تسجيل الدخول


النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد كعب بن الحارث بن عوف بن وائل بن...

النَّمْر بن تَوْلَب بن زُُهَير العُكلِي:
وترجم له البعض برجل من الصحابة روى عنه يزيد بن عبد الله الشخير، أَخرجه ابن منده وأَبو نُعَيم، وهو من ولد عوف بن وائل، وكان يقال لهم: "عُكْل" لأََنهم حضنتهم أَمة أَسمها عُكْل، فغلبت عليهم، والنمر شاعر مشهور؛ هكذا نسبه ابن الكلبي، ويقال:‏ إنه وفد على النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم مسلمًا، وقال مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامِ الْجمحِيّ: ذكر خَلّاد بن فَرْوة، عن أبيه، والجُرَيري، عن أبي العلاء قال: كنا بالمِرْبَد فأتى أعرابيّ ومعه قطعة أديم، فقال: انظروا ما فيها... الحديث؛ وفيه: فسألناه عنه، فقيل هذا النمر بن تولب، وأخرجه ابْنُ قَانِعٍ وَالطَّبَرَانِيُّ عن أبي خليفة، عنه، وهذا الحديث عند أحمد وأبي داود والنسائيّ مِنْ طريق الجريري.
وقال الأَصمعي: النَّمْر بن تَولَب من المخضرمين الذين أَدركوا الجاهلية والإِسلام، وكان أَبو عمرو بن العلاء يسميه الكَيَّس، وكان شاعر الرباب في الجاهلية، ولا مدح أَحدًا ولا هجا، وأَدرك الإِسلام وهو كبير، وكان فصيحًا جوادًا.
وقال الْمَرْزَبَانِيُّ: كان شاعرًا فصيحًا، وفَد على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وكتب له النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلم كتابًا، ونزل البصرة بعد ذلك، وكان أبو عمرو ابن العلاء يسميه الكيِّس لَجوْدَة شعره، وكثرة أمثاله، وكان جوادًا، وعُمِّر طويلًا حتى أنكر عقله، فيقال: إنه عمر مائتي سنة، وهو القائل:
يُحِبُّ الفَتَى طُولَ السَّلَامَةِ جَاهِدًا فَكَيْفَ يَرَى طُولَ السَّلَامَةِ يَفْعَلُ
وفرَّق ابْنُ حَزْمٍ في "الجمهرة" بين النمر بن تولب بن أُقيش العكلي؛ فساق نَسبه، وأثبت صحبته؛ وبين النمر بن تولب الشّاعر؛ فنسبه في النمر بن قاسط، وقال: إنه الذي عاش حتى خرف، ويؤيده أن ابن قتيبة حكى أن النَّمر بن تَولَب الشاعر لما خرف كان هجِّيراه: اقروا الضيف، أصْبَحُوا الراكب، انحروا، وإن عمر بن الخطّاب ذكره بذلك فترحّم عليه، فدلّ ذلك على أن الذي تأخر إلى أنْ لقيه أبو العلاء ومَنْ في طبقته غيره، وجرى المزي في الأطراف على ما عليه الأكثر؛ فترجم النمر بن تولب الشّاعر؛ ثم قال: يأتي في المبهمات في ترجمة يزيد بن عبد الله بن الشخّير، وذكر ابْنُ قتيبة أيضًا أنَّ النّمر بن تولب الشّاعر كان له ابن يسمَّى ربيعة، هاجر إلى الكوفة، يعني في عهد عمر، ومن شعر النمر بن تولب الدال على صحبته:
يَا قَومِ إِنِّي رَجُلٌ عِنْدِي خَبَرْ للهِ مِنْ آيَاتِهِ هَذَا القَمَرْ
وَالشَّمْسُ وَالشِّعْرَى وَآيَاتٌ أُخَرْ
ومنها يخاطب النّبي صَلَّى الله عليه وسلم:
إِنَّا أَتَيْنَاكَ وَقَدْ طَالَ السَّفَرْ أَقُودُ خَيْلًا رُجَّعًا فِيهَا ضَرَرْ
ومن محاسن شعره:
يَودُّ الفَتَى طُولَ السَّلَامَة جَاهِدًا فَكَيفَ يَرَى طُولَ السَّلَامَةِ يَفْعَلُ
يُرَدُّ الفَتَى بَعْدَ اعْتِدَالٍ وَصِحَّةٍ يَنُوءُ إِذَا رَامَ القِيَامَ
وَيُحْمَلُ
ومنها:
لاَ تَغْضَبَنَّ عَلَى امْرىءٍ فِي مَالِهِ وَعَلَى كَرَائِمِ صُلْبِ مَالِكَ فَاغْضَبِ
وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الغِنَى وَإِلَى الَّذِي يُعْطِي الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ
يقال: إِن النمر وَفَد على النبي صَلَّى الله عليه وسلم بشعر أَوَّله:
إِنَّا أَتَيْنَاكَ وَقَدْ طَالَ الْسَّفَرْ نَقُودُ خَيْلًا ضُمَّرًا فِيْهَا عَسَرْ
نُُطْعِمُهَا الْلَّحْمَ إِذَا عَزَّ الْشَّجَرْ وَالْخَيْلُ فِي إِطْعَامِهَا الْلَّحْمَ ضَرَرْ
وروى أَبو العلاء بن الشِّخِّير قال: كنا مع مُطَرِّف في سوق الإِبل بالرَّبَذَة، فجاء أَعرابي معه قطعة أَدِيم ــ أَو: جراب ــ فقال: من يقرأَ ــ أَو: فيكم مَنْ يقرأُ؟ قلت: نعم، فأَخذته فإِذا فيه: "بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ ــ حيِّ مِنْ عُكْل ــ إِنَّهُمْ إِنْ شَهِدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَفَارَقُوا المُشْرِكِيْنَ، وَأَعْطُوا الْخُمُسَ ِممَّا غَنِمُوا، وَأَقرُّوا بِسَهْمِ الْنَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم وَصَفِيِّهِ فَإِنَّهُمْ آمَنُونَ بِأَمَانِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ"، فقال له بعض القوم: هل سمعتَ من رسول الله صَلّى الله عليه وسلم شيئًا تُحَدِّثُناه؟ قال: نعم، قالوا: فحَدِّثناه، قال: سمعتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ وَحرِ صَدْرِهِ، فَلْيَصُمْ شَهْرَ الْصَّبْرِ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ"، فقال له القوم: ــ أَو: بعضهم: أَنت سمعتَ هذا من رسول الله؟ فقال: ألا أَراكم تخافون أَن أَكذب على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم والله لا أُحدثكم سائر اليوم، فأَخذ الصحيفة وذهب(*) أحمد في المسند5/ 77، 78..
ومن شعره:
تَدَارَكَ مَا قَبْلَ الشَّبَابِ وَبَعْدَهُ حَوَادِثُ
أَيَّامٍ
تَمُرُّ
وَأَغْفُلُ
وروى عنه البصريون، وروى قرة بن خالد، وسعيد الجريري، عن أبي العلاء بن الشِّخِّير، قال:‏ كنا بالرّبذة فجاء أعرابِي بكتابٍ وصحيفة، فقال:‏ اقرءوا ما فيها فإذا فيها:‏ ‏"‏هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم لِبَنِي زُُهْيرِ بنِ أُقيش؛ إِنّكُمْ إِنْ أَقْمتُم الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُم الزَّكَاةَ وَأدَّيْتُمْ خُمْسَ مَا غَنِمْتُم إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم فَأْنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".‏ قلنا:‏ أنت سمعْتَ هذا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال:‏ نعم، قلنا:‏ حدّثنا بشيء سمعته من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال:‏ سمعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:‏ ‏"‏صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلَّ شَهْرٍ يُذْهبن وَغَرَ الصَّدْرِ‏"،‏ وقال الجريري:‏ وحَر الصدر،‏ قلنا:‏ أنت سمعْتَ هذا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال‏:‏ ألا أراكم تتهمونني، فأخذ الصّحيفة ومضى(*) أخرجه أحمد في المسند 5/ 78، وابن أبي شيبة في المصنف 14/ 342، والبيهقي في السنن 6/ 302.، فسألنا عنه فقيل:‏ هو النمر بن تولب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال