1 من 2
سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ
(ب دع) سَعْدُ ابْنُ خَوْلَة، من بني مالك بن حسْل بن عامر بن لُؤي، من أَنفسهم، وقيل: حليف لهم، وقيل: مولي ابن أَبي رُهْم بن عبد العُزى العامري.
قال ابن هشام: هو من اليمن، حليف لهم. وهو من عجم الفرس، أَسلم، من السابقين، وهاجر إِلى أَرض الحبشة الهجرة الثانية، وذكره ابن إِسحاق، وموسى بن عقبة، وسليمان التيمي في أَهل بدر.
وهو زوج سُبيعة الأَسلمية، فتوفي عنها في حجة الوداع، فولدت بعد وفاته بليال، فقال لها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قَدْ حَلَلَتِ فَانْكَحِى مَنْ شِئْتِ" أخرجه النسائي في السنن 6/ 191، 192 وأحمد في المسند 4/ 327، 6/ 312..
ولم يختلفوا أَن سعد ابن خولة مات بمكة في حجة الوداع، إلا ما ذكره الطبري أنه توفي سنة سبع، والأول أصح.
أَخبرنا أَبو إِسحاق إِبراهيم بن محمد الفقيه وغيره قالوا: أَخبرنا أَبو الفتح الكروخي بإِسناده إِلى أَبي عيسى محمد بن عيسى السلمي، حدثنا ابن أَبي عمر، أَخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عامر بن سعد بن أَبي وقاص، عن أَبيه قال: مرضت عام الفتح مرضًا أَشْفَيْتُ منه على الموت، فأَتاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يَعُودني، فقلت: يا رسول الله إِن لي مالًا كثيرًا وليس يرثني إِلا ابنتي، أَفأَوصى بمالي كله؟ وذكر الحديث إِلى أَن قال: قلت: يا رسول الله، أُخَلَّف عن هجرتي؟ قال: "إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي، فَتَعْمَلَ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ تَعَالَى إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً.. اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ"، لَكِن البائسَ سعدُ ابن خولة!" يرثِي له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَن مات بمكة أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 103، 5/ 87 والترمذي في السنن حديث (2116) ومالك في الموطأ ص 763.(*).
ولم يُعْقِب سعد ابن خولة. أَخرجه الثلاثة.
(< جـ2/ص 427>)
2 من 2
سَعْدُ بْنُ خَوْلِيٍّ العَامِرِيُّ
(ب د ع س) سَعْد بن خَوْلِيّ العَامِري، من عامر بن لؤي، هاجر مع جعفر بن أَبي طالب إِلى أَرض الحبشة الهجرة الثانية، ونزل فيه وفي أَصحابه قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام/ 52] الآية؛ قاله ابن منده وأَبو نعيم.
وقال أَبو عمر: سَعْد بن خولي، من المهاجرين. ذكر إِبراهيم بن سعد عن ابن إِسحاق فيمن شهد بدرًا من بني عامر بن لؤي: سعد بن خَوْلِي، حليف لهم من أَهل اليمن.
أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، ابن منده، وأبا نعيم]]، وقال أَبو نعيم: وهو سعد بن خولة الذي أَخرجه قبل، وذكره بعض المتأَخرين ـــ يعني ابن منده ـــ بترجمة.
وأَخرجه أَبو موسى فقال: سعد مولى خولي، ذكره الطبراني، وروي عن عروة فيمن شهد بدرًا: سعد مولى خولي من بني عامر بن لؤي، وذكر ابن منده سعد بن خولة، وسعد بن خولي ترجمتين، ونسبوهما إِلى عامر بن لؤي، وهذه التراجم مختلفة مختلطة، واللّه أَعلم بصحتها.
قلت: الحق مع أَبي نعيم، فإِنهما واحد، فلا أَدري لم جعلوه ترجمتين! وعادتهم في أَمثاله أَن يقولوا: قيل كذا، وقيل كذا في النسب وغيره؛ فإِن كان ابن منده، وأَبو عمر ظناه اثنين، فهذا غريب، فإِنه ظاهر، وأَما قول أَبي موسى إِنها مختلفة مختلطة فلا اختلاف ولا اختلاط، وإِنما هو سعد بن خولة، وقد نقل عن عروة: سعد بن خولي، وهما واحد، وقد ذكرنا أَن هذه الرواية التي تَرِد عن عروة تخالف جميع الأَقوال، والأَولى الاعتماد على غيرها، واللّه أَعلم.
(< جـ2/ص 428>)