تسجيل الدخول


سعيد بن حرب

نَضْلة بن عبيد، وقيل: نَضْلة بن عبد الله بن الحارث، وقيل: عبد الله بن نَضْلة بن عبيد الأسلميّ، وقيل: نيار بن حبال بن ربيعة، وقيل: خالد بن نضلة، وقيل: نضلة بن عائذ، وقيل: مالك بن نضلة الأسلمي، وقيل: نضلة بن عبيد الله بن الحارث، وقيل: سَعِيد بن حرب، وقيل: سعيد بن الحارث.
أَخرجه أَبو نعيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى.كنيته أبو بَرْزة الأسلمي، وهو مشهور بكنيته، وهو الذي قتل هلال بن خَطل، روى العبَّاس بن مصعب؛ قال: حدَّثني محمد بن مالك بن يزيد بن أبي برزَة الأسلميّ؛ قال: كان اسم أبي بَرْزَة الأسلمي نَضْلة بن نيار، فسمَّاه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله، وقال: "نِيَارُ شَيْطَانٌ"،(*). وذكر عُمَر بن شَبّة من مرسل سَعِيد بن جُبير قال: لما فتحت مكّة أَخد بَرْزَةُ الأسلميّ، وهو سَعِيد بن الحارث عبدَ الله بن خَطَل، وهو متعلِّّّّق بالأستار... الحديث. قال ابن حجر العسقلاني: وفيه تغيير بينته روايةُ غيره حيث قال: استَبقَ إليه أبو بَرْزَة وسعيد بن حَرْب، وكان أشدَّ الرّجلين... الحديث، فهذا هو الصَّواب.
قال ابْنُ سَعْدٍ: كان أبو برزة من ساكني المدينة، ثم نزل البصرة، وولده بها، وغَزَا خُرَاسَان. وقال غيره: شهد مع علي قتالَ الخوراج بالنهروان، وغزا خراسان بعد ذلك؛ ويقال إنه شهد صِفّين والنَّهْروان مع علي، وقال الأزرق بن قيس‏:‏ رأيت أبا بَرْزَة الأسلمي رجلًا مَرْبُوعًا آدم، وقال سيّار بن سلامة: رأيتُ أبا برزة أبيض الرأس واللحية، وقال أَبُو عُمَرَ: وكان إسلامه قديمًا، وشهد فتح خَيْبَر، وفَتْح مكَّة وحُنينًا، وقال ابْنُ الْكَلْبِيِّ: نزل البصرة، وله بها دار، ثم سار إلى خراسان فنزل مَرْو، ثم عاد إلى البصرة، وروى أُميّة بن عبد الرّحمن، عن أمّه أنّ أبا برزة وأبا بكرة كانا متواخيين، وقال الحسن بن حَكيم: حَدَّثتني أمّي أنّها كانت لأبي برزة جَفْنَةٌ من ثريدٍ غُدْوَةً وجفنة عشيّةً للأرامل واليتامى والمساكين، وروى همّام بن يحيَى، عن ثابت البُنَاني، أنّ أَبا بَرْزَة كان يلبس الصوف فقال له رجل: إنّ أخاك عائذ بن عَمْرو يلبس الخزّ وهو يرغَبُ عن لباسك، قال: ويْحك ومَن مثل عائذ ليس مثله! ثمّ أتَى عائذًا فقال: إنّ أخاك أبا برزة يلبس الصوف وهو يرغب عن لباسك، قال: ويْحك ومن مثل أبي برزة ليس مثله! فمات أحدهما فأوصَى أن يصلّي عليه الآخَرُ، وفي رواية: أنّ عائذ بن عمرو كان يلبس الخزّ ويركب الخيل وكان أبو برزة لا يلبس الخزّ ولا يركب الخيل ويلبس ثوبين ممصّرين، فأراد رجل أن يَشيَ بينهما فأتَى عائذَ بن عمرو فقال: ألم تَرَ إلى أبي برزة يَرْغَبُ عن لبسك وهيئتك ونحوك لا يلبس الخزّ ولا يركب الخيل؟ فقال عائذ: يرحم الله أبا برزة، مَن فينا مثل أبي برزة! ثمّ أتَى أبا برزة فقال: ألم تَرَ إلى عائذ يرغب عن هيئتك ونحوك، يركب الخيل ويلبس الخزّ؟ فقال: يرحم الله عائذًا ومَن فينا مثل عائذ؟.
وروى عبد الله بن بُرَيْدَة، عن عبد الله بن زِياد، قال: مَن يُخْبرنا عن الحَوض؟ فقال: هاهنا أبو برزة صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان أبو برزة رجلًا مُسْمِنًا فلمّا رآه قال: إنّ مُحَدِّثكُم هذا لدَحْداح، قال: فغضب أبو برزة وقال: الحمد لله الذي لم أمُتْ حتى عُيِّرْتُ بصحبة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثمّ جاء مُغْضَبًا حتى قعد على سرير عُبيد الله فسأله عن الحوض فقال: نعم فمن كذّب به فلا أوردهُ الله إيّاه ولا سقاه الله إيّاه، ثمّ انطلقَ مغضبًا، وروى أبو الوَازع، عن أَبِي بَرْزَة قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ يعني: يوم فتح مكّة ــ يقول: "الناس آمنون كلّهم غير عبد الله بن خَطَل وبُنانة الفاسقة"(*). قال أبو برزة: فقتلتُه وهو متعلّق بأستار الكعبة ــ يعني عبد الله بن خَطَل.
روى أبو برزة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وعن أبي بكر، وروى عنه ابنه المغيرة، وابنة ابنه منية بنت عبيد بن أبي بَرْزَة، وأبو عثمان النهديّ، وأبو العالية، وأبو الوازع، وأبو الوضىء، وأبو المِنْهَال سيار بن سلامة، والأزرق بن قيس، وأبو طالوت بن عبدالسَّلام بن أبي حازم، وأبوه، والحسن البصري، وعبد اللّه بن مُطَرِّف، وسعيد بن جُمْهان، وعبد اللّه بن بريدة وغيرهم، وروى أبو الوازع، عن أَبِي بَرْزَة الأَسْلَميّ قال: قلتُ يا رسول الله مُرْني بعَمَلٍ أعْمَله، قال: "أمِطِ الأذَى عن الطريق فإنّه لك صدقة"(*).
وقال أبو المِنْهال سَيَّار بن سلامة: لما كان زمن ابن زياد أُخْرج ابن زياد فوثب ابن مروان بالشأم حيث وثب، ووثب ابن الزّبير بمكّة، ووثب الذين يُدْعَوْنَ بالقُرّاء بالبصرة، قال: اغتمّ أبي غمًّا شديدًا، وكان أبو الِمنْهَال يثني على أبيه خيرًا، قال قال لي: انْطلق معي إلى هذا الرجل من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى أبي برزة الأسلمي، قال: فانطلقت معه إليه حتى دخلنا في داره فإذا هو قاعد في ظل كان له من قصب، قال: فجلسنا إليه في يوم حار شديد الحرّ قال: فأنشأ أبي يستطعِمه الحديث قال: فقال يا أبا بَرْزَة، ألا ترى، ألا ترى؟ قال: فكان أول شيء تكلم به قال: إني أَحْتَسِبُ عَبْدَ الله أَني أصبحت ساخطًا على أحياءِ قريش، إنكم معشر العرب كنتم على الحال التي قد علمتم في جاهليتكم من القلّة والذلة والضلالة، وإن الله قد نعشكم بالإسلام ومحمد صَلَّى الله عليه وسلم، حتى بلغ بكم ما تَرونه وإن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم، قال له أبِي: فما تأمُر؟ قال: لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة خِمَاصِ البطون من أموال الناس، خِفَاف الظهور من دمائهم، قال: قال أَبِي: حَدِّثنا كيف كانت صلاةُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المكتوبة؟ قال: كان يصلي الظهر التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس قال: وكان يصلي العصر حين يرجع أحدنا إلى رَحْله في أقصى المدينة والشمس حَيَّة، قال: ونسيتُ ما قال في المغرب، قال: وكان يستحب أن يؤخر من صلاة العشاء التي تدعونها العَتَمة، قال: وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يَعرِفُ الرجلُ جليسَه، قال: وكان يقرأ بالستّين إلى المائة.
قال ابْنُ سَعْدٍ: كان أبو برزة من ساكني المدينة، ثم نزل البصرة، وغَزَا خُرَاسَان. وقال غيره: شهد مع علي قتالَ الخوراج بالنهروان، وغزا خراسان بعد ذلك؛ ويقال إنه شهد صِفّين والنَّهْروان مع علي، وكان أَبو برْزَة عند يزيد بن معاوية لما أُتي برأس الحسين بن علي، فرآه أَبو برْزَةَ وهو يَنْكتُ ثَغْر الحُسَين بقَضيب في يده، فقال: لقد أَخذَ قضيبُك من ثغره مأْخذًا ربما رأَيت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يَرْشفه، أَما إِنك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابنُ زياد شفيعك، ويجيء هذا ومحمد شفيعُه، ثم قام فَوَلَّى، وفي صحيح البخاريُّ أنه شهد قتالَ الخوارج بالأهواز؛ زاد الإسماعيليّ في مستخرجه مع المهلب بن أبي صفرة، وكان ذلك في ولاية بِشْر بن مروان على البصرة من قِبَل أخيه عبد الملك.
ومات أبو برزة بالبصرة بَعْدَ ولاية ابن زياد، وقبل موت معاوية سنة ستين‏، وقال خليفة: مات بخراسان سنة أربع وستين بعد ما أخرج ابن زياد من البصرة، وقال غيره: مات في خلافة معاوية، وقال ابْنُ حِبَّانَ: قيل إنه: بقي إلى خلافة عبدالملك، وبه جَزَمَ الْبُخَارِيُّ في التّاريخ الأوسط في فَضْل مَنْ مات بين الستين إلى السَّبعين، قال ابن حجر العسقلاني: ويؤيده ما جزم به محمد بن قُدَامة وغيره أنه مات في سنة خمس وستين، وكانت ولاية عبد الملك؛ فإنّ يزيد مات في أوائل سنة أربع، وولي ابنه معاوية أيامًا يسيرة، ثم قامت الفتنةُ إلى أن استقلّ ابْنُ الزُّبير بالحجاز والعراق وخُرَاسَان ومروان بالشَّام، ثم توجه إلى مصر فغلب عليها، وعاش قليلًا، ومات في رمضان منها.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال