1 من 2
عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ
(ب د ع) عَامِرُ بن وَاثِلة بن عبد اللّه بن عُمَيْر بن جابر بن خُمَيْس بن حُدَيّ بن سعد ابن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي، أَبو الطفيل، وهو بكنيته أَشهر.
ولد عام أُحد، أَدرك من حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم ثمان سنين، وكان يسكن الكوفة، ثم انتقل إِلى مكة.
روى عُمَارة بن ثَوْبان، عن أَبي الطفيل، قال: رأَيت النبي صَلَّى الله عليه وسلم يُقَسِّم لحمًا بالجِعْرانة، فجاءَت امرأَة فبسط لها رداءَه، فقلت: من هذه؟ قالوا: أُمُّه التي أَرضعته.
وروى سعيد الجُرَيري، عن أَبي الطفيل: أَنه قال: لا يحدثك اليوم أَحد على وجه الأَرض أَنه رأَى النبي صَلَّى الله عليه وسلم غيري، قال: فقلت له: فهل تَنْعَتُ مِنْ رؤْيته؟ قال: نعم، مُقَصَّدًا، أَبيضَ مَلِيحًا.
وكان أَبو الطفيل من أَصحاب علي المحبين له، وشهد معه مشاهده كلها، وكان ثقة مأْمونًا يعترف بفضل أَبي بكر وعمر وغيرهما، إِلا أَنه كان يُقَدِّمُ عليًا.
توفي سنة مائة، وقيل: مات سنة عشر ومائة، وهو آخر من مات ممن رأَى النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]].
حُدَيّ: بالحاءِ المضمومة المهملة، قاله ابن ماكولا. قال: ووجدته في جَمْهرة ابن الكلبي: جُدَيّ، بالجيم، والله أَعلم.
(< جـ3/ص 143>)
2 من 2
أَبُو الْطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ
(ب ع س) أَبو الطُّفَيل عَامِر بن وَاثِلة وقيل: عمرو بن وَاثلة، قاله معمر، والأَوّل أَصح. وقد تقدّم نسبه فيمن اسمه عامر، وهو كناني ليثي.
ولد عام أُحد، أَدرك من حياة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ثماني سنين، نزل الكوفة.
أَخبرنا يحيى بن محمود، وعبد الوهاب بن أَبي حَبَّة بإِسنادهما عن مسلم قال: حدثنا محمد بن رافع، أَخبرنا يحيى بن آدم، أَخبرنا زُهَير، عن عبد الملك بن سعيد بن الأَبجُرِ عن أَبي الطُّفَيل قال: قلت لابن عباس: إِني قد رأَيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: فَصِفْه لي. قلت: رأَيته عند المروة على ناقة وقد كَثُر الناسُ عليه ــ قال: فقال ابن عباس: ذاكَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، إِنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه(*) أخرجه مسلم في كتاب الحج باب استحباب الرمل 2/922 (239 ـ 1265)..
ثم إِن أَبا الطُّفَيل صَحِب عَلِيّ بن أَبي طالب، وشهد معه مشاهده كُلَّها، فلما توفي علي بن [[أَبي]] طالب رضي الله عنه عاد إِلى مكة فأَقام بها حتى مات. وقيل: إِنه أَقام بالكوفة فتوفي بها. والأَوّل أَصح.
وهو آخر من مات ممن أَدرك النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
روى حماد بن زيد، عن الجُرَيري، عن أَبي الطفيل قال: ما على وجه الأَرض اليوم أَحد رأَى النبي صَلَّى الله عليه وسلم غيري.
وكان شاعرًا محسنًا، وهو القائل: [الطويل]
أَيَدْعُونَنِي شَيْخًا، وَقَدْ عِشْتُ حِقْبَةً
وَهُنَّ مِنَ الأَزْوَاجِ نَحْوِي نَوَازعُ
وَمَا شَابَ رَأْسِي مِنْ سِنِينَ تَتَابَعَتْ
عَلَيَّ؛ وَلـَكِنْ شَيَّبَتْنِي الـْوَقَـائِعُ
وكان فاضلًا عاقلًا، [[حاضرَ]] الجواب فصيحًا، وكان من شيعة علي، ويُثني على أَبي بكر وعمر وعثمان.
قيل إِنه قدم على معاوية، فقال له: كيف وَجدُكَ عَلى خليلك أَبي الحسن؟ قال: كوجد أُم موسى على موسى. وأَشكو التقصير. فقال له معاوية: كنت فيمن حضر قتل عثمان؟ قال: لا، ولكني فيمن حَصَره. قال: فما منعك من نصره؟ قال: وأَنت فما منعك من نصره إِذ تربصت به ريب المنون، وكنت في أَهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد! قال معاوية: أَو ما ترى طلبي بدمه؟ قال: بلى، ولكنك كما قال أَخو جُعفِيّ [البسيط].
لاَ أَلْفيَنكَ بَعْدَ الْمَوْتِ تَنْدُبُنِي وَفِي حَيَاتِيَ مَا زَوّدْتَنِي زَادِي!
أَخرجه أَبو نعيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى.
(< جـ6/ص 176>)