تسجيل الدخول


عياض بن غنم الفهري

1 من 1
عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ الْقُرَشِيُّ

(ب د ع) عِياضَ بن غَنْم بن زهَيْر بن أَبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن وُهَيْب بن ضَبَّة بن الحارِث بن فِهر القُرَشي، أَبو سعد، وقيل: أَبو سعيد.

له صحبة، أَسلم قبل الحديبية وشهدها، وكان بالشام ـــ مع ابن عمه أَبي عبيدة بن الجراح، ويقال: إِنه كان ابن امرأَته. ولما توفي أَبو عبيدة استخلفه بالشام، فأَقره عمر وقال: "ما أَنا بمبدلٍ أَميرًا أَمَّرَهُ أَبو عبيدة".

وهو الذي فتح بلاد الجزيرة، وصالحه أَهلها. وهو أَوّل من أَجاز الدَّرْبَ في قول الزبير.

ولما مات استخلف عمر على الشام سعيد بن عامر بن حِذْيم، وكان موت عياض سنة عشرين. وكان صالحًا فاضلًا سَمْحًا، وكان يسمى "زاد الركب"، يطعم الناس زاده، فإِذا نفذ نحر لهم جَمَله.

أَنبأَنا عبد الوهاب بن هبة اللّه بإِسناده عن عبد اللّه بن أَحمد: حدّثني أَبي، حدثنا أَبو المغيرة، حدثنا صفوان، عن شريح بن عبيد، عن جُبَير بن نفير قال: جلد عياض بن غَنْم صاحب دار حِين فُتِحت، فأَغلظ له هشام بن حكيم القولَ حتى غضِب عياض. ثم مكث ليالي، فأَتاه هشام فاعتذر إِليه، ثم قال هشام لعياض: أَلم تسمع رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ مِنْ أَشَدِّ الْنَّاسِ عَذَابًا أَشَدَّهُمْ لِلْنَّاسِ عَذَابًا فِي الْدُّنْيَا"؟! أخرجه أحمد في المسند 3/ 403 بنحوه وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 232 بلفظه. فقال عياض: قد سمعنا ما سمعتَ، ورأَينا ما رأَيتَ، أَو لم تسمع رسول اللّه صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانِ عَامَّةٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَخْلُ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلاَّ كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ" وإِنك يا هشام لأنت الجَرِيءُ إِذ تجترئُ على سلطان الله، فهلا خشيت أَن يقتلك السلطان، فتكون قتيل سلطان الله؟!.(*)

أَنبأَنا أَبو الفضل بن أَبي الحسن بإِسناده عن أَبي يعلى أَحمد بن علي، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا هِفَل عن المثنى. عن أبي الزبير، عن شهر بن حوشب، عن عياض بن غنم قال: "سَمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِيْنَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى الْنَّارِ، وَإِنْ تَابَ قَبِلَ الله مِنْهُ. وَإِنْ شَرِبَهَا الْثَّانِيَةَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى الْنَّارِ وَإِنْ تَابَ قَبِلَ الله مِنْهُ. وَإِنْ شَرِبَهَا الْثَّالِثَةَ أَوْ الْرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَسْقِيْهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ" فقيل: يا رسول الله، وما رَدْغَة الخبال؟ قال: "عُصَارَةُ أَهْلِ الْنَّارِ"(*) أخرجه أحمد في المسند 2/ 35، والمنذري في الترغيب 3/ 264، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13203..

أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]].

قلت: لم يخرج ابن منده وأَبو نعيم: عياضَ بن زهير المذكور أَوّلًا فلا أَدري أَظناهما واحدًا أو لم يصل إِليهما؟ وقد اختلف العلماءُ فيهما فمنهم من جعلهما اثنين، وجعل أَحدهما عم الآخر، ومنهم من جعلهما واحدًا، وجعل الأول قد نسب إِلى جده، ويكفي في هذا أَن مصعبًا وعمه لم يذكرا الأوّل، وجعلاهما واحدًا، وأَهل مكة أَخبر بشعابها. وممن ذهب إِلى هذا أَيضًا الحافظ أَبو القاسم بن عساكر الدمشقي، وروى بإِسناده إِلى محمد بن سعد ما ذكرناه في عياض بن زهير أَوّلًا، وأَنهما اثنان، ثم قال: وذكرهما محمد ابن سعد في الطبقات الكبير في موضع آخر، فقال في تسمية من نزل الشام من أَصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم: عياض بن غنم بن زهير بن أَبي شداد بن ربيعة بن هلال الفهري، أَسلم قبل الحديبية، وشهد الحديبية مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان رجلًا صالحًا سمحًا، كان مع أَبي عبيدة بالشام، فلما حضرته الوفاة ولى عياض بن غنم الذي كان يليه، وذكر أَن عمر أَقره ورزقه كل يوم دينارًا وشاة. فلم يزل واليًا لعمر على حمص حتى مات بالشام سنة عشرين، وهو ابن ستين سنة ـــ قال أَبو القاسم. وهذا يدل على أَنهما واحد، وهو الصواب.

هذا كلام أَبي القاسم، وليس في كلام محمد بن سعد ما يدل على أَنهما واحد، فإِنه ذكر في هذه الترجمة من نزل الشام. فلم يحتج إِلى ذكر الأول. لأنه لم ينزل الشام، إِنما مات بالمدينة وكلامه الذي ذكرناه في عياض بن زهير يدل على أَنهما اثنان، لأنه ذكرهما في طبقتين، وذكر لأحدهما شهود بدر، وهذا لم يشهدها إِلى غير ذلك من الكلام الذي يدل على أَنهما اثنان.

وقال أَبو أَحمد العسكري، عن الجهني: عياض بن زهير، غير عياض بن غنيم بن زهير. والله أَعلم.
(< جـ4/ص 315>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال