تسجيل الدخول


عدي بن حاتم الطائي

يكنى أَبا طَرِيف، وقيل: أَبو وَهْب، وقيل: أبو سَفَّانَة؛ بابنته. وأَبوه حاتم هو الجَوَاد الموصوف بالجُود، وكان من أجود العرب. ويحكي عن إسلامه قال: ما كان رجل من العرب أشد كَراهة مني لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكنتُ أميرًا شريفًا قد سُدتُ قومي، فقلت إن اتبعتُه كنت ذَنَبًا، وكنت نصرانيًا أرى أنّي على دِينٍ، وكنت أسير على قومي بالمِرْبَاع فكنتُ مَلِكًا، لما يَصْنَعُ بي قومي وما يصنع بي أهلُ دِينيِ، فلما سمعتُ بمحمد كرهته، وقلتُ لغلام لي وكان عربيًّا راعيًا لإبلي: أعِدّ لي من إبلي أجمالًا ذُلُلًا سِمَانًا احبسها قريبًا مني لاَ تَعْزُب بها عني، فإذا سمعتَ بجيش محمد قد وطئ هذه البلاد فآذني، فإني أرى خَيْله قد وطئت بلاد العرب كلها، ويقال: كان له عين بالمدينة فلما سمع بحركة علي بن أبي طالب حذره قال: فلبثت ما شاء الله، فلما كان ذات غَداة جاءني فقال: يا عَدِي، ما كنتَ صانعًا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن، فإني رأيتُ راياتٍ فسألت عنها فقالوا: هذه جيوش محمد، قلت: قرِّب لي أجمالي، فقرَّبها فاحتملت بأهلي وولدي ثم قلت: ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام، فسلكتُ الجَوْشِية من صحراء إِهَالَة وخلفت ابنة حاتم في الحاضر، فلما قدمنا الشام أقمتُ بها، وتُخالفني خيلُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الذين كانوا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى الفُلْس يهدمه ويشن الغارات، فخرج في مائتي رجل فشنوا الغارة على محلة آل حاتم في الفجر فأصابوا نساءً وأطفالًا وشاءً، ولم يصيبوا من الرجال أحدًا، وأصابوا ابنة حاتم فيمن أصابوا، فقدم بها على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في سَبَايا من طَيِّئ، وقد بلغ النبي صَلَّى الله عليه وسلم هربي إلى الشام، فجعلت ابنة حاتم في حَضِيرة بباب المسجد كُنّ النساء يُحْبَسْنَ فيها، فمرّ بها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ فقامت إليه وكانت امرأةً جَمِيلة جَزْلةً فقالت: يا رسول الله، هلك الوالد وغاب الوافد فامنن عليّ مَنَّ الله عليك! قال: "مَنْ وَافِدُك؟" قالت: عَدِيّ بن حاتم، قال: "الفَارُّ من الله ومن رسوله؟" قالت: ومضى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وتركني، حتى إذا كان في الغد مَرَّ بي فقلت مثل ذلك، وقال لي مثل ذلك، حتى إذا كان بعد الغد مرّ بي وقد يَئِسْتُ فَلم أقل شيئًا، فأشار إِلَيَّ رجلٌ خَلْفَه أَنْ قُومِي فَكَلِّمِيه، قالت: فقمتُ فقلت: يا رسول الله هَلَك الوالد وغاب الوافد فامنن عليّ مَنَّ الله عليك، قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فإني قد فعلت، ولا تَعجلي بخروج حتى تجدي من قومك مَن يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثم آذنيني"، قالت: وسألتُ عن الرجل الذي أشار إِلَيَّ أن كلّميه، فقيل لي هو عَلِيّ بن أبي طالب أما تعرفينه؟ هو الذي سَبَاك، قالت: والله ما هو إلا أن سبيت ألقيت البُرقع على وجهي فما رأيت أحدًا حتى دخلت المدينة، قالت: وأقمتُ حتى قدم ركب من قضاعة، قالت: وإنما أريد أن آتي أخي بالشام، فجئت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: قد جاءني من قومي مَنْ لِي ثقَة وَبلاَغ قالت: فَكَسَاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وحَمَلني وأعطاني نَفَقَة، وخرجتُ معهم حتى قدمت الشام، قال عدي: فوالله إني لقاعد في أهلي إذ نظرت إلى ظَعِينة تُصَوَّبُ إِلَيَّ تَؤُمُّنا فقلتُ: ابنة حاتم! قال: فإذا هِي، قال: فلما قَدمت عَلَيَّ انْسَحَلَت تقول: القاطع الظالم، احتملتَ بأهلك وولدك وتركت بقية والدك، قال: قلت يَا أُخَيَّة، لا تقولي إلا خيرًا، فوالله مالي من عُذر، قد صنعتُ ما ذكرتِ، قال: ثم نزلَتْ فأقامت عندي، فقلت لها: ما تَرَين في أمر هذا الرجل؟ وكانت امرأة حازمة، قالت: أرى والله أن تَلْحقَ به سريعًا، فإن يكن الرجل نبيًّا فالسبق إليه أفضل، وإن يكن ملكًا فلن تَذِلّ في عزّ اليمن، وأنت أنت، وأبوك أبوك، مع أني نبئت أن عِلْيَهَ أصحابه قومك الأوس والخزرج، قال: فخرجتُ حتى أقدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة فدخلتُ عليه وهو في مسجده، فسلّمت، فقال: "مَن الرجل؟" فقلت: عدي بن حاتم، قال: فانطلق بي إلى بيته، إذ لَقِيَتْه امرأةٌ ضعيفة كبيرة فاستوقَفَتْه، فوقفَ لها طويلًا تكلمه في حاجتها، فقلتُ في نفسي: والله ما هذا بمَلِكٍ، إن للملك لحالًا غير هذا، ثم مضى حتى إذا دخل بيته تناول وِسَادَة من أدَمٍ مَحْشُوَّة ليفًا فقدمها إليّ فقال: "اجلس على هذه". فقلت: لا، بل أنت فاجلس عليها، فوقعَ في قلبي أنه بريء من أن يكون ملكًا، فجلس عليها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فرأى في عُنقي وثنًا من ذهب فَتَلا هذه الآية:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [سورة التوبة: 31] فقلت: والله ما كانوا يعبدونهم، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أليس كانوا إذا أحلّوا لهم شيئًا استحلوه وإذا حرّموا عليهم شيئًا حرموه؟!" قال: قلت: بَلَى، قال: "فتلك عبادتهم"، ثم قال: "إِيهٍ يَاعَدِيّ! ألم تكن رَكُوسِيًّا؟"قال: قلت: بَلَى، قال: "أو لم تكن تسير في قومك بالمِرْبَاع!" قال: قلت بَلَى، قال: "فإن ذلك لم يكن يَحلّ لك في دينك" قال: قلت: أجل والله، قال: فعرفتُ أنه نبي مُرسَل يَعْرِف ما نَجْهَل، ثم قال: "لَعلك يا عدي بن حاتم إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فوالله لَيُوشِكَنَّ المالُ يفيض فيهم حتى لا يوجد مَنْ يأخذه، ولعله إنما يمنعك ما ترى من كَثرة عدوِّهم وقلة عَدَدِهم، فوالله ليوشكن يُسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعير حتى تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من الدخول فيه أن المُلْك والسلطان في غيرهم، وايم الله ليوشكن أن يُسْمَع بالقصور البيض من أرض بَابِل قد فُتِحَتْ عليهم"، فقال عدي: فأسلمت فكان عدي يقول: قد مضت اثنتان وبقيت واحدة: لَيَفِيضَنَّ المالُ حتى لا يُوجد من يأخذه. سار عديُّ بن حاتم مع خالد بن الوليد إلى أهل الرِّدَّة، وقد انضم إلى عدي من طيِّئ ألف رجل، وكانت جَدِيلَةُ مُعْتَرِضَةً عن الإسلام، وهم بطن من طَيِّئ، وكان عدي من الغَوْث، فلما هَمَّتْ جَدِيلة أن ترتد ونزلت ناحيةً، جاءهم مُكْنِفُ بن زيد الخيل الطائي، فقال: أتريدون أن تكونوا سُبَّةً على قومكم لَمْ يرجعْ رجل واحد من طَيِّئ! وهذا أبو طريف معه ألف من طيئ! فكسرهم، فلما نزل بُزَاخَة قال لعدي: يا أبا طريف ألا تَسِير إلى جَدِيلة؟ فقال: يا أبا سليمان، لا تفعل، أقاتل معك بيدَيْن أحب إليك أم بيد واحدة؟ فقال خالد: بل بيدين، فقال عدي: فإنّ جَدِيلَة إحدى يديّ، فكفَّ خالدٌ عنهم، فجاءهم عديّ فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، فسارَ بهم إلى خالد، فلما رآهم خالد فَزِع، وظن أنهم أتوا لقتالٍ، فصاحَ في أصحابه بالسلاح، فقيل له: إنما هي جَديلة أَتَتْ تقاتل معك، فلما جاءوا حلوا ناحية، وجاءهم خالد فرحب بهم، واعتذروا إليه من اعتزالهم، وقالوا: نحن لك بحيث أحببت، فجزاهم خيرًا، فلم يَرْتَدِدْ من طيِّئ رجل واحد، فسار خالد على بُغْيَتِة، فقال عدي بن حاتم: اجعل قومي مقدمة أصحابك، فقال: أبا طريف الأمر قد اقترب ولُحِم، وأنا أخاف إِنْ تَقَدَّم قومُك ولَحِمَهُم القتال انكشفوا فانكشف مَنْ معنا، ولكنْ دَعْني أقدِّم قومًا صُبُرًا لهم سوابق وثبات، فقال عدي: فالرأي رأيتَ، فقدَّم المهاجرين والأنصار، قال: فلما أبى طليحةُ أن يقر بما دعا إليه انصرف خالد إلى معسكره واستعمل تلك الليلة عَلَى حَرَسِه عَدِيَّ بن حاتم، ومُكْنِفَ بن زيد الخيل، وكان لهما صدقُ نِيّة وَدِين، فباتا يحرسان في جماعة من المسلمين، فلما كان في السَّحَر نهض خالد فعبَّى أصحابه، ووضع ألويته مواضعها، فدفع لواءه الأعظم إلى زيد بن الخطاب، فتقدم به وتقدم ثابت بن قيس بن شماس بلواء الأنصار، وطلبت طيئ لواءً يعقد لها، فعقد خالد لواءً ودفعه إلى عدي بن حاتم وجعل ميمنة وميسرة، وشهد عدي فتوح العراق، ووَقْعَةَ القادِسِيَّة، ووقعة مِهْران، ويوم الجِسْر مع أَبي عُبَيد، وغير ذلك. روى أن عديّ بن حاتم قال لعمر بن الخطّاب إذ قدم عليه: ما أظنُّك تعرفني، فقال: كيف لا أعرفك؟ وأول صدقة بيَّضتْ وجْهَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم صدقة طيء! أعرفك آمنْتَ إذ كفروا، وأقبلتَ إذ أدبروا، ووفيتَ إذ غدروا. وروي عن عديّ بن حاتم، قال: ما دخلتُ على النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قطّ إلا وسَّع لي أو تحرَّك لي، وقد دخلتُ عليه يومًا في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسَّع لي حتى جلست إلى جَنْبه. نزل عديّ بن حاتم ـــ رضي الله عنه ـــ الكوفةَ وسكنها، وروى محمد بن عمر، عن الشّعبي قال: لما كانت الرّدة قال القوم لعدي بن حاتم: أمسِك ما في يديك من الصدقة فإنك إن تفعل تسود الحليفين، فقال: ما كنتُ لأفعل حتى أدفعه إلى أبي بكر بن أبي قُحافة فجاء به إلى أبي بكر حتى دفعه إليه، قال محمد بن عمر: ثم رجع الحديث إلى الأول قال: وكان عدي بن حاتم أحزم رأيًا وأفضل رغبة في الإسلام، رغبة ممن كان فرق الصدقة في قومه، لا تعجلوا فإنه إن يقم بهذا الأمر قائم ألفاكم ولم تفرقوا الصدقة، وإن كان الذي تظنون فَلَعمري إن أموالكم بأيديكم لا يغلبكم عليها أحد، فسكتهم بذلك، وأمر ابنه أن يسرح نعم الصدقة فإذا كان المساء روحها، وإنه جاء بها ليلة عشاء فضربه وقال: ألا عجلتَ بها، ثم أراحها الليلة الثانية فوق ذلك قليلًا فجعل يضربه ويكلمونه فيه، فلما كان اليوم الثالث قال: يا بني، إِذَا سَرَّحْتَها فَصِحْ في أدبارها وأُمَّ بها المدينة فإنْ لَقِيَك لاَقٍ من قومك أو من غيرهم فقل: أريد الكلأ تعذر علينا ما حولنا، فلما جاء الوقت الذي كان يروحُ فيه لم يأتِ الغلام، فجعل أبوه يتوقَّعُه ويقول لأصحابه: العجب لحبس ابني! فيقول بعضهم: نخرج يا أبا طريف فنتبعه؟ فيقول: لا والله، فلما أصبح تهيأ ليغدو، فقال قومه: نغدو معك؟ فقال: لاَ يَغْدُوَنّ معي منكم أحد، إنكم إن رأيتموه حُلْتم بيني وبين أَنْ أضربه وقد عصى أمري كما تَرون، أقول له: تروِّحُ لسَفَر فَلَيْلَةً يأتي بها عتمة وليلة يعزُبُ بها، فخرج على بعير له سريعًا حتى لحق ابنَه، ثم حَدَّرَ النَّعَمَ إلى المدينة، فلما كان ببطن قَنَاة لَقِيتْه خَيْلٌ لأبي بكر الصديق عليها عبد الله بن مسعود، ويقال محمد بن مَسْلَمة ـــ وهو أثبت ـــ فلما نظروا إليه ابتدروه فأخذوه وما كان معه، وقالوا له: أين الفوارسُ الذي كانوا معك؟ فقال: ما معي أحد، فقالوا: بَلَى لقد كان معك فوارس، فلما رأونا تغيبوا، فقال ابن مسعود ـــ أو محمد بن مسلمة: خلوا عنه، فما كذب ولا كذبتم، أعوان الله كانوا معه ولم يرهم، فكانت أول صدقة قُدِمَ بها على أبي بكر الصديق، قَدِمَ عليه بثلاثمائة بعير. وروى يزيد بن هارون، عن محمد بن سيرين قال: لما ارتد الناس على عهد أبي بكر، جمع عدي بن حاتم قومه فقال لهم: هل لكم إلى أن تجمعوا صدقة أموالكم فآتي بها هذا الرجل، فإن ظفر كنتم قد أخذتم بنصيبكم منه، وإن لم يظفر فأنا ضامن لها أردها عليكم؟ ففعلوا فأتى بها أبا بكر، ولما أسلم عدي بن حاتم أراد أن يرجع إلى بلاده فبعث إليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يَتَعَذَّرُ من الزّاد ويقول: "ما أصبحَ عند آل محمد سُفَّة من طعام، ولكنك ترجع ويكون خيرًا"، فلمّا قَدِم على أبي بكر أعطاه ثلاثين فريضة، فقال عدي: يا خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أنت إليها اليوم أحوج، وأنا عنها غَنِيّ، فقال أبو بكر: خُذْها أيها الرجل، فإني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يَتَعذَّرُ إليك ويقول: "ولكن ترجع ويكون خيرًا": فقد رجعتَ وجاء الله بالخير، فأنا مُنفِذٌ ما وَعَدَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في حياته، فأنفذها، فقال عدي: آخذها الآن فهي عطيَّة من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: فذاك. وروي عن نَابِل ـــ مولى عثمان بن عفان وكان حاجبه ـــ قال: جاء عدي بن حاتم إلى باب عثمان وأنا عليه فَنَحَّيْتُه عنه، فلما خرج عثمان إلى الظُّهر عرض له عدي، فلما رآه عثمان رحَّب به وانبسط إليه، فقال عدي: انتهيتُ إلى بابك وقد غَمَّ آذِنُكَ الناسَ فَحَجَبنِي عنك، فالتفت إِلَيَّ عثمانُ فانتهرني وقال: لا تحجُبْه واجعلْهُ أوّلَ مَن تُدخله، فلعَمْري إِنَّا لنعرفُ حقه وفضلَه، ورأْيَ الخليفتين فيه وفي قومه، فقد جاءنا بالصدقة يسوقها والبلاد تضطرم كأنها شُعْلَةُ النار من أهل الرِّدَّة، فحمده المسلمون على ما رَأَوْا منه. ذكر ابْنُ المُبَارَكِ في "الزُّهْدِ"، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، قال: ما دخل وقْتُ صلاةٍ قط إلا وأنا أشتاقُ إليها. وقال الشعبي: أَرسل الأَشعثُ بن قَيْس إِلى عدي بن حاتم يَسْتَعِيرُ منه قُدُورَ حاتم فملأَها، وحملها الرجالُ إِليه، فأَرسل إِليه الأَشعث: إِنما أَرَدْنَاها فارغة! فأَرسل إَليه عدي: إِنا لا نُعِيرُها فارغةً، وكان عدي يَفُتُّ الخبز للنمل ويقول: إِنهن جاراتٌ، ولهُنَّ حَقٌّ. وروى سليمان أبو داود الطَّيَالسيّ عن عدي بن حاتم قال: قلتُ: يا رسول الله، إن أبي كان يصل الرحم، وذكر مكارم الأخلاق، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إن أباك أراد أمرًا فأدرَكه"، وقال عدي بن حاتم: علّمني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الصيام، فقال: "إذا صُمتَ فصم ثلاثين يومًا إلا أن ترى الهلال قبل ذلك". وشَهِدَ عَدِيّ بن حاتم القَادِسية، ويوم مِهران، وقس النَّاطِف، والنخيلة؛ ومعه اللواء. مات سنة ثمانٍ وسنتين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، ومات بعد الستين وقد أسنّ، وقال أبو حاتم السجستاني: بلغ مائة وثمانين، وقيل: توفي سنة سبع وستين، وقيل: سنة تسع وستين، قيل: مات بالكوفة أَيام المختار، وقيل: مات بقَرْقِيسياءَ.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال