1 من 2
حُصَيْنُ بْنُ بَدْرٍ
(ب س) حُصَين بن بَدْر بن امرئ القَيْس بن خَلف بن بهْدَلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناه بن تميم التميمي، المعروف بالزبرقان، قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، وترد أخباره أتم من هذا في الزبرقان؛ فإنه به أشهر.
أخرجه أبو عمر، واستدركه أبو موسى على ابن منده؛ إلا أنه أسقط من نسبه امرأ القيس، والصواب إثباته.
(< جـ2/ص 31>)
2 من 2
الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ
(ب د ع) الزِّبْرِقَان بن بَدْر بن امرئ القيس بن خلف بن بَهْدَلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا عَيّاش، وقيل: أبو شَذْرَة، واسمه الحُصَين. وقد تقدم في الحصين، وإنما قيل له الزبرقان لحُسْنه، والزبرقان القمر، وقيل: إنما قيل له ذلك لأنه لبس عمامة مُزَبْرَقَة بالزعفران. وقيل: كان اسمه القمر، والله أعلم.
نزل البصرة، وكان سَيِّدًا في الجاهلية عظيم القدر في الإسلام، وفد على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، منهم: قيس بن عاصم المِنْقَري وعمرو بن الأهتم، وعطارد بن حاجب، وغيرهم، فأسلموا. وأجازهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم، وذلك سنة تسع، وسأل النبي صَلَّى الله عليه وسلم عَمْرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر فقال: مطاع في أدْنَية شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره، قال الزبرقان: واللّه لقد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال. قال عمرو: إنك لزَمِرُ المروءة، ضيق العَطَن، أحمق الأب، لئيم الخال. ثم قال: يا رسول الله، لقد صدقت فيهما جميعًا، أرضانى فقلت بأحسن ما أعلم فيه، وأسخطني فقلت بأسوأ ما أعلم فيه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا"(*) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 721 ـــ 722 كتاب الأدب باب ما جاء في الشعر حديث رقم 5011، 5012 وأحمد في المسند 1/ 269، 303، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2009 والحاكم في المستدرك 3/ 613..
وكان يقال للزبرقان: قَمَرُ نجد، لجماله. وكان ممن يدخل مكة متعممًا لحسنه، وولاه رسول لله صَلَّى الله عليه وسلم صدقات قومه بني عوف، فأداها في الردة إلى أبي بكر، فاقره أبو بكر على الصدقة لما رأى من ثباته على الإسلام وحمله الصدقة إليه حين ارتد الناس، وكذلك عمر بن الخطاب.
قال رجل في الزبرقان من النمر بن قاسط، يمدحه ـــ وقيل، قالها الحطيئة: [الوافر]
تَقُولُ
خَلِيْلَتِي
لَمَّا
التَقَينْا سَيُدرِكُنَا بَنُو
القَرْمِ
الهِجَانِ
سَيُدْرِكُنَا بَنُو القَمَرِ بْنِ
بَدْرٍ سِرَاجِ اللَّيْلِ لِلشَّمْسِ
الحَصَانِ
فَقُلْتُ: ادْعِي وَأدْعُوَ إِنَّ أَنْدَى لِصَوْتٍ أَنْ
يُنَادِيَ
دَاعِيَانِ
فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنِّـي
فَإِنِّي أَنَا
النَمَريُّ
جَارُ
الزَّبْرَقَانِ
وكان الزبرقان قد سار إلى عمر بصدقات قومه، فلقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريد العراق فرارًا من السَّنَة وطلبًا للعيش، فأمره الزبرقان أنْ يقصد أهله وأعطاه أمارة يكون بها ضيفًا له حتى يلحق به، ففعل الحطيئة، ثم هجاه الحطيئة بقوله: [البسيط]
دَعِ المَكَارَمَ لَا تَرْحلْ
لِبُغْيَتِهَا وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الكَاسِي
فشكاه الزبرقان إلى عمر، فسأل عمرُ حسَّانَ بن ثابت عن قوله إنه هجو، فحكم أنه هجو له وضَعَة فحبسه عمر في مطمورة حتى شفع فيه عبد الرحمن بن عوف والزبير، فأطلقه بعد أن أخذ عليه العهد أن لا يهجو أحدًا أبدًا، وتهدده إن فعل، والقصة مشهورة، وهى أطول من هذه، وللزبرقان شعر فمنه قوله: [البسيط]
نَحْنُ
المُلُوكُ فَـلَا
حَيُّ
يُقَارِبُنَا فِينَا العَلَاءُ وَفِينَا تُنْصَبُ البِيَعُ
وَنَحْنُ نُطْعِمُهُمْ فِي القَحْطِ مَا أَكَلُوا مِنَ العَبِيطِ إِذَا لَمْ يُوْنَسِ القَزَعُ
وَنَنْحَرُ الكُومَ عَبْطًا فِي أَروُمَتِنَا لِلنَّازِلِينَ إِذَا مَا أُنْزِلُوا
شَبِعُوا
تِلْكَ
المَكَارِمُ
حُزْنَاهَا مُقَارَعَةً إِذَا الكِرَامُ عَلَى أَمْثَالِهَا اقْترَعُوا
أخرجه الثلاثة.
(< جـ2/ص 303>)