تسجيل الدخول

الغنائم

كانت الغنائم في غزوة حنين لا تحصى، فمن السبي ستة آلاف رأس، ومن الإبل أربعة وعشرون ألفًا، ومن الغنم أكثر من أربعين ألف شاة، بالإضافة إلى أربعة آلاف أوقية فضة.
أمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بجمع كل تلك الغنائم، ثم حبسها بالجعرانة، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري، ولم يقسمها حتى فرغ من غزوة الطائف.
ومر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بامرأة وقد قتلها خالد بن الوليد، والناس متقصفون عليها ــ أي مزدحمون ــ فقال: "ما هذا؟" قالوا: امرأة قتلها خالد بن الوليد، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لبعض من معه: "أدرك خالدًا فقل له: إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليدًا، أو امرأةً، أو عسيفًا" ــ أي أجيرًا أو عبدًا.
وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومئذ: "إن قدرتم على بجاد" ــ رجل من بني سعد بن بكر ــ "فلا يفلتنكم"، وكان قد أحدث حدثًا ــ أي فعل جرمًا ــ فلما ظفر به المسلمون ساقوه وأهله، وساقوا معه الشيماء بنت الحارث السعدية ــ أخت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من الرضاعة ــ فعنفوا عليها وهم يأخذونها، فقالت للمسلمين: تعلمون؟ والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة، فلم يصدقوها حتى أتوا بها إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
فلما جاءوا بها إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ عرفت له نفسها، فعرفها بعلامة، فأكرمها، وبسط لها رداءه فأجلسها عليه، وخيرها وقال: إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك ــ أي أعطيك ما تحبين من مال وغيره ــ وترجعي إلى قومك فعلت، فقالت: تمتعني وتردني إلى قومي؛ فمتعها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وردها إلى قومها.
فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلامًا له ــ يقال له: مكحول ــ وجارية، فزوجتهما، فلم يزل فيهم من نسلهما بقية.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال