أبو مسعود البدري
عقبة بن عمرو بن ثعلبة البدري، مشهور بكنيته، شهد العقَبة، واختلف في شهوده بَدْرًا، وشهد أحدًا وما بعدها، وكان أَحدث من شهد العقبة سنًا، وسكن الكوفة، وابتنى بها دارًا.
قال أبو مسعود: كنتُ عزيزَ النفسِ، وحَمِيَّ الأنف، لا يَسْتَغِلُّ مِنِّي أحد شيئًا سُلطانٌ ولا غيرهُ، فأصبح أُمَرَائي يُخَيِّرُونني بين أن أُقيمَ على ما أَرغَم أنفي وَقَبَّحَ وجهي، وبين أن آخذ سيفي فأَضْرِبَ بهِ، فأدخُلَ النَّار، فأنا أختَارُ أن أقيم على ما أرغم أنفي وقبّح وجهي ولا آخذُ سيفي، فأضرب به، فأدخل النار. وروي عن أَبي مسعود الأَنصاري قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ كَانُوا فِي القِرَاءَةِ سَواءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي العِلْمِ بِالسُّنَّةِ سَواءٍ فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الهِجْرَةِ سَواءٍ فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلاَ يُؤَمُّ رَجُلٌ فِي بَيْتِهِ وَلاَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلاَ يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ".
ومات أبو مسعود قبل سنة أربعين. وقيل بعدها، وقيل: مات بالكوفة، وقيل مات بالمدينة، وقيل: مات أيام عليّ رضي الله عنهما، وقيل: بل كانت وفاته بالمدينة في خلافة معاوية.