1 من 3
جُويرية بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.
قال الذَّهَبِيُّ في آخر حرف الجيم من النساء: جُوَيرية التي قال لها النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: "لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ..." أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2090 عن ابن عباس عن جويرية كتاب الذكر والتوبة والاستغفار (48) باب التسبيح أول النهار وعند النوم (19) حديث رقم (79/ 2726) وأحمد في المسند 1/ 258 والبغوي في شرح السنة 5/ 205، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3719 الحديث أخرجه مسلم. قال ابن حبان في الأنواع: هي ابنة عمة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، كذا قال؛ وإنما هي أم المؤمنين... وقد رواه ابن عباس عنها.
قلت: قد ذكرته في ترجمة أم المؤمنين جُوَيرية بنت الحارث من سياق الترمذي.
ولَفْظُ مسلم، من طريق سفيان ـــ هو ابن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب عن ابن عباس، عن جويرية ـــ أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرةً.... الحديث.
وفي رواية مِسْعرٍ، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي رِشدين، وهو كريب ـــ مثله، لكن قال: مَرّ بها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم حين صلى الغداةَ أو بعد ما صلّى، وكذا هو عند ابن ماجة، من طريق مِسْعر. وعند الترمذي، والنسائي، مِن طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بمثل سفيان. وفيه: عن ابن عباس، عن جُويرية بنت الحارث ـــ أنّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم مَرّ عليها وهي تسبّح.(*)
وفي مسند الحَسَنِ بْنِ سُفْيِانَ، عن قتيبة عن سفيان بن عُيينة بسند مسلمٍ، عن ابن عباس؛ قال: قالت جُويرية بنت الحارث: خرج النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم وأنا في مصلّاي فرجع حين تعالى النهار... الحديث.
قال أَبُو نُعَيْمٍ في مستخرجه بعد أن أخرجه: كان في أوله قصة فتركتها.
قلت: وقد ذكرها أَبُو عَوَانَةَ في صحيحه، عن شعيب بن عمرو، عن سفيان، فساق بسنده إلى ابن عباس؛ قال: خرج علينا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم من عند جُويرية، وكان اسمها برة، فحوَّله جويرية، وكره أن يقال: خرج من عند برة فخرج وهي في مصلّاها، فذكر الحديث(*) فيستفاد من هذه الزيادة أنها جُويرية بنت الحارث الخُزَاعية، زوج النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم؛ لأنّ مسلمًا قد أخرج هذه القطعة من الحديث من رواية سفيان بن عيينة بهذا السند إلى ابن عباس. وكذلك أخرجه محمد بن سعد في ترجمة جُوَيرية أم المؤمنين، عن سفيان بن عيينة.
وأخرجه أيضًا من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن مثل سياق ابن عيينة؛ فقال في أوله: كان اسم جُويرية برة، فسماها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جويرية؛ قال: فصلّى الفجر، ثم خرج من عندها حتى ارتفع الضحى، ثم جاء وهي في مصلّاها... الحديث.
فعرف من هذا أنها أم المؤمنين. وبالله التوفيق.
(< جـ8/ص 76>)
2 من 3
برة بنت الحارث المصطلقية، هي جُوَيرية أم المؤمنين. كان اسمها أوّلًا برة فغيّره النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم لما تزوجها. جاء ذلك عن ابن عباس، وقتادة. وأخرجه مسلم من طريق أخرى.
(< جـ8/ص 48>)
3 من 3
جُوَيرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة، وهو المصطلق، ابن عمرو ابن ربيعة بن حارثة بن عمرو الخزاعية المُصْطلقية.
لما غزا النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم بني المصطلق غزوة المُرَيْسيع في سنة خمس أو ست، وسباهم وقعت جُويرية، وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقي، في سَهْمِ ثابت ابن قيس.
قال ابْنُ إِسْحَاقَ: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عمه عروة بن الزبير، عن خالته عائشة، قالت: لما قسم رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جُويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عَم له فكاتَبَتْه على نفسها، وكانت امرأةً حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذَتْ بنفسه؛ فأتت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها؛ قالت عائشة: فو الله ما هي إلا أن رأيتها فكرهْتُها، وقلت: يرى منها ما قَدْ رأيت. فلما دخلَتْ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من البلايا ما لم يَخْفَ عليك، وقد كاتَبْتُ على نفسي، فأَعِنِّي على كتابتي. فقال: "أَو خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ أُؤَدِّي عَنْكِ كِتِابَتكِ وأَتَزَوَّجُكِ؟" فقالت: نعم. ففعل ذلك.
فبلغ الناس أنه قد تزوَّجها، فقالوا: أصهار رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق الله بها مائةَ أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأةً أعظم بركة منها على قومها.(*)
وأخرج ابْنُ سَعْدٍ عن الوَاقِدِيِّ بسند له عن عائشة نحوه، لكن سمي زوجها صفوان بن مالك.
ومن طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس؛ قال: كان اسم [[جويرية]] بَرة، فسماها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جويرية. أخرجه أحمد في المسند 1/ 326، 353
وأخرج التِّرْمِذِيُّ، من طريق شعبة بهذا الإسناد إلى ابن عباس، عن جُوَيرية بنت الحارث ـــ أنَّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم مَرّ عليها وهي في مسجدها. ثم مَرّ عليها قريبًا من نصف النهار؛ فقال: "مَا زِلْتِ عَلَى ذَلِكَ!" قالت نعم. قال: "أَلاَ أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولينهِنّ؟ سُبْحَانَ الله عَدَدَ خَلْقِهِ..." أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 162. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3420، 3429 وعزاه لأبي داود وأحمد في المسند عن أسماء بنت عميس الحديث.(*)
ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده، وسندُه صحيح.
ومن مرسل أبي قلَابة قال: سبى النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم جُويرية ـــ يعني وتزوَّجها، فجاءها أبوها، فقال: إن بنتي لا يُسْبَى مثلها، فخَلّ سبيلها. فقال: "أَرَأَيْتَ إنْ خَيَّرْتَهَا أَلَيْسَ قَدْ أَحْسَنْت؟" قال: بلى، فأتاها أبوها فذكر لها ذلك، فقالت: اخَتْرتُ الله ورَسوله.(*) وسنده صحيح.
وروت جُويرية عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنها ابن عباس، وجابر، وابن عمر، وعبيد بن السباق، والطفيل ابن أخيها، وغيرهم.
وذكر ابْنُ إسْحَاقَ أنَّ زوجها الأول كان يقال له ابن ذي الشقر. وسماه الواقدي مسافع بن صفوان بن ذي الشُّقْر بن أبي السرح. وقُتل يوم المُرَيسيع.
وفي صحيح البُخَارِيِّ عن جويرية أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة؛ فقال: "أَصُمْتِ أَمْسِ؟" قالت: لا، قال: "فَتَصُومِينَ غَدًا؟" قالت: لا. قال: "فَأَفْطِرِي".(*)
وعند مُسْلِمٍ من طريق الزُّهَرِيِّ، عن عبيد بن السباق، عن جُويرية بنت الحارث؛ قالت: دخل علي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟" الحديث.(*)
وفي صحيح مُسْلِمٍ كان اسمها بَرة فسماها النبي صَلَّى الله عليه وسلم جُويرية، كره أن يقال خرج من عند برة.
قيل: ماتت سنة خمسين من الهجرة، وقيل: بقيت إلى ربيع الأول سنة ست وخمسين، قاله الواقدي؛ قال: وصلى عليها مروان. وقيل: عاشت خمسًا وستين سنة.
(< جـ8/ص 72>)