تسجيل الدخول


سعيد بن حرب

1 من 3
أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ

واسمه فيما ذكر محمد بن عمر عن بعض وَلَدِ أَبِي بَرْزَة عبد الله بن نَضْلة. وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي وغيره من أهل العلم: اسمه نضلة بن عبد الله. وقال بعضهم: ابن عبيد الله بن الحارث بن حِبال بن ربيعة بن دِعْبل بن أنس بن خُزَيْمة بن مالك ابن سَلاَمان بن أسلم بن أفْصَى. وإلى دعبل البَيْتُ. أسلم قديمًا وشهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فتح مكّة.

قال: أخبرنا حجّاج بن نُصَيْر البصريّ قال: حدّثنا شدّاد بن سعيد، عن أبي الوَازع، عن أَبِي بَرْزَة قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ـــ يعني يوم فتح مكّة ـــ يقول: "الناس آمنون كلّهم غير عبد الله بن خَطَل وبُنانة الفاسقة"(*). قال أبو برزة: فقتلتُه وهو متعلّق بأستار الكعبة، يعني عبد الله بن خَطَل.

قال محمد بن عمر: وكان عبد الله بن خَطَل من بني الأدْرَم بن تيم بن غالب بن فهر.

قال: أخبرنا حَجَّاج بن نُصَيْر قال: حدّثنا شدّاد بن سعيد الراسبي، عن أبي الوازع وهو جابر بن عمرو عن أَبِي بَرْزَة الأَسْلَميّ قال: قلتُ يا رسول الله مُرْني بعَمَلٍ أعْمَله، قال: "أمِطِ الأذَى عن الطريق فإنّه لك صدقة"(*).

قال: وقال محمد بن عمر: ولم يزل أبو برزة يغزو مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى أن قُبض، فتحوّل إلى البصرة فنزلها حين نزلها المسلمون وبنى بها دارًا، وله بها بقيّة، ثمّ غزا خُراسان فمات بها.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدّثنا مُعَافَى بن عمران قال: حدّثنا الحسن بن حَكيم قال: حَدَّثتني أمّي أنّها كانت لأبي برزة جَفْنَةٌ من ثريدٍ غُدْوَةً وجفنة عشيّةً للأرامل واليتامى والمساكين.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا المبارك بن فَضالة قال: حدّثنا سيّار بن سلامة قال: رأيتُ أبا برزة أبيض الرأس واللحية.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا همّام بن يحيَى، عن ثابت البُنَاني، أنّ أَبا بَرْزَة كان يلبس الصوف فقال له رجل: إنّ أخاك عائذ بن عَمْرو يلبس الخزّ وهو يرغَبُ عن لباسك، قال: ويْحك ومَن مثل عائذ ليس مثله! ثمّ أتَى عائذًا فقال: إنّ أخاك أبا برزة يلبس الصوف وهو يرغب عن لباسك، قال: ويْحك ومن مثل أبي برزة ليس مثله! فمات أحدهما فأوصَى أن يصلّي عليه الآخَرُ.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: أخبرنا ثابت البُناني أنّ عائذ بن عمرو كان يلبس الخزّ ويركب الخيل وكان أبو برزة لا يلبس الخزّ ولا يركب الخيل ويلبس ثوبين ممصّرين، فأراد رجل أن يَشيَ بينهما فأتَى عائذَ بن عمرو فقال: ألم تَرَ إلى أبي برزة يَرْغَبُ عن لبسك وهيئتك ونحوك لا يلبس الخزّ ولا يركب الخيل؟ فقال عائذ: يرحم الله أبا برزة، مَن فينا مثل أبي برزة! ثمّ أتَى أبا برزة فقال: ألم تَرَ إلى عائذ يرغب عن هيئتك ونحوك، يركب الخيل ويلبس الخزّ؟ فقال: يرحم الله عائذًا ومَن فينا مثل عائذ؟

قال: أخبرنا حفص بن عُمر الحَوْضيّ قال: حدّثنا المنذر بن ثعلبة قال: حدّثنا عبد الله بن بُرَيْدَة قال: قال عبد الله بن زِياد: مَن يُخْبرنا عن الحَوض؟ فقال: هاهنا أبو برزة صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وكان أبو برزة رجلًا مُسْمِنًا فلمّا رآه قال: إنّ مُحَدِّثكُم هذا لدَحْداح. قال فغضب أبو برزة وقال: الحمد لله الذي لم أمُتْ حتى عُيِّرْتُ بصحبة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. ثمّ جاء مُغْضَبًا حتى قعد على سرير عُبيد الله فسأله عن الحوض فقال: نعم فمن كذّب به فلا أوردهُ الله إيّاه ولا سقاه الله إيّاه. ثمّ انطلقَ مغضبًا.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاريّ قال: حدّثنا عوف قال: حدّثني أبو المِنْهال سَيَّار بن سلامة قال: لما كان زمن ابن زياد أُخْرج ابن زياد فوثب ابن مروان بالشأم حيث وثب، ووثب ابن الزّبير بمكّة، ووثب الذين يُدْعَوْنَ بالقُرّاء بالبصرة، قال: اغتمّ أبي غمًّا شديدًا، وكان أبو الِمنْهَال يثني على أبيه خيرًا، قال قال لي: انْطلق معي إلى هذا الرجل من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى أبي برزة الأسلمي، قال: فانطلقت معه إليه حتى دخلنا في داره فإذا هو قاعد في ظل كان له من قصب، قال: فجلسنا إليه في يوم حار شديد الحرّ قال: فأنشأ أبي يستطعِمه الحديث قال: فقال يا أبا بَرْزَة، ألا ترى، ألا ترى؟ قال: فكان أول شيء تكلم به قال: إني أَحْتَسِبُ عَبْدَ الله أَني أصبحت ساخطًا على أحياءِ قريش، إنكم معشر العرب كنتم على الحال التي قد علمتم في جاهليتكم من القلّة والذلة والضلالة، وإن الله قد نعشكم بالإسلام ومحمد صَلَّى الله عليه وسلم، حتى بلغ بكم ما تَرونه وإن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم.

إن الذي بالشام ـــ يعني ابن مروان ـــ والله إن يقاتِل إلا على الدنيا، وإن الذي بمكة والله إن يقاتِل إلا على الدنيا ــــ يعني ابنَ الزبير ــــ وإن الذين حولكم الذين تَدْعُونَهم قرّاءَكم والله إن يقاتلون إلا على الدنيا.

قال: فلما لم يَدع أحدًا، قال له أبِي: فما تأمُر؟ قال: لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة خِمَاصِ البطون من أموال الناس، خِفَاف الظهور من دمائهم. قال: قال أَبِي: حَدِّثنا كيف كانت صلاةُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المكتوبة؟ قال: كان يصلي الظهر التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس قال: وكان يصلي العصر حين يرجع أحدنا إلى رَحْله في أقصى المدينة والشمس حَيَّة. قال: ونسيتُ ما قال في المغرب. قال: وكان يستحب أن يؤخر من صلاة العشاء التي تدعونها العَتَمة. قال: وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يَعرِفُ الرجلُ جليسَه، قال: وكان يقرأ بالستّين إلى المائة(*).
(< ج5/ص 202>)
2 من 3
3 من 3
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال