1 من 2
أبو مسعود الأنصاري
واسمه عقْبة بن عمرو من بني خُدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. شهد ليلة العَقَبَة وهو صغير ولم يشهد بدرًا، وشهد أُحُدًا، ونزل الكوفة. فلمّا خرج عليّ إلى صفّين استخلفه على الكوفة ثمّ عزله عنها، فرجع أبو مسعود إلى المدينة فمات بها في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقد انقرض عقبه فلم يبق منهم أحد.
(< جـ8/ص 138>)
2 من 2
أبُو مَسْعُود
واسمه عُقْبَة بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة بن أَسِيرَة بن عَسِيرَةَ بن عطية بن جِدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. وأمّهُ سلمةُ بنتُ عازب بن خالدِ بن الأجشّ بن عبد الله بن عوف بن قُضَاعةَ.
فَوَلَدَ أبو مسعود: بَشِيرًا، وأمُّهُ هُزيلةَ بنت ثابت بن ثعلَبة بن خِلاس بن زيد بن مالك ابن ثعلبة بن كعبِ بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
ومسعودًا، وأُمَّ بَشِير تَزوّجها سعيد بن زيد بن عَمرو بن نُفَيل، من بني عَدِي بن كعب. فولدت له
ثم خَلفَ عليها الحسنُ بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب هاشم. فولدت له زيدًا.
ثم خَلَفَ عليها عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، فولدت له عمرًا. وأمَّ غَزّيةَ بنت أبي مسعود، تزوجها تميم بن يُعَار بن قيس بن عَدِي بن أميةَ بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج فولدت لهُ.
ثم خَلَف عليها أبو كثير بن خُبَيْبِ بن يِسَاف بن عتبةَ بن عَمْرو بن خديج بن عامر بن جُشم بن الحارث بن الخزرج. وأُمَّ الوليد بنت أبي مسعود، تزوجها سعد بن زيد بن وديعة مِن بلْحُبْلَى من بني عوف، فولدت له عَبْد الواحد. وأمهم بشيرة بنت قُُدامةَ بن وهب بن خالد بن عبد الله بن عقيل بن ربيعة بن كعب مِن بني عامر بن صَعْصَعَةَ مِنْ قيس عيلان. وغَزِيَّةَ بنت أبي مسعود، تزوجها عبد الرحمن بن تميم بن نسر بن عَمْرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج. فولدت له زكريا ويحيى.
ثم خلف عليها عبد الرحمن بن خُبَيْب بن يساف، ثم خَلَف ربعي بن تميم بن يُعَار بن قيس بن عَدِي بن أمية بن جِدارة، وأمُّها أم ولد. وقد انقرضَ ولدُ أبي مسعود كلهم. وقد انقرض أيضًا ولد عطيةَ بن جدارة جميعًا فلم يَبْقَ منهم أحدٌ.
وقال محمد بن عمر: وقد شهد أبو مسعود العقَبَة وكان أصغرَ السبعينَ من الأنصارِ الذين شهدوها.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك، عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم، عن عبد الوهَّابِ بن بُخْتٍ. وأبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك أنهم حدَّثوه أن أبا مسعود الأنصاري كان أصغرَ السبعين يومَ العقبة.
قال محمد بن عمر: ولم يشهد أبو مسعود بدرًا، وليس بين أصحابنا في ذلك اختلاف. ويقول الكوفيون في روايتهم: أبو مسعُود البدري، وليس ذلك بثَبتٍ، ولكنه قد شهد أُحدًا وما بعد ذلك من المشاهد.
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي، عن شعبَة، قال: أخبرني الحكم، أن أبا مسعود كان بدريًّا. قال شعبةُ: فذكرته لسعد بن إبراهيم فقال: ما كان بدريا.
وقال محمد بن عُمَر، وسعد بن إبراهيم وغيره من رواة العلم والسيرة من أهل المدينة: أعلم بذلك من الحكم وغيره من أهل الكوفة.
أخبرنا سليمان بن حربٍ، قال: حدثنا حمّادُ بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن محمد ابن سيرين، قال: كانوا يُشَبِّهُونَ تجاليدَ أبي مسعودِ بتجاليد عمر.
أخبرنا سليمانُ بن حربٍ، قال: حدثنا حمادُ بن زيد، عن أيوبَ وهشامُ بن حسان، عن محمد بن سيرينَ، قال: قال أبو مسعود: كنتُ عزيزَ النفسِ، وحَمِيَّ الأنف، لا يَسْتَغِلُّ مِنِّي أحد شيئًا سُلطانٌ ولا غيرهُ، فأصبح أُمَرَائي يُخَيِّرُونني بين أن أُقيمَ على ما أَرغَم أنفي وَقَبَّحَ وجهي، وبين أن آخذ سيفي فأَضْرِبَ بهِ، فأدخُلَ النَّار، فأنا أختَارُ أن أقيم على ما أرغم أنفي وقبّح وجهي ولا آخذُ سيفي فأضرب به فأدخل النار.
وأخبرنا عارمُ بن الفضل، قال: حدثنا حمادُ بن زيد، عن مُجالد بن سعيد، عن عامر الشَّعبيّ، قال: لما خرج علي بن طالب إلى صِفّين استخلف أبا مسعود الأنصاري على الكوفةِ، وكانَ رجالٌ من أهل الكوفةِ قد اسْتَخْفَوا، فلما خَرَجَ عليّ ظهَرُوا، فكانَ ناسٌ يأتونَ أبا مسعود فيقولون: قد والله أهلَكَ الله أعداءهُ وأظهَر أميرَ المؤمنينَ، فيقول أبو مسعود: إنّي والله ما أعدّهُ ظفرًا ولا عافيةً أن تظهر إحدى الطائِفتَين على الأخرى. قالوا: فمَهْ؟ قالَ: يكونُ بين القومِ صُلح. قال: فلما قَدِمَ علي بن أبي طالب ذكروا ذلك له، فقال له عليّ: اعتزل عملنا، قال: وذلك ممّه؟ قال: إنا وجدناك لا تَعقل عَقلةً. فقالَ أبو مسعودِ: أمَّا أنا فقد بقي من عقلي أن الآخِرَ شرٌّ.
أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن عَمرو، عن زيد بن أُنَيْسَة، عن عَمْرو بن مُرَّة، عن خَيْثَمَةَ بن عبد الرحمن، قال: لمّا خرج عليٌّ إلى صفِّين استخلفَ عقبةَ ابنَ عَمْرو أَبَا مسعود على الكوفةِ، قال: وقد تَخَبَّأَ رِجَالٌ لم يخرجوا مع عليٍّ، قال: فقامَ على المِنبَرِ، فقال: يا أيها الناسُ، من كان تَخَبَّأ فليظهر، فَلَعَمْرِي لئن كان إلى الكثرة، إنّ أصحابنا لكثيرٌ وما نعدّهُ فتحًا أَن يلتقي هذان الخيلانِ غدًا من المسلمين، فيقتُل هؤلاءِ هؤلاءِ، وهؤلاءِ هؤلاءِ، حتّى إذا لم يبق إلاّ رِجْرِجَة من هؤلاءِ وهؤلاء ظهرت إحدَى الطائفتين غدًا على الأخرى، ولكن نعدّهُ فتحًا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن دماءهم، ويُصلح به ذات بينهم، ويُصلح به كلمتَهُم.
قال محمد بن عمر: توفي أبو مسعود بالمدينة في آخرِ خلافةِ معاوية بن أبي سفيان.
(< جـ4/ص 359>)