تسجيل الدخول


أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص

1 من 3
سعد بن مالك: بن أُهيب ويقال له ابن وُهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب القرشيّ الزهريّ، أبو إسحاق، بن أبي وقاص: أحد العشرة وآخرهم موتًا، وأمه حَمْنَة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية.

رَوَى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم كثيرًا. روى عنه بنوه: إبراهيم، وعامر، ومصعب، وعمر، ومحمد، وعائشة؛ ومن الصحابة: عائشة، وابن عباس، وابن عمر، وجابر بن سمرة؛ ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة، والأحنف، وآخرون.

وكان أحد الفرسان؛ وهو أول من رمَى بسهم في سبيل الله، وهو أحد الستة أهل الشورى.

وَقَالَ عُمْرُ: إن أصابته الإمرة فذاك وإلا فليستِعنْ به الوَالي؛ وكان رأس مَنْ فتح العراق، وولي الكوفة لعمر وهو الذي بناها، ثم عزل ووليها لعثمان.

وكان مجابَ الدعوة مشهورًا بذلك.

مات سنة إحدى وخمسين. وقيل ست. وقيل سبع. وقيل ثمان. والثاني أشهر. وقد قيل: إنه مات سنة خمس. وقيل سنة أربع.

وقع في "صحيح البخاري" عنه أنه قال: لقد مكثت سبعة أيام وإني لثالث الإسلام.

وَقَالَ إبْرَاهِيمُ بن المُنْذِرِ: كان هو وطلحة والزبير وعلي عِذَار عام واحد، أي كان سنهم واحدًا.

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ، من حديث جابر، قال: أقبل سعد، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "هَذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امرؤٌ خَالَهُ". (*)

وَقَال ابْنُ إسْحَاقَ في "المغازي": كان أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بمكّة يستخفون بصلاتهم، فبينا سعد في شِعْب من شعاب مكة في نَفَر من الصحابة إذ ظهر عليهم المشركون، فنافروهم وعابوا عليهم دينَهم حتى قاتلوهم، فضرب سعدٌ رجلًا من المشركين بلَحْي جَمَل، فشجَّه، فكان أول دم أريق في الإسلام.

وَرَوَى التِّرْمِذي، من حديث قيس بن أبي حازم، عن سَعْد ـــ أنَّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: "اللَّهم اسْتَجِبْ لِسعْدٍ إذا دَعَاك".(*) أخرجه الترمذي في سننه 5/607 كتاب المناقب باب 27 حديث رقم 3751. والحاكم في المستدرك 3/499، والطبراني في الكبير1/105. فكان لا يدعو إلا اسُتجِيب له.
وروينا في مجابيّ الدّعوة لابن أبي الدنيا من طريق جرير عن مغيرة عن أبيه، قال: كانت امرأة قامتها قامة صبي، فقالوا: هذه ابنة سعد غمست يدها في طهورها، فقال: قطع الله يديك فما شبَّت بعد.

ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولزم بيته.

وَروى الشَّيْخَانِ والترمذي والنّسائي من حديث عائشة؛ قالت: لما قدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة أرق فقال: "ليت رجلًا صالحًا من أصحابي يحرسني" إذ سمعنا صوت السلاح، فقال: "مَنْ هَذَا؟" قال: أنا سعد، فقام، وفي رواية: ودعا له. (*)

مات سعد بالعَقِيق، وحُمل إلى المدينة، فصلي عليه في المسجد. وقال الواقديّ: أثبت ما قيل في وقت وَفاته أنها سنة خمس وخمسين، وقال أبو نعيم: مات سنة ثمان وخمسين.

قَالَ الزُّبَيْرُ: هو الذي فتح مدائن كسرى، وكان مستجابَ الدّعوة، وهو الذي تولَّى الكوفة، واعتزل الفتنة، وجاءه ابن أخيه هاشم بن عتبة، فقال: ها هنا مائة ألف سيف يرونك أحقّ بهذا الأمر، فقال: أريد منها سيفًا واحدًا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئًا، وإذا ضربت به الكافر قطع. وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند جَيّد عن أبي إسحاق، قال: كان أشد أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أربعة: عمر، وعلي، والزبير، وسعد.

وروينا في مسند أبي يعلى، من طريق شريك بن أبي نمر، أخو بني عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه حين رأى اختلافَ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وتفرقهم اشترى أرضًا ميتة ثم خرج واعتزل فيها بأهله على ما قال.

وكان سعد من أحدّ الناس بصرًا؛ فرأى ذات يوم شيئًا يزول، فقال لمن معه: ترون شيئًا؟ قالوا: نرى شيئًا كالطائر. قال: أرى راكبًا على بعير، ثم جاء بعد قليل عم سعد على بُخْتي، فقال سعد: اللهم إنا نعوذ بك من شَرِّ ما جاء به.

وقال عمر في وصيته: إن أصابت الإمَرةُ سعدًا فذاك، وإلا فليستعن به الذي يلي الأمر؛ فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.

وكان عمر أمّره على الكوفة سنة إحدى وعشرين، ثم لما ولِّي عثمان أمَّره عليها، ثم عزله بالوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين.

وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حدثني ابن أبي أويس، عن جابر عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فنزعْتُ له بسهم فأصيبت جبهته فوقع وانكشفت عورته، فضحك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.(*)

وسماه الواقديّ، في روايته: حبان بن العَرِقَة؛ وزاد أنه رمَى بسهم فأصاب ذَيْلَ أم أيمن، وكانت جاءت تسقي الجرحى، فضحك منها فدفع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لسعد سهمًا فوقع السهم في نَحْر حبان فوقع مستلقيًا وبدت عَوْرته، فضحك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال: "اسْتَعَاذَ لَهَا سَعْدٌ".(*)

وَقَالَ أبُو الْعَباسِ السَّرَّاجُ في "تاريخه": حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا أبو النضر، عن مبارك بن سعيد، عن عبد الله بن بُرَيدة عمن حدَّثه عن جرير أنه مَرّ بعمر، فسأله عن سعد بن أبي وقاص، فقال: تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة؟ هو لهم كالأم البرة، يجمع لهم كما تجمع الذرة، أشد الناس عن الباس، وأحب قريش إلى الناس.

وَقَالَ الزُّبَيْرُ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبدالعزيز، قال: كان سعد في جيش عبيدة بن الحارث حين بعثه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى رابغ يلقى عِير قريش فتراموا بالنبل، وكان سعد أول من رَمى بسهم في سبيل الله(*)، قال: فحدثني محمد بن بجاد بن موسى، عن سعد، قال: قال سعد في ذلك:

ألاَ هَلَ أتَى رَسُولَ اللهِ أنِّي حَمَيتُ صَحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي

[الوافر]

قال: وزاد فيها:

أذُودُ بِهَــا عَـدُوَّهُمُ ذِيَادًا بِكُـلِّ حُزُونَةٍ وَبِكُلِّ سَهْــــلِ

فَمَـا يَعْتَـدُّ رَامٍ مِنْ مَعَـدٍّ بِسَهمٍ فِي سَبِيل اللهِ قَبْلـِـي

[الوافر]

وَأَخْرَجَهُ يُونُسُ بْنُ بَكِير في "زياداته" عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري بنحوه، وفيه الأبيات الثلاثة.
(< جـ3/ص 61>)
2 من 3
3 من 3
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال