تسجيل الدخول


هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزهري

((هاشم بن عُتْبة بن أبي وقاص القرشيّ الزّهريّ ابن أخي سعد بن أبي وقّاص، يُكْنَى أبا عمرو، وقد تقدّم ذِكْرُ نسبه إلى زهرة في باب عمه سعد [[سعد بن أبي وقّاص، واسمُ أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زُهْرة بن كلاب القرشيّ الزّهريّ]] <<من ترجمة سعد بن أبي وقّاص "الاستيعاب في معرفة الأصحاب".>>. قال خليفة بن خياط في تسمية مَنْ نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص الزّهريّ. وقال الهيثم بن عدي مثله. قال أبو عمر: أسلم هاشم بن عتبة يوم الفتح، يعرف بالمرْقال)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((هشام بن عتبة بن أبي وقاص: تقدم أن الصواب هاشم)) ((قال الدُّولاَبِيُّ: لقب بالمِرقال، لأنه كان يرقل في الحرب؛ أَي يسرع؛ من الإرقال، وهو ضَرْبٌ من العَدْو. وقال ابْنُ الْكَلْبِيِّ وَابْنُ حِبّانَ: له صحبة، قال: وسمّاه بعضهم هشامًا، وهو وَهْم.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أمه ابنة خالد بن عُبَيْد بن سُوَيد ابن جابر بن تميم بن عامر بن عوف بن الحارث بن عَبْد مَنَاة بن كنانة حَلِيفهم.))
((وَلَدَ هاشمُ بن عتبة: عبدَ الرحمن وعبدَ الله وعبدَ الملك وأمهم أُميمة بنت عوف بن سَخِيرَة بن خُزَيْمة بن عُلاَثَة بن مُرَّة بن جُشَيم بن الأَوْس بن عَامِر بن النَّمِر بن عثمان بن نَضْر بن زهران من الأزْد، وإسحاقَ وأمَّ الحكم. وأمهما أم إسحاق بنت سعد بن أبي وقاص، وَبشِيرًا وأمّهُ السَيِّدة بنت قَيْس بن حَسان بن عَبْد عَمْرو بن مَرثد بن بَشِير بن عَبْد بن مَرثد، وهاشمًا بن هاشم وأمه أم ولد.))
((قال: وكان أعور)) الطبقات الكبير.
((قال الْخَطِيبُ: أسلم يوم الفتح، وحضر مع عمه حَرْب الفرس بالقادسيّة، وله بها آثاره مذكورة. وقال الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيِّ: عقد له عَمُّه سعدٌ على الجيش الذي جهّزه إلى قتال يَزْد جرد ملك الفرس، فكانت وقعة جَلولاء. وأخرج يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، مِنْ طريق حبيب بن أبي ثابت؛ قال: كانت رايةُ عليّ يوم صِفّين مع هاشم بن عتبة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان من الأبطال البُهَم، فُقِئت عينه يوم اليرموك، ثم أرسله عمر من اليرموك مع خيل العراق إلى سعد، كتب إليه بذلك، فشهد القادسيّة، وأبلى بها بلاءً حسنًا، وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد، كان سببَ الفتح على المسلمين، وكان بُهَمَة من البُهَم فاضلًا خيرًا، وهو الذي افتتح "جلولاء" فعقد له سَعْد لواءً، ووجّهه وفَتَح الله عليه جلولاء، ولم يشهدها سعد. وقد قيل: إن سعدًا شهدها.. وكانت جلولاء تسمَّى فتح الفتوح، وبلغت غنائمها ثمانية عشرة ألف ألف. وكانت جلولاء سنة سبع عشرة، وقال قتادة: سنة تسع عشرة. وهاشم بن عتبة هو الذي امتحن مع سعيد بن العاص زمن عثمان، إذ شهد في رؤْية الهلال وأفطر وحده. فأقصه عثمان من سعيد على يَدِ سعد بن أبي وقّاص في خبر فيه طول، ثم شهد هاشم مع علي الجمل))
((كان من الفضلاء الخيار)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال الْمَرْزَبَانِيُّ: لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة قال هاشم لأبي موسى الأشعريّ: تعال يا أبا موسى، بايعْ لخير هذه الأمة عليّ فقال: لا تعجل، فوضع هاشم يده على الأخرى، فقال: هذه لعليّ وهذه لي، وقد بايعْتُ عليًّا؛ وأنشد:

أُبَايــِعُ غَيْـرَ مُكْتَرِثٍ عليــــًّا وَلاَ أَخْشَى أَمِيرًا أَشْعَرِيّا

أُبايِعُهُ وَأَعْلَمُ أَنْ سَأَرْضِي بِذَاكَ الله حَقـــًّا وَالنَّبِـيـــَّا
[الوافر])) ((قال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: يُكَنَّى أبا عمر. وعدَّه بعضهم في الصّحابة.)) ((قال ابْنُ الْكَلْبِيِّ وَابْنُ حِبّانَ: له صحبة)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((روى عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سَمُرة، عن هاشم بن عتبَة بن أَبي وقاص قال سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "يَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَزِيْرَةِ الْعَرَبِ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى فَارِسَ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْرُّومِ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْأَعْورِ الْدَّجَّالِ"(*). قاله أَبو عمر. وقال ابن مندَه وأَبو نعيم: هاشم بن عتبة بن أَبي وَقّاص الزُّهري. وقيل: نافع أَبو هاشم ورويا حديث عبد الملك، عن جابر، عن هاشم بن عتبة: "يظهر المسلمون"... الحديث. أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن مندة، وأبا نعيم]]. قلت: كلام ابن منده وأَبو نُعَيم يَدُلّ على أَن هاشم بن عتبة يقال له "نافع" أَيضًا، أَو أَنَّ أَبا هاشم كنية نافع، ولعل ابن منده رأَى في موضع "أَخو هاشم"، فظنها "أَبو" فإِنها تشتبه بها كثيرًا، أَو أَن بعض النسخ كان فيها غلط ولم ينظر فيه، وتبعه أَبو نعيم. أَو لعلهما حيث رويا هذا الحديث عن هاشم، وروياه أَيضًا في كتابيهما عن نافع، ظناهما واحد. وليس كذلك، وإِنما هما أَخوان. وقد روي هذا الحديث عنهما، واختلف العلماءُ فيه كما اختلفوا في غيره، فإِن كثيرًا من أَهل الحديث يروي الحديث من طريق عن زيد، ويختلفون فيه فيرويه بعضهم عن عمرو. وقد تقدم مثل هذا في الكتاب كثيرًا، وقد تقدم ذكر "نافع" في ترجمته، وقد ذكرهما العلماء أَنهما أَخوان، والله أَعلم. والحديث عن "نافع بن عتبة" هو الصحيح، وأَما "هاشم" فقليل ذكره في الحديث.))
((وشهد صِفينَ مع عَلِي رضي الله عنه، وكانت معه الراية. وهو على الرجَّالة)) أسد الغابة. ((شهد صفّين، وأبلى فيها بلاءً حسنًا مذكورًا. وبيده كانت راية عليّ على الرجَّالة يوم صِفْيِن، ويومئذ قتل، وهو القائل يومئذ: [السريع]

أَعْوَرُ يَبْغِي أَهْلَهُ مَحَلا قَدْ عَالَجَ الحَيَاةَ حَتَّى مَلَا
لَا بُدَّ أَنْ يَفِلَ أَوْ يُفَلَا
وقطعت رجْله يومئذ، فجعل يقاتل مَنْ دنا منه، وهو بارك ويقول‏:
*الفَحْلُ يَحْمِي شَوْلَهُ مَعْقُولَا*
وقاتل حتى قتِل، وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن وائلة‏: [الرجز]

يَا هَاشِمَ الخَيْرِ جُزِيتَ الجَنَّة قَاتَلْتَ فِي اللَّهِ عَدُوَّ السُّنَّةْ
أَفْلِحْ بِمَا فُزْتَ بِهِ مِنْ مِنَّهْ
وكانت صفّين سنة سبع وثلاثين.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخرج يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، من طريق الزهري؛ قال: قُتل عمار بن ياسر، وهاشم بن عتبة يوم صِفّين. وأخرج ابْنُ السَّكَنِ، من طريق الأعمش، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، قال: شهدنا صفّين مع عليّ، وقد وكلنا بفرسه رجلين، فإذا كان من القوم غَفْلة حمل عليهم فلا يرجع حتى يخضب سيفه دمًا؛ قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له: يا هاشم:

أَعْوَرُ يَبْغِي أَهْلَهُ مَحَلاَّ قَدْ عَالَجَ الحَيَاةَ حَتَّى مَلاَّ
لاَ بُدَّ أَنْ يَفُلَّ أَوْ يُفَلاَّ

[الرجز]
قال: ثم أخذوا في وادٍ من أودية صِفِّين، فما رجعا حتى قتلا)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال