1 من 5
ذو الكلاع الحميري:
روى ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، من طريق حسّانِ بن كريب عن ذي الكلاع: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: "اتْرُكُوا التّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ" (*) أخرجه أبو داود 2/ 515 كتاب الملاحم باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة حديث رقم 4302، قال الهيثمي في الزوائد 5/ 307، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 176، والطبراني في الكبير 7/ 224، 19/ 375 وكنز العمال حديث رقم 10934، 10951، 10952 تفرد به ابن لَهِيعة، فإن كان حفظه فهو غير ذي الكلاع الآتي ذكره في القسم الثالث.
(< جـ2/ص 347>)
2 من 5
ذو الكلاع: اسمه أسْمَيْفَع: بفتح أوله وسكون المهملة وفتح ثالثه وسكون التحتانية وفتح الفاء بعدها مهملة، ويقال: سَمَيفع بفتحتين، ويقال أَيْفع بن باكور، وقيل ابن حوشب ابن عمرو بن يعفر بن يزيد بن النعمان الحميري. وكان يكنى أبا شرحبيل، ويقال أبا شراحبيل تقدم ذكره في الذي قبله [[وروى البخاريّ في الصّحيح من طريق إسماعيل، عن قيس، عن جرير، قال: كنتُ باليمن فلقيتُ رجلين من أهل اليمن؛ ذا الكلاع، وذا عمرو، فجعلت أحدِّثُهما عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر لقد مَرّ على أجله منذ ثلاث، وأقبَلَا معي، فرفع لنا في الطريق ركب، فقالوا: قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستخلف أبو بكر؛ فقال: أخبر صاحبك أَنّا سنعود إن شاء الله تعالى. فقال أبو بكر: أفلا جئْتَ بهم؟ قال: فلما كان بعد ذلك قال لي ذو عمرو: يا جرير، إن لكَ عليّ كَرامة.. فذكر القصّة. قلت: وهو يقتضي أنه عاد من اليمن، فإن جريرًا لم يرجع إليها بعد ذلك.
وروى ابْنُ عَسَاكِرَ، من طريق ابن إسحاق، عن جرير، قال: بعثني النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذي الكَلاع وذي عَمْرو؛ فأما ذو الكلاع فقال لي: ادخل على أم شرحبيل ـــ يعني زوجتَه، فوالله ما دخل عليها بعد أبي شرحبيل أحدٌ قبلك. قال: فأسلما.
وروى الواقديّ في الردة بأسانيد له متعددة، قالوا: بعث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جريرًا إلى ذي الكَلاع وذي عمرو، فأسلما وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذي الكلاع.]] <<من ترجمة ذي عَمْرو الحميري "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.
وقال الهمداني: اسمه يزيد، قال: وبعث إليه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم جرير بن عبد الله فأسلم وأعتق لذلك أربعةً، ثم قدم المدينة ومعه أربعةُ آلاف أيضًا، فسأله عمر في بيعهم فأصبح وقد أعتقهم، فسأله عمر عن ذلك، فقال: إني أذنبتُ ذنبًا عظيمًا. فعسى أن يكون ذلك كفارة. قال: وذلك أني تواريتُ مرة ثم أشرفتُ فسجد لي مائةُ ألف.
روى يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَة بإسنادٍ له عن الجراح بن منهال، قال: كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين، فبعث إليه عمر، فقال: بِعنَا هؤلاء نستعين بهم على عدّو المسلمين. فقال: لا، هم أحرار، فأعتقهم كلهم في ساعة واحدة.
قال أَبُو عُمَرَ: لا أعلم له صحبة، إلا أنه أسلم واتبع في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقدم في زمن عمر، فروى عنه وشهد صِفّين مع معاوية وقُتل بها.
وروى أبو حذيفة في الفتوح، من طريق أنس بن مالك ـــ أنّ أبا بكر بعثه إلى أهل اليمن يستنفرهم إلى الجهاد، فرحل ذو الكلاع ومَنْ أطاعه من حِمْير.
قلت: وأخرج أَبُو نُعَيْمٍ في ترجمته حديثًا فيه: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد غلب على ظني أنه غيره فأفردته فيما مضى.
وقال سَيْفٌ: كان ذو الكلاع في يوم اليرموك على كردوس. وقال هشام بن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح: كان يدخل مكّة رجالٌ متعممون من جَمَالهم مخافة أن يُفتتن بهم، منهم: ذو الكلاع، والزِّبْرقان بن بدر، وزيد الخيل، وعمرو بن حُمَمة وآخرون.
وروى إِبْرَاهِيمُ بْنُ زائلٍ في كتاب "صفّين" من طريق جابر الجُعفي عمن حدثه أنَّ معاوية خطب، فقال: إن عليًا نهد إليكم في أهل العراق فقال ذو الكلاع: عليك أَمْ رَأْيِ وعلينا أَمْ فِعَالٍ. وهي لغة يجعلون لام التعريف ميمًا.
وقال المرْزَبَانِيّ في "معجم الشعراء"، أسميفع بن الأكور: ذو الكلاع الأصغر مخضرم له مع عمر أخبار. ثم بقي إلى أيام معاوية، ولما كثر شرب الناس الخمر في خلافة عمر كتب إلى عامله أنْ يأمر بطبخ كل عصير بالشام حتى يذهب ثلثاه؛ فقال ذو الكلاع:
رَمَاهَــا أَمِـيـرُ المُؤْمِنِـــيـنَ بِحَتْفِهَــا
فَخِـلَّانُهَـــا يَبْكُــونَ حَـــــوْلَ المَقَـــابـِـــــرِ
فَلَا تَجْلِدُوهُمّ وَاجْلِدُوهَا فَإِنَّهــا
هـِيَ العَيْشُ لِلْبَاقِي وَمَنْ فِي المَقَارِيرِ
[الطويل]
وقال خَلِيفَةٌ: كان ذو الكلاع بالميمنة على أهل حمص بصفّين مع معاوية.
روى يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ بإسناد صحيح عن أبي وائل، عن أبي ميسرة أنه رأى ذا الكلاع وعَمَّارًا في قباب بيض بفناء الجنّة، فقال: ألم يقتل بعضكم بعضًا؟ قالوا: بلى، ولكن وجدنا الله وَاسِعَ المغفرة.
(< جـ2/ص 356>)
3 من 5
سَمَيْفَع: بفتح أوله وبالفاء ـــ والسَّمْفَعة الإقدام والجرأة، قاله ابن دريد، ووهم مَنْ ضبطه بالقاف، وكذا من ضَمَّ أوله فصيَّره مصغّرًا، تقدم في ذي الكَلاع.
(< جـ3/ص 218>)
4 من 5
سَمَيْفَع: في ذِي الكلاع.
(< جـ3/ص 155>)
5 من 5
أبو شراحيل: أو أبو شرحبيل، هو ذو الكَلاع الحميري ـــ تقدم في الأسماء.
(< جـ7/ص 179>)