1 من 4
عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ الْعَامِرِيُّ
(ب د ع) عَبْدُ اللّهِ بن سُهَيل بن عَمْرو العامري، من بني عامر بن لُؤَيّ. وتقدم نسبه عند أَبيه [[سُهَيْل بن عَمْرو بن عَبْد شَمْس بن عَبْد وُدّ بن نَصْر بن مَالِك بن حِسَل بن عامر بن لؤيّ بن غالب بن فِهْر القرشي العامري]] <<من ترجمة سهيل بن عمرو العامري "أسد الغابة".>>. وأُمه وأُم أَخيه أَبي جَنْدَل فَاخِتَة بنت عامر بن نَوْفَل بن عبد مَناف، وأَخوهما لأُمهما أَبو إِهاب بن عَزِيز بن قيس بن سُوَيْد من بني تميم.
قال ابن مَنْدَه: له صحبة، ذكر في المغازي، ولا يعرف له رواية. ورواه عن ابن إِسحاق.
وقال أَبو عمر: يكنى أَبا سُهَيل، وهاجر إِلى الحبشة الهجرة الثانية في قول ابن إِسحاق والواقدي، ثم رجع إِلى مكة، فأَخذ أَبوه فأَوثقه عنده، وفتنه في دينه، فأَظهر العود عن الإِسلام وقلبه مطمئن به، يعني بالإِسلام، ثم خرج مع أَبيه إِلى بدر وكان يكتم أَباه إِسلامَه، فلما نزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بدرًا، فرّ إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من أَبيه. وشهد بدرًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم والمشاهد كلها، وكان من فضلاءِ الصحابة، وهو أَحد الشهود في صلح الحديبية، وهو أَسن من أَخيه أَبي جندل.
وهو الذي أَخذ الأَمان لأَبيه يوم الفتح؛ أَتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أبي تُؤَمِّنه؟ قال: "هو آمِنٌ بأمان الله، فليظهر". ثم قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لمن حوله: "مَنْ رَأَى سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فَلَا يَشُدّ إِلَيْهِ الْنَّظرَ. فَلَعَمْرِي إِنَّ سُهَيْلًا لَهُ عَقْلٌ وَشَرَفٌ، وَمَا مِثْلُ سُهَيْلٍ جَهِلَ الْإِسْلَامَ". فخرج عبدُ اللّه إِلى أَبيه فأَخبره مقالة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال سُهَيْل: كان والله بَرًّا كبيرًا وصغيرًا.(*)
واستشهد عبد اللّه بن سُهَيْل يوم اليمامَة، سنة اثنتي عشرة، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة.
أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 271>)
2 من 4
عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ أَخُو أَبِي جَنْدَلٍ
(د) عَبْدُ اللّهِ بن سُهَيْلِ بنِ عَمْرو، أَخو أَبي جَنْدَل بن سهيل. شهد بدرًا.
أَخرجه ابن منده وحده ترجمة ثانية، وروى بإِسناده عن ابن إِسحاق أَنه قال في تسمية من شهد بدرًا، مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من بني عامر بن لُؤَيّ، ثم من بني مالك بن حِسْل: عبد اللّه بن سهيل بن عَمْرو. انتهى كلامه.
قال أَبو نعيم: كرره بعض المتأَخرين، فجعله ترجمتين، فمرّةً قال: "عبد اللّه بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس". ومرة قال: "عبد اللّه بن سهيل، أَخوا أَبي جندل بن سهيل". وهما واحد.
قلت: الحَقّ مع أَبي نعيم، هما واحد. إِلا أَنه قال: كرره بعض المتأَخرين فجعله ترجمتين ـــ يعني ابن منده ـــ وإِنما في نُسَخ كتاب ابن منده التي رأَيناها، وهي عِدَّةُ نسخ، ثلاثُ تراجم، والجميع واحد. وقد تقدم ترجمتان، والثالثة هي التي نذكرها بعد هذه.
أَخرجه ابن منده.
(< جـ3/ص 272>)
3 من 4
عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ
(د) عَبْدُ اللّهِ بنُ سُهَيْل. من مهاجرة الحبشة، يقال: إِنه غير الأَول [[يعني: عبد الله بن سهيل أخو أبي حندل]].
قاله ابن منده، وروى بإِسناده عن ابن عباس أَنه قال: وممن هاجر إِلى أَرض الحبشة: عبد اللّه بن سهيل. انتهى كلام ابن منده.
قلت: وهذا هو الأَول والثاني، لا شبهة فيه، ولعله قد دخل عليه الوهم أَنه رآه في تسمية من شهد بدرًا، ولم يَرَ له ذِكْرًا فيمن هاجر إِلى الحبشة. ورآه في موضع آخر فيمن هاجر إِلى الحبشة، فظنه غير الأَول، ولقد أَحسن أَبو عمر في الذي ذكره، أَتى بالجميع في ترجمة واحدة، والله أَعلم.
(< جـ3/ص 272>)
4 من 4
أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ
(ب د ع) أَبو جَنْدَل بن سُهيل بن عَمْرو العَامِريّ. تقدّم نسبه في ترجمة أَبيه، وهو من بني عامر بن لؤي.
قال الزبير: اسم أَبي جندل بن سهيل: العاصي. أَسلم بمكة فسجنه أَبوه وقيَّده، فلما كان يوم الحديبية هرب أَبو جندل إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناده عن يونس، عن محمد بن إِسحاق، حدثني الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مَرْوَانَ بن الحكم والمسور بن مَخْرَمة في صلح الحديبية قال: فإِن الصحيفة ـــ يعني صحيفة الصلح ـــ لَتُكْتَبُ، إِذ طلع أَبو جندل بن سهيل يرسف في الحديد، وكان أَبوه حبسه، فأَفلت. فلما رآه أَبوه سهيل قام إِليه فضرب وجهه، وأَخذ بتَلْبيبه يَتُلُّه، وقال: يا محمد، قد لَجَّتِ القضية بيني وبينك قبل أَن يأْتيك هذا! قال: "صدقت". فصاح أَبو جندل بأَعلى صوته: يا معشر المسلمين، أُرَدّ إِلى المشركين يفتنوني في ديني؟! وقد كانوا خرجوا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لا يشكون في الفتح، فلما صنع أَبو جندل ما صنع، وقد كان دَخَلَ ـــ لما رَأَوا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حمل على نفسه في الصلح وَرَجْعَتِهِ ـــ أَمر عظيم، فلما صنع أَبو جندل ما صنع، زاد الناسَ شرًاّ على ما بهم، فقال رسول الله لأَبي جندل: "أَبَا جَنْدَلٍ، اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، فَإِنَّ الله جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِيْنَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا. وَإِنَّا صَالَحْنَا الْقَوْمَ، وَإِنَّا لاَ نَغْدُرْ". فقام عمر بن الخطاب يمشي إِلى جنب أَبي جندل وأَبوه يَتله، وهو يقول: أَبا جندل، اصبر فإِنما هُمُ المشركون، وإِنما دم أَحدهم دَمُ كلب. وجعل عمر يُدني منه قائم السيف، فقال عمر: رجوت أَن يأْخذه فيضرب به أَباه، فضنّ بأَبيه.(*)
وقد ذكرنا في ترجمة أَبي بَصِير حال أَبي جندل، فإِن جندل لما أَخذه أَبوه هرب ثانية من أَبيه، ولحق بأَبي بصير.
قال أَبو عمر: وقد غلطت طائفة أَلفت في الصحابة في أَبي جندل، أَنَّ اسمه عبد الله، وأَنه الذي أَتى مع أَبيه سهيل إِلى بدر، فانحاز من المشركين إِلى المسلمين، وشهد بدرًا مع رسول الله ـــ صَلَّى الله عليه وسلم ـــ وهذا غلط فاحش، وعبد الله ليس بأَبي جندل، ولكنه أَخوه، واستشهد عبد الله باليمامة مع خالد في خلافة أَبي بكر الصدّيق، وأَبو جندل لم يشهد بدرًا ولا شيئًا من المشاهد قبل الفتح، لأَن أَباه كان قد منعه، كما ذكرناه، قال موسى بن عقبة: لم يزل أَبو جندل بن سهيل وأَبوه مجاهدين بالشام حتى ماتا، يعني في خلافة عمر.
وذكر عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أُخبرت أَنَّ أَبا عبيدة بالشام وجد أَبا جندل ابن سهيل، وضِرار بن الخطاب، وأَبا الأَزور، وهم من أَصحاب النبي ـــ صَلَّى الله عليه وسلم ـــ قد شربوا الخمر، فقال أَبو جندل: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 93] الآيات كلها، فكتب أَبو عبيدة إِلى عمر: إِن أَبا جندل خَصَمني بهذه الآية. فكتب إِليه عمر: الذي زَيَّن لأَبي جندل الخطيئة زَيَّن له الخصومة، فاحدُدْهم. فقال أَبو الأَزور: اتحدوننا؟ قال أَبو عبيدة: نعم. قال أبو الأَزور: فدعونا نلقى العدوّ غدًا، فإِن قتلنا فذاك، وإِن رجعنا إِليكم فحدّونا. فلقي أَبو الأَزور، وضرار، وأَبو جندل العدوّ فاستشهدَ أَبو الأَزور، وحُدَّ الآخران.
أَخرجه الثلاثة.
(< جـ6/ص 53>)