تسجيل الدخول


عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

1 من 1
عبد الله بن عامر العبشمي:

عبد الله بن عامر بن كُرَيْز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصيّ القرشيّ العبشميّ، ابن خال عثمان بن عفان‏.‏ أمُّ عثمان أروى بنت كريز، وأمها وأمّ عامر ابن كريز البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلّب.‏ وأمّ عبد الله بن عامر بن ربيعة دِجاجَة بنت أسماء بن الصّلت، وُلد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأتى به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو صغير، فقال:‏ ‏"هذا شبهنا‏"، ‏وجعل يتْفُل عليه ويعوذه، فجعل عبد الله يتسوغ ريقَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم:‏ ‏"إِنَّهُ لَمُسْقَى"،‏‏ فكان لا يُعالج أرضًا إلا ظهر له الماء.‏ ‏

قيل‏:‏ لما أُتي بعبد الله بن عامر بن كُريز إلى النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال لبني عبد شمس:‏ ‏"هَذَا أَشْبَهُ بِنَا مِنْهُ بِكُمْ"‏، ثم تفل في فيه، فازدرده، فقال:‏ ‏"أَرْجُوا أَنْ يَكُوَنَ مسْقِيًا"،‏ فكان كما قال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم.(*)

وقد أتي عبد المطلب بن هاشم بأبيه عامر بن كريز وهو ابنُ ابنته أم حكيم البيضاء، فتأمّلَه عبدُ المطلّب، وقال:‏ ما ولدنا ولدًا أحرص منه، وكانت أمُّ حكيم البيضاء بنت عبد المطلّب بن هاشم تحت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فولدت له عامرًا أبا عبد الله بن عامر هذا. وقد روى عبد الله بن عامر هذا عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وما أظنّه سَمِع منه ولا حفظ عنه.‏

ذكر البغَويّ، عن مصعب الزّبيري، عن أبيه، عن مصعب بن ثابت، عن حنظلة بن قيس، عن عبد الله بن الزّبير وعبد الله بن عامر بن كريز، قالا‏:‏ قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:‏ ‏"مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ‏".(*) ‏‏أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 179، ومسلم في الصحيح كتاب الإيمان حديث رقم 246، وأبو داود في السنن حديث رقم 4772، والترمذي في السنن حديث رقم 1418، 1419، 1421، وابن ماجه في السنن حديث رقم2580، والنسائي في السنن 7/ 115، 116، وأحمد في المسند 1/ 79، 187، 188، 189، 190، 305، 2/ 163، 206، 217، والبيهقي في السنن3/ 265، 266، 8/ 187، 335، والطبراني في السنن1/ 115، وابن أبي شيبة 9/ 456.‏ رواه موسى بن هارون الحَمَّال، عن معصب بإسناده سواء.‏

قال الزّبير وغيره‏:‏ كان عبد الله بن عامر سخيًّا، كريمًا حليمًا، ميمون النّقيبة، كثير المناقب، هو افتتح خراسان، وقتل كسرى في ولايته، وأحرم من نيسابور شكرًا لله تعالى، وهو الذي عمل السّقايات بعرفة.‏ ‏

قال صالح بن الوجيه، وخليفة بن خياط‏:‏ وفي سنة تسع وعشرين عزل عثمان أبا موسى الأشعريّ عن البصرة، وعثمان بن أبي العاص عن فارس، وجمع ذلك كله لعبد الله ابن عامر بن كريز.‏ وقال صالح‏:‏ وهو ابن أربع وعشرين سنة‏. ‏

وقال أبو اليقظان:‏ قدم ابن عامر البصرة واليًا عليها، وهو ابنُ أربع أو خمس وعشرين سنة، ولم يختلفوا انه افتتح أطرافَ فارس كلّها، وعامة خراسان وأصبهان وحلوان وكرمان، وهو الذي شقّ نهْر البصرة، ولم يزل واليًا لعثمان على البصرة إلى أن قُتل عثمان رضى الله عنه، وكان ابن عمته، لأنّ أمّ عثمان أروى بنت كُريز، ثم عقد له معاوية على البصرة، ثم عزله عنها، وكان أحدَ الأجْوَادِ، أوصى إلى عبد الله بن الزّبير، وماتَ قبْلَه بيسير، وهو الذي يقول فيه زياد يرثيه:‏ [الطويل]‏

فَإِنَّ الّذي أَعْطَى العِرَاقَ ابْنُ عَامِرٍ
لرَبِّي الَّذِي أرْجُو لِسَتْرِ مَفَاقِـرِي

وفيه يقول زياد الأعجم: [الوافر]‏ ‏

أَخٌ لَكَ لاَ تَرَاهُ الدَّهْرَ إِلاَّ عَلَى العَلاَّتِ بَسَّامًا جَوَادا

أَخٌ لَكَ مَا مَوَدَّتُهُ بِمـزْقٍ إِذَا مَا عَادَ فَقْرُ أَخِيهِ عَادَا

سَأْلْنَاهُ الجَزِيلَ فَمَا تَلَكَّـا
وَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَـا وَزَادَا

وَأَحْسَنَ ثُمَّ أَحْسَنَ ثُمَّ عُدْنَا فَأَحْسَنْ ثُمَّ عُدْتُ لَهُ فَعَـادا

مِرِارًا مَا رَجَعْتُ إِلَيهِ إِلاَّ تَبسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنى الوِسَادَا
(< جـ3/ص 64>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال