1 من 7
جَارِيَةُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ
(د ع) جَارِية بنُ عَبْد المُنْذر بن زَنْبر؛ قاله ابن منده وقال: قال ابن أبي داود: خارجة ابن عبد المنذر؛ روى محمد بن إبراهيم الأسباطي، عن ابن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن ابن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن جارية بن عبد المنذر أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "يَوْمُ الجُمْعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ"(*) أخرجه الطبراني في الكبير 5/24. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/216. والعجلوني في كشف الخفاء 2/554. وروى ابن أبي داود، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن ابن فضيل، فقال: خارجة بن عبد المنذر، ورواه بكر بن بكار عن عمرو بن ثابت بإسناده، عن عبد الرحمن بن يزيد فقال: عن أبي لبابة بن عبد المنذر، وذكر الحديث،
قال أبو نعيم: وهو وهم، يعني ذكر جارية، وصوابه رفاعة بن عبد المنذر، والحديث مشهور بأبي لبابة بن عبد المنذر، واسم أبي لبابة: رفاعة، وقيل: بشيرٍ، ولم يقل أحد إن اسمه جارية، أو خارجة إلا ما رواه هذا الواهم عن ابن أبي داود.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
(< جـ1/ص 501>)
2 من 7
بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ
(ب د ع) بَشير بن عَبْد المُنْذرِ أبو لُبابة الأنصاري الأوسي ثم من بني عمرو بن عوف، ثم من بني أمية بن زيد. لم يصل نسبه أحد منهم، وهو: بشير بن عبد المنذر بن زَنْبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وقيل: اسمه رفاعة، وهو بكنيته أشهر، ويذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى، سار مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يريد بدرًا، فرده من الرَّوْحَاء واستخلفه على المدينة، وضرب له بسهمه، وأجره، فكان كمن شهدها.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله بن عساكر، أخبرنا أبو العشائر محمد ابن الخليل بن فارس القيسي، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلا المصيصي، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا محمد بن حماد الظهراني، أخبرنا سهل بن عبد الرحمن أبو الهيثم الرازي، عن عبد الله بن عبد الله أبي أويس المديني، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة قال:
"استسقى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال أبو لبابة: إن التمر في المَرْبَد، فقال رسول الله: "اللَّهُمَّ اسْقِنًا"، فقال أبو لبابة: إن التمر في المَرْبَد وما في السماء سحاب نراه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اسْقِنًا" في الثالثة "حتى يقوم أبو لبابة عريانًا، فيسد ثعلب مَرْبَده بإزاره"، قال: فاستهلت السماء فمطرت مطرًا شديدًا، وصلى بنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأطافت الأنصار بأبي لبابة يقولون: يا أبا لبابة، إن السماء لن تقلع حتى تقوم عريانًا تسد ثعلب مربدك بإزارك، كما قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقام أبو لبابة عريانًا فسد ثعلب مَرْبَده بإزاره، قال: فأقلعت السماء".(*)
وتوفي أبو لبابة قبل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويرد باقي أخباره في كنيته، إن شاء الله تعالى،
أخرجه الثلاثة.
(< جـ1/ص 399>)
3 من 7
خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ
(د ع) خَارِجَة بن عَبْد المُنْذِر الأنْصَارِيّ. قاله ابن فضيل، عن عمرو بن ثابت. وذكره ابن أبي داود فيمن اسمه خارجة. وهو وهم، والصواب: رفاعة بن عبد المنذر.
روى أحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن خارجة بن عبد المنذر، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَوْمُ الجُمْعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ"(*) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 24 وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 216.. وذكر الحديث، ورواه غيره فقال: رفاعة بن عبد المنذر؛ قاله ابن منده.
وقال أبو نعيم: ذكر بعض المتأخرين حديث أبي لبابة بن عبد المنذر: "سيد الأيام الجمعة" من حديث العطاردي، فقال: خارجة بن عبد المنذر. وإنما هو تصحيف؛ لأنه رفاعة بن عبد المنذر، وإنما اختلف في اسمه فقيل: بشير، وقيل: رفاعة، فأما خارجة فلم يقله أحد.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
(< جـ2/ص 110>)
4 من 7
خَارِجَةُ بْنُ المُنْذِرِ
(س) خَارِجَةُ بنُ المُنْذِر، أبو لُبَابة الأنْصَارِي.
قال عبدان: ذكر بعض أصحابنا أن اسمه خارجة بن المنذر، وليس هذا الاسم لأبي لبابة بمشهور، واختلفوا في اسمه.
أخرجه أبو موسى هكذا، وتركه كان أولى من إخراجه؛ لأنه قد رأى أبا نعيم قد رد ترجمة خارجة بن عبد المنذر، أبي لبابة، وإنما وقع الغلط في اسمه حسب، فجاء أبو موسى بما هو أشد من هذا؛ فإنه غلط في اسمه كما ذكره أبو نعيم، وغلط أيضًا في اسم أبيه فإنه عبد المنذر، فأسقط "عبد" وبقى"المنذر"، ولعل بعض من نسخه غلط فيه فجعله ترجمة، وهذا باب كان ينبغي أن يُسَدّ؛ فإن الغلط كثير، فإن كان كل من غلط يجَعل غلطة ترجمة منفردة خرج الأمر عن الضبط، والله أعلم.
(< جـ2/ص 112>)
5 من 7
رِفَاعَةُ بْنُ زَنْبَرٍ
رِفَاعَةُ بن زَنْبَر. له صحبة، قاله ابن ماكولا.
زنبر: بالزاي، والنون، والباء الموحدة، وآخره راء.
(< جـ2/ص 281>)
6 من 7
أَبُو لُبَابَةَ رِفَاعَةُ
(ب ع س) أَبو لُبَابَةَ رِفاعَةُ بنُ عبد المنذر. قاله ابن إِسحاق، وأَحمد بن حَنبلِ، وابن مَعِين. وقيل: اسمه بشير، قاله موسى بن عقبة، وابن هشام، وخليفة. وقد تقدّم عند "رفاعة" اسمه.
وكان نقيبًا، شهد العقبة، وسار مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى بدر، فردَّه إِلى المدينة، فاستخلفه عليها، وضرب له بسهمه وأَجره.
أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناد عن يونس، عن ابن إِسحاق، فيمن بايع تحت العقبة من الأَوس: "رفاعة بن عبد المنذر بن زَنْبَرِ بن زيد بن أَمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأَوس أَبو لبابة".
وشهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بدرًا، واستخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وبالإِسناد عن ابن إِسحاق قال: "وضرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لرجال من المهاجرين والأَنصار، ممن غاب عن بدر، بسهمه وأَجره، منهم جماعة قال: وضرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لأَبي لبابة بن عبد المنذر بسهمه وأَجره، وكان رسول الله صَلَّى عليه وسلم استخلفه على المدينة، ردّه إِليها من الطريق. ولهذا عدّه الجماعة ممن شهد بدرًا، حيث ردّه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فضرب له بسهمه وأَجره، فهو كمن شهدها واستخلفه أَيضًا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج إِلى غزوة السويق وشهد أَحدًا وما بعدها من المشاهد، وكانت معه راية بني "عمرو بن عوف" في غزوة الفتح، وربط نفسه إِلى سَارِية من المسجد بسلسلة، فكانت تَحُلُّه ابنته لحاجة الإِنسان وللصلاة، فتبقى كذلك بضع عَشَرَ ليلة، وقيل: سبعة أَيام، أَو ثمانية أَيام. وكان سبب ذلك أَن بني قرَيْظة لما حَصَرهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ وكانوا حلفاء الأَوس ــ فاستشاروه في أَن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأَشار إِليهم أَنه الذبح، قال: فما بَرحَتْ قدماي حتى عرفت أَني خُنتُ الله ورسوله، فجاءَ وربط نفسه. وقيل: إِنما ربط نفسه لأَنه تخلف في غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية، فقال: والله لا أَحُلُّ نفسي ولا أَذوق طعامًا ولا شرابًا حتى يتوبَ الله عَلَيَّ، فمكث سبعة أَيام لا يذوق شيئًا حتى خَرَّ مغشيًا عليه، ثم تاب الله عز وجل عليه. فقيل له: قد تاب الله عليك. فقال: والله لا أَحل نفسي حتى يكون رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يحلَّني. فجاءَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فحلّه بيده. وقال أَبو لبابة: يا رسول الله، إن من توبتي أَن أَهجر دار قومي التي أَصبت فيها الذنب، وأَن أَنخلع من مالي كله صدقةً إِلى الله تعالى وإِلى رسوله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: "يُجْزِئْكَ يَا أَبَا لُبَابَةَ الثُّلُثُ"(*) أخرجه عبد الرزاق من المصنف (9745)..
ورُوِي عن ابن عباس من وجُوه في قوله تعالى: {وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَءَاخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 102]. نزلت في أَبي لُبَابة ونفر معه، سبعة أَو ثمانية أَو تسعة، تخلفوا عن غزوة تبوك، ثم ندموا فتابوا وربطوا أَنفسهم بالسَّواري، وكان عملهم الصالح توبتهم، والسيئُ تخلفهم عن الغزو مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.
أَخبرنا الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أَخبرنا أَبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس، أَخبرنا أَبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أَبي العلاءِ، أَخبرنا أَبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم المعروف بابن أَبي نصر، أَخبرنا أَبو إِسحاق إِبراهيم بن محمد بن أَبي ثابت، حدّثنا أَبو عبد اللَّه محمد بن حَمّاد الطِّهراني، أَخبرنا سهل بن عبد الرحمن أَبو الهيثم الرازي، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه المدني ــ وهو أَبو أُويس ــ عن عبد الرحمن بن حَرْمَلَة، عن سعيد بن المسيَّب، عن أَبي لُبَابة بن عبد المنذر الأَنصاري قال: استسقى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فقال: "اللهم اسقنا". فقال أَبو لبابة: يا رسول الله، إِن التمر في المِرْبَدِ وما في السماءِ سحاب نراه! قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ، اسْقِنَا ثَلاَثًا، وقال في [[الثالثة]]: حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ". قال: فاستهلت السماءُ وأَمطرت مطرًا شديدًا قال: فأَطافت الأَنصار بأَبي لبابة: يا أَبا لبابة، إِن السماءَ لن تقلع حتى تقوم عرْيإنًا فتسد ثعلب مربدك بإِزارك، كما قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: فقام أَبو لبابة عريانًا، فسد ثعلب مِرْبده بإِزاره، فاقلعت السماءُ.(*)
وتوفي أَبو لبابة في خلافة عَلِيّ.
أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى.
(< جـ6/ص 260>)
7 من 7
رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ
(ب د ع) رِفَاعَة بن عَبْد المُنْذِر بن زَنْبَر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، أبو لبابة الأنصاري الأوسي، وهو مشهور بكنيته.
وقد اختلف في اسمه فقيل: رافع. وقيل: بُشَير. وقد ذكرناه في الباء، وقد تقدم الكلام عليه في الترجمة التي قبل هذه [[رِفَاعَةُ بن عَبْد المُنْذِر بن رِفَاعة بن دِينار الأنْصَارِيّ، عَقَبيّ، بدري.
روى أبو نعيم وأبو موسى بإسنادهما، عن عروة فيمن شهد العقبة من الأنصار، ثم من بني ظفر، واسم ظفر كعب بن الخزرج: رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن دينار بن زيد ابن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، وقد شهد بدرًا.
وأخرج أبو نعيم وأبو موسى أيضًا، عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرًا، من الأنصار، من الأوس، ثم من بني عمرو بن عوف، من بني أمية بن زيد: رفاعة بن عبد المنذر.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: كذا أورده أبو نعيم في ترجمة مفردة، عن أبي لبابة، وتبعه أبو زكرياء بن منده، وإنما فرق بينهما لأن أبا لبابة قيل لم يشهد بدرًا؛ لأن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رده من الطريق، لما سار إلى بدر، وأمَّره على المدينة، وضرب له بسهمه، وهذا الرجل الذي في هذه الترجمة ذكر عروة بن الزبير وابن شهاب أنه شهد بدرًا، وهذا يحتمل أن من قال إنه شهد بدرًا أنه أراد حيث ضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها، والله أعلم.
قلت: الحق مع أبي موسى، وهما واحد على قول من يجعل اسم أبي لبابة رفاعة، وسياق النسب يدل عليه؛ فإن أبا لبابة رفاعة بن عبد المنذر بن زَنْبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وهو النسب الذي ذكراه في هذه الترجمة؛ إلا أنهما صحفا زنبر الذي في هذا النسب، وهو بالزاي والنون والباء الموحدة، بدينار، فإن من الناس من يكتب دينارًا بغير ألف، وإذا جعلنا دينارًا بغير ألف زنبرًا صح النسب، وصار واحدًا، فإنه ليس في الترجمتين اختلاف في النسب إلا هذه اللفظة الواحدة.
وقال أيضًا أبو نعيم، عن عروة في تسمية من شهد بدرًا من بني ظفر: رفاعة بن عبد المنذر، وساق النسب كما ذكرناه أولًا، وليس فيه ظفر، وذكر ظفر وهم.
وقد جعل أبو موسى اسم أبي لبابة: رفاعة. وهو أحد الأقوال في اسمه، وأما ابن الكلبي فقد جعل رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر أخا أبي لبابة، وأخا مبشر بن عبد المنذر، وأن رفاعة ومبشرًا شهدا بدرًا وقاتلا فيها، فسلم رفاعة وقتل مبشر ببدر، وأما أبو لبابة فقال: اسمه بشير، وأن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رده من الطريق أميرًا على المدينة. ويصح بهذا القول من جعلهما اثنين، وأن رفاعة شهد بدرًا بنفسه، وأن أخاه أبا لبابة ضرب له رسول الله بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها، وما أحسن قول الكلبي عندي، فإنه يجمع بين الأقوال.
ولا شك أن أبا نعيم إنما نقل قوله عن الطبراني، وهو إمام عالم متقن، ويكون قول عروة وابن شهاب إنه شهد بدرًا حقيقة لا مجازًا، بسبب أنه ضرب له بسهمه وأجره.
والظاهر من كلام ابن إسحاق موافقة ابن الكلبي، فإنه قال في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار ومن بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف: مبشر بن عبد المنذر، ورفاعة بن عبد المنذر، ولا عقب له، وعُبَيد بن أبي عبيد، ثم قال: وزعموا أن أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب ردهما رسول الله من الطريق، فقد جعل أبا لبابة غير رفاعة؛ مثل الكلبي. هذه رواية يونس.
ورواه ابن هشام عن ابن إسحاق فذكر مبشرًا، ورفاعة، وأبا لبابة؛ مثله. وذكره غيرهم وقال: وهم تسعة نفر فكانوا مع مبشر ورفاعة وأبي لبابة تسعة. وهذا مثل قول الكلبي صرح به، فظهر بهذا أن الحق مع أبي نعيم، إلا على قول من يجعل رفاعة اسم أبي لبابة، وهم قليل، وقد تقدم في بشير، ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى، وبالجملة فذكر دينار في نسبه وهم. والله أعلم.]] <<من ترجمة رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة "أسد الغابة".>>، ونذكره في الكنى إن [[شاء]] الله تعالى.
خرج مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم إلى بدر، فرده النبي من الرَّوْحاء إلى المدينة أميرًا عليها، وضرب له بسهمه وأجره.
روى عنه ابن عمر، وعبد الرحمن بن يزيد، وأبو بكر بن عمرو بن حزم، وسعيد بن المسيب، وسَلْمان الأغر، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيرهم. وهو الذي أرسله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لما حصرهم.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى محمد بن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن معبد بن كعب بن مالك السلمي، قال: ثم بعثوا، يعني بني قريظة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: أنْ ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر، وكانوا حلفاء الأوس، نستشيره في أمرنا، فأرسله رسول الله إليهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وَجَهَش إليه النساء والصبيان يَبْكُون في وجهه، فَرَقَّ لهم، وقالوا له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حُكم محمد؟ فقال: نعم. وأشار بيده إلى حلقه، إنه الذبح، قال أبو لبابة: فوالله ما زالت قدماي ترجفان حين عرفت أني قد خنت الله ورسوله، ثم انطلق على وجهه، ولم يأت رسول الله حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عُمُده، وقال: لا أبرح مكاني حتى يتوب الله عليَّ مما صنعت، وعاهد الله أن لا يطأ بني قريظة أبدًا، فلما بلغ رسول الله خبره، وكان قد استبطأ، قال: "أما لوجاءني لاستغفرت له، فإذْ فعل ما فعل [[ما]] أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه".(*)
قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن عبد اللّه بن قُسَيط أنَّ تَوْبَةَ أبي لبابة نزلت على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو في بيت أم سلمة، فقالت: سمعت رسول الله من السَّحَر وهو يضحك، فقلْتُ: ما يضحك؟ أضحك الله سنك. فقال: "تِيبَ عَلَى أَبِي لُبَابَةَ" (*) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 4/ 17.. فلما خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح أطلقه.
ويرد في الكنى سبب آخر لربطه، فإنهم اختلفوا في ذلك.
قال ابن إسحاق: لم يعقب أبو لبابة.
أخرجه الثلاثة.
(< جـ2/ص 285>)