ذو البجادين المزني اسمه عبد الله بن عبد نهم
ذكر ابن سعد في "الطبقات الكبير" أن المسلمين لما خرجوا إلى تَبُوك قال ذو البِجَادَيْن: يارسول الله، ادعُ الله لي بالشهادةِ، قال: "أَبْلِغْنِي لِحَاءَ سَمُرَة"، فأبلغه لِحَاء سَمُرة، فربطها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عَلَى عَضُدِه وقال: "اللهم إِني أُحَرِّمُ دَمهُ على الكفار!" فقال: يارسول الله ليس هذا أردتُ فقال: النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّك إِذَا خَرجتَ غازيًا في سبيل الله فأخذتك الحُمَّى فقتلتك فأنتَ شهيدٌ، أو وَقَصَتْك دابتُك فأنت شهيد، لا تُبال بِأَيَّةٍ كان"، فلما نزلوا تَبُوكًا أقاموا بها أيامًا، ثم تُوفي عبد الله ذو البِجَادِين، وكان بلال بن الحارث يقول: حضرتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومع بِلالٍ المؤذِّن شُعْلَةٌ من نارٍ عند القبر واقفًا بها، وإذا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في القبر، وإذا أبو بكر وعمر يُدَلِّيَانه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يقول: "أَدنِيا إليّ أخاكم!" فلما هَيَّآهُ لِشِقِّه في اللحد، قال: "اللهم إنّي قد أمسيت عنه راضيًا فارضَ عنه"، فقال ابن مسعود: ياليتني كنت صاحِبَ اللَّحْدِ!.
وعن عامر بن يحيى الفَدَكِيّ، أَنَّ ذَا البِجَادَيْنِ لما أن مات دفنه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليلًا، فلمّا حُمِلَ جَعَلَ النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "ارفقوا به رفق الله بكم، واستغفروا له غفر الله لكم".