1 من 1
قال سهم بن منجاب: غزونا مع العلاء بن الحضرمي دارين فدعا بثلاث دعوات فاستجيبت له فيهن: نزلنا منزلًا، فطلب الماء؛ ليتوضأ فلم يجده، فقام فصلى ركعتين وقال: "اللهم إنا عبيدك، وفي سبيلك، نقاتل عدوك، اللهم اسقنا غيثًا نتوضأ منه، ونشرب، فإذا توضأنا لم يكن لأحدٍ فيه نصيب غيرنا، فسِرْنا قليلًا فإذا نحن بماء حين أقلعت عنه السماء، فتوضأنا منه، وتزودنا، وملأت إدواتي، وتركتها مكانها حتى أنظر هل استجيب له أم لا، فسرنا قليلًا، ثم قلت لأصحابي: نسيت إدواتي، فجئت إلى ذلك المكان فكأنه لم يصبه ماءٌ قط، ثم سرنا حتى أتينا دارين، والبحر بيننا وبينهم فقال: "يا عليم، يا حليم، يا علي، يا عظيم، إنا عبيدك، وفي سبيلك، نقاتل عدوك اللهم فاجعل لنا إليهم سبيلًا، فتقحم البحر، فخضنا ما يبلغ لبودنا، فخرجنا إليهم فلما رجع أخذه وجع البطن، فمات، فطلبنا ماءً نغسله فلم نجده، فلففناه في ثيابه ودفناه، فسرنا غير بعيد، فإذا نحن بماءٍ كثير، فقال بعضنا لبعض: لو رجعنا، فاستخرجناه، فغسلناه، فرجعنا، فطلبناه فلم نجده، فقال رجلٌ من القوم: إني سمعته يقول: "يا عليُّ، يا عظيم، يا حليم أخف عليهم موتي ــ أو كلمةً نحوها ــ ولا تطلع على عورتي أحدًا"، فرجعنا، وتركناه.
وروى عمرو بن ثابت قال: دَخَلت في أذن رجلٍ من أهل البصرة حصاة، فعالجتها الأطباء، فلم يقدروا عليها حتى وصلت إلى صماخه، فأسهرت ليله، ونغصت عيش نهاره، فأتى رجلًا من أصحاب الحسن؛ فشكا ذلك إليه فقال: ويحك إن كان شيء ينفعك الله به، فدعوة العلاء بن الحضرمي التي دعا بها في البحر وفي المفازة، قال: وما هي رحمك الله؟ قال: "يا عليُّ، يا عظيم، يا حليم، يا عليم"، فدعا بها، فوالله ما برحنا حتى خرجت من أذنه ولها طنين حتى صكت الحائط، وبرىء رحمه الله.