1 من 2
سعد بن خَوْلي:
سعد بن خَوْلي، من المهاجرين الأولين، ذكر إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: وممن شهد بدرًا من بني عامر بن لؤيّ سعد بن خولي حليف لهم من أهل اليمن.
(< جـ2/ص 152>)
2 من 2
سعد بن خولة:
سعد بن خولة، من بني عامر بن لؤيّ من أنفُسهم عند بعضهم، وعند بعضهم هو حليفٌ لهم. وقال بعضهم: إنه مولى أبي رُهم بن عبد العُزَّي العامريّ، قال ابنُ هشام: هو من اليمن حليف لبني عامر بن لؤيّ. وقاله أبُو مَعْشر. وقال غيره: كان من عجم الفرس، وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثّانية في قول الواقديّ. وفي قول ابن إسحاق أيضًا فيما ذكره ابنُ هشام عن زياد عن ابن إسحاق. وذكره ابنُ هشام أيضًا عن زياد عن ابن إسحاق فيمن شهد بَدْرًا، وتابع ابنُ هاشم على ذلك معتمر بن سليمان عن أبيه في البدريين. وذكره موسى بن عقبة في البدريّين في بني عامر بن لؤيّ، وكان زوج سبيعة الأسلميّة ولدت بعد وفاته بليال، فقال لها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قَد حَلَلِتْ فَانْكَحِي مَن شِئْتِ"(*) أخرجه النسائي في السنن 5/191حديث رقم 3509، ومالك في الموطأ 589، 590، وأحمد في المسند 4/327، 6/312، 320 وقد ذكرنا خبر سبيعة في بابها من هذا الكتاب.
ذَكر عبَد الرّزّاق، حدّثنا معمر، عن الزُّهري. عن عبيد الله بن عبد الله، قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأخبرته أنها كانَتْ عند سعد بن خولة فتُوفِّي عنها في حجة الوداع، وكان بدريًا، وولدت بعد وفاته بليالٍ فقال لها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحي مَنْ شِئْتِ".(*)
ولم يختلفوا في أن سعد بن خولة مات بمكّة في حجّة الوداع إلا ما ذكره الطبّري محمد ابن جرير فإنه قال: تُوفِّي سعد بن خولة سنة سبع. والصَّحيحُ ما ذكره معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه أنه قال: تُوفِّي في حجة الوداع.
حدّثنا خلف بن قاسم، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن الورد، حدّثنا الحسن بن عليب، وإسحاق بن إبراهيم بن جابر، قالا: حدّثنا يحيى بن بكير، قال: حدّثني اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: تُوفِّي سعد بن خولة في حجّة الوداع.
قال أبو عمر: رثى له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَنْ مات بمكّة، يعني في الأرض التي هاجر منها، ويدلُّ على ذلك قولُه صَلَّى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَمْض لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ "(*) أخرجه البخاري في صحيحه 2/103، 5/87، 225، 8/99، ومسلم في صحيحه 3/1250، 1251 حديث رقم 5/ 1628، وأبو داود في السنن 2/125 حديث رقم 2864، والترمذي في السنن 4/374 حديث رقم 2116، وأحمد في المسند 1/ 176، 180، والبيهقي في السنن 6/268، 269، 9/18، والطبراني في الكبير 6/ 56. وذلك محفوظٌ في حديث ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه.
وروى جرير بن حازم، عن عمه جرير بن يزيد، عن عامر بن سعد، عن أبيه، أنه قال: مرضت بمكّة، فأتاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يَعُودني، فقلت: يا رسول الله؛ أموتُ بأرضي التي هاجرتُ منها؟(*) ثم ذكر معنى حديث ابن شهاب، وفي آخره: "لكن سعد ابن خولة البائس قد مات في الأرض التي هاجر منها". وهذا يردُّ قول من قال إنه إنما رثى له لأنه مات قبل أَن يهاجر، وذلك غَلَط واضح، لأنه لم يشهد بَدْرًا إلا بعد هجرته، وهذا ما لا يَشكُّ فيه ذو لُبّ. وقد أَوضحنا هذا المعنى في كتاب التّمهيد.
حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدّثنا أَحمد بن سليمان بن الحسن، حدّثنا عبد الله بن أَحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن خالد، حدّثنا رياح عن معتمر، قال: وممن شهد بدرًا من بني عامر بن لؤيّ حاطب بن عبد العُزّي وسَعْد بن خولة.
(< جـ2/ص 153>)