تسجيل الدخول


العلاء بن الحضرمي

((العَلاَءُ بنُ الحَضْرمي ـــ واسم الحضرمي عبد اللّه ـــ بن عباد بن أَكبر بن ربيعة بن مالك بن أَكبر بن عويف بن مالك بن الخزرج بن أَبيّ بن الصَّدِف)) أسد الغابة. ((العَلاء بن الحَضْرميّ، ويقال اسم الحضرميّ عبد الله بن عمار‏.‏ ويُقال عبد الله بن عماد. ويقال عبد الله بن ضِمار. ويقال عبد الله بن عبيدة بن ضمار بن مالك بن عميرة أو عبيدة بن مالك، ونسبه بعضهم فقال:‏ هو العلاء بن عبد الله بن عمار بن أكبر بن ربيعةَ بن مالك بن أكبر بن عُويف بن مالك بن الخزرج، من بني إياد بن الصَّدف. وقد قيل: الحضرميّ والد العَلاء هو عبد الله بن عمار بن سُليمان بن أكبر‏.‏ وقيل عماد بن مالك بن أكبر‏. قال الدّارقُطْني: وزعم الأُملوكي أنه عبد الله بن عباد فصحَّف)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((العَلاَء بن الحَضْرَمِي، واسم الحَضْرَمِيّ عبد الله بن ضِمَاد بن سلمى بن أَكْبر)) الطبقات الكبير. ((قَالَ ابْنُ السَّكَن: العلاء لقَب، واسمه عبد الله.))
((كان عبد الله الحضرمي أبوه قد سكن مكةَ، وحالف حَرْب بن أمية والد أبي سفيان، وكان للعلاء عدةُ إخوةٍ منهم عَمْرو بن الحضرمي، وهو أَول قَتيلٍ من المشركين، ومالُه أوَّل مالٍ خمس في المسلمين، وبسببه كانت وَقْعَة بدر.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((هو أَخو عامر بن الحضرمي الذي قتل يوم بدر كافرًا، وأَخوهما عمر بن الحضرمي أَوّل قتيل من المشركين قتله مسلم. وكان ماله أَول مال خمس في الإِسلام قُتِل يوم نَخْلة. وأُخْتُهم الصعبة بنت الحضرمي، وتزوّجها أَبو سفيان وطلقها، فخلف عليها عبيد اللّه بن عثمان التيمي، فولدت له طلحة بن عبيد اللّه التيمي. قال هذا جميعه ابن الكلبي.)) أسد الغابة. ((أخوه ميمون بن الحضرمي صاحب البئر التي بأعلى مكّة بالأبطح يقال لها بئر ميمون مشهورة على طريق أهل العراق، وكان حفرها في الجاهليّة.))
((أسلم العلاء بن الحضرمي قديمًا.))
((مِنْ حَضْرمَوْت من اليمن. وكان حليفًا لبني أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف.)) الطبقات الكبير. ((هو أَول من نقش خاتم الخلافة.‏)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((يقال: إِن العلاء كان مجاب الدعوة، وأَنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها ولما قاتل أَهل الردة بالبحرين كان له في قتالهم أَثر كبير، وقد ذكرناه في الكامل في التاريخ، وذلك مشهور عنه.)) أسد الغابة.
((روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم. روى عنه من الصحابة السائبُ بن يزيد، وأبو هُريرة)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((ولّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم البَحْرَين، وتُوِّفي صَلَّى الله عليه وسلم وهو عليها، فأقرَّه أبو بكر رضي الله عنه في خلافَتِهِ كلها عليها، ثم أقرَّه عُمر وتُوفِّي في خلافة عمر سنة أربع عشرة‏.‏ وقال الحسن بن عثمان‏:‏ توفي العلاء بن الحضرميّ سنة إحدى وعشرين واليًا على البحرين، فاستعمل عمر رضي الله عنه مكانه أبا هُريرة‏. وقد روى الأنصاريّ، عن ابن عوف، عن موسى بن أنس أن أبا بكر الصّدّيق ولَّى أنس بن مالك البَحْرَيْن، وهذا لا يعرفه أهلُ السِّيَر. وقال أبو عبيدة:‏ مات أبو بكر رضي الله عنه، والعلاء مُحاصِرٌ لأهل الرّدّة، فأقرَّه عُمر وحينئذ بارز البراء بن مالك مرزبان الزَّارَة، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد بعث العلاء بن الحضرميّ إلى المنذر بن ساوي العبدي ملك البحرين، ثم ولّاه على البحرين إذ فتحها الله عليه، وأقرَّه عليها أبو بكر، ثم ولّاه عمر البصرة، فمات قبل أَن يصل إليها)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَة، عن محمد بن يوسف، عن السَّائِب بن يزيد، عن العَلاَء بن الحَضْرَمِيّ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعثه مُنْصَرَفَه من الجِعِرّانة إلى المُنْذِر بن سَاوَى العبدي بالبحرين، وكتب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى المنذر بن ساوى معه كتابًا يدعوه فيه إلى الإسلام. وخلّى بين العلاء بن الحضرمي وبين الصدقة يجتبيها. وكتب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، للعلاء كتابًا فيه فرائض الصدقة في الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال يُصَدّقهم على ذلك، وأمره أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردّها على فقرائهم. وبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، معه نفرًا فيهم أبو هريرة وقال له: "اسْتَوْصِ به خيرًا"(*). قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن يزيد، عن سالم مولى بني نَصر قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: بعثني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه بي خيرًا فلمّا فَصَلنا قال لي: إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قد أوصاني بك خيرًا فانظر ماذا تحبّ، قال قلتُ: تجعلني أؤذّن لك ولا تَسْبِقْنِي بآمين. فأعطاه ذلك(*). قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، عن عروة، عن المِسْوَر بن مَخْرَمَةَ، عن عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لُؤيّ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ثمّ عزله عن البحرين، وبعث أَبَان بن سَعْد عاملًا عليها(*). قال محمد بن عمر: وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قد كتب إلى العلاء بن الحضرمي أن يقدم عليه بعشرين رجلًا من عبد القيس فقدم عليه منهم بعشرين رجلًا رأسهم عبد الله بن عوف الأشجّ، واستخلف العلاء على البحرين المُنْذِر بن سَاوَى فشكا الوفدُ العلاءَ بن الحضرمي فعزله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وولّى أَبَان بن سعيد بن العاص وقال له: "اسْتَوْصِ بعبد القيس خيرًا وأكْرِمْ سَراتهم"(*). قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، رأى على العلاء بن الحضرمي قميصًا سُنْبُلانيًّا طويلَ الكُمَّيْن فقطعه من عند أطراف أصابعه(*). قال: أخبرنا أنس بن عياض قال: حدّثني عبد الرحمن بن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعتُ عمر بن عبد العزيز سأل السائب بن يزيد: ما سمعتَ في سُكنى مكّة؟ فقال: قال العلاء بن الحضرمي إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "ثلاث للمهاجر بعد الصَّدَر"(*). قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهْرِي، عن أبيه، عن صالح بن كَيْسان، عن عبد الرحمن بن حُميد، أنّه سمع عمر بن عبد العزيز يسأل السَّائِبَ بن يَزِيد فقال السائب: سمعتُ العَلاَءَ بن الحَضْرَمِيّ يقول سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "ثلاثُ لَيالٍ يَمْكُثُهُنّ المهاجر بمكّة بعد الصَّدَر"(*). قال: ثمّ رجع الحديث إلى الأوّل، قال: فلم يزل أبان بن سعيد عاملًا على البحرين حتى قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وارتدت ربيعة بالبحرين فأقبل أبان بن سعيد إلى المدينة وَتَرَكَ عَمَلَه، فأراد أبو بكر الصديق أن يردّه إلى البحرين فأبَى وقال: لا أعمل لأحدٍ بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأجمع أبو بكر بَعْثَةَ العلاءِ بن الحضرمي فدعاه فقال: إني وجدتُك من عُمّال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الذين ولّى فرأيتُ أنْ أُوَلّيَك ما كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولاّك، فعليك بتَقْوى الله. فخرج العلاءُ بن الحضرمي من المدينة في ستّة عَشَرَ راكبًا معه فُرَات بن حَيَّان العِجلي دليلًا. وكتب أبو بكر كتابًا للعلاء بن الحضرمي أن ينفر معه كلّ مَن مرّ به من المسلمين إلى عدوّهم، فسار العلاء فيمن تبعه منهم حتى نزل بحصن جُوَاثا فقاتلهم فلم يفلت منهم أحد، ثمّ أتَى القَطِيف وبها جمع من العجم فقاتلهم فأصاب منهم طرفًا وانهزموا فانضمّت الأعاجم إلى الزَّارَةَ فأتاهم العلاء فنزل الخطّ على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفّي أبو بكر رحمه الله وَوَليَ عمر بن الخطّاب، وطلب أهلُ الزَّارَة الصّلْحَ فصالحهم العلاء. ثمّ عبر العلاء إلى أهل دَارِين فقاتلهم فقتل المقاتلة وحوى الذّراريّ. وبعث العلاء عَرْفَجَةَ بن هَرْثَمة إلى أسياف فارس فقطع في السفن فكان أوّل من فتح جزيرةٍ بأرض فارس واتخذ فيها مسجدًا وأغار على بَارِنْجَان والأسياف وذلك في سنة أربع عشرة.))
((قال: أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف، عن أبي إسماعيل الهَمَذاني وغيره، عن مُجالِد، عن الشّعْبيّ قال: كتب عمر بن الخطّاب إلى العلاء بن الحضرمي، وهو بالبحرين أنْ سِرْ إلى عُتْبَة بن غَزْوَان فقد وليّتُك عمله واعلم أنّك تقدم على رجلٍ من المهاجرين الأوّلين الذين سبقت لهم من الله الحُسْنى لم أعْزلْه إلاّ يكون عفيفًا صليبًا شديد البأس ولكني ظننتُ أنّك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقّه، وقد وليّتُ قبلك رجلًا فمات قبل أن يصل، فإن يُرِدِ الله أن تَليَ وَليتَ وإن يُرِدِ الله أن يَليَ عتبة فالخلق والأمر لله ربّ العالمين. واعلم أنّ أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله فانظر الذي خُلِقْتَ له فاكْدَحْ له ودَع ما سِواه فإنّ الدنيا أمَدٌ والآخرة أبَدٌ، فلا يُشْغِلَنّك شيءٌ مُدْبِرٌ خَيْرُه عن شيءٍ باقٍ شرّه، واهرب إلى الله من سَخَطِه فإنّ الله يجمع لمَن شاء الفضيلة في حُكْمه وعلمه، نسأل الله لنا ولك العون على طاعته والنجاة من عذابه. قال: فخرج العلاء بن الحضرمي من البَحرين في رهط منهم أبو هريرة وأبو بَكْرَة، وكان يقال لأبي بكرة حين قدم البصرة البَحْراني، ووُلد له بالبحرين عبد الله بن أبي بكرة. قال: فلمّا كانوا بِتِيَاس قريبًا من الصّعاب والصّعاب من أرض بني تميم، مات العلاء بن الحضرميّ، فرجع أبو هريرة إلى البحرين، وقدم أبو بكرة إلى البصرة فكان أبو هريرة يقول: رأيتُ من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء لا أزال أحبّه أبدًا: رأيتُه قطع البحر على فرسه يوم دَارِينَ، وقدم من المدينة يريد البحرين، فلمّا كان بالدّهْناء نَفِدَ ماؤُهم فدعا الله فنبع لهم من تحت رَمْلَةٍ فارتووا وارتحلوا، وأُنْسِىَ رجلٌ منهم بعضَ مَتَاعِه فرجع فأخذه ولم يجد الماء، وخرجتُ معه من البحرين إلى صفّ البصرة، فلمّا كنّا بِتِيَاس مات ونحن على غير ماءٍ فأبدى الله لنا سحابة فمُطِرْنا فغسّلناه وحفرنا له بسيوفنا ولم نُلْحِد له ودفنّاه ومضينا، فقال رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: دفنّاه ولم نُلْحِدْ له، فرجعنا لنُلْحِدَ له فلم نجد موضع قبره، وقدم أبو بكرة البصرة بوفاة العلاء بن الحضرمي.)) الطبقات الكبير. ((توفي في خلافة عمر سنة أَربع عشرة، وقيل: توفي سنة إِحدى وعشرين واليًا على البحرين)) أسد الغابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال