عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي
روى هشام بن عمارة، عن أبي الحويرث قال: أول قتيل قُتل من الروم يوم أجنادين، برز بِطْرِيقٌ مُعْلَمٌ يدعو إلى البراز، فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، فاختلفا ضربات، ثم قَتَله عبد الله بن الزبير ولم يعرض لسلَبِه، ثم برزَ آخر يدعو إلى البراز، فبرز إليه عبد الله بن الزبير، فتشاولا بالرمحين ساعة، وصارا إلى السيفين، فحمل عليه عبد الله بن الزبير فضربه ــ وهو دارع ــ على عاتقه وهو يقول: خذها وأنا ابن عبد المطلب، فأثبته وقطع سيفُه الدرعَ، وأسرع في منكبه، ثم ولّى الروميّ منهزمًا، وعزم عليه عَمرو بن العاص أن لا يبارز، فقال عبد الله: إني والله ما أجدني أصبر، فلما اختلطت السيوف، وأخذ بعضها بعضًا، وُجِدَ في رِبْضَةٍ من الروم عشرةٍ حَجْرَةً، مقتولًا، وهم حوله قتلى، وقائم السيف في يده قد غريَ، فبعد نهارٍ ما نُزِع من يده، وإن في وجهه لثلاثين ضربة بالسيف.
وروى الزبير بن سعيد النوفلي قال: سمعت شيوخنا يقولون: لما انهزمت الروم بعد أجنادين، انهزموا عند العصر، فَوَلَّوْا في كل وجهٍ، وعسكر المسلمون موضعًا، فاجتمعوا فيه ونصبوا راياتهم، وبعثوا في الطلب وأن لا يُمْعِنوا قدر ما يرجع إلى العسكر قبل الليل، وتفقد الناس حَوَامَّهم وقراباتِهم، فقال الفضل بن العباس: عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب؟! فقال عمرو: انطلق في مائة من أصحابك فاطلبه، فقال قائل: عهدي به في الميسرة وهو منفرد، فانطلق الفضل في أصحابه في الميسرة نحوًا من ميل أو أكثر، فوجدوه مقتولًا في عشرة من الروم قد قتلهم، ويجد السيف في يده قد غري قائمه، فما خَلّصوه إلا بعد عناء.