1 من 2
أبو قَتادة بن رِبْعي
الأنصاريّ ثمّ أحد بني سَلِمَة من الخزرج. شهد أُحُدًا واسمه فيما قال محمد بن إسحاق: الحارث بن رِبْعي.
وقال عبد الله بن محمّد بن عُمارة الأنصاري ومحمد بن عمر: اسمه النعمان بن ربعي، وقال غيرهما: عَمرو بن ربعي. وكان قد نزل الكوفة ومات بها وعليّ بها وهو صلى عليه. وأمّا محمّد بن عمر فأنكر ذلك وقال: حدّثني يحيَى بن عبد الله بن أبي قتادة أنّ أبا قتادة توفّي بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن سبعين سنة.
(< جـ8/ص 138>)
2 من 2
أبُو قَتَادَةَ
ابن رِبْعيّ بن بَلْدَمة بن خُنَاس بن سِنان بن عُبَيد بن عَدِيّ بن غَنْم بن كعب بن سَلِمَة. وأُمُّهُ كبشَةُ بنت مُطَهِّر بن حَرَام بن سَوَادِ بن غَنْم من بني سَلِمة.
وقد اختلف علينا في اسم أبي قتادة. قال محمد بن إسحاق: الحارث بن ربعي. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ومحمد بن عمر: النعمان بن ربعي. وقال غيرهما: عمرو بن ربعي. فَوَلَدَ أبو قتادة: عبدَ الله وعبدَ الرحمن، وأُمُّهُما سُلَافَة بنت البَرَاءِ بن مَعْرُور بن صَخْر بن خَنْسَاء بن سنان بنُ عُبيد من بني سَلِمة. وثابتًا وعبيدًا وأُمَّ البنين. وأُمُّهُم أم ولدٍ. وأُمَّ أبانَ وأُمُّها من الأزد. شهد أبو قتادة أُحُدًا، والخندقَ. وما بعد ذلك من المشاهِد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أمّهِ، عن أبيه عن أبي قتادة، قال: أدركني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم ذِي قَرَد، فنظر إليّ وقال: "اللهم بارك له في شعرِه وبَشَره". وقال: "أَفْلَحَ وَجْهُك"! قلتُ: ووجهك يارسول الله. قال: "قَتَلْتَ مسعدة"؟ قلت: نعم. قال: "فما هذا الذي بوجهك"؟ قلت: سهم رميت به يارسول الله. قال: "فَادْن مني"، فَدَنَوْتُ منه فبصق عليه، فما ضَرَبَ عَلَيَّ قطّ ولاقَاحَ. ومات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة وكأنّه ابن خمس عشرة سنة(*).
أخبرنا عَارِم بن الفَضْل، قال: حدثنا حَمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سِيرِين، أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أرسل إلى أَبِي قَتَادَةَ، فقيلَ: يَتَرَجَّل، ثم أرسل إليه فقيل: يَتَرَجَّل، ثم أرسل إليه، فقيل: يَتَرَجَّل. فقال: "احلقُوا رَأسَهُ"، فجاء فقال: يارسولَ الله، دَعْني هذه المَرَّةِ، فوالله لَأُعَتّبَنَّك، فكان أول مالقي، قَتَل مَسْعَدَة رأس المشركين(*).
أخبرنا محمد بن عمر عن أبي حَدْرَد الأسلَمي، قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أبا قَتَادَةَ سَرِيَّةً ومعه خمسة عشر رجُلًا أنا أحدهم إلى غطفان نحو نجد، وهي سَرِيَّةُ خَضِرَة، وذلك في شعبان سنة ثمان، فشددنا على الحاضر فَأَصَبْنَا سبيًا ونعمًا وشاءً(*).
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الله بن يَزِيد بن قُسَيط، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي حَدْرَد، عن أبيه، قال: لما توجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى غزوة الفتح بعثنا سرية إلى بَطْن إِضَم، وأميرنا أبو قتادة لِيظُنَّ ظانٌّ أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يتوجه إلى تلك الناحيةِ، ولأَنْ تذهب بذلك الأخبار(*).
أخبرنا مَعْنُ بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن عَمرو عن محمد بن سِيرِين، أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رأى أَبَا قَتَادَةَ يُصَلِّي وَيَتَّقِي شَعْرَه، فأراد أن يَجُزَّهُ. فقال له أبو قَتَادة: يارسول الله، إنّ لله عَلَيّ إن تركَتَهُ أن أرضِيك، قال: فتركه. فأغار مَسعدةُ الفزاريّ على سَرح أهل المدينةِ، فركبَ أبو قتادةَ فلقي مَسعدَة فَقَتَلهُ، وغشَّاهُ بُردَتَهُ. قال: فجاءَ الناسُ فقالوا: هذه بردةُ أَبِي قَتَادَةَ. قال: فَكُشِفَ فإذا مَسعَدة الفزارِي المقتول(*).
أخبرنا مَعْنُ بن عيسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد، عن زيد بن أسلم، أَنّ أبا قَتَادة حين توجَّهَ إلى اللِّقاحِ قال:
ألا عليكَ الخيل إن ألمَّتِ إن لم أُدافِعها فجُزوا لِمَّتي
أخبرنا مَعْنُ بن عيسى، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، أن أبا قَتَادة الأنصاري قال لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: إن لي جُمَّةً أَفَأُرَجِّلها؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "نعم، وأكرِمها". قال: فكان أبو قتادة ربما دَهَنها في اليوم مرّتين من أجل قول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فأكرمها"(*).
أخبرنا مَعْنُ بن عيسى، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أَبِي قَتادَة الأنصاريّ، عن أَبِي قَتَادة الأنصاري ثم السلميّ، أنه قال: خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عام حُنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيتُ رجلًا من المشركين قد عَلا رجلًا من المسلمين، قال فاستَدَرْتُ له حتى أتيته من ورائِهِ، فضربته على حَبْلِ عاتقه. قال: وأقبل عليَّ فَضمَّني ضَمَّةً وجدت فيها ريحَ الموتِ، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقتُ عمر بن الخطاب فقلت له: ما بالُ الناس؟ فقال: أمر الله. ثمّ إن الناس رجعوا فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "من قتل قتيلا له عليه بيّنةٌ فله سَلبُه". قال أبو قتادة: فقمتُ فقلتُ: من يشهدُ لي؟ ثم جلستُ. "قال: ألك بينةٌ"؟ فقمت. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مالك ياأبا قتادَةَ"؟ واقتصصتُ عليه القصة فقال رجلٌ من القوم: صدق يارسول الله، وسَلَبُ ذلك القتيلِ عندي، فَأَرْضِه منه فقال أبو بكر الصديق: لاَهَا الله، إذًا لا يَعْمِد إلى أَسَد من أُسْد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سَلَبه! فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "صدق فأَعْطِه إياه". قال أبو قَتَادة: فأعطاني إياه فَبِعْتُ الدِّرعَ فابْتَعْتُ بهِ مَخْرَفًا في بني سَلِمَةَ، فإنه لأَوَّلُ مال تَأَثَّلْتُهُ في الإسلام(*).
أخبرنا سفيان بن عُيَيْنَةَ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن عُمَر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد رَجُلٍ من الأنصار، عن أبي قَتَادة، أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم نَفَّلَ أبا قتادة سَلَبَ رجل قَتَلَهُ(*).
أخبرنا عفان بن مسلم، وكَثِير بن هشام، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال كثير في حديثه إن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "من قتل كافِرًا فله سَلبُه"، وقالا: جميعا قال: قال أبو قتادة يوم حنين: يارسول الله، إني ضربت رجلًا على حَبْل العاتق وعليه دِرْعٌ له
فأُجْهِضْتُ عنهُ، وقد قال فأعجلت عنه، قال: فقام رجل فقال: أنا أخذتها فأرِضه منها وأعطيتها، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لا يُسْأَل شيئًا إلا أعطاه أو سكت ـــ فسكتَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال عمر: لا يُضِيئُها الله على أَسَدٍ من أُسْدِهِ ويُعْطِيكَها، فضحك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وقال: "صَدَقَ عُمَر"(*).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أسامة بن زيد اللَّيْثي، عن الأعرج، عن عبد الله بن أبي قَتَادة، عن أبيه، قال: لما كان يوم حنين ضَربتُ رجلًا بالسيفِ فقتلتهُ، فجاء رجلٌ فنزع الدرع عنه، فخاصمته إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقضى لي بها، فبعتُها من حاطب بن أبي بَلْتَعَةَ بسبع أواقٍ(*).
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أوَيس، قال: حدثني سليمانُ بن بلالِ، عن أَسيد ابن أبي أَسِيد البرّادِ، عن أمهِ، قالت: قلنا لأبي قَتَاده مالك لا تُحِدّثُ عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم كما يُحَدِّثُ عنه الناسِ؟ فقال أبو قتادة: سمعت النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَذَب عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليُسَهِّل لجنبه مَضْجِعًا من النار". وجعل النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقوله وهو يمسح الأرض(*).
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار، قال حدثني عبد الله بن عُبيد بن عُمير، أن عمر بن الخطاب بعث أبا قَتَادَةَ فقتل ملك فارس بيده، قال: وعليه منطقةٌ ثمنها خمسة عشر ألف درهم، قال: فَنَفَّلَهَا إِيّاه عمر.
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطن، عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن عبيد الله قال: رأيت أبا قتادة يُصَفِّرُ لحيته ونحن في الكتاب.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا قتادة، أن أبا قتادة كان لبس الخَزّ.
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني يحيى بن عبيد الله بن أَبِي قَتَادَةَ قال: توفي أبو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن سبعين سنة.
قال محمد بن عمر: وَلَمْ أَرَ بين ولد أبي قتادة وأهل البلد عندنا اختلافًا أن أبا قتادة توفي بالمدينة.
وروى أهل الكوفة أنه توفي بالكوفة وَعَلِيّ بن أبي طالب بها، وهو صلى عليه، فالله أعلم.
أخبرنا يعلى بن عُبيد وعبد الله بن نمير، قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري، قال يعلى في حديثه، قال: أتانا علي. وقال عبد الله بن نمير قال: صلى عَلِيٌّ عَلَى أبي قَتَادَة فكَبَّر عليه سبعًا.
(< جـ4/ص 378>)