تسجيل الدخول


عياض بن غنم الفهري

((عِيَاضُ بن غَنْمِ بن زُهَير بن أبي شَدّاد بنَ رَبِيعة بن هِلال بن أهيب بن ضَبَّةَ بن الحارث بن فِهرٍ.)) الطبقات الكبير. ((عِياضَ بن غَنْم بن زهَيْر بن أَبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن وُهَيْب بن ضَبَّة بن الحارِث بن فِهر القُرَشي، أَبو سعد، وقيل: أَبو سعيد. له صحبة، أَسلم قبل الحديبية وشهدها، وكان بالشام ـــ مع ابن عمه أَبي عبيدة بن الجراح، ويقال: إِنه كان ابن امرأَته. ولما توفي أَبو عبيدة استخلفه بالشام، فأَقره عمر وقال: "ما أَنا بمبدلٍ أَميرًا أَمَّرَهُ أَبو عبيدة". وهو الذي فتح بلاد الجزيرة، وصالحه أَهلها. وهو أَوّل من أَجاز الدَّرْبَ في قول الزبير. ولما مات استخلف عمر على الشام سعيد بن عامر بن حِذْيم، وكان موت عياض سنة عشرين. وكان صالحًا فاضلًا سَمْحًا، وكان يسمى "زاد الركب"، يطعم الناس زاده، فإِذا نفذ نحر لهم جَمَله. أَنبأَنا عبد الوهاب بن هبة اللّه بإِسناده عن عبد اللّه بن أَحمد: حدّثني أَبي، حدثنا أَبو المغيرة، حدثنا صفوان، عن شريح بن عبيد، عن جُبَير بن نفير قال: جلد عياض بن غَنْم صاحب دار حِين فُتِحت، فأَغلظ له هشام بن حكيم القولَ حتى غضِب عياض. ثم مكث ليالي، فأَتاه هشام فاعتذر إِليه، ثم قال هشام لعياض: أَلم تسمع رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ مِنْ أَشَدِّ الْنَّاسِ عَذَابًا أَشَدَّهُمْ لِلْنَّاسِ عَذَابًا فِي الْدُّنْيَا"؟! أخرجه أحمد في المسند 3/ 403 بنحوه وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 232 بلفظه. فقال عياض: قد سمعنا ما سمعتَ، ورأَينا ما رأَيتَ، أَو لم تسمع رسول اللّه صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانِ عَامَّةٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَخْلُ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلاَّ كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ" وإِنك يا هشام لأنت الجَرِيءُ إِذ تجترئُ على سلطان الله، فهلا خشيت أَن يقتلك السلطان، فتكون قتيل سلطان الله؟!.(*) أَنبأَنا أَبو الفضل بن أَبي الحسن بإِسناده عن أَبي يعلى أَحمد بن علي، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا هِفَل عن المثنى. عن أبي الزبير، عن شهر بن حوشب، عن عياض بن غنم قال: "سَمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِيْنَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى الْنَّارِ، وَإِنْ تَابَ قَبِلَ الله مِنْهُ. وَإِنْ شَرِبَهَا الْثَّانِيَةَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى الْنَّارِ وَإِنْ تَابَ قَبِلَ الله مِنْهُ. وَإِنْ شَرِبَهَا الْثَّالِثَةَ أَوْ الْرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَسْقِيْهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ" فقيل: يا رسول الله، وما رَدْغَة الخبال؟ قال: "عُصَارَةُ أَهْلِ الْنَّارِ"(*) أخرجه أحمد في المسند 2/ 35، والمنذري في الترغيب 3/ 264، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13203.. أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]]. قلت: لم يخرج ابن منده وأَبو نعيم: عياضَ بن زهير المذكور أَوّلًا فلا أَدري أَظناهما واحدًا أو لم يصل إِليهما؟ وقد اختلف العلماءُ فيهما فمنهم من جعلهما اثنين، وجعل أَحدهما عم الآخر، ومنهم من جعلهما واحدًا، وجعل الأول قد نسب إِلى جده، ويكفي في هذا أَن مصعبًا وعمه لم يذكرا الأوّل، وجعلاهما واحدًا، وأَهل مكة أَخبر بشعابها. وممن ذهب إِلى هذا أَيضًا الحافظ أَبو القاسم بن عساكر الدمشقي، وروى بإِسناده إِلى محمد بن سعد ما ذكرناه في عياض بن زهير أَوّلًا، وأَنهما اثنان، ثم قال: وذكرهما محمد بن سعد في الطبقات الكبير في موضع آخر، فقال في تسمية من نزل الشام من أَصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم: عياض بن غنم بن زهير بن أَبي شداد بن ربيعة بن هلال الفهري، أَسلم قبل الحديبية، وشهد الحديبية مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان رجلًا صالحًا سمحًا، كان مع أَبي عبيدة بالشام، فلما حضرته الوفاة ولى عياض بن غنم الذي كان يليه، وذكر أَن عمر أَقره ورزقه كل يوم دينارًا وشاة. فلم يزل واليًا لعمر على حمص حتى مات بالشام سنة عشرين، وهو ابن ستين سنة ـــ قال أَبو القاسم. وهذا يدل على أَنهما واحد، وهو الصواب. هذا كلام أَبي القاسم، وليس في كلام محمد بن سعد ما يدل على أَنهما واحد، فإِنه ذكر في هذه الترجمة من نزل الشام. فلم يحتج إِلى ذكر الأول. لأنه لم ينزل الشام، إِنما مات بالمدينة وكلامه الذي ذكرناه في عياض بن زهير يدل على أَنهما اثنان، لأنه ذكرهما في طبقتين، وذكر لأحدهما شهود بدر، وهذا لم يشهدها إِلى غير ذلك من الكلام الذي يدل على أَنهما اثنان. وقال أَبو أَحمد العسكري، عن الجهني: عياض بن زهير، غير عياض بن غنيم بن زهير. والله أَعلم.)) أسد الغابة. ((عياض بن غَنْم: بفتح المعجمة وسكون النون، ابن زهير بن أبي شداد الفهري. تقدم نسبه في عِياضِ بْنِ زُهَيْرٍ [[عِيَاض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فِهر القرشي الفهري. ذكره مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ومُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ وغيرهما فيمن هاجر إلى الحبشة، وفيمن شهد بَدْرًا. وقال خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: يقال إنه عِيَاض بن غَنْم بن زهير المعروف في فتوح الشام، يعني أنه نسب إلى جده؛ ومال ابْنُ عساكر إلى هذا، وقوَّاه بأنَّ الزبير وعمه مصعبًا لم يذكرا إلا ابن غَنْم؛ وقد أثبت هذا ابْنُ سعد تبعًا للواقدي؛ فإنه قال عِيَاض بن زهير ابن أخي عياض بن غَنْم بن زهير؛ وكذا جزم أبو أحمد العسكري بأن عِيَاض بن غَنْم غير عِيَاض بن زُهير.]] <<من ترجمة عِيَاض بن زهير بن أبي شداد "الإصابة في تمييز الصحابة".>>. قال ابْنُ سَعْدٍ في الطبقة الأولى: عياض بن زهير، وساق نسبه؛ هاجر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة في رواية ابن إسحاق، وشهد بَدْرًا، وأحُدًا، والخندق، والمشاهد. مات بالمدينة سنة عشرين؛ وليس له عقب. وقال في الطبقة الثانية: عياض بن غنم بن زهير، وساق نسبه)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال الحسن بن عثمان‏: عياض بن غَنْم هو ابن عَمّ أبي عبيدة بن الجراح.‏ قال‏: ويقال:‏ إنه كان ابن امرأته.‏ وذكر البخاريّ، عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال:‏ لما تُوفِّي أبو عبيدة استخلف ابن خاله أو ابو عمه عياض بن غَنْم أحد بني الحارث بن فهر، فأقرّه عمر وقال:‏ ما أنا بمبدّل أميرًا أمَّرَهُ أبو عبيدة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((كانت عنده أُمّ الحَكَم بنت أَبِي سفيان بن حرب بن أُميَّة بن عَبْد شَمْس، فلما نزل القرآنُ: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [سورة الممتحنة: 10] يعني من غير أهل الكتاب، طَلَّق عِياضُ بن غَنْم الفِهْرِي أُمَّ الحكم بنت أبي سفيان يومئذٍ، فتزوجها عبد الله بن عثمان الثَّقَفِيّ، فولدت له عَبْدَ الرحمن بن أُمِّ الحَكَم.))
((أسلم عياضٌ قديمًا قبل الحُدَيْبِيَة)) الطبقات الكبير.
((قال ابْنُ إسْحَاقَ: كتب عمر إلى سعد سنة تسع عشرة: ابعَث جندًا وأمِّر عليهم خالد بن عرفطة، أو هاشم بن عتبة، أو عياض بن غنم؛ فبعث عياضًا.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال أبو عمر‏: عياض بن غَنْم لا أعلم خلافًا أنه افتتح عامَّة بلاد الجزيرة والرَّقة، وصالحه وجوه أهلها.‏ وزعم بعضهم أَنَّ كتاب الصلح باسمه باقٍ عندهم إلى اليوم، وهو أول من اجتاز الدّرْبَ إلى الرّوم فيما ذكر الزّبير)) ((هو أول من اجتاز الدّرْبَ إلى الرّوم فيما ذكر الزّبير، وكان شريفًا في قومه، وقد ذكره ابن الرقيات فيمن ذكره من أشراف قريش فقال‏: ‏[الخفيف]

عِيـَاضٌ وَمَا عِيَاضُ بْنُ غَـنْمٍ كَانَ مِنْ خَيْـرِ مَنْ أَجَنَّ الـنِّسَاءُ)) ((قال‏ عليّ بن المديني‏: عياض بن غَنْم كان أحد الوُلاة بالْيَرْمُوك.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَة، عن موسى بن عُقْبَة، قال: لمَّا وَلِيَ عياضُ بن غَنْم قدِمَ عليه نفرٌ من أهل بيته يطلبون صِلَتَه ومعروفه، فلقيهم بالبِشر وأنزلهم وأكرمهم، فأقاموا أيامًا، ثمّ كلَّموه في الصِّلَة وأخبروه بما تَكلَّفوا من السفر إليه رجاءَ معروفِه، فَأَعْطَى كلَّ رجلٍ منهم عشرةَ دنانير، وكانوا خمسةً، فَرَدُّوها وتَسَخَّطُوا ونالوا مِنْه، فقال: أيّ بني عمّ، والله ما أنكر قرابتكم ولا حقّكم وَلاَ بُعْدَ شُقَّتِكم، ولكن والله ما خَلَصتُ إلى ما وصلتُكم به إِلاّ ببيع خادمي وبيعِ ما لا غِنَى بي عنه، فاعذروني، قالوا: والله ما عذركَ الله، إنك وَالِي نصف الشام وتُعطى الرجل منا ما جُهدهُ أن يبلغَهُ إلى أهله، قال: فتأمروني أَسرِق مالَ الله! لَأَنْ أُشَقَّ بالمنشار وأُبْرى كما يُبْرى السَّفَن أحبُّ إِلَيّ مِنْ أخون فَلْسًا، أو أتعدَّى فأحملَ على مسلم ظُلْمًا أو على مُعاهدٍ! قالوا: قد عذرناك في ذات يدك ومقدرتك، فولِّنا أعمالًا من أعمالك نُؤَدِّي مَا يُؤَدِّي الناسُ إليك، ونُصِيبُ مما يُصِيبون من المنفعة، فأنت تعرفُ حَالَنَا وَأَنَّا ليس نعدو ما جعلتَ لنا. قال: والله إني أعرفكم بالفضل والخير، ولكنْ يبلغُ عمرَ بن الخطاب أَنِّي ولَّيتُ نفرًا من قومي فيلومني في ذلك، ولستُ أحتمِلُ أن يلومني في قليلٍ ولا كثير. قالوا: فقد وَلاَّكَ أبو عبيده بن الجَرّاح وأنت منه في القرابة بحيث أنت، فأنفذ ذلك عمر، ولو ولَّيتنا فبلغ عمر أنفذَهُ. فقال عياضٌ إني لست عند عمر بن الخطاب كَأَبِي عُبَيْدة بن الجَرّاح، وإنما أنفذَ عمرُ عهدي على عملٍ لقول أَبِي عُبيدة فِيّ وقد كنتُ مستورًا عند أبي عبيدة فقال فِيّ، ولو علم ما أعلم من نفسي ما ذكر ذلك عَنِّي، فانصرف القوم لاَئمين لعياض بن غَنْم.))
((قال محمّد بن عمر: فلم يزل عياض واليًا لعمر بن الخطّاب على حمص حتّى مات بالشأم سنة عشرين في خلافة عمر وهو ابن ستّين سنة، ومات وما له مالٌ ولا عليه دَيْنٌ لأحَدٍ.)) الطبقات الكبير. ((مات بالمدينة سنة عشرين)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال