تسجيل الدخول


خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

1 من 1
خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ

(ب د ع) خَالِد بن سَعِيد بن العَاص بن أمَيَّة بن عبد شَمْس بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ، القرشي الأموي. يكنى أبا سعيد، أمه أم خالد بن حباب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة من ثقيف.

أسلم قديمًا يقال: إنه أسلم بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فكان ثالثًا أو رابعًا، وقيل: كان خامسًا. وقال ضمرة بن ربيعة: كان إسلام خالد مع إسلام أبى بكر، وقالت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص: كان أبي خامسًا في الإسلام. قلت: من تقدمه؟ قالت: علي بن أبي طالب، وأبو بكر، وزيد بن حارثة، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم.

وكان سبب إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف على شفير النار، فذكر من سعتها ما الله أعلم به، وكأن أباه يدفعه فيها، ورأى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم آخذًا بِحَقْوَيه لا يقع فيها، ففزع وقال: أحلف إنها لرؤيا حق أخرجه أبو داود في السنن 1/ 189 كتاب الصلاة باب كيف الأذان حديث رقم 499 وأحمد في المسند 4/ 43. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 287 والبيهقي في السنن 1/ 391 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 370.، ولقي أبا بكر رضي الله عنه فذكر ذلك له، فقال له أبو بكر: أرِيدَ بك خير؛ هذا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فاتبعه، فإنك ستتبعه في الإسلام الذى يحجزك من أن تقع في النار، وأبوك واقع فيها.

فلقي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو بأجْيَاد فقال: يا محمد، إلى من تدعو؟ قال: "أَدْعُو إِلَى الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتَخْلَعُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ، وَلَا يُضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلَا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّن لَمْ يَعْبُدْهُ".(*) قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فَسُر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بإسلامه وتغيب خالد، وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه من بقي من ولده، ولم يكونوا أسلموا، فوجدوه، فأتو به أباه أبا أحيحه سعيدًا، فسبَّه وبكَّته وضربه بعصا في يده حتى كسرها على رأسه، وقال: اتبعت محمدًا وأنت ترى خِلَافه قومَه، ومن جاء به من عَيْب آلهتهم وعيب من مضى من آباءهم! قال: قد ــ والله ــ تبعته على ما جاء به. فغضب أبوه ونال منه، وقال: اذهب يا لُكَع حيث شئت، والله لأمنعنَّك القُوت، فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به. فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلِّمه أحد منكم إلا صنعتُ به ما صنعت بخالد. فانصرف خالد إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكان يلزمه، ويعيش معه.

وَتَغَّيب عن أبيه في نواحي مكة حتى خرج المسلمون إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فخرج معهم، وكان أبوه شديدًا على المسلمين وكان أعزَّ من بمكة، فمرض فقال: لئن الله رفعني من مرضي هذا لا يعبد إله بن أبى كبشة بمكة. فقال ابنه خالد عند ذلك: اللهم لا ترفعه فتوفي في مرضه ذلك.

وهاجر خالد إلى الحبشة ومعه امرأته أميمة بنت خالد الخزاعية، وولد له بها ابنه سعيد ابن خالد، وابنته أم خالد واسمها أمة، وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد، وقدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم بخيبر مع جعفر بن أبى طالب في السفينتين، فكلم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المسلمين، فأسهموا لهم، وشهد مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم القَضيَّة وفتح مكة، وحنينًا، والطائف، وتبوك، وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عاملًا على صدقات اليمن، وقيل: على صدقات مَذْحج وعلى صنعاء، فتوفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهو عليها.

ولم يزل خالد وأخواه عمرو وأبَان على أعمالهم التي استعملها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلما توفي رجعوا عن أعمالهم، فقال لهم أبو بكر: ما لكم رجعتم؟ ما أحدٌ أحق بالعمل من عمال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ارجعوا إلى أعمالكم، فقالوا نحن بنو أبي أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أبدًا. وكان خالد على اليمن كما ذكرناه، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر، وقرى عربية، وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه. فقال لبني هاشم: إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر، ونحن تَبَعٌ لكم، فلما بايع بني هاشم أبا بكر بايعه خالد وأبان.

ثم استعمل أبو بكر خالدًا على جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إلى الشام، فقتل بِمَرْج الصُّفَّر في خلافة أبى بكر رضي الله عنه، وقيل: كان وقعت مَرْج الصُّفَّر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر. وقيل: بل كان قتله في وقعة أجنادين بالشام قبل وفاة أبى بكر بأربع وعشرين ليلة، وقد اختلف أصحاب السير في وقعة أجنادين، ووقعة الصفر، ووقعة اليرموك، أيها قبل الأخرى، والله أعلم.

أخرجه الثلاثة.

قال الغَسَّاني: قرى عربية، كذا هو غير منون لهذه التى بالحجاز؛ كذا قيده غير واحد من أهل العلم.
(< جـ2/ص 124>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال