الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
موجز ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
ما ذكر عنه في الطبقات الكبير
ما ذكر عنه في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنه في أسد الغابة
ما ذكر عنه في الإصابة في تميز الصحابة
مواقفه الإيمانية
التمسك بالاسلام
الجارود العبدي
الجارود بن المعلى بن عمرو، وقيل: الجارود بن عمرو بن العلاء، ويقال: أبُو غَيَّاث، وقيل: أبا عتاب، ويقال: اسمه بِشْر بن عمرو بن حَنَش، وقيل: بشر بن المعلّى، وقيل: ابن حَنش بن المُعَلى، وقيل: مشهور بلقبه، مختلف في اسمه. وقيل: الجَارُود بن المُنْذِر، وقيل: الجارود بن المعلى بن العلاء، وقيل: حنش بن النعمان، وقيل: جارود بن عمرو بن المعلى، العبدي، من عبد القيس، وقيل: من بني جذيمة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وقال ابن الأثير: جعله ابن منده غير جارود بن المعلى، وهما واحد، ولا شك أن بعض الرواة رأى كنيته "أبو" المنذر فظنها ابن، وقال محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب "الوحدان": هما اثنان، وفرق بينهما. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: قدم الجارود بن عمرو بن حنَش ــ وكان نصرانيًا ــ على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم؛ فذكر قصّة، وقال في اسمه غير ذلك، ولُقِّب الجارود لأنه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم. وحكى ابْنُ السَّكَنِ أن سبب تلقيبه بذلك أنّ بلاد عبد القيس أجدبت وبقي للجارودِ بقيةً من إبله، فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني شيبان فأقام فيهم وإبله جربة فَأَعْدَت إبلَهم فَهَلَكَت، فقال الناس: جردهم بشر، فسُمّي الجارود فقال الشاعر:
جَرَدْناهُمُ بالسّيفِ من كلّ جانبٍ كما جَرَّدَ الجارُودُ بكرَ بن وائلِ
يكنى، أبا المنذر، وقيل: أبا غياث، وقيل: أبا عتاب. وأمّ الجارود درمكة بنت رُويم، أخت يزيد بن رُويم أبي حَوْشَب الشيباني، وقيل: أمّه درَيْمكَة. وكان الجَارُودُ صِهْر أبي هريرة، كان له من الولد: المنذر، وحبيب، وغياث، وأمّهم أمامة بنت النعمان، من الخَصَفات، من جَذيمة، وعبد الله، وسَلْم وأمّهما ابنة الجدّ أحد بني عائش من عبد القيس، ومسلم، والحكم لا عقب له، قُتل بسِجِسْتان، وكان ولده أشرافًا. كان المنذر بن الجارود سيّدًا جوادًا، ولّاه عليّ بن أبي طالب إصْطَخْر، فلم يأته أحد إلّا وصله، ثمّ ولّاه عبيد الله بن زياد ثغر الِهنْدِ، فمات هناك سنة إحدى وستّين أَوْ أوّل سنة اثنتين وستّين، وهو يومئذٍ ابن ستّين سنة. وكان المنذر بن الجارود من رؤساء عبد القيس بالبصرة، مدحه الأعشى الحِرْمَازِي وغيره؛ وحفيده الحكم بن المنذر؛ وهو الذي يقول فيه الأعشى هذا أيضًا:
يَا حَكَمُ بْنَ المُنْذِرِ بْنِ الجَارُودْ سُرَادِقُ
المَجْدِ
عَلَيْكَ
مَمْدُودْ
أَنْتَ الجَوادُ ابْنُ الجَوَادِ المَحْمُودْ نَبَتَّ فِي الجُودِ فِي
بَيْتِ الْجوَدِ
وَالعُودُ قَدْ يَنْبُتَ
فِي
أَصْلِ العُودْ
قال: فكان الحجاج يحسد الحكَم على هذه الأبيات.
قدم الجَارُودُ سنة عشر، وقيل: سنة تسع، في وَفْد عبد القيس الأخير، وسُرَّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بإسلامه، وقال ابْنُ إِسْحَاقَ في "المَغَازِي": كان حسنَ الإسلام صليبًا على دينه. وكان نصرانيًّا فقدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في الوفد فدعاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى الإسلام وعرضه عليه فقال الجارود: إني قد كنتُ على دين وإني تارك ديني لدينك، أفتَضْمن لي ديني؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه"
. ثمّ أسلم الجارود فحسن إسلامه وكان غير مغموص عليه، وأراد الرجوع إلى بلاده فَسَأَلَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حُمْلانًا فقال:
"ما عندي ما أحملك عليه"
. فقال: يا رسول الله إنّ بيني وبين بلادي ضَوالَّ من الإبل أفأركبها؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"إنّما هي حَرَقُ النارِ فلا تقربْها"
.
(*)
وكان الجارود قد أدرك الرّدّة، فلمّا رجع قومه مع الغَرور: المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحقّ ودعا إلى الإسلام وقال: أيّها الناس إنـّي أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله صَلَّى الله عليه وسلم، وأكفي من لم يشهد وقال:
رَضينا بدينِ اللهِ من كلّ حادثٍ وباللهِ
والرّحْمنِ
نَرْضَى به رَبّا
كان سيّدًا في بني عبد القيس رئيسًا، وكان الجارود شريفًا في الجاهليّة، وكان قد سكن البَحْرَين، ولكنه يُعدُّ في البصريّين، وروى الطَّبَرانِيُّ عن زَرْبيّ بن عبد الله بن أنس، قال: لما قدم الجارود وافدًا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فرح به وقَرَّبَهُ وأدناه
(*)
. وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أنّ عمر بن الخطّاب ولّى قُدامة بن مظعون البحرين، فخرج قُدامة على عمله، فأقام فيه لا يُشْتكى في مظلمة ولا فرج، إلّا أنـّه لا يحضر الصلاة، قال: فقدم الجارود سيّد عبد القيس عَلَى عُمَرَ بن الخطّاب فقال: يا أمير المؤمنين إنّ قدامة قد شرب، وإني رأيتُ حدًّا من حدود الله كان حَقًّا عليّ أن أرفعه إليك. فقال عمر: من يشهد على ما تقول؟ فقال الجارود: أبو هريرة يشهد؛ فكتب عمر إلى قدامة بالقدوم عليه، فقدم، فأقبل الجارود يكلّم عُمَر، ويقول: أقِمْ على هذا كتاب الله. فقال عمر: أشاهد أنت أم خَصْم؟ فقال الجارود: بل أنا شاهد، فقال عمر: قد كنت أدّيت شهادتك. فسكت الجارود، ثمّ غدا عليه من الغد فقال: أقم الحدّ على هذا فقال عمر: ما أُراك إلّا خصمًا وما يشهد عليه إلّا رجل واحد، أما والله لتملكنّ لسانَك أو لأسوءنـّك. فقال الجارود: أما والله ما ذاك بالحقّ أن يشرب ابن عمّك وتسوءَني؛ فوزعه عمر. عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما قدم الجارود العبدي لقيه عبد الله بن عمر فقال: والله ليجلدنـّك أمير المؤمنين. فقال الجارود: يجلد والله خالك أو يأثم أبوك بربّه، إيـّاي تكسر بهذا يا عبد الله بن عمر؟ ثمّ جاء الجارود فدخل عَلَى عُمر فقال: أقِمْ على هذا كتاب الله، فانتهره عمر وقال: والله لولا الله لفعلتُ بك وفعلتُ، فقال الجارود: والله لولا الله ما هممتُ بذلك، فقال عمر: صدقتَ والله إنـّك لمتنحّي الدار، كثير العشيرة. قال: ثمّ دعا عمر بقُدامة فجلده، قال محمد بن سعد، وقال عليّ بن محمد: فكان الجارود يقول: لا أزال أتهيّب الشهادة على قرشي بعد عمر. وقال أبو عمر من محاسن شعره:
شَهدْتُ بِأَنَّ اللهَ حَقٌ وَسَامَحَتْ بَنَاتُ
فُؤَادِي
بِالشَّهَادَةِ
والنَّهْضِ
فَأبْلغْ
رَسُولَ اللهِ
عَنِّي
رِسَالةً بِأَنِّي حَنِيفٌ حَيْثُ كُنْتُ مِنَ الَأرْضِ
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ دَارِي بِيَثْرِبَ فِيكُمُ فَإِنـِّي لَكُمْ عِنْدَ الإِقَامَةِ وَالخَفْضِ
وَأَجَعْلُ
نَفْسِي
دُونَ
كُلِّ
مُلِمَّةٍ لَكُمْ جُنَّةً مِنْ دُونِ عِرْضِكُمُ عِرْضِي
روى عنه من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن التابعين: أبو مسلم الجَذَمِي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وزيد بن علي أبو القموص، وابن سيرين، والحسن. روى ابن سيرين، عن الجارود قال: أتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: إني على دين؛ فإن تركت ديني، ودخلت في دينك لا يعذبني الله يوم القيامة؟ قال:
"نَعَمْ"
.
(*)
. وعن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال:
"ضَالَّةُ المُسْلِمُ حَرَقُ النَّارِ"
(*)
أخرجه الترمذي في السنن 4/ 266، كتاب الأشربة (27) باب ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا (11) حديث رقم 1881. وابن ماجة في السنن 2/ 836 كتاب اللقطة (18) باب ضالّة الإبل والبقر والغنم حديث رقم 2502، وأحمد في المسند 4/ 25، 5/ 80. والدرامي في السنن 2/ 266، والبيهقي في السنن 6/ 190. وابن حبان في صحيحه حديث موارد (1170)، والطبراني في الكبير 2/ 296.
. وعن أبي مسلم الجذَمِي أيضًا، عن الجارود قال: قلت ـــ أو قال رجل ـــ يا رسول الله؛ اللُّقَطَةُ نجدها؟ قال:
"انْشِدْهَا وَلَا تَكْتِمْ وَلَا تُغيِّبْ فَإِنْ وَجَدْتَ رَبَّهَا فَادْفَعْهَا إلَيْهِ، وَإِلَّا فَهُوَ مَالُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ"
(*)
أخرجه الدرامي في السنن 2/ 266. وأبو نعيم في الحلية 6/ 204. وذكره الهيثمي في الزوائد 4/ 170
. وقيل: إنّ عثمان بن أبي العاص بعث الجارودَ في بَعْثٍ نحو ساحل فارس بعقبة الطين فقتل، فصارت يقال لها عقبة الجارود، وذلك سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، وقيل: قُتل بنهاوند مع النعمان بن مُقَرّن. وقيل: بقي إلى خلافة عثمان. وقيل: وجّه الحكم بن أبي العاص الجارود على القتال يوم سُهْرَك فقُتل في عَقَبة الطين شهيدًا سنة عشرين.
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
*
عنوان الرسالة :
*
نص الرسالة :
*
ارسال