تسجيل الدخول


ذو الكلاع الحميري

1 من 2
ذُو الكَلَاعِ

(ب د ع) ذُو الكَلَاع. واسمه: أسْمَيْفَع بن ناكور. وقيل: أيفع. وقيل: سُمَيْفِع، بغير همزة، وهو حميري، يكنى: أبا شُرَحْبيل. وقيل: أبو شراحيل. وكان إسلامه في حياة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.

روى ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، عن حسان بن كليب الحميري، قال: سمعت من ذي الكلاع الحميري، يقول: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "اتْرُكُوا التّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ"(*) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 515 كتاب الملاحم باب في النهي عن تهييج الترك والحبش حديث رقم 4302، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 176 والطبراني في الكبير 7/ 124، 195، 375 وذكره البيهقي في الزوائد 5/ 307، 7/ 315..

وكان رئيسًا في قومه متبوعًا، أسلم وكتب إليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم في التعاون على قتل الأسود العنسي، وكان الرسول جرير بن عبد اللّه البجلي، وقيل: جابر بن عبد اللّه. والأول أصح. وقد تقدمت القصة في ذي عمرو.

ثم إن ذا الكلاع خرج إلى الشام وأقام به، فلما كانت الفتنة كان هو القَيِّم بأمر صفين، وقتل فيها، قيل: إن معاوية سَرَّه قتلُه. وذلك أنه بلغه أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال لعمار بن ياسر: "تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ".(*) فقال لمعاوية وعمرو: ما هذا؟ وكيف نقاتل عليًا وعمارًا. فقالوا: إنه يعود إلينا ويقتل معنا. فلما قتل ذو الكلاع وقُتِل عمار، قال معاوية: لو كان ذو الكلاع حيًا لمال بنصف الناس إلى عليٍّ.

وقيل: إنما أراد الخلاف على معاوية، لأنه صح عنده أن عليًا بريء من دم عثمان.

قال أبو عمر: ولا أعلم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه وإتباعه النبي صَلَّى الله عليه وسلم في حياته، ولا أعلم له رواية إلا عن عمرو وعوف بن مالك.

ولما قتل ذو الكلاع أرسل ابنه شرحبيل إلى الأشعث بن قيس يرغَبُ إليه في جثة أبيه، فقال الأشعث: إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، ولكن عليك بسعيد بن قيس، يعني الهمداني، فإنه في الميمنة. وكان معاوية قد منع أهل الشام أن يدخلوا عسكر علي؛ لئلا يفسدوا عليه. فأتى ابن ذي الكلاع إلى معاوية فاستأذنه في دخول عسكرهم إلى سعيد بن قيس، فأذن له، فأتى سعيدًا، فأذن له في أخذ جيفة أبيه، فأخذها. وكان الذي قتل ذا الكلاع الأشترُ النخعي، وقيل: حُرَيث بن جابر.

روي عن أبي ميسرة عَمْرو بن شرحبيل الهَمْداني قال: رأيتُ عَمَار بن ياسر، وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض في أفنية الجنة، فقلت: ألم يقتل بعضكم بعضًا؟ قالوا: بلى، ولكن وجدنا الله عز وجل واسع المغفرة، قال: فقلت: ما فعل أهل النهر؟ يعني الخوارج. فقيل لي: لقوا بَرْحًا، وكان ذو الكلاع قد أعتق أربعة آلاف أهل بيت وقيل: عشرة آلاف. والله أعلم. أخرجه الثلاثة.
(< جـ2/ص 220>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال