تسجيل الدخول


عباس بن عبد المطلب

1 من 1
روى أبو صالح، عن ابن عباس في قول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِمَن فِي أَيْدِيكُم مِنَ الْأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70]، نزلت في الأسرى يومَ بدر، منهم العبّاس بن عبد المطّلب، ونوفل بن الحارث، وعَقِيل بن أبي طالب، وكان العبّاس قد أُسر يومئذ ومعه عشرون أوقيّة من ذهب، قال أبو صالح مولى أمّ هانئ: فسمعتُ العباس يقول: فأُخذَتْ منّي فكلّمتُ رسولَ الله أن يجعلها من فِدايَ فأبَى عليّ، فأعقبني الله مكانها عشرين عبْدًا كلّهم يُضْرَبُ بمالٍ مكان عشرين أوقيّة، وأعطاني زمزم وما أحبّ أنّ لي بها جميعَ أموال أهل مكّة، وأنا أرجو المغفرة من ربّي، وكلّفني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فدي عَقيل بن أبي طالب فقلتُ: يا رسول الله تركتني أسْأل الناس ما بقيتُ، فقال لي: "فأين الذهب يا عبّاس؟" فقلتُ: أي ذهب؟ قال: "الذي دفعته إلى أمّ الفضل يومَ خرجتَ فقلتَ لها: إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا، فهذا لك، وللفضل، ولعبد الله، وعبيد الله، وقُثَمَ" فقلتُ له: مَن أخبرك بهذا؟ فوالله ما اطّلع عليه أحد من النّاس غيري وغيرها، يا رسول الله أشهد أنّك رسول الله حقًّا، وأنّك لصادق، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّك رسول الله؛ وذلك قول الله: {إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} (يقول صِدْقًا) {يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الأنفال: 70]، فأعطاني مكانَ عشرينَ أوقيّة عشرين عبدًا وأنا أنتظر المغفرة من ربّي(*).
وروى حُميد بن هِلال العَدَويّ أنّ العلاء بن الحَضْرمي بعث إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من البَحْرَين بثمانين ألفًا فما أتى رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم مال كان أكثر منه لا قبلُ ولا بعدُ، فأمر بها فنُثرَت على حصيرٍ ونودى بالصّلاة، فجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فمَثَلَ على المال قائمًا، وجاء الناس حين رأوا، وما كان يومئذ عدد ولا وزن، ما كان إلا قبضًا، فجاء العبّاس فقال: يا رسول الله إني أعطيتُ فِدايَ وفِدى عَقِيل بن أبي طالب يومَ بدر ولم يكن لعقيل مال، فأعْطِني من هذا المال فقال: "خُذْ"، قال: فحثا العبّاس في خَميصة كانت عليه، ثمّ ذهب ينهض فلم يستطع، فرفع رأسه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ارفع عليّ؛ فتبسّم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى خرج ضاحِكُه أو نابُه، قال: "ولكن أعِدْ في المال طائفةً، وقُمْ بما تُطيق"، ففعل فانطلق بذلك المال وهو يقول: أمّا إحدى اللتّين وَعَدَنا الله فقد أنجزها، ولا أدري ما يصنع في الأخْرى، يعني قولَه: {قُل لِمَن فِي أَيْدِيكُم مِنَ الْأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، فهذا خير ممّا أُخِذَ منّي، ولا أدري ما يصنع في المغفرة(*).
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال