1 من 2
ذُو البِجَادَيْنِ
(س) ذُو البِجادَيْن. اسمه عَبْد اللّه. ذكره عبدان وغيره، وربما يرد في الحديث هكذا من دون اسمه. قال عبدان: وإنما قيل له ذلك لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قطعت له أمه بجادًا لها، وهو كساء، اثنين، فاتّزر بواحد وارتدى بالآخر. مات في عصر النبي، ودفنه ليلًا في غزوة تبوك، ويذكر في العين أتم من هذا، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى.
(< جـ2/ص 213>)
2 من 2
عَبْدُ الْلَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ
(ب د ع) عَبْدُ اللّهِ ذُو البِجَادَيْنَ، وهو ابن عبْد نُهْم بن عَفِيف بن سُحَيم بن عَدِيّ بن ثعلبة بن سعد بن عديّ بن عثمان بن عمرو.
قدِم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وكان اسمه عبدَ العزَّى، فسمَّاه رسولُ اللّهِ صَلَّى الله عليه وسلم عبد اللّه وهو عم عبد اللّه بن مُغَفَّل بن عبد نُهْم، ولقبه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم "ذو البجادين"، لأَنه لما أَسلم عند قومه جَرّدوه من كل ما عليه وأَلبسوه بجادًا ـــ وهو الكساءُ الغليظ الجافي ـــ فهرب منهم إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلمّا كان قريبًا منه شق بجاده باثنين، فاتزر بأَحدهما وارتدى بالآخر، ثم أَتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقيل: له ذو البجادين. وقيل: إِن أُمه أَعطته بجادًا فقطعته قطعتين، فأَتى فيهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، والله أَعلم.
وصحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَقام معه، وكان أَوَّاهًا فاضلًا كثيرًا التلاوة للقرآن العزيز.
أَخبرنا عبيد اللّه بن أَحمد بن علي بإِسناده إِلى يونس بن بُكَير، عن ابن إِسحاق قال: حدثني محمد بن إِبراهيم بن الحارث التيمي، قال: كان عبد اللّه ـــ رجل من مُزَينة ذو البجادين ـــ يتيمًا في حجر عمه، فكان يعطيه، وكان محسنًا إليه، فبلغ عمه أَنه قد تابع دين محمد، فقال له: لئن فعلتَ وتابعتَ دين محمد لأَنزعنّ منك كل شيءَ أَعطيتك. قال: فإِني مسلم. فنزع منه كل شيءَ أَعطاه حتى جَرّده مِن ثوبه، فأتى أُمه فقطعت بجادًا لها باثنين، فاتّزر نصفًا، وارتدى نصفًا، ثم أَصبح فصلَّى مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الصبح، فلما صلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تَصَفَّح الناس ينظر من أَتاه، وكان يفعل، فرآه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "مَنْ أَنْتَ"؟ قَالَ: أَنَا عَبْدُ الْعُزَّى. فَقَالَ: "أَنْتَ عَبْدُ الْلَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ، فَالْزَمْ بَابِي". فلَزِم بابَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان يرفع صوته بالقُرآن والتسبيح والتكبير. فقال عمر: يا رسول الله، أَمُرَاءٍ هو؟ قال: "دَعْهُ عَنْكَ، فَإِنَّهُ أَحَدُ الْأَوَّاهِيْنَ" (*)أخرجه أحمد في المسند 4 / 159..
وتوفي في حياة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
روى الأَعمش، عن أَبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود أَنه قال: لكأَني أَرى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وهو في قبر عبد اللّه ذي البجادين، وأَبو بكر وعُمَر يُدَلِّيانه، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: أَدْنِيا مني أَخاكما. فأَخذه من قِبَل القبلة حتى أَسنده في لحده، ثم خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وَوَلِياهُمَا العمل، فلما فرغا من دفنه استقبل القبلة رافعًا يديه يقول: "اللهم إِني أَمسيت عنه راضيًا فارض عنه". قال: يقول ابن مسعود: فوالله لوَدِدْتُ أَني مكانه، ولقد أَسلمت قبله بخمس عشر سنة.(*)
وقد روي من طريق آخر قال: فقال أَبو بكر: وددت أَني ـــ والله ـــ صاحب القبر.
وذكر محمَّد بن إِسحاق أَنه مات في غزوة تبوك، وروي عن محمد بن إِبراهيم بن الحارث، عن ابن مسعود في موته، ودعا له النبي صَلَّى الله عليه وسلم نحو ما تقدم. وقال: قال عبد اللّه: ليتني كنت صاحب الحفرة.
أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 228>)