تسجيل الدخول


زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي

زَيْد بن الخَطّاب بن نُفَيْل القرشي العدوي:
يكنى أبا عبد الرحمن. وهو أخو عُمَر بْنُ الخَطَّابِ بن نُفَيل القرشي العدوي رضي الله عنه،
وأمُّه أسماء بنت وهب، من بني أسد، وأُم أخيه عمر حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزوميّ. وروى محمد بن عمر قال: حدّثني كثير بن عبد الله المُزَني، عن أبيه، عن جدّه قال: سمعتُ عمر بن الخطّاب يقول لأبي مريم الحَنَفي: أَقَتَلْتَ زيدَ بن الخطاب؟ فقال: أكرمه الله بيدي ولم يُهِنّي بيده، فقال عمر: كم ترى المسلمين قتلوا منكم يومئذٍ؟ قال: ألفًا وأربعمائة يزيدون قليلًا، فقال عمر: بِئسَ القتلى! قال أبو مريم: الحمد لله الّذي أبقاني حتى رجعتُ إلى الدّين الذي رضي لنبيّه، عليه السلام، وللمسلمين، قال فسُرّ عمر بقوله، وكان أبو مريم قد قَضَى بعد ذلك على البصرة، وروى محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن جعفر، عن ابن أبي عون قال: وحدّثني عبد العزيز بن يعقوب الماجشون قالا: قال عمر بن الخطّاب لمتمّم بن نُويرة: ما أشَدَّ ما لقيت على أخيك من الحزن! فقال: كانت عيني هذه قد ذهبت، وأشار إليها، فبكيتُ بالصحيحة فأكثرتُ البكاء حتى أسعدتها العينُ الذاهبة، وجرت بالدمع، فقال عمر: إن هذا لَحُزْنٌ شديدٌ ما يحزن هكذا أحَدٌ على هالكه، ثمّ قال عمر: يرحم الله زيدَ بن الخطّاب! إني لأحسِبُ أني لو كنتُ أقدر على أن أقول الشعر لبكيته كما بكيتَ أخاك، فقال متمّم: يا أمير المؤمنين لو قُتل أخي يوم اليمامة كما قُتل أخوك ما بكيتُه أبدًا، فأبْصَرَ عُمر وتَعَزّى عن أخيه، وقال: ما عزَّاني أَحدٌ بأحسن مما عزَّيْتَني به‏، وكان قد حَزِنَ عليه حُزْنًا شديدًا، وكان عمر يقول: إن الصَّبا لَتَهُبّ فَتَأتيني بريح زيد بن الخطّاب، قال ابن جعفر فقلتُ لابن أبي عون: أما كان عمر يقول الشعر؟ فقال: لا ولا بيتًا واحدًا، قال محمّد بن عمر: وكان زيد بن الخطّاب قُتل يوم مسيلمة باليمامة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق. وكان لزيد من الولد عبدُ الرحمن وأمّه لُبابة بنت أبي لُبابة بن عبد المنذر، وأسماء بنت زيد وأمّها جميلة بنت أبي عامر بن صَـيْفي. وكان زيد أسنّ من عمر‏. ولزيد في الصّحيح حديثٌ واحد في النّهي عن قَتْلِ حَيات البيوتِ مِنْ رواية ابن عمر عنه مقرونًا بأَبي لُبَابة، ورجَّح صالح جَزَرة أَنَّ الصّواب عن أبي لُبابة وَحْدَه، وروى محمد بن عبد الله الأسديّ، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في حجّة الوداع: "أَرِقَّاءكم أَرِقّاءكم أطعموهم ممّا تأكلون، وألبسوهم ممّا تلبسون، وإنْ جاءوا بذَنْب لا تريدون أن تَغْفِرُوه فبيعوا عباد الله ولا تُعَذّبوهم"(*). وآخى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عديّ العجلاني، حين آخى بين المهاجرين والأنصار بعد قدومه المدينة، فقُتلا باليمامة شهيدْين(*)‏، وكان زيد بن الخطّاب طويلًا بائن الطول أَسمر، شهد بَدرًا وأُحدًا والخندق وما بعدها من المشاهد، وشهد بَيْعَة الرَّضوان بالحديبية، ثم قُتل باليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة، وروى نافع عن ابن عمر قال‏: ‏ قال عمر لأخيه زيد يوم أُحد: خُذْ دِرْعِي، قال‏: إِني أُريد من الشّهادة ما تريد، فتركاها جميعًا، وكانت مع زيد رايةُ المسلمين يوم اليمامة، فلم يزَل يتقدم بها في نحْر العدو، ويضارب بسيفه حتى قُتل، ووقعَت الرّاية فأخذها سالم بن معقل، مولى أَبي حذيفة، وذكر محمد بن عمر الواقديّ قال: حدّثني الحَجَّاف بن عبد الرّحمن من ولد زيد بن الخطّاب، عن أَبيه قال:‏ كان زيد بن الخطاب يحملُ رايةَ المسلمين يوم اليمامة، وقد انكشف المسلمون حتى غلبت حنيفةُ على الرَّجَّال، فجعل زيد يقول: أما الرّجال فلا رجال، وأما الرّجال فلا رجال ثم جعل يصيحُ بأعلى صوته‏: اللّهُمّ إني أعتذرُ إليك من فرار أصحابي، وأبرأُ إليك مما جاء به مُسيلمة، ومُحَكِّم بن الطّفيل، وجعل يُشير بالرايّة يتقدم بها في نحْر العدوّ، ثم ضارب بسيفه حتى قُتِل، ووقعت الرَّاية فأخذها سالم مولى أبي حذيفة، فقال المسلمون‏: يا سالم، إنا نخاف أن تُؤْتَى من قِبَلك‏!‏ فقال: بئس حامل القرآن أنا إِن أُتيتم من قبلي، وزيد بن الخطّاب هو الذي قتل الرّجّال بن عُنفوة، وقيل: ابن عفوة، واسمه نهار بن عُنفوَة، وكان قد هاجر، وقرأ القرآن ثم سار إلى مسيلمة مرتدًا، وأخبره أنه سمِع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يشركه في الرّسالة؛ فكان أعظم فتنة على بني حنيفة، وروى عن أبي هريرة، قال:‏ جلسْتُ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في رهْطٍ، ومعنا الرّجال بن عُنفوة فقال: "إنَّ فيكم لرجلًا ضِرسُه في النّار مثل أحد"(*)‏ فهلك القومُ، وبقيتُ أنا والرّجال بن عنفوة، فكنت متخوّفًا لها حتى خرج الرجال مع مُسيلمة، وشَهِد له بالنّبوة،‏ وقُتل يوم اليمامة؛ قتله زيد بن الخطّاب، وذكر قيس بن طَلق أن الذي قتل زيد بن الخطاب هو سلمة بن صبيح، ابن عم أبي مريم‏، وليس أبا مريم الحنفي، وقال أبو عمر رحمه الله: "النفس أميلُ إلى هذا، لأن أبا مريم لو كان قاتِلَ زيد ما استقضاه عمر، والله أعلم". ولما قُتل زيد بن الخطّاب، ونُعي إلى أخيه عمر قال: رحم الله أخي، سبقني إلى الحسَنَيَين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال