1 من 3
أبو جَنْدَل بنُ سُهَيْل
ابن عَمْرو بن عَبْد شَمْس بن عَبْد وُد بن نَصْر بن مَالِك بن حِسل بن عامر بن لؤيّ. وأُمّهُ فاخِتةُ بنتُ عامر بن نَوْفل بن عَبد مَنَاف بن قُصَيّ.
أسلم قديمًا بمكة، فحبسه أَبُوهُ سُهَيْل بن عَمْرو وَأَوْثَقَهُ في الحَدِيد ومنعهُ الهجرةَ. فلما نزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الحُدَيبِية وأتاه سُهَيْل بن عمرو فقاضاهُ على ما قاضاه عليه، أقبل عليه أبو جَنْدَل بن سُهَيْل يَرسفُ في قيده إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلما رآهُ أبوهُ قال: يا محمدٌ، هذا أول ما أُقَاضيك عليه، فَرَدَّهُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عَلَى أبيه، لأن الصلح قد كان تم بينهم، وكان فيه: أن من جاءَ المسلمين إلى المشركين لَمْ يَرُدّوه على المسلمين، ومن جاء من المشركين إلى المسلمين ردُّوه عليهم. فقال أبو جَنْدَل: يا معشر المسلمين أُرَدُّ إِلَى المشركين لِيَفْتِنُوني عن ديني؟! فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم،: "يا أبا جَنْدل، إنّا قد قاضيناهم على ما قاضيناهم عليه، وَلاَ بُدَّ من الوفاء فاصبر، فإن الله سيجعل لك فرجًا ومخرجًا(*).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرنا عُمر بن عُقْبة بن أبي عائشةَ اللّيثي، عن عاصم بن عُمَر بن قَتَادَة، قال: أفلت أبو جَنْدَل بن سُهَيْل بعد ذلك فخرج إلى أبي بَصِير وهو بالعِيص وقد تجمع إليه ناسٌ من المسلمين، فكانوا كلما مرت عيرٌ لقريش اعترضوها فقتلوا من قَدِرُوا عليه منهم، وأَخَذُوا مَا قَدِرُوا عليه من متاعهم، فلم يزل أَبُو جَنْدَل مع أَبِي بَصِير حتى مات أَبُو بَصِير، فَقَدِمَ أبو جَنْدَل وَمَنْ كان معه من المسلمين المدينةَ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلم يزل يغزو معه حتى قُبِضَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فخرج إلى الشام في أول من خرج إليها من المسلمين، فلم يزل يَغْزُو ويجاهد في سبيل الله حتى مات بالشام في طاعون عَمَوَاس سنة ثمان عشرة في خلافة عمر بن الخطاب، وَلمْ يَدَعْ أبو جَنْدَل عَقِبًا.
(< جـ5/ص 93>)
2 من 3
أبو جَنْدَل بن سُهَيْل بن عَمْرو
ابن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك ابن حِسْل بن عامر بن لُؤيّ، أسلم قديمًا بمكّة فحبسه أبوه وأوثقه في الحديد ومنعه الهجرة، ثمّ أفلت بعد الحديبية فخرج إلى أبي بصير بالعِيص فلم يزل معه حتّى مات أبو بصير، فقدم أبو جندل ومن كان معه من المسلمين المدينة على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلم يزل يغزو معه حتّى قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فخرج إلى الشأم في أوّل من خرج إليها من المسلمين، فلم يزل يغزو ويجاهد في سبيل الله حتّى مات بالشأم في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطّاب، ولم يدع أبو جندل عقبًا.
(< جـ9/ص 409>)
3 من 3
عبد الله بن سُهيل بن عمرو
ابن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لُؤيّ، ويُكنى أبا سُهيل وأمّه فاختةُ بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصيّ، وهاجر عبد الله بن سُهيل إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمّد بن إسحاق ومحمّد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر، ثمّ رجع إلى مكّة فأخذه أبوه فأوْثَقَهُ عنده وفَتَنَه في دينه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عطاء بن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبيه قال: خرج عبد الله بن سهيل إلى نَفِير بدر مع المشركين وهو مع أبيه سُهيل بن عمرو في نَفَقتِه وحُمْلانه ولا يَشُكّ أبوه أنّه قد رجع إلى دينه، فلمّا التقَى المسلمون والمشركون ببدر وتَراءى الجَمْعان انْحَاز عبدُ الله بن سُهيل إلى المسلمين حتى جاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قبل القتال فشهد بدرًا مسلمًا وهو ابن سبعٍ وعشرين سنة فغاظ ذلك أباه سُهيل بن عمرو غيظًا شديدًا. قال عبد الله: فجَعَلَ الله، عزّ وجلّ، لي وله في ذلك خيرًا كثيرًا. وشهد عبد الله بن سُهيل أُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وشهد اليمامة وقُتل بها شهيدًا يومَ جُواثا في خلافة أبي بكر الصّدّيق سنة اثنتي عشرة وهو ابن ثمانٍ وثلاثين سنة وليس له عقب. فلمّا حجّ أبو بكر الصّديق في خلافته أتاه سُهيل بن عمرو بمكّة فَعَزَّاهُ أبو بكر بعبد الله فقال سهيل: لقد بلغني أن سول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "يَشْفَعَ الشّهِيد لسَبْعِينَ من أهله"(*)، فأنا أرجو ألاَّ يَبْدَأ ابْني بأحدٍ قبلي.
(< جـ3/ص 376>)