تسجيل الدخول


شرحبيل الضبابي

ذو الجَوْشَن الضَّبابي، واسمه: شُرَحْبيل بن الأعور بن عمرو، وقيل: جَوْشَن بن ربيعة الكلابي، وقيل: اسمه: عثمان بن نَوفل، وقيل: أوْسُ بن الأعْوَر بن جَوْشَن.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. وكان ذو الجوشن يكني أبا السابغة، وهو أبو شمر بن ذي الجوشن الذي شَهِد قتل الحسين بن علي بن أبي طالب، وروى الهيثم بن الخطاب النَّهدي أنه سمع أبا إسحاق يقول: كان شَمِر بن ذي الجوشن لا يكاد يصلي معنا، فيجيء بعد الصلاة فيصلي ثم يقول: اللهم اغفر لي فإني كريم لم تلدني اللئام، قال: فقلت: إنك لسيء الرأي يوم تسارع إلى قتل ابن بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: دعنا منك يا أبا إسحاق فلو كنا كما تقول أنت وأصحابك لكنا شرًا من الحمر السّقاءات. وَرُوِىَ عن ذي الجوشن الضبابي قال: أتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من بدر، بابن فرس لي يقال لها: القرحاء، فقلت: يا محمد، أتيتك بابن القرحاء لتتخذه. قال: "لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، ِإنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ المُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ". قال: قلت: ما كنت لأقيضه. قال: "فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ". ثم قال: "يَا ذَا الجَوْشَنِ، أَلَا تُسْلِمُ فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذِهِ الأُمَّةِ"؟ قال: قلت: لا. قال: "وَلَمْ"؟ قال: قلت: لِأنِّي قد رأيت قومك وقد وَلِعُوا بك. قال: "وَكَيْفَ وَقَدْ بَلَغَكَ مَصَارِعُهُمْ"! قال: قلت: بلغني. قال: "فَأَنَّى يُهْدَى بِكَ"؟ قلت: إن تغلب الكعبة وتقطنها. قال: "لَعَلَّ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ". ثم قال: "يَا بِلَالُ، خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ العَجْوَةِ". فلما أدبرت قال: "إنه من خير فرسان بني عامر". قال: فو الله إني بأهلي بالغور إذا أقبل راكب، فقلت: من أين؟ قال: "من مكة". فقلت: ما الخبر؟ قال: غلب عليها محمد وقطنها قال: قلت: هَبِلَتْني أمي؟ لو أسلمت يومئذ ثم سألته الحِيرة لأقطعنيها(*)أخرجه أحمد في المسند 3/ 484، 4/ 68 والطبراني في الكبير 7/ 368 والبيهقي في السنن 7/ 304، والحاكم في المستدرك 3/ 129 وذكره الهيثمي في الزوائد 6/ 165. قال محمد بن عمر: وأسلَم بعد ذلك وتحول إلى الكوفة فنزلها. وقال مسلم: لذي الجوشن صحبة. وكان ذو الجوشن شاعرًا مطبوعًا مُحْسنًا، وله أشعارٌ حِسَانٌ يرثِي بها أخاه الصُّمَيل بن الأعور، وكان قتله رجل من خَثْعم يقال له‏:‏ أنَس بنُ مدرك أبو سُفيان في الجاهليّة، فمن أشعاره في أخيه الصُّمَيل:
وَقَالُوا كَسَرْنَا بِالصّمَيلِ جَنَاحَـهُ فَأَصْبَحَ شَيْخًا عِــزّهُ
قَدْ
تَضَعْضَعَا
كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ لاَ تَبْلُغُونَنـِـــــي وَلَمْ يَكُ قَوْمِـي قـَوْمَ
سَوْءٍ فَأَجْزَعَا
فَيَا رَاكِبًا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغــــــا قَبَـائِلَ
عَوْهَـى
وَالعُمُـورَ
وَأَلْمَعـا
فَمَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي قَبَائِلَ خَثْعَــــــــمِ وَمِذْحِـجَ هَلْ أُخْبِرْتُمُ الشَّـأْنَ أَجْمَعَـا
بِأَنْ قَدْ تَرَكْنَا الحَيَّ ابْنِ مـــُدْركٍ أَحَـادِيثَ
طَسْـمٍ وَالمَنـَـازِلَ
بَلْقَعَـا
جَزَيْنَا أَبَا سُفْيَانَ صَاعًا بِصَاعِهِ
بِمَا كَانَ أَجْرَى فِي الحُروُبِ وَأَوْضَعَا
ومن أشعاره في ذلك أيضًا:
مَنَعَتُ الحِجَازَ
وَأَعْرَاضَـهُ وَفَـرَّتْ
هَوَازِنُ
عَنِّي
فِرَارَا
بِكُُلِّ
نَصِيلٍ عَلَيهِ الحَدِيـدُ يَأْبَى
لِخَثْعَـمَ إِلاَّ غِـرَارا
وَأَعْدَدْتُ
لِلْحَـرْبِ
وَثَّابـَةً وَأَجْرَد نَهْدًا
يَصِيدُ
الحِمَـارَا
وَفَضْفَاضَةً مِثْلَ مَورِ السّرَا بِ يَنْكَسِـرُ السَّهْمُ عَنْهَا
انْكِسَارَا
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال