تسجيل الدخول


قيس بن خرشة القيسي

1 من 1
روى يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد الثّقفيّ، قال: اصطحب قيس بن خرشة، وكعب الكتابيين حتى إذا بلغا صِفّين وقف كعب، ثم نظر ساعة، فقال: لا إله إلا الله، ليهرقنّ بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لم يُهْرَق ببقعةٍ من الأرض فغضب قيس، ثم قال: وما يُدْريك يا أبا إسحاق ما هذا؛ فإن هذا من الغَيْب الذي استأثر الله به، فقال كعب: ما من شِبْر من الأرض إِلّا وهو مكتوبٌ في التّوراة التي أنزل الله على نبيه موسى ابن عمران عليه السلام ما يكون عليه إلى يوم القيامة، فقال محمد بن يزيد: ومَنْ قيس بن خرشة؟ فقال له رجل: تقول ومَنْ قيس بن خرشة! وما تعرفه، وهو رجلٌ من أهل بلادك؟ قال: والله ما أعرفه، قال: فإنَّ قيس بن خرشة قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من الله، وعلى أن أقولَ بالحق. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَا قَيْسُ، عَسَى إِنْ مَرَّ بِكَ الدَّهْرُ يَلِيكَ بَعْدِي وُلَاةٌ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ لَهُمْ الْحَقَّ". قال قيس: لا والله، لا أبايعك على شيء إِلا وفيت به، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "‏إِذَا لَا يضُرُّكَ بِشَرّ". قال: فكان قيس يعيب زيادًا وابنه عبيد الله بن زياد من بعده، فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد، فأرسل إليه، فقال: أنْتَ الذي تَفْتَرِي على الله وعلى رسوله صَلَّى الله عليه وسلم! فقال: لا والله، ولكن إِن شئت أَخْبَرْتك بمَنْ يفتري على الله وعلى رَسوله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: ومَنْ هو؟ قال:‏ مَن ترك العمل بكتاب الله وسُنَّةِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: ومن ذلك! قال: أنت وأبوك، والذي أَمَرَكُمَا، قال: وأنْتَ الذي تزعم أنه لا يضرُّك بَشَر؟ قال: نعم، قال: لتعلمنَّ اليوم أنَّك كاذب، إِيتوني بصاحب العذاب، فمال قيس عند ذلك فمات ـــ رَحْمَةُ الله تعالى عليه(*).
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال