تسجيل الدخول


أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص

((سَعْد بن مَالِك، وهو سعد بن أَبي وقاص، واسم أَبي وقاص: مالك بن وُهَيب وقيل: أُهيب بن عبد مناف بن زُهْرة بن كلاب بن مرّة بن كَعْب بن لُؤَي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كِنانة القرشي الزهري)) ((سَعْد، غير منسوب.)) أسد الغابة.
((أُمّه حَمْنَةُ بنت سفيان بن أُميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصيّ.)) الطبقات الكبير. ((أُمه حَمْنة بنت سفيان بن أُمية بن عبد شمس، وقيل: حمنة بنت أَبي سفيان بن أُمية.)) ((أَخبرنا أَبو إِسحاق إِبراهيم بن محمد بن مهران وغير واحد، بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا أَبو كريب، وأَبو سعيد الأَشج قالا: أَخبرنا أَبو أُمامة، عن مجالد، عن عامر، عن جابر، قال: أَقبل سعد، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هَذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ" (*)أخرجه الترمذي في السنن 5/ 607 كتاب المناقب (50) باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (27)حديث رقم 3752 والطبراني في الكبير 1/ 107، والحاكم في المستدرك 3/ 352، 498.؛ وإِنما قال هذا لأَن سعدًا زهْري، وأَم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم زُهْرية، وهو ابن عمها، فإِنها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، يجتمعان في عبد مناف، وأَهل الأَم أَخوال.)) أسد الغابة. ((أمه حَمْنَة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قالوا: وكان لسعد بن أبي وقّاص من الولد إسحاق الأكبر وبه كان يكنى، دَرَجَ وأمّ الحَكَمِ الكبرى وأمّهما ابنة شِهاب بن عبد الله بن الحارث بن زُهْرة، وعُمَرُ قَتَلَهُ المُخْتَارُ، ومحمّد بن سعد قُتل يومَ دير الجماجم قتله الحجّاج، وحَفْصَةُ وأمّ القاسم وأمّ كلثوم وأمهم ماوِيّة بنت قَيْس بن مَعْدِيكَرِبَ بن أبي الكَيْسَم بن السِّمْط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية من كِنْدَةَ وعامر وإسحاق الأَصغر وإسماعيل وأمّ عمران وأمّهم أمّ عامر بنت عمرو بن عمرو بن كعب بن عمرو بن زُرْعة بن عبد الله بن أبي جُشَمَ بن كعب بن عمرو من بَهْراءَ وإبراهيم وموسى وأمّ الحكم الصغرى وأمّ عمرو وهند وأمّ الزّبير وأمّ موسى وأمّهم زَبَدُ ويزعم بنوها أنّها ابنة الحارث بن يَعْمُرَ بن شراحيل بن عبد عوف بن مالك بن جَنَاب بن قيس بن ثعلبة بن عُكابة بن صَعْب بن عليّ بن بكر بن وائل، أصيبت سباءً. وعبد الله بن سعد وأمّه سلمى من بني تغلب بن وائل، ومُصْعَبُ بن سعد وأمّه خَوْلَةُ بنت عمرو بن أوس بن سَلامَة بن غَزِيّةَ بن مَعْبَد بن سعد بن زُهير بن تيم الله بن أُسامة ابن مالك بن بكر بن حُبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل، وعبد الله الأصغر وبُجَيْر واسمه عبد الرّحَمن وحَميدة وأمّهم أمّ هلال بنت ربيع بن مُرَيّ بن أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن ثمُامة بن مالك بن جَدْعاءَ بن ذُهل بن رُومان بن حارثة بن خارجة بن سعد بن مَذحِج وعُمير بن سعد الأكبر، هلك قبل أبيه، وحَمْنَةُ وأمّهما أمّ حكيم بنت قارض من بني كنانة حُلفاءِ بني زُهرة، وعُمير الأصغر وعمر وعمران وأمّ عمرو وأمّ أيّوب وأمّ إسحاق وأمّهم سَلْمى بنت خَصَفَة بن ثَقْفِ بن ربيعة من تيم اللاّت بن ثعلبة بن عُكابة وصالح بن سعد كان نزل الحِيرَةَ لشَرٍّ وقع بينه وبين أخيه عمر بن سعد ونزلها وَلَدُهُ ثمّ نزلوا رأسَ العين، وأمّه طيّبَةُ بنت عامر بن عُتْبة بن شراحيل بن عبد الله بن صابر بن مالك بن الخزرج بن تيم الله من النّمر بن قاسط، وعثمان ورملة وأمّهما أمّ حُجير، وعَمْرَة وهي العمياء تزوّجها سهيل بن عبد الرّحمن بن عوف وأمّها امرأة من سَبي العرب، عائشة بنت سعد.)) الطبقات الكبير.
((قال إِسماعيل بن محمد بن سعد: كان سعد آدم طويلًا، أَفطس)) أسد الغابة. ((كان قد ذهب بصره.)) ((قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي حُصين عن مُصْعَب بن سعد عن سعد بن أبي وقّاص أنه كان يلبس خاتمًا من ذهب. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا قيس بن الربيع عن عمران بن موسى بن طلحة قال: أخبرني محمّد بن إبراهيم بن سعد عن أبيه أنّ سعدًا كان في يده خاتمٌ من ذهب.)) ((قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسيّ قال: أخبرنا ليث بن سعد عن محمّد بن عَجْلان عن نَفَرٍ قد سمّاهم أنّ سعدًا كان يَخْضِبُ بالسواد. قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: أخبرنا عبد العزيز بن المطّلب عن يونس بن يزيد الأيْْلي عن ابن شهاب عن سعد بن أبي وقّاص أنّه كان يَصْبُغُ بالسواد. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدثني بُكير بن مِسمار عن عائشة بنت سعد قالت: كان أبي رجلًا قصيرًا، دحداحًا، غليظًا، ذا هامةٍ، شَثْنَ الأصابع، أشعر، وكان يخضب بالسواد. قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: أخبرنا عبد الله بن عمر عن وهب بن كيسان قال: رأيتُ سعد بن أبي وقّاص يلبس الخزّ. قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن أبي سعد سعيد بن المرزبان عن عمرو بن ميمون قال: أمّنا سعدٌ في مُسْتُقَة.)) الطبقات الكبير. ((كان سعد من أحدّ الناس بصرًا؛ فرأى ذات يوم شيئًا يزول، فقال لمن معه: ترون شيئًا؟ قالوا: نرى شيئًا كالطائر. قال: أرى راكبًا على بعير، ثم جاء بعد قليل عم سعد على بُخْتي، فقال سعد: اللهم إنا نعوذ بك من شَرِّ ما جاء به.))
((وقع في "صحيح البخاري" عنه أنه قال: لقد مكثت سبعة أيام وإني لثالث الإسلام.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روت عنه ابنته عائشة أَنه قال: رأَيت في المنام، قبل أَن أُسلم، كأَني في ظلمة لا أَبصر شيئًا إِذ أَضاءَ لي قَمَر، فاتَّبعته، فكأَني أَنظر إِلى من سبقني إِلى ذلك القمر، فأَنظر إِلى زيد بن حارثة، وإِلى علي بن أَبي طالب، وإِلي أَبي بكر، وكأَني أَسأَلهم: متى انتهيتم إِلى هاهنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يدعو إِلى الإِسلام مسْتخفيًا، فلقيته في شِعْب أَجْيَاد، وقد صلَّى العصر، فأَسلمت، فما تَقَدَّمني أَحد إِلا هم. وروى داود ابن أَبي هند، عن أَبي عثمان النهدي أَن سعد بن أَبي وقاص قال: نزلت هذه الآية فيَّ: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان/ 15]. قال: كنت رجلًا بَرًّا بأَمي، فلما أَسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الدين الذي أَحدثت؟ لتدعن دينك هذا أَو لا آكل ولا أَشرب حتى أَموت فتعير بي. فقال: لا تفعلي يا أُمَّه، فإِني لا أَدع ديني، قال: فمكَثَت يومًا وليلة لا تأَكل، فأَصبحت وقد جَهِدت، فقلت: واللّه لو كانت لك أَلف نفس، فخَرَجَت نَفْسًا نَفْسًا، ما تركت ديني هذا لشَيْءٍ. فلما رأَت ذلك أَكلت وشربت، فأَنزل اللّه هذه الآية.)) ((أَسلم بعد ستة، وقيل بعد أَربعة)) أسد الغابة. ((كان سابعَ سبعة في الإسلام أسلم بعد ستة. قال الواقديّ:‏ حدّثني سلمة، عن عائشة بنت سعد، عن سعد، قال:‏ ‏أسلمتُ وأنا ابنُ تسع عشرة سنة‏.‏)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمّد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال: ما أسْلَمَ رجلٌ قبلي إلاّ رجلٌ أسلم في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد أتَى عَلَيّ يومٌ وإني لَثُلُثُ الإسلام. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد بن سعد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه قال: كنتُ ثالثًا في الإسلام. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد عن المهاجر بن مسْمار عن سعد قال: لقد أسلمتُ يومَ أسلمتُ وما فَرَضَ الله الصّلوات. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سَلَمَةُ بن بُخْت عن عائشة بنت سعد قالت: سمعتُ أبي يقول وأسلمتُ وأنا ابن سبع عشرة سنة.)) الطبقات الكبير.
((قال ابنه عامر: كان سعد آخر المهاجرين موتًا)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد عن أبيه قال: لما هاجر سعد وعُمير ابنا أبي وقّاص من مكّة إلى المدينة نزلا في منزل لأخيهما عُتْبة بن أبي وقّاص كان بناه في بني عمرو بن عوف وحائطٍ له، وكان عُتْبَة أصاب دمًا بمكّة فهرب فنزل في بني عمرو بن عوف وذلك قبل بُعاث. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة قال: منزل سعد بن أبي وقّاص بالمدينة خِطّةٌ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.))
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عمرو بن سلمة بن أبي بُريد عن عمّه عن سعد بن أبي وقّاص قال: أنا أوّل من رمى في الإسلام بِسَهْم، خرجنا مع عُبيدة بن الحارث ستّين راكبًا سَرِيّة. قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعتُ سعدًا يقول إنّي لأوّل رجلٍ من العرب رمى بسهم في سبيل الله. قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير ويَعْلَى ومحمّد ابنا عُبيد قالوا: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعتُ سعد بن أبي وقّاص يقول والله إنّي لأوّل رجل من العرب رمى بسهمٍ في سبيل الله، ولقد كنّا نغزو مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وما لنا طعامٌ نَأكله إلاّ وَرَقَ الحُبْلَةِ وهذا السَّمُرُ، حتّى إنّ أحدنا لَيَضَعُ كما تضع الشاه ما له خِلْطٌ، ثمَّ أصبحت بنو أسد يَعْزِرونَني عن الدين لقد خبتُ إذًا وَضَلّ عَمَلِيَهْ، قال ابن نُمير: وضَلّ عَمَلي. قال: أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمّد بن عُبيد والفضل بن دُكين عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: أوّل من رمى بسهمٍ في سبيل الله سعد بن مالك. قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: أخبرنا شُعْبة عن عاصم عن أبي عثمان عن سعد بن مالك قال: وهو أوّل من رمى بسهم في سبيل الله. قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: أخبرنا الأعمش عن إبراهيم قال قال عبد الله: لقد رأيتُ سعدًا يقاتل يوم بدرٍ قتال الفارس في الرجال. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا ابن أبي حبيبة عن داود بن الحُصين قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سعد بن أبي وقّاص في سريّة إلى الخرّار فخرج في عشرين راكبًا يعترض لعير قريش فلم يلق أحدًا. قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شَدّاد عن عليّ بن أبي طالب قال: ما سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يَفْدي أحدًا بأبويه إلاّ سعدًا فإنّي سمعته يقول يوم أُحُدٍ: "ارْمِ سَعْدُ فِدَاكَ أبي وأمّي".(*) قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن يحيَى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب قال: سمعتُ سعد بن أبي وقّاص يذكر أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، جمع له أبويه يومَ أُحُد. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيّوب سمعتُ عائشة بنت سعد تقول: أبي والله الّذي جمع له النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، الأبويْن يوم أُحُد. قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا محمّد بن بجاد من ولد سعدِ بن أبي وقّاص أنّه سمع عائشة بنت سعد تذكر عن أبيها سعد أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال له يومَ أُحُد: "فِدًى لك أبي وأُمّي".(*) قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا محمّد بن بجادٍ عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد بن أبي وقّاص أنّه قال:

ألا هَلَ أتى رسولَ اللهِ أنّي حَمَيْتُ صِحابتي بصُدورِ نَبْلي

أذودُ بهـا عَـدُوَّهُمُ ذيــــادًا بكُـــلّ حُزُونَةٍ وَبكُــــلّ سَهْــلِ

فما يَعْتَـدّ رامٍ مـن مَعَــــــــدٍّ بسَهْـمٍ مَـــــعْ رَسولِ الله قَبْـــــلي)) ((أَخبرنا أَبو جعفر عبيد اللّه بن أَحمد بن علي بإِسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إِسحاق قال: كان أَصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إِذا صلوا ذهبوا إِلى الشعاب فاستَخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أَبي وقاص في نَفَرٍ من أَصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في شِعْب من شعاب مكة، إِذ ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم، وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فاقتتلوا، فضرب سعد رجلًا من المشركين بلَحْيِ جمل فَشَجَّه فكان أَول دم أُهَريق في الإِسلام. واستعمل عمر بن الخطاب سَعْدًا على الجيوش الذي سَيَّرهم لقتال الفرس، وهو كان أَميرًا لجيش الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبِجَلَولاء أَرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذى فتح المدائن مدائن كسرى بالعراق)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الزّهريّ عن إسماعيل بن محمّد بن سعد عن سعد قال: لقد شهدتُ بدرًا وما في وجهي غير شعرة واحدة أمَسّها ثمّ أكثر الله لي بعدُ من اللّحي، يعني أولادًا كثيرًا. قالوا: وشهد سعد بدرًا وأُحُدًا وثبت يومَ أُحُد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين ولّى النّاس، وشهد الخندق والحديبية وخيبر وفتح مكّة وكانت معه يومئذٍ إحدى رايات المهاجرين الثلاث، وشهد المشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الطبقات الكبير. ((قال الزهري: رمى سعد يوم أُحد أَلف سهم.)) أسد الغابة. ((كان أحَد الفُرْسان الشّجعان من قريش الذين كانوا يحرسون رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم في مغازيه، وهو الذي كوَّفَ الكوفة ولقى الأعاجم، وتولَّى قتالَ فارس، أمَّره عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه على ذلك، ففتح اللَّهُ على يده أكثرَ فارس)) ((كان مجابَ الدّعوة مشهورًا بذلك، تُخَاف دُعوته وتُرجى، لا يُشكُّ في إجابتها عندهم، وذلك أن رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم قال فيه:‏ ‏"‏ اللَّهُم سَددْ سَهمْه، وَأَجبْ دَعْوَتَهُ‏"(*) أخرجه الحاكم في المستدرك 3 / 500 وعبد الرزاق في المصنف 20423 وأبو نعيم في الحلية 1 / 93، 10 / 325 وانظر كنز العمال 36644، 37105. وهو أولُ من رَمى بسهم في سبيل الله، وذلك في سريّة عبيدة بن الحارث، وكان معه يومئذ المقداد بن عمرو، وعُتبة بن غزوان.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه أنّه كان مع حمزة بن عبد المطّلب في سريّته التي بعثهُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عليها.)) الطبقات الكبير.
((قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: نُبّئتُ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال لسعد بن مالك:"اللّهُمّ اسْتَجِبْ لَهُ إذا دَعاك".(*))) ((قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن حكيم بن الديلمي أن سعدًا كان يُسبّح بالحُصِيّ.)) ((قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسديّ قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن مُصْعَب بن سعد عن سعد أنّه كان إذا أراد أن يأكل الثّوم بدا.)) ((قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ عن أيّوب عن محمّد قال: نُبّئت أن سعدًا كان يقول: ما أزعُمُ أني بقميصي هذا أحَقّ مني بالخلافة، قد جاهدتُ إذ أنا أعرفُ الجهاد ولا أبْخَعُ نفسي إنْ كان رجلٌ خيرًا منّي، لا أُقَاتِلُ حتى تأتوني بسيفٍ له عينان ولسان وشفتان فيقول هذا مؤمنٌ وهذا كافرٌ. قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شُعْبَة عن يحيَى بن الحُصَين قال: سمعتُ الحيّ يتحدّثون أنّ أبي قال لسعد: ما يَمْنَعُكَ من القتال؟ قال: حتّى تجيئوني بسيفٍ يعْرِفُ الموْمن من الكافر.)) ((نزل الكوفة وخطّها خططًا لقبائل العرب وابتنى بها دارًا، ووليها لعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان، ثم عُزل عنها ووليها بعده الوليد بن عُقْبة بن أبي مُعيط، ورجع سعد إلى المدينة)) ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد عن أبيه قال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين سعد بن أبي وقّاص ومُصْعَب بن عُمير.(*) قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وعبد الواحد بن أبي عون قالا: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين سعد بن أبي وقّاص وسعد بن مُعاذ.(*))) الطبقات الكبير. ((أَحد الذين شهد لهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالجنة، وأَحد العشرة سادات الصحابة، وأَحد الستة أَصحاب الشورى، الذين أَخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.)) أسد الغابة. ((قَالَ أبُو الْعَباسِ السَّرَّاجُ في "تاريخه": حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا أبو النضر، عن مبارك بن سعيد، عن عبد الله بن بُرَيدة عمن حدَّثه عن جرير أنه مَرّ بعمر، فسأله عن سعد بن أبي وقاص، فقال: تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة؛ هو لهم كالأم البرة، يجمع لهم كما تجمع الذرة، أشد الناس عن الباس، وأحب قريش إلى الناس.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال أَبو المِنْهال: سأَل عمر بن الخطاب عَمْرو بن مَعْدِ يكرب عن خبر سعد بن أَبي وقاص فقال: متواضع في خِبائه، عَرَبِي في نَمِرته، أَسد في تاموره، يعدل في القضية، ويَقْسِم بالسَّويَّة، ويُبْعِد في السرية، ويعطف علينا عطف الأُم البرَّة، وينقل إِلينا حقنا نقل الذَّرَّة.)) ((أَخبرنا أَبو البركات الحَسَنُ بن محمد بن هبة اللّه الشافعي الدمشقي، أَخبرنا أَبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أَخبرنا أَبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أَبي العلاءِ المصيصي. أَخبرنا أَبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن أَبي نصر، أَخبرنا أَبو إِسحاق إِبراهيم ابن محمد بن أَحمد بن أَبي ثابت، حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، أَخبرنا عبد اللّه بن يزيد، أَخبرنا صدقة، عن عياض بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة عن عامر بن سعد بن أَبي وقاص، قال: قلت لأَبي: يا أَبة، إِني أَراك تصنع بهذا الحيّ من الأَنصار شيئًا ما تصنعه بغيرهم، فقال: أَي بني، هل تجد في نفسك من ذلك شيئًا؟ قال: لا، ولكن أَعجب من صنيعك! قال ِإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ"(*) أخرج مسلم في الصحيح 1/ 85 كتاب الإيمان (1) باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه... (33) حديث رقم (129/ 75)والترمذي في السنن حديث رقم (3900)وأحمد في المسند 4/ 292..)) أسد الغابة. ((قَالَ إبْرَاهِيمُ بن المُنْذِرِ: كان هو وطلحة والزبير وعلي عِذَار عام واحد، أي كان سنهم واحدًا.)) ((روينا في مجابيّ الدّعوة لابن أبي الدنيا من طريق جرير عن مغيرة عن أبيه، قال: كانت امرأة قامتها قامة صبي، فقالوا: هذه ابنة سعد غمست يدها في طهورها، فقال: قطع الله يديك فما شبَّت بعد.)) ((أخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند جَيّد عن أبي إسحاق، قال: كان أشد أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أربعة: عمر، وعلي، والزبير، وسعد. (*))) ((قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حدثني ابن أبي أويس، عن جابر عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فنزعْتُ له بسهم فأصيبت جبهته فوقع وانكشفت عورته، فضحك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.(*) وسماه الواقديّ، في روايته: حبان بن العَرِقَة؛ وزاد أنه رمَى بسهم فأصاب ذَيْلَ أم أيمن، وكانت جاءت تسقي الجرحى، فضحك منها فدفع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لسعد سهمًا فوقع السهم في نَحْر حبان فوقع مستلقيًا وبدت عَوْرته، فضحك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال: "اسْتَعَاذَ لَهَا سَعْدٌ".(*)))
((روى عنه بنوه: إبراهيم، وعامر، ومصعب، وعمر، ومحمد، وعائشة؛ ومن الصحابة: عائشة، وابن عباس، وابن عمر، وجابر بن سمرة؛ ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة، والأحنف، وآخرون.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى سعد عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَحاديث كثيرة؛ روى عنه ابن عُمَر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، والسائب بن يزيد، وعائشة، وبنوه عامر، ومصعب، ومحمد، وإِبراهيم، وعائشة أَولاد سعد، وابن المسيب، وأَبو عثمان النهدي، وإِبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وقيس بن أَبي حازم، وغيرهم.)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمّد بن سُليم العبدي قال: أخبرنا سُفيان بن عُيينة عن عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيّب عن سعد قال: قلت يا رسول الله من أنا؟ قال: "أنت سعد بن مالك بن وُهَيْب بن عبد مناف بن زهرة، مَنْ قال غيرَ ذلك فعليه لعنةُ الله".(*))) ((روى سعد عن أبي بكر وعمر.)) الطبقات الكبير. ((روى عنه زياد بن جبير.)) ((روى عبد السلام بن حرب، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن سعد قال: لما بايع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم النساء، قامت امرأَة فقالت: يا رسول الله، ما يحل لنا من أَموال أَزواجنا وأَولادنا؟ قال: "الرُّطُبُ تَأْكُلِينَهُ وَتُهْدِينَهُ" (*)أخرجه ابن أبي شيبة 9/ 585 والحاكم 4/ 134، وأبو داود في السنن (1686) وذكره الهندي في الكنز (4811).. أَخرجه ابن منده، وأَبو نعيم، وقال أَبو نعيم: هو سعد بن أَبي وقاص، وقال: قد روى يحيى الحمَّاني هذا الحديث في مُسْند سعد بن أَبي وقاص، وذكره الثوري، عن يونس، عن زياد، عن سعد، وهو ابن أَبي وقاص. واللّه أَعلم.)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: أخبرنا حمّاد بن زيد قال: أخبرنا يحيَى بن سعيد عن السائب بن يزيد أنّه صَحِبَ سعدَ بن أبي وقّاص من المدينة إلى مكّة قال: فما سمعتُه يحدّث عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حديثًا حتّى رجع. أخبرنا يحيَى بن عبّاد قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرنا سعدٌ عن خالته أنّهم دخلوا على سعد بن أبي وقّاص فسُئِلَ عن شيءٍ فاستعجم فقال: إنّي أخاف أن أحدّثكم واحدًا فتزيدوا عليه المائة.)) الطبقات الكبير. ((أخبرنا إِسماعيل بن علي وغير واحد بإِسنادهم إِلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا رجاء بن محمد العدوي، أَخبرنا جعفر بن عوف، عن إِسماعيل بن أَبي خالد، عن قيس بن أَبي حازم، عن سعد أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ"(*) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 607 كتاب المناقب (50) باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (27) حديث رقم 3751 والطبراني في الكبير 1/105 وابن حبان في صحيحه (2215) والحاكم في المستدرك 3/ 499، وذكره الهيثمي في الزوائد 3/ 29، 6/ 85..)) أسد الغابة.
((روينا في مسند أبي يعلى، من طريق شريك بن أبي نمر، أخو بني عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه حين رأى اختلافَ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وتفرقهم اشترى أرضًا ميتة ثم خرج واعتزل فيها بأهله على ما قال.)) ((قَالَ الزُّبَيْرُ: هو الذي فتح مدائن كسرى، وكان مستجابَ الدّعوة، وهو الذي تولَّى الكوفة، واعتزل الفتنة، وجاءه ابن أخيه هاشم بن عتبة، فقال: ها هنا مائة ألف سيف يرونك أحقّ بهذا الأمر، فقال: أريد منها سيفًا واحدًا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئًا، وإذا ضربت به الكافر قطع.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((رامه ابنُه عمر بن سعد أنْ يدعو لنفسه بعد قَتْل عثمان فأبى، وكذلك رامَه أيضًا ابن أخيه هاشم بن عتبة، فلما أبى عليه صار هاشم إلى عليّ رضي الله عنه. وكان سعَدْ ممن قعد ولزم بيتَه في الفتنة، وأمر أهلَه ألَّا يخبروه من أخبار النَّاس بشيء حتى تجتمع الأمةِ على إمامٍ، فطمع فيه معاوية، وفي عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، فكتب إليهم يَدْعُوهم إلى عَوْنه على الطّلب بدَم عثمان ويقول لهم: إنهم لا يكفَّرُون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا ذلك، ويقول: إن قاتله وخاذله سواء، في نَثْرٍ ونظم كتب به إليهم تركْتُ ذِكْرَه، فأجابه كلّ واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك، ويُنْكر مقالته، ويعرِّفه بأنه ليس بأهلٍ لما يطلب، وكان في جواب سعد بن أَبي وقّاص له: [الوافر]

مُعَـــاوِيُ دَاؤُكَ الـــدَّاءُ العَيَـــاءُ وَلَيْسَ لِمـَا تَجِــــيءُ بِــــهِ دَوَاءُ

أَيَـــدْعُونِـــي أَبُـو حَسَـنٍ عَلِـــيٌّ فَلَـــمْ أَرْدُدْ عَلَيــــهِ مَـا
يَشَـاءُ

وَقُلْتُ لَهُ اعْطِنِي سَيْفًا بَصِيـرًا تَمِيـــزُ بِـهِ العَــــدَاوَةُ وَالـوَلَاءُ

فَـإِنَّ الشــَّـرَّ أَصْغـــــــَـرُهُ كَبِيـــرٌ وَإِنَّ الظــّهْرَ تُثْقِــــــلُهُ الدِّمَـــاءُ

أَتَطْمَــعُ فِي الـَّـذِي أَعْيَــا عَلِيـًّـا عَلَى مَا قَدْ طَمِـعْتَ بِهِ العَفَاءُ

لَيَــومٌ مِنْـــهُ خَيـرٌ مِنْـــكَ حَيـًّـــا وَمَيْتًـــا أَنْـــتَ لِلْمَـــرْءِ
الفـِـدَاءُ

فَـأَمَّــا أَمْــــرُ عُثْمَــــانٍ فَدَعـــْـهُ فَــــإِنَّ الَّـــــرأْيَ أَذْهَبَـــهُ البـــلَاءُ
قال أَبو عمر:‏ سُئل عليّ رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بَيْعتِه ونصْرَته والقيام معه، فقال:‏ أُولئك قوم خَذَلُوا الحقَّ، ولم ينصروا الباطل.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن أبيه وعمّه عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنّ عمر قاسَمَ سعد بن أبي وقّاص ماله حين عزله عن العراق‏.)) الطبقات الكبير. ((حدّث حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعث رجلًا، يقال له سعد، على السعاية.. وذكر الحديث.)) أسد الغابة.((تولَّى قتالَ فارس، أمَّره عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه على ذلك، ففتح اللَّهُ على يده أكثرَ فارس، وله كان فَتْحُ القادسيَّة وغيرها، وكان أميرًا على الكوفة، فشكاه أهلُها، ورمَوْه بالباطل، فدعا على الذي واجهه بالكذب عليه دعوةً ظهرَتْ فيه إجابتها، والخبرُ بذلك مشهورٌ تركْتُ ذكره لشُهْرَته‏. وعزله عُمر، وذلك في سنة إحدى وعشرين حين شكاه أهلُ الكوفة، وولّى عمّار بن ياسر الصّلاة، وعبد الله بن مسعود بيتَ المال، وعثمان بن حُنيف مساحة الأرض، ثم عزل عمّارًا، وأعاد سعدًا على الكوفة ثانية، ثم عزله وولّى جُبير بن مُطعم، ثم عزله قبل أن يخرج إليها، وولّى المغيرة بن شعبة، فلم يزَلْ عليها حتى قُتِل عمر رضي الله عنه، فأقرّه عثمان يسيرًا ثم عزله، وولّى سعدًا، ثم عزله، وولّى الوليد بن عقبة. وقد قيل:‏ إن عمر لما أراد أن يُعيد سعدًا على الكوفة أبى عليه وقال‏:‏ أتأمرني أن أعود إلى قومٍ يزعمون أني لا أُحْسِنُ أن أُصلّي‏!‏ فتركه.‏ فلما طُعن عمر جعله أحدَ أهل الشّورى.‏ وقال:‏ إنْ وليها سَعْدٌ فذاك وإلّا فليستَعِنْ به، الوالي فإني لم أعزله عن عَجْز ولا خيانة.))
((قال أَبو نعيم:‏ مات سعد بن أَبي وقّاص سنة ثمان وخمسين‏.‏ وقال الزّبير، والحسن بن عثمان، وعمرو بن علي الفلاس: تُوفِّي سعد بن أَبي وقّاص سنة أَربع وخمسين، وهو ابن بِضْعٍ وسبعين سنةً. وقال الفلاس: وهو ابنُ أَربع وسبعين سنة.‏ وذكر أَبو زُرْعة، عن أَحمد بن حنبل قال:‏ تُوفِّي سعد بن أَبيّ وقاص، وهو ابنُ ثلاث وثمانين سنة في إمارة معاوية بعد حجّته الأخرى. واختلف في صفته اختلافًا كثيرًا متضادًّا، فلم أَذكرها لذلك. وروى اللّيث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أَنّ سعد بن أَبي وقّاص لما حضرَتْه الوفاةُ دعا بخلَق جبةٍ له من صوف، فقال: كفّنوني فيها، فإنّي كنت لقيتُ المشركين فيها يوم بَدْر وهي عليّ، وإنما كنت أَخبؤها لذلك.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أحد العشرة وآخرهم موتًا)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وُهيب قال: أخبرنا موسى بن عُقبة عن عبد الواحد عن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير يحدّث عن عائشة أنّه لمّا توفّي سعد بن أبي وقّاص أرْسَلَ أزْواجُ النّبي،ّ صَلَّى الله عليه وسلم، أنْ يَمُرّوا بجنازته في المسجد، ففعلوا فوُقِف به على حُجَرهنّ فَصَلَّيْنَ عليه وخُرِجَ به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد، فبلغهنّ أنّ النّاس عابوا ذلك وقالوا: ما كانت الجنائز يُدْخَلُ بها المسجد، فبلغ ذلك عائشة فقالت: ما أسرعَ النّاسَ إلى أن يعيبوا ما لا علمَ لهم به، عابوا علينا أن يُمَرّ بجنازةٍ في المسجد وما صلّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على سُهَيل بن بيضاء إلاّ في جوف المسجد. قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: أخبرنا فُليح بن سليمان عن صالح بن عَجْلان ومحمّد بن عَبّاد بن عبد الله عن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير أنّ عائشة أمرت بجنازة سعد أن يُمَرّ بها عليها في المسجد فبلغها أن قد قيل في ذلك، فقالت: ما أسرع النّاس إلى القول، والله ما صلّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على سُهيل بن بيضاء إلاّ في المسجد. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا خالد بن إلْياس عن صالح بن يزيد مولى الأسود قال: كنت عند سعيد بن المسيّب فمر عليه عليّ بن حُسين فقال: أين صلّي على سعد بن أبي وقّاص؟ قال: شُقّ به المسجد إلى أزواج النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أرْسَلْنَ إليهم إنّا لا نستطيع أن نَخْرُجَ إليه نُصَلّي عليه، فدخَلوا به فقاموا به على رءُوسهنّ فصَلّيْنَ عليه. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا بُكير بن مِسْمار وعُبيدة بنت نابلٍ عن عائشة بنت سعد قالت: مات أبي، رحمه الله، في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة فحُمل إلى المدينة على رقاب الرجال وصلّى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة، وذلك في سنة خمسٍ وخمسين، وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة. قال محمّد بن عمر: وهذا أثبت ما رُوينا في وقت وفاته، وقد روى سعد عن أبي بكر وعمر. قال محمّد بن سعد: وقد سمعتُ غير محمّد بن عمر ممّن قد حمل العِلْم ورواه يقول مات سعد سنة خمسين فالله أعلم. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا فَرْوَة بن زُبير عن عائشة بنت سعد قالت: أرسل سعد بن أبي وقّاص إلى مروان بن الحكم بزكاة عين ماله خمسة آلاف درهم وترك سعدٌ يوم مات مائتي ألف وخمسين ألفَ درهم.)) ((قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا مالك بن أنس أنّه سمع غير واحد يقول: إنّ سعد بن أبي وقّاص مات بالعقيق فحُمل إلى المدينة ودُفن بها. قال: أخبرنا مُطَرّف بن عبد الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن محمّد بن عبد الله ابن أخي ابن شهاب أنّه سأل ابن شهاب هل يُكْرَهُ أن يُحْمَلَ الميّتُ من أرض إلى أرض؟ قال: فقد حُمل سعد بن أبي وقّاص من العقيق إلى المدينة. قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضَمْرَّة الليثيّ عن يونس بن يزيد قال: سُئل ابن شهاب هل يُكْرَهُ أن يحمل الميّت من قريةٍ إلى قرية؟ فقال: قد حُمل سعد بن أبي وقّاص من العقيق إلى المدينة.)) ((قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة عن الزّهريّ عن عامر بن سعد عن سعد قال: مرضتُ مرضًا أَشْفَيْتُ منه على الموت فأتاني رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، يعودني فقلت: يا رسول الله لي مال كثير وليس يرثني إلا ابنتي أفأُوصي بثُلُثَيْ مالي؟ قال: "لا"، قلت: فالشّطرِ؟ قال: "لا"، قلت: فالثلثِ؟ قال: "الثلثِ والثلثُ كثير، إنّكَ أنْ تَتْرُك وَلَدَك أغنياءَ خيرٌ من أن تتركهم عالَةً يتكفّفون النّاس، إنّك لن تنفق نفقةً إلاّ أُجِرْتَ عليها حتى اللّقْمَة تجعلها في فِي امرأتك، ولعلّك أنْ تُخَلّفَ حتّى ينْتَفعَ بك أقوامٌ ويُضرّ بك آخرون، اللّهمّ أمْضِ لأصحابي هجْرَتَهم ولا تَرُدّهم على أعقابهم، لكنّ البائس سعد بن خَوْلَةَ" يَرْثي له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إنْ مات بمكّة.(*) قال: أخبرنا الفضل بن دُكين ومحمّد بن عبد الله الأسديّ قالا: أخبرنا سفيان عن سعد عن عامر بن سعد عن سعد قال: جاءني النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يعودني وأنا بمكّة وهو يكره أن أموت بالأرض التي هاجرتُ منها، فقال: "يرحمُ الله ابنَ عفراء!" فقلت: يا رسول الله أُوصي بمالي كله؟ قال: "لا"، قلت: فالشطرِ؟ قال: "لا"، قلت: الثلثِ، قال: "الثلثِ والثلثُ كثير، إنّك أنْ تَدَعَ ورَثَتَكَ أغنياءَ خيرٌ من أنْ تَدَعَهم عالةً يتكفّفون النّاسَ في أيديهم، وإنّك مهما أنْفَقْتَ على أهلك من نفقةٍ فإنها صَدَقَةٌ حتّى اللّقْمَة ترفعها إلى في امرأتك، وعسى الله أن يرفعك فينتفع بك قومٌ ويُضَرّ بك آخرون"، قال ولم يكن له يومئذٍ إلا ابنةٌ.(*) قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: أخبرنا أيّوب عن عمرو بن سعيد عن حُميد بن عبد الرّحمن عن ثلاثة من ولد سعد عن سعد أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، دخل عليه يعوده وهو مريض وهو بمكّة فقال: يا رسول الله لقد خشيتُ أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خَوْلَةَ فادْعُ الله أن يشْفِيَني، فقال: "اللّهُمّ اشْفِ سعدًا، اللّهمّ اشْفِ سعدًا، اللّهمّ اشْفِ سعدًا!" فقال: يا رسول الله إنّ لي مالًا كثيرًا وليس لي وارثٌ إلا ابنةٌ أفَأُوصي بمالي كلّه؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بثلثيه؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بنصفه؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بثلثه؟ قال: "الثلثِ والثلثُ كثير، إنّ نفقتك من مالك لك صَدَقَةٌ، وإنّ نفقتك على عيالك لك صدقة، وإنّ نفقتك على أهلك لك صدقة، وإنّك أنْ تَدَعَ أهْلَك بعَيْش، أو قال بخَيْر، خيرٌ مِنْ أنْ تَدَعَهُمْ يتكفّفون النّاس". (*) قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا همام بن يحيَى قال: أخبرنا قتادة عن يونس بن جُبير عن محمّد بن سعد عن أبيه أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، دخل عليه وهو بمكّة وهو يريد أن يوصي، قال فقلت: إنّه ليس لي إلاّ ابنةٌ واحدة أفأُوصي بمالي كلّه؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بالنصف؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بالثلث؟ قال: "الثلثِ والثلثُ كثير".(*) قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وُهيب قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خُثيمٍ عن عمرو بن القاريّ عن أبيه عن جدّه عمرو بن القاريّ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قدم فخلّف سعدًا مريضًا حيث خرج إلى حُنين، فلمّا قدِم من الجِعِرّانَة معتمرًا دخل عليه وهو وَجِعٌ مغلوبٌ، فقال: يا رسول الله إنّ لي مالًا وإنّي أُورَثُ كَلالةً أفأُوصي بمالي أو أتصدّق به؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بثلثيه؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بشطره؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بثلثه؟ قال: "نعم وذلك كثير أو كبير"، قال: أيْ رسول الله، أميّت أنا بالدار التي خرجتُ منها مهاجرًا؟ قال: "إنّي لأرجو أن يرفعك الله فيَنْكَأَ بك أقوامًا وينتفع بك آخرون، يا عمرو بن القاريّ إنْ مات سعدٌ بعدي فهاهنا ادْفِنْه نحو طريق المدينة"، وأشار بيده هكذا.(*) قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سفيان بن عُيينة عن إسماعيل بن محمّد عن عبد الرّحمن الأعرج قال: خلّف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على سعد بن أبي وقّاص رجلًا فقال: "إنْ مات سعد بمكّة فلا تَدْفِنْه بها".(*) قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سفيان بن عُيينة عن محمّد بن قيس عن أبي بردة بن أبي موسى قال: قال سعد بن أبي وقّاص للنّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: أتَكْرَهُ أن يموتَ الرّجلُ في الأرض التي هاجر منها؟ قال: "نعم".(*) قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن سعد بن أبي وقّاص قال: مرضتُ فأتاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يعودني فوضع يده بين ثَدْيَيّ فوجدتُ بَرْدَها على فؤادي ثمّ قال: "إنّك رجل مَفْئُود فأتِِ الحارثَ بن كَلَدَةَ أخا ثقيف فإنّه رجل يتطبّب، فمُرْه فَلْيَأخُذْ سبْعَ تَمَرَاتٍ منْ عَجْوَةِ المدينة فَلْيَجَأْهُنّ بنوَاهنّ ثمّ ليَلُدّكَ بهنّ".(*) قال: أخبرنا عفّان بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن سِماك بن حَرْب عن مُصْعَب بن سعد قال: كان رأس أبي في حُجْري وهو يقْضي، قال فَدَمَعَتْ عينايَ فنظَر اليّ فقال: ما يبكيك أيْ بُنَيّ؟ فقلت: لمكانك وما أرى بك، قال: فلا تَبْكِ عليّ فإنّ الله لا يعذّبني أبدًا وإنّي من أهل الجنّة، إنّ الله يَدينُ المؤمنين بحَسَنَاتهم ما عملوا لله، قال: وأمّا الكُفّار فيُخَفِّفُ عنهم بحسناتهم فإذا نَفِدَتْ قال ليطلُبْ كلُّّ عامل ثواب عَمَله ممّن عَمِلَ لَهُ.)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال