محمّد بن المُنْكدر عن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَنْ يأتيني بخبر القوم؟" يوم الأحزاب. فقال الزّبير: أنا، فقال: "من يأتيني بخبر القوم؟" فقال الزّبير: أنا، فقال: "من يأتيني بخبر القوم؟" فقال الزّبير: أنا. فقال النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "إنّ لكلّ نبيّ حواريًّا وإنّ حواريّي الزّبيرُ"(*). قال: أخبرنا يحيَى بن عبّاد قال: أخبرنا فُليح بن سليمان أبو يحيَى قال: حدّثني محمّد ابن المُنْكَدر عن جابر بن عبد الله قال: نَدَبَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، النّاس يوم الخندق من يأتيه بخبر بني قريظة، فانتدب الزّبير، ثمّ ندبهم فانتدب الزّبير، ثمّ ندبهم الثالثة فانتدب الزّبير، فأخذ بيده وقال: "إنّ لكلّ نبيّ حواريـًّا وحواريّي الزّبير"(*). قال: أخبرنا عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير، حدّثني المُنْكَدر بن محمّد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "إنّ لكلّ نبيّ حواريًّا وحوارييّ الزّبير". (*) قال: وأخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع قال: سمع ابن عمر رجلًا يقول أنا ابن حواريّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال ابن عمر: إنْ كُنْتَ من آل الزّبير وإلا فلا. قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا همّام بن يحيَى عن هشام بن عروة أنّ غلامًا مرّ بابن عمر فسُئلَ من هو فقال: ابن حواريّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال فقال ابن عمر: إنْ كنتَ من ولد الزّبير وإلاّ فلا، قال فسُئل: هل كان أحدٌ يقال له حواريّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، غيرُ الزّبير؟ قال: لا أعلمه.)) ((قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حماد بن سَلَمَة قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزّبير قال: قلت لأبي يومَ الأحزاب: قد رأيْتُكَ يَاأَبَهْ، تُحْمَلُ على فرس لك أشقر، قال: قد رأيْتَني أيْ بُنَيّ؟ قلت: نعم، قال: فإنّ رسول الله حينئذ جمع لي أبَوَيْهِ يقول: "فِداك أبي وأمي"(*))) ((قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا حمّاد بن سَلَمَة عن هشام بن عروة أنّ الزّبير بُعث إلى مصر فقِيل له: إنّ بها الطاعون، فقال: إنّما جِئْنا للطعن والطاعون، قال فوضعوا السّلاليمَ فصَعِدوا عليها. قال: أخبرنا أنس بن عِياض أبو ضَمْرَة اللّيثيّ عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام لمّا قُتِل عُمَرُ محا نفسه من الديوان. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا قيس بن الربيع عن أبي حُصين أنّ عثمان بن عفّان أجاز الزّبير بن العوّام بستّمائة ألف فنزل على أخواله بني كاهل فقال: أيّ المال أجود؟ قالوا: مال أصبهان، قال: أعطوني من مال أصبهان.)) ((قال: أخبرنا قبيصة بن عُقبة قال: أخبرنا سفيان بن منصور عن إبراهيم قال: جاء ابنُ جُرْموز يستأذن على عليّ فاستجفاه فقال: أما أصحاب البلاء، فقال عليّ: بفيك التراب، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزّبير من الذين قال الله في حقّهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[سورة الحجر: 47]. قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال عليّ إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزّبير من الذين قال الله في حقّهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينََ} [سورة الحجر: 47].)) الطبقات الكبير. ((أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده إلى عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا زكرياء بن عدي، أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، ولا إخالهُ يُتّهم علينا، قال: أصاب عثمان الرعاف سَنَة الرعاف، حتى تخلف عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش فقال: استخلف. قال: وقالوه؟ قال: نعم. قال: من هو؟ قال: فسكت. ثم دخل عليه رجل آخر فقال مثل ما قاله الأول، ورد عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: الزبير بن العوام؟ قال: نعم. قال: أما والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم ـــ ما علمت ـــ وأحبَّهم إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) أسد الغابة.
((كان الزَّبير أول من سلّ سيفًا في سبيل الله عزَّ وجل، رواه حماد بن سلمة، عن عليّ بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب‏. قال سعيد‏: ودعا له النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم حينئذ بخير، والله لا يضيع دعاءه(*). وقال الزّبير بن بكّار:‏ قال:‏ حدّثني أَبو حمزة بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه أَن أَول رجل سلّ سيفه في سبيلِ الله الزّبير، ذلك أَنه نفخت نفخة من الشَّيطان أخذ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأقبل الزّبير يشقّ النّاس بسيفه، والنبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم بأعلى مكّة، فقال النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: ‏‏"‏مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ"؟‏ قال:‏ أَخبرتُ أَنك أُخذت فصلّى عليه، ودعى له، ولسيفه(*)أخرجه البيهقي في السنن 6/367، وابن أبي شيبة في المصنف 5/344، 12/93، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9647، 20429، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 36621، 36637. وروي عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أنه قال:‏ ‏"الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيي مِنْ أُمَّتِي"‏‏(*). ‏وأَنه صَلَّى الله عليه وسلم قال: ‏‏"‏لِكُلِ نَبِيٍّ حَوِارِيٌّ، وَحَوارِييّ الزُّبَيْرُ"‏‏(*)أخرجه أحمد في المسند 3/314ـ وابن أبي شيبة في المصنف 12/92، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 33292. وسمع ابنُ عمر رجلًا يقول‏: أَنا ابنُ الحواري. فقال له:‏ إن كنت ابن الزّبير، وإلّا فلا‏. وقال محمد بن سلام‏: سألْتُ يونس بن حبيب عن قوله صَلَّى الله عليه وسلم:‏ ‏"‏حَوَارِيّي الزُّبَيْرُ‏"‏‏. ‏فقال:‏ من خلصائه. وذكر علي بن المغيرة أبو الحسن الأثرم، عن الكلبيّ، عن أبيه محمد بن السّائب، أنه كان يقول:‏ الحواريّ الخليل، وذكر قول جرير: [الكامل]‏

أَفَبَعْدَ مَقْتَلِهِمِ خَلِيلَ مُحَمَّدٍ تَرْجُو الْعُيُونَ مَعَ الْرَّسُولِ سَبِيلًا
وقال غيره:‏ ‏الحواري النّاصر، وذكر قول الأعور الكلابي‏: [الطويل]

وَلَكِنَّهُ أَلْقَى زِمَامَ قَلُوصِهِ فَيَحْيَا كَرِيمًا أَوْ يَمُوتُ حَواريَا
وقال غيره‏: ‏الحواري الصَّاحب المستخلص‏. وقال معمر، عن قتادة: الحواريّون كلّهم من قريش، أبو بكر، وعمر وعثمان، وعليّ، وحمزة وجعفر، وأبو عبيدة بن الجرّاح، وعثمان بن مظعون، وعبدَ الرّحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقَّاص، وطلحة، والزّبير.‏ وقال روح بن القاسم، عن قتادة أنه ذكر يومًا الحواريين فقيل له‏: وما الحواريَّون؟ قال:‏ الَّذين تصلح لهم الخلافة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((ذِكر وصيَّةِ الزُّبيْر وقضاء دَيْنِهِ وجميع تَرِكتِه قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا حفص بن غياثٍ عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ الزّبير بن العوّام جعل دارًا له حَبيسًا على كلّ مردودة من بناته. قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ الزّبير بن العوّام أوصى بثلثه. قال: أخبرنا أبو أُسامة حَمّاد بن أُسامة قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزّبير قال: لمّا وقف الزّبير يومَ الجمل دعاني فقمتُ إلى جنبه فقال: يا بُنيّ إنّهُ لا يُقْتَلُ اليومَ إلاّ ظالمٌ أو مظلومٌ وإني لا أراني إلاّ سأُقتَلُ اليومَ مظلومًا وإنّ من أكْبَرِ همّي لَدَيْنِي، أفَتَري دَيْننا يُبْقي من مالنا شيئًا؟ ثمّ قال: يا بُني بعْ مالنا واقْض ديني وأوْص بالثّلُث فَإن فضل من مالنا من بعد قضاء الدّين شيءٌ فثُلثُه لوَلدك. قال هشام: وكان بعض ولد عبد الله بن الزّبير قد وازى بعضَ بني الزّبير خُبَيْبٌ وعَبّادٌ، قال وله يومئذ تسعُ بنات. قال عبد الله بن الزّبير: فجعل يوصيني بدَيْنه ويقول يا بُنيّ إنْ عجِزْتَ عن شيءٍ منه فاستعِنْ عليه مولايَ، قال فوالله ما دَرَيْتُ ما أراد حتّى قلتُ يا أبَتِ من مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعتُ في كُرْبةٍ من دَيْنه إلاّ قلت يا مولى الزّبير اقْض عنه دينه، فيَقْضيه. قال وقُتلَ الزّبير ولم يدع دينارًا ولا درهمًا إلا أرَضين فيها الغابة، وإحدى عشرة دارًا بالمدينة، ودارَين بالبصرة، ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصرَ. قال وإنّما كان دَيْنهُ الذي كان عليه أنّ الرجل كان يَأتيه بالمال ليستودعه إيّاه فيقول الزّبير: لا ولكن هو سَلَفٌ، إني أخْشَى عليه الضّيْعَةَ. وما وَليَ إمارةً قطّ ولا جبايةً ولا خراجًا ولا شيئًا إلا أن يكون في غزوٍ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر وعمر وعثمان. قال عبد الله بن الزّبير: فحَسَبْتُ ما عليه من الدّيْن فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف: فلقيَ حكيمُ بن حزامٍ عبدَ الله بن الزّبير فقال: يابن أخي كم على أخي من الدّين؟ قال فكتمه وقال: مائة ألف، فقال حكيم: والله ما أرى أموالكم تتّسع لهذه، فقال له عبد الله: أفرأيتك إنْ كانت ألفيْ ألف ومائتي ألف؟ قال: ما أراكم تُطيقون هذا فإن عَجزْتُمْ عن شيء منه فاستعينوا بي. وكان الزّبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بن الزّبير بألف ألف وستّمائة ألف ثمّ قام فقال: مَنْ كان له على الزّبير شيءٌ فَلْيُوافنا بالغابة، قال فأتاه عبدُ الله بن جعفر وكان له على الزّبير أربعمائة ألف، فقال لعبد الله بن الزّبير: إنْ شئْتُمْ تركتُها لكم وإن شئتُم فأخّروها فيما تُؤخّرون، إنْ أخّرْتُمْ شيئًا، فقال عبد الله بن الزّبير: لا، قال: فاقطَعوا لي قطْعة، فقال له عبد الله: لك من هاهنا إلى هاهنا، قال فباعه منها بقضاء ديْنه فأوفاه وبقي منها أربعة أسْهُم ونصف. قال فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزّبير وابن زَمْعَة، قال فقال له معاوية: كم قُوّمَت الغابةُ؟ قال: كلّ سهمٍ مائةَ ألف، قال: كم بقيَ؟ قال: أربعةُ أسهم ونصف، قال فقال المنذر بن الزّبير: قد أخذت سهمًا بمائة ألف، وقال عمرو بن عثمان: قد أخذت سهمًا بمائة ألف، وقال ابن زَمْعة: قد أخذتُ سهمًا بمائة ألف فقال معاوية: فكم بقي؟ قال: سهمٌ ونصف، قال: أخذته بخمسين ومائة ألف. قال وباع عبدُ الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستّمائة ألف، فلمّا فرغ ابن الزّبير من قضاء دينه قال بنو الزّبير: اقْسِمْ بيننا ميراثنا، قال: لا والله لا أقسِمُ بينكم حتّى أناديَ في الموسم أربع سنين ألا مَنْ كان له على الزّبير دين فَلْيَأتنا فَلْنَقْضِهِ. قال فجعل كلّ سنة ينادي بالموسم، فلمّا مضت أربع سنين قسم بينهم. قال وكان للزّبير أربع نسوة، قال وَرَبّعَ الثُّمُن فأصاب كلّ امرأة ألف ألف ومائة ألف. قال فجميع ماله خمسة وثلاثون ألفَ ألف ومائتا ألف. قال: أخبرنا عبد الله بن مَسْلَمَة بن قَعْنَب قال: وحدّثنا سفيان بن عُيينة قال: اقْتُسِمَ ميراث الزّبير على أربعين ألف ألف. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كانت قيمة ما ترك الزّبير أحدًا وخمسين أو اثنين وخمسين ألف ألف. أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو حمزة عبد الواحد بن ميمون عن عروة قال: كان للزّبير بمصرَ خططٌ وبالإسكندريّة خطط وبالكوفة خطط وبالبصرة دور، وكانت له غَلاّتٌ تَقْدَمُ عليه من أعراض المدينة.)) الطبقات الكبير. ((أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، قال أخبرنا أبو العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو خَيْثَمَة خيثمة بن سليمان بن حيدرة، أخبرنا أبو قِلَابَة عبدُ الملك بن محمد الرقاشي، أخبرنا محمد بن الصباح، أخبرنا إسماعيل بن زكريا، عن النضر أبي عُمَر الخَزَّاز؛ عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لما انتفض حراء قال: "اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيُّ وَصَدِّيقٌ وَشَهِيدٌ". وكان عليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، وعبد الرحمن، وسَعْد، وسَعِيد بن زيد(*)أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1880 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما (6) حديث رقم (50/ 2417) والنسائي في السنن 6/ 236 كتاب الأحباس (29) باب وقف المساجد (4) حديث رقم 3609، وأحمد في المسند 1/ 188 والدارقطني في السنن 4/ 198، والبيهقي في السنن 6/ 167.. أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا سفيان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد اللّه بن الزبير بن العوام، عن أبيه، قال: لما نزلت: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر/ 8] قال الزبير: يا رسول الله، وأي النعيم نسأل عنه، وإنما هما الأسودان: التمر والماء؟ قال: "أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ". قيل: كان للزبير ألف مملوك، يؤدون إليه الخراج، فما يُدْخِل إلى بيته منها درهمًا واحدًا، كان يتصدق بذلك كله، ومدحه حسان ففضله على الجميع فقال: [الطويل]

أَقَامَ
عَلَى
عَهْـدِ النَّبِـيِّ
وَهَـدْيـهِ حَوَارِيةُّ وَالقَوْلُ بِالفِعْـلُ
يُعْـدَلُ

أَقَامَ
عَلَى
مِنْهَاجِـهِ وَطَـرِيـقِـهِ يُوَالِى وَلِيَّ الحَقِّ وَالحَـقُّ
أَعْـدَلُ

هُوَ الفَارِسُ المَشْهُورُ وَالبَطَلُ
الَّذِي يَصُولُ
إِذَا مَا كَانَ يَـوْمٌ
مُحجَّـلُ

وَإِنَّ
امْرَأً
كَانَتْ
صَـفِيَّـةُ
أُمَّـهُ وَمِنْ أَسَدٍ فِـي بَيْـتِـهِ
لَـمُرَفَّـلُ

لَهُ مِنْ رَسُولِ الله
قُرْبَـى
قَرِيبَـةٌ وَمِنْ نُصْرَةِ
الإِسْلَامِ مجْدٌ مُـؤَثَّـلُ

فَكَمْ
كُرْبَةٍ
ذَبَّ الـزُّبَيرُ
بِـسَيْفِـهِ عَنِ المُصْطَفَى، وَاللَّهُ يُعْطِي وَيجْزِلُ

إِذَا كَشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا الحَرْبُ حَشَّهَا بِأَبْيَضَ سَبَّاقٍ إِلَـى
المَـوْتِ يُرْقِـلُ

فَمَا مِثْلُهُ
فِيهِمْ
وَلَا كَـانَ
قَبْـلَـهُ وَلَيْسَ يَكُونُ الدَّهْرَ مَـا دَامَ يَـذْبُـلُ
وقال هشام بن عروة: أوصى إلى الزبير سبعةٌ من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم منهم: عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، والمقداد، وابن مسعود، وغيرهم. وكان يحفظ على أولادهم مالهم، وينفق عليهم من ماله.)) أسد الغابة. ((قال عمر‏: في السّتة أهلِ الشّورى‏: تُوفِّي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو راضٍ عنهم. وهو أَيضًا منْ العشرة، الذين شهد لهم رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بالجنّة. وثبت عن الزّبير أنه قال:‏ ‏جمع لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَبويه مرتين: يوم أحد، ويوم قريظة، فقال:‏ ‏"‏ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأَميِّ"(*)أخرجه البخاري في الصحيح 4/47، 5/124، 8/52، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1876 حديث رقم 41/2411. والترمذي 5/119 حديث رقم 2829، والبيهقي في السنن 9/162، والبيهقي في دلائل النبوة 3/239.‏‏ حدَّثنا عبد الوارث بن سفيان، قال:‏ ‏حدّثنا قاسم بن أَصبغ، قال:‏ ‏حدّثنا محمد بن عبد السّلام، قال:‏ ‏حدّثنا محمد بن بشار، قال:‏ ‏حدّثنا محمد بن جعفر، قال:‏ ‏حدّثنا شعبة، قال:‏ ‏سمعت أبا إسحاق السّبيعي قال:‏ ‏سألت مجلسًا فيه أكثر من عشرين رجلًا من أَصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏: مَنْ كان أَكرمَ النّاس على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قالوا‏: الزّبير، وعليّ بن أَبي طالب. قال أَبو عمر: كان الزّبير تاجرًا مَجْدُودًا في التّجارة، وقيل له يومًا:‏ بم أدركت في التّجارة ما أدركت؟ فقال:‏ إني لم أشتر عينًا، ولم أردْ ربحًا، والله يباركُ لمن يشاء.‏ وروى الأوزاعيَّ، عن نَهيك بن يَريم، عن مغيث بن سميّ، عن كعب، قال:‏ كان للزَّبير ألفُ مملوك يؤدّون إليه الخراج، فما كان يُدْخِل بيته منها درهمًا واحدًا، يعني أنه يتصدّق بذلك كلّه، وفضّلَه حسّان على جميعهم، كما فضل أبو هريرة على الصَّحابة أَجمعين جعفر بن أَبي طالب)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((روى يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، عن مطيع بن الأسود أنه أَوْصى إلى الزّبير فأبى، فقال: أسألك بالله والرحم إلَّا ما قبلت؛ فإني سمعْتُ عمر يقول: إن الزبير ركن من أركان الدّين. وروى الْحميدِيّ في "النوادر" أنه أوصَى إليه عثمان، والمِقداد، وابن مسعود، وابن عوف، وغيرهم؛ فكان يحفظ أموالهم ويُنْفِقُ على أولادهم مِنْ ماله؛ وزاد الزبير بن بكار، ومطيع بن الأسود، وأبو العاص بن الرّبيع.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قَال: أخبرنا عفّان بن مسلم ووهب بن جرير بن حازم وهشام وأبو الوليد الطيالسي قالوا: أخبرنا شُعْبة عن جامع بن شدّاد قال: سمعتُ عامرَ بن عبد الله بن الزّبير يُحدّث عن أبيه قال: قلت للزّبير: ما لي لا أسمعك تُحَدّثُ عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كما يحدّث فلان وفلان؟ قال: أما إني لم أفارقه منذُ أسلمتُ ولكني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "مَنْ كَذَبَ عَلَيّ فَلْيَتَبَوّأ مَقْعَدًا من النّار"(*). قال وهب بن جرير في حديثه عن الزّبير: والله ما قال مُتَعَمّدًا وأنْتُم تقولون متعمّدًا)) الطبقات الكبير.
((قال: وأخبرنا أبو عيسى، أخبرنا قتيبة، أخبرنا حماد بن زيد، عن صخر بن جويرية، عن هشام بن عروة قال: أوصى الزبير إلى ابنه عبد اللّه صَبِيحةَ الجَمَل، فقال: ما مني عضو إلا قد جرح مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى انتهى ذلك إلى فَرْجِه.)) ((شهد الزبير الجمل مقاتلًا لعلي، فناداه علي ودعاه، فانفرد به وقال له: أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فنظر إلي وضحك وضحكتُ فقلت أنت: لا يدع ابن أبي طالب زهوَة فقال: "ليس بمُزْهٍ، ولتقاتِلنَّه وأنت له ظالم"، فذكر الزبير ذلك، فانصرف عن القتال، فنزل بوادي السباع، وقام يصلي فأتاه ابن جُرموز فقتله؟ وجاء بسيفه إلى علي فقال: إن هذا سيف طالما فَرَّج الكُرب عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم قال: بَشِّر قاتل ابن صَفِيَّة بالنار. وكان قتله يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين، وقيل: إن ابن جرموز استأذن على علي، فلم يأذن له، وقال للآذن: بَشِّرْه بالنار، فقال: [المتقارب]

أَتَيْتُ عَلِيًّا بِـرَأْسِ
الزُّبَيْـ ـرِ أَرْجُو
لَدَيهْ بهِ
الزُّلَفَهْ

فَبَشَّرَ
بِالنَّارِ
إِذْ جِئْتُـهُ فَبِئْسَ البِشَارَةُ
وَالتُّحفَهْ

وَسَيَّانَ عِنْديَ قَتْلُ الزُّبَيْــر وَضَرْطَةُ عَنْزٍ بِذِي الجُحْفَـهْ
وقيل: إن الزبير لما فارق الحرب وبلغ سَفَوَان أتى إنسان إلى الأحنف بن قيس فقال: هذا الزبيرِ قد لُقِيَ بِسَفَوان. فقال الأحنف: ما شاء الله؟ كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجِبَ بعض بالسيوف، ثم يلحق ببيته وأهله! فسمعه ابن جرموز، وفضالة بن حابس ونفيع، في غواة بني تميم، فركبوا، فأتاه ابن جرموز من خلفه فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير، وهو على فرس له يقال له: ذو الخمار، حتى إذا ظن أنه قاتله، نادى صاحبيه، فحملوا عليه فقتلوه. وكان عمره لما قتل سبعًا وستين سنة، وقيل: ست وستون، وكان أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية. وكثير من الناس يقولون: إن ابن جرموز قتل نفسه لما قال له علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وليس كذلك، وإنما عاش بعد ذلك حتى ولي مصعب بن الزبير البصرة فاختفى ابن جرموز، فقال مصعب: ليخرج فهو آمن، أيظن أني أقِيدُه بأبي عبد اللّه ـــ يعني أباه الزبير ـــ ليسا سواء. فظهرت المعجزة بأنه من أهل النار، لأنه قتل الزبير، رضي الله عنه، وقد فارق المعركة، وهذه معجزة ظاهرة.)) أسد الغابة. ((روى يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ في "تاريخه" مِنْ طريق حصين، عن عمرو بن جاوان، قال: لما التقوا قام كعب بن سور ومعه المُصْحف ينشدهم اللهَ والإسلام، فلم ينشب أن قُتِل؛ فلما التقى الفريقان كان طلحة أول قتيل؛ فانطلق الزبير على فرسِ له فبلغ الأحنف، فقال: حمل مع المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجِبَ بعض بالسيف أراد أن يلحق ببنيه، فسمعها عمرو بن جرموز، فانطلق فأتاه من خَلْفهِ فطعنه وأعانه فضالة بن حابس ونُفيع، فقتلوه.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((ذِكر قتل الزّبير ومن قَتَلَه وأين قَبْرُه، وكم عاش، رحمه الله تعالى قال: أخبرنا الحسن بن موسى الأشيَبُ قال: أخبرنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خَبّاب عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّه أتى الزّبير فقال: أين صَفيّةُ بنت عبد المطّلب حيث تقاتلُ بسيفك عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب؟ قال فرجع الزّبير فلقيه ابن جُرْموزٍ فقتله، فأتى ابن عبّاس عليًّا فقال: إلى أين قاتلُ ابن صفيّة؟ قال عليّ: إلى النّار. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد، يعني الوالبي، قال: دعا الأحنفُ بني تميم فلم يجيبوه، ثمّ دعا بني سعد فلم يجيبوه، فاعتزل في رهطٍ فمرّ الزّبير على فرس له يقال له ذو النعال، فقال الأحنف: هذا الّذي كان يُفسدُ بين النّاس، قال فاتّبَعَهُ رجلان ممّن كان معه فَحَمَلَ عليه أحدهما فطعنه، وحمل عليه الآخر فقتله، وجاء برأسه إلى الباب فقال: ائْذَنوا لقاتل الزّبير، فسمعه عليّ فقال: بَشّر قاتلَ ابن صفيّة بالنّار، فألقاه وذهب. قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى قال: أخبرنا فُضيل بن مرزوق قال: حدّثني سفيان بن عُقبة عن قُرّة بن الحارث عن جَوْن بن قَتادة قال: كنت مع الزّبير بن العوّام يوم الجمل وكانوا يسلّمون عليه بالإمْرَة، فجاء فارس يسير فقال: السلام عليك أيّها الأمير، ثمّ أخبره بشيء، ثمّ جاء آخَرُ ففعل مثل ذلك، ثمّ جاء آخَرُ ففعل مثل ذلك، فلما التقى القوم ورأى الزّبير ما رأى قال: واجَدْعَ أنْفِياه، أو يا قطعَ ظَهْرياه، قال فُضَيْلٌ لا أدري أيّهما قال. ثمّ أخذه أفْكَلُ، قال فجعل السلاح ينتقض، قال جَوْن فقلت: ثَكلَتْني أُمّي، أهَذا الّذي كنتُ أريد أن أموتَ معه؟ والّذي نفسي بيده ما أرى هذا إلاّ من شيء قد سمعه أو رآه وهو فارس رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلمّا تشَاغَلَ النّاس انصرفَ فَقَعَد على دابّته ثمّ ذهب وانصرف جَوْنٌ فجلس على دابّته فلحِقَ بالأحنف، قال فأتَى الأحنفَ فارسان فنزلا وأكبّا عليه يناجيانه، فرفع الأحنفُ رأسه فقال: يا عمرو، يعني ابن جُرْموز، يا فلان، فأتياه فأكبّا عليه فناجاهما ساعة ثمّ انصرف، ثمّ جاء عمرو بن جرموز بعد ذلك إلى الأحنف فقال: أدركتُهُ في وادي السّباع فقتلتُه، فكان قُرّة بن الحارث بن الجون يقول: والّذي نفسي بيده إن كان صاحبُ الزّبير إلا الأحنف. قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال: أخبرنا الأسود بن شَيْبان عن خالد بن سُمَير أنّه ذكر الزّبير في حديث رواه قال: فركب الزّبير فأصابه أخو بني تميم بوادي السّباع، قالوا خرج الزّبير بن العوّام يوم الجمل وهو يوم الخميس لعشر ليالٍ خلون من جمادى الآخرة سنة ستٍّ وثلاثين بعد القتال على فرس له يُقال له ذو الِخمار منطلقًا يريد الرّجوع إلى المدينة، فلقيه رجلٌ من بني تميم يقال له النّعِرُ بن زَمّام المُجاشِعيّ بسَفْوان فقال له: يا حواريّ رسول الله إلَيّ إلَيّ فأنت في ذمّتي لا يَصل إليك أحَدٌ من النّاس، فأقبل معه وأقبل رجل من بني تميم آخَرُ إلى الأحنف بن قيس فقال له فيما بينه وبينه: هذا الزّبير في وادي السباع، فرفع الأحنف صوته وقال: ما أصنع وما تأمروني إنْ كان الزّبير لفّ بين غارَين من المسلمين قَتَلَ أحدُهما الآخر ثمّ هو يريد اللّحاق بأهْله، فسمعه عُمير بن جرموز التميمي وفُضالة بن حابس التميمي ونُفَيْع أو نُفَيْلُ بن حابس التميمي فركبوا أفراسهم في طلبه فلحقوه فَحَمَلَ عليه عُمَير بن جرموز فطعنه طعنة خفيفة، فحمل عليه الزّبير فلمّا ظن أنّ الزّبير قاتله دعا: يا فُضالة، يا نُفَيْعُ، ثمّ قال: اللهَ اللهَ يا زبيرُ! فكف عنه ثمّ سار فحمل عليه القوم جميعًا فقتلوه، رحمه الله، فطعنه عُمير بن جرموز طعنةً أثْبَتَتْهُ فوقع، فاعتَوَرُوه وأخذوا سيفه وأخذ ابن جرموز رأسه فحمله حتّى أتى به وبسيفه عليًّا فأخذه عليّ وقال: سيفٌ والله طالما جلا به عن وجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الكَرْبَ ولكِنّ الحَيَن ومصارعَ السّوء. ودُفِنَ الزّبير، رحمه الله، بوادي السباع، وجلس عليّ يبكي عليه هو وأصحابه. وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل، وكانت تحت الزّبير بن العوّام، وكان أهل المدينة يقولون: مَنْ أرَادَ الشّهَادَةَ فَلْيَتَزَوّجْ عاتكة بنت زيد، كانت عند عبد الله بن أبي بكر فقُتل عنها، ثمّ كانت عند عمر بن الخطّاب فقُتل عنها، ثمّ كانت عند الزّبير فقُتل عنها، فقالت: ‏‏

غَدَرَ ابنُ جُرْموز بفارس بُهمةٍ يَوْمَ اللّقاء وكانَ
غيرَ
مُعــَرِّدِ

يا عمرو
لو
نبّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ لا طائِشًا رَعِشَ الجنَان ولا اليد

شَلّـت يمينُك إنْ قتَلتَ لَمُسلمًا حَلّتْ عَليــْكَ
عُقوبــةُ المُتَعَمـِّد

ثكلتك أُمّك هلْ ظفِرْتَ بمثْله فيمن مضى فيما تروحُ وتَغتدي؟

كمْ غمـْرَةً قد خاضها لـم يَثْنِه عنـها طرادُك يابـنَ فَقْع الـقرْدد
وقال جرير بن الخَطَفي:‏ ‏

إنّ
الرّزيـّةَ مَـنْ تضَمّنَ قبرَهُ واديَ السّباع لكلّ جَنْبٍ مَصْرَعُ

لمّا أتـى خبَرُ الزّبيرِ تواضَعَـتْ سُورُ المدينةِ
والجبَالُ
الخُشّعُ

وبكى الزّبيرَ بنَاتُه في مَـأتَـمٍ مـاذا يـرُدّ بُكـاءَ مَنْ لا يَسْمَــــعُ!
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عُبيد الله بن عروة بن الزّبير عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة قال: قُتل أبي يوم الجمل وقد زاد على الستّين أربع سنين. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: سمعتُ مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير يقول: شهد الزّبير بن العوّام بدرًا وهو ابن تسع وعشرين سنة، وقتل وهو ابن أربع وستّين سنة. قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثني جرير بن حازم قال: سمعتُ الحسن ذكر الزّبير فقال: يا عجبًا للزّبير، أخذ بِحَقْوَيْ أعرابيّ من بني مجاشع، أجرْني أجرْني، حتّى قُتل، والله ما كان له بقِرْنٍ، أما والله لقد كنت في ذمّة منيعة!)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال