تسجيل الدخول


قيس بن خرشة القيسي

((قيس بن خَرشة القيسي: من بني قيس بن ثعلبة.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أراد عبيد الله بن زياد قَتْلَه؛ لأنه كان شديدًا على الوُلاة قوّالًا بالحق، فلما أعَدَّ له العذاب لمراجعته إياه فاضت نفسَهُ قبل أن يصيبه بشيء، وخَبَرُه في ذلك عجيب. حدّثنا خلف بن قاسم، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحجّاج، قال: حدّثني خالي أبو الرّبيع، وأحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو بن السّرح، ويحيى بن سليمان، قالوا: حدّثنا ابن وهب، قال: حدّثني حرملة بن عمران، عن يزيد بن أبي حبيب ـــ أنه سمعه يحَدثُ محمد بن يزيد بن أبي زياد الثّقفيّ، قال: اصطحب قيس بن خرشة وكعب الكتابيين حتى إذا بلغا صِفّين وقف كعب، ثم نظر ساعة، فقال: لا إله إلا الله، ليهرقنّ بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لم يُهْرَق ببقعةٍ من الأرض فغضب قيس، ثم قال: وما يُدْريك يا أبا إسحاق ما هذا؛ فإن هذا من [[الغَيْب]] الذي استأثر الله به. فقال كعب‏: ما من شِبْر من الأرض إِلّا وهو مكتوبٌ في التّوراة التي أنزل الله على نبيه موسى بن عمران عليه السلام ـــ ما يكون عليه إلى يوم القيامة‏. فقال محمد بن يزيد: ومَنْ قيس بن خرشة؟ فقال له رجل: تقول‏: ومَنْ قيس بن خرشة! وما تعرفه، وهو رجلٌ من أهل بلادك؟ قال: والله ما أعرفه. قال: فإنَّ قيس بن خرشة قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من الله، وعلى أن أقولَ بالحق. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَا قَيْسُ، عَسَى إِنْ مَرَّ بِكَ الدَّهْرُ يَلِيكَ بَعْدِي وُلَاةٌ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ لَهُمْ الْحَقَّ". قال قيس: لا والله، لا أبايعك على شيء إِلا وفيت به. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "‏إِذَا لَا يضُرُّكَ بِشَرّ".‏‏ قال: فكان قيس يعيب زيادًا وابنه عبيد الله بن زياد من بعده، فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد، فأرسل إليه، فقال: أنْتَ الذي تَفْتَرِي على الله وعلى رسوله صَلَّى الله عليه وسلم! فقال: لا والله، ولكن إِن شئت أَخْبَرْتك بمَنْ يفتري على الله وعلى رَسوله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: ومَنْ هو؟ قال:‏ مَن ترك العمل بكتاب الله وسُنَّةِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: ومن ذلك! قال: أنت وأبوك، والذي أَمَرَكُمَا. قال: وأنْتَ الذي تزعم أنه لا يضرُّك بَشَر؟ قال: نعم. قال: لتعلمنَّ اليوم أنَّك كاذب، إِيتوني بصاحب العذاب، فمال قيس عند ذلك فمات ــ رَحْمَةُ الله تعالى عليه(*))) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((ذكره الطَّبَرَانِيُّ وغير واحد في الصحابة. قال أبُو عُمَرَ: له صحبة. وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده من طريق حرملة بن عمران؛ قال: سمعتُ يزيد بن أبي حبيب يحدِّث محمد بن يزيد بن زياد الثقفي، قال: اصطحب قيس بن خَرشة، وكعب ذو الكتابين، حتى إذا بلغا صِفّين وقف كعب ساعةً، فقال: لا إله إلا الله. ليهراقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لا يهراقه ببقعة من الأرض... الحديث؛ فقال محمد بن يزيد ومن قيس بن خرشة؟ فقال له رجل من قيس: أو ما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك؟ قال: لا. قال: فإن قيس بن خرشة وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من الله وعلى أن أقول الحق، فقال: "عسى أن يكون عليك مَنْ لا تقدر أن تقوم معه بالحق". فقال قيس: والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذًا لا يضرك شيء"، قال: فكان قيس يعيب زيادًا وابنه عبد الله، فأرسل إليه عبيد الله فقال: أأنتَ الذي تزعم أنه لن يضرك شيء؟ قال: نعم قال: لتعلمنَّ اليوم أنكَ قد كذبتَ، ائتوني بصاحب العذاب. قال: فمال قيس عند ذلك فمات(*). رجاله ثقات، لكن في السند انقطاع، ورجل لم يسم. وأخرجه ابْنُ عَبْدِ البَرِّ مِنْ الوجه المذكور)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال