تسجيل الدخول


النعمان بن بشير الأنصاري

((النُّعْمَانُ بن بَشِير بن ثعلبة بن سعد بن خلاَّس بن زيد بن مالك الأَغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأَكبر الأَنصاري الخزرجي.)) أسد الغابة. ((النعمان بن بشير بن سَعْد بن ثعلبة بن جُلَاس بن زَيْد الأنْصاري الخزرجيّ. تقدم تَمَامُ نسبه في ترجمة والده في حرف الباء الموحدة؛ [[بَشير بن سعد بن ثعلبة بن جُلَاسَ ـــ بضم الجيم مخففًا. وضبطه الدارقطنيّ بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللّام ـــ ابن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصارِي البَدْريّ]] <<من ترجمة بشير بن سعد"الإصابة في تمييز الصحابة">>.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((من بني كعب بن الحارث بن الخزرج)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((وَلَدَ النُّعمانُ بن بَشِير: عبدَ الله، وبه كان يُكنى)) الطبقات الكبير.
((ولد قبل وفاة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بثمان سنين.‏ ‏وقيل‏‏ بست سنين، والأول أصح إن شاء الله تعالى؛ لأنّ الأكثر يقولون: إنه وُلد هو وعبد الله بن الزّبير عام اثنين من الهجرة في ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرًا من مقدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالمدينة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني محمد بن صالح، عن عاصم بن عُمر بن قَتَادة عن يَزيد بن النعمان بن بَشِير، عن أبيه قال: أنا أول من وُلِدَ من الأنصار بالمدينة بعد هجرة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأتت بي أُمِّي عَمْرةُ بن رَوَاحة أخت عبد الله بن رَوَاحة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فحَنَّكَنِي بتمرةٍ فَتَلَمَّظْتُ منها، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الأنصارُ وحبّها التمر"(*). قال محمد بن صالح: إنّ عَمْرَةَ أتت بهِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يوم سَابِعِهِ وعليه شعر البطن، فَأَبَى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، أن يُترك عليهِ وقال: "احلقوا عنه شَعرَ البطن" فحلق رأسهُ ثم بَرَّكَ عليهِ وقال: "عُقُّوا عنهُ بشاةٍ"(*). قال: وذلك في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرًا من الهجرة. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حَزْمِ، قال: جلسنا عندَهُ فذكرنا أول مولودٍ من الأنصار بعد قدوم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينة فقال: النعمان بن بشير وُلِدَ بعد أن قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينة بسنةٍ أو أقل من سنةٍِ. قال: فذكروا عبدَ الله بن أَبِي طَلْحة فقال: لقد كانت أُمّ سُلَيم بهِ حَمْلٌ يوم حُنَين، فَوَلَدَتْ بعد أن قدمت المدينة. قال: أخبرنا عبد الملك بن عَمْرو أبو عامر العَقَدِيّ قال: حدّثنا محمد بن صالح، قال: حدّثنا عاصم بن عُمر بن قَتَادة، قال: جاءت عَمْرةُ بنت رَوَاحَة تحمل ابنها النُّعمانَ بن بَشِير في ليفه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فدعا بتمرةٍ فمضغها ثم حَنَّكَهُ بها. فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يكثر مالهُ وولده. فقال: "أَوَ ما ترضين أن يعيش كما عاش خَالهُ؟ عاشَ حميدًا، وقُتِلَ شهيدًا، ودخلَ الجنة"(*). قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن يحيى بن سهل بن أَبِي حَثْمةَ، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان أوّل مولودٍ من الأنصار النّعمان بن بَشِير بعد الهجرةِ بأربعة عشر شهرًا. وتُوفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، والنعمان بن بشير ابن ثماني سنين أو أكثر قليلًا، وكان آخر غزوة غزاها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تبوكا سنة تسع، والنعمان يومئذٍ ابن سبع سنين. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي عون، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: وهو يذكر النعمان بن بشير وهو يقول: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: يا أبا عبد الله، أيكما أَسَنّ؟ فقال: أنا أسَنّ منه بنحوٍ من عشرين سنة، لقد جَهدت أن أغزو بَدْرًا مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فَأَبَى أَبِِي يومئذٍ حبسني على بناته، وما وُلِدَ النعمان إلاّ قبل بدر بثلاثة أشهر، أو أربعة أشهر. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال حدّثنا مُصْعَب بن ثابت، عن أَبِي الأَسْود قال: ذُكر النعمان بن بشير عند ابن الزبير فقال: هو أسَنّ مني بستة أشهر. قال أبو الأسود: وَوُلِد ابنُ الزبير على رأس عشرين شهرًا من مهاجر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ووُلد النعمان بن بَشِير في شهر ربيع الآخر على رأس أربعةَ عشرة شهرًا.))
((أُمّهُ عَمْرةُ بنت رَوَاحَةَ أخت عبد الله بن رَوَاحة بن ثَعْلبة بن امْرِئ القيس بن عَمرو بن امرئ القيْس بن مالك الأَغَرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.))
((وَلَدَ النُّعمانُ بن بَشِير: عبدَ الله، وبه كان يُكنى، دَرَج. ومحمدًا وأَمَةَ الله، وحَبِيَبةَ. وأُمُّهم أم عبد الله بنتُ عمرو بنت جرْوَةَ من بني الحارث بن الخزرج. ويزيدَ، وأبان، وأُمَّ أبان، تزوجها الحجّاج بن يوسف. وأُمُّهم نائِلة بنتُ بَشِير بن عمارة بن حسان بن جَبّار بن قرط، مِنْ كلبٍ ثم مِنْ بني مَاوِيةَ ثم أَحَد بني جَبار. والوليدَ ويحيى وبشيرًا وأُمّهم أُمّ ولد. وأّمَّ محمد وهي حُمَيْدة، تزوجها رَوْحُ بن زِنْباع الجُذَامِيّ. وأُمّها ليلى بنت هانئ بن الأسود مِنْ كندة ثم مِنْ بني الحارث. وعَمرةَ تزوجها المختار بن أَبِي عُبيد الثَّقَفِي، وهي التي قتلها مصعب بن الزبير، وأُمّها ليلى بنت هانئ الكِنْدِي.)) ((قال محمد بن عمر: ونزل النعمانُ بن بَشِير وولدُهُ الشامَ والعراقَ زمن معاوية، ثم صار عامّتهم بعد ذلك إلى المدينة وبغداد، ولهم بَقِيَّةٌ وعَقِبٌ.))
((قال محمد بن سعد: وأُخْبِرْتُ عن أَبِي اليَمَان الحِمْصِي، عن إسماعيل بن عَيّاش، عن صَفْوان بن عَمْرو، عن أبي الصلتِ المقرائي، وأبي المثنى، وشريح بن عُبيد، أن كعبًا كان يقول: ليؤمّرنّ على جند حمص أميرٌ أشهل العينين، طويل الأرنَبةِ، كثّ اللحيةِ، حلو اللسان، مُرّ القلب، فَلَيُصِيبُنَّهُ بقارعة، فذكروا النعمان بن بشير.)) الطبقات الكبير.
((وهو مشهور. له ولأبيه صحبة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان كريمًا جوادًا شاعرًا؛ ويروى أن أعشى همدان تعرَّض ليزيد بن معاوية فحرمه، فمرّ بالنعمان بن بشير الأنصاريّ ـ وهو على حمص، فقال له:‏ ما عندي ما أعطيك، ولكن معي عشرون ألفًا من أهل اليمن! فإنْ شئتَ سألتهم لك، فقال‏:‏ قد شئت. فصعد النّعمان المنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر أعشى همدان، فقال: إن أخاكم أعشى همدان قد أصابَتْه حاجةٌ، ونزلت به جائحة، وقد عمد إليكم؛ فما ترون؟‏‏ قالوا: دينار دينار‏. فقال:‏ لا، ولكن بين اثنين دينار، فقالوا:‏ ‏قد رضينا‏. فقال:‏ إن شئتم عجلتها له من بيْت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا أخرجت عطاياكم.‏ قالوا:‏ نعم فأعطاه النّعمان عشرة آلاف دينار من أعطياتهم، فقبضها الأعشى وأنشأ يقول: [الطويل]‏

لَمْ أَرَ لِلْحَاجَاتِ عِنْدَ انْكِمَاشِهَا كَنُعْمَان النَّدَى ــ ابن بَشِيرِ

إِذَا قَالَ أَوْفَى بِالمَقَالِ وَلَمْ يكُـنْ كَمُدْلٍ إِلَى الأَقْوَامِ حَبلَ غُرورِ

فَلَوْلَا أَخُو الأَنْصَارِ كُنْتُ كَنَازِلٍ ثَـوَى مَا ثَوَى لَمْ يَنْقَلِبْ بِنَقِيرِ

مَتَى أَكْفُرِ النُّعْمَانَ لمَ ْأَكُ شَاكِرًا وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَمْ يَكُنْ بِشكُورِ
والنعمان بن بشير هو القائل ـ فيما زعم أهْلُ الأخبار ورواة الأشعار‏: [الطويل]

وَإِنِّي لأعطِي المَالَ مَنْ ليس سَائلًا وَأُدْرِكُ لِلْمَوْلَى المُعَانِد بِالظُّلْمِ

وَإِنِّي مَتَي مَا يَلقَنِي صَارِمًا لَهُ فَمَا بيْننا عِنْدَ الشَّدَائِـدِ مِنْ صرْمِ

فَلَا تَعْدُدِ المَوْلَى شَرِيكَكَ فِـي الغِنَى وَلَكِنَّمَا المَوْلَى شَرِيكُكَ فِي الـعدْمِ

إِذَا مَتَّ ذوُ القُرْبَى إِلَيْكَ بِرَحْمِهِ وَغَشَّكَ وَاسْتَغْنَى، فَلَيْسَ بِذِي رَحْمِ

وَمَنْ ذَاكَ لِلْمَوْلـَى الَّذِي يَـسَْـخِفهُ أَذَاكَ وَمَنْ يَـرْمي العَدوَّ الَّـذِي تَرْمِي)) ((حدّثنا عبد الوارث بن سفيان، حدّثنا قاسم، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا عثمان بن كثير بن دينار، عن محمد بن عبد الرّحمن بن عِرْق اليحصبي، عن أبيه، عن النّعمان بن بشير ـ واللفظ لحديث عثمان بن كثير ـ قال: أهدي لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عنَب من الطّائف؛ فقال لي:‏ ‏"‏خُذْ هَذَا الْعُنْقُودَ فَأَبْلِغْهُ أُمَّكَ‏"‏‏ قال: ‏فأكَلتُه قبل أن أبلغه إياها، فلما كان بعد ليالٍ قال: ‏"‏مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟ هَلْ بَلَّغْتَ‏"؟‏ قلت‏:‏ لا، فسماني غدرًا(*) أخرجه ابن ماجه في السنن 2/1117 كتاب الأطعنة (29) باب أكل الثمار (61)، حديث رقم (3368). وفي حديث بقية: فأَخذ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بأُذني وقال لي‏:‏ ‏"‏يَا غَدْرُ‏".‏‏ ‏وفي حديث بقيّة أيضًا:‏ إنه أعطاني قطفين من عِنب، فقال لي: "كُلْ هَذَا، وَبَلِّغْ هَذَا إِلى أُمِّكَ"، فأكلتهما، ثم سأل أمّه، وذكر الخبر بمعنى ما ذكرنا.‏)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدّثنا حاتم بن أبي صَغيرة، عن سِماك بن حرب أنّ معاوية استعمل النعمان بن بشير على الكوفة، وكان والِله من أخطبِ مَنْ سمعتُ من أهل الدنيا يتكلّم.))
((قال أَبُو الأسود: أَرَى النعمان يقول: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولا يقول: سمعت. قال مصعب بن ثابت وابن الزبير: لم يغزُ مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ولا يقول سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الطبقات الكبير. ((وروَى عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وعن خالد بن عبد الله بن رَواحة، وعُمر وعائشة. روَى عنه ابنه محمد، ومولاه سالم، وعُروة، والشَّعبي، والسَّبيعي، وأبو قلابة)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عنه ابناه محمد وبشير، والشعبي، وحميد بن عبد الرحمن، وخيثمة، وسماك بن حرب، وسالم بن أَبي الجعد، وأَبو إِسحاق السَّبيعي، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم. أَخبرنا أَحمد بن عثمان بن أَبي علي الزّرْزَاري، أَخبرنا أَبو القاسم إِسماعيل بن أَبي الحسن علي بن الحسين الحمامي، أَخبرنا أَبو سعيد مسعود بن ناصر بن أَبي زيد الركاب السجزي، أَخبرنا أَبو عبد اللّه محمد بن إِبراهيم المُزَكي، أَخبرنا أَبو محمد يحيى بن منصور القاضي، حدّثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن ــ وعن محمد بن النعمان بن بَشِير يحدثانه، عن النعمان بن بَشِير أَنه قال: إِن أَباه أَتَى به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: إِني نَحَلْتُ ابني هذا غلامًا. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَ هَذَا"؟ قال: لا. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فَأَرْجِعْهُ"(*) أخرجه البخاري 5 / 211 في الهبة باب الهبة للولد (2586) ومسلم 3 / 1241، 1242 في الهبات باب كراهة تفضيل بعض الأولاد (9 / 1623) وأخرجه الشافعي كما في البدائع (1369، 1370) ومالك في الموطأ (752) والترمذي (1367) وأحمد 4 / 271، 273، وابن ماجة (2376) والبيهقي 6 / 176.. وأَخبرنا إِبراهيم بن محمد وغير واحد بإِسنادهم إِلى محمد بن عيسى قال: حدّثنا قُتَيبة بن سعيد، حدّثنا حَمَاد بن زيد، عن مُجالد، عن الشّعبي، عن النعمان بن بَشِير قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، لاَ يَدْرِي كَثِيْرٌ مِنَ الْنَّاسِ أَمِنَ الْحَلَالِ هِيَ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ؟ فَمَنْ تَرَكَهَا اسْتِبْرَاءً لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ فَقَدْ سَلِمَ، وَمَنْ وَاقَعَ شَيْئًا مِنْهَا يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ، كَمَا أَنَّهُ مَنْ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً، وَإِنَّ حِمَى الله مَحَارِمُهُ"(*) أخرجه البخاري 1 / 126 في الإيمان باب فضل من استبرأ لدينه (52) وفي 4 / 290 في كتاب البيوع (2051) وأخرجه مسلم 3 / 1219 في المساقاة (107 / 1599) وأخرجه الدارمي 2 / 245 وابن ماجة (3984) والطبراني في الصغير 1 / 19 وفي الكبير 10 / 404.. قال أَبو عمر: لا يُصَحِّحُ بعضُ أَهل الحديث سماعَه مِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو عندي صحيح، لأَن الشعبي يقول عنه: "سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم".)) أسد الغابة. ((قال محمد بن عمر: فهذا ما روى لنا أصحابنا في مولد النعمان بن بشير، وأمّا أهل الكوفة فَيَرْوُونَ عنه روايةً كثيرةً يقول فيها: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. يدل على أنه أكبر سنًّا مما رَوَى أهلُ المدينة في مولده. منها ما حدّثنا بهِ الثَّوري، عن منصور، عن ذَرٍّ، عن يُسَيع، عن النّعمان بن بَشِير قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "أفضل العبادة الدعاء"(*). في أحاديث كثيرة رواها النعمان بن بشير عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول فيها: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.))
((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: كان النعمان بن بَشِير ممِّن نصر عثمان بن عفان وهو خرج إلى الشام بقتلِهِ. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرة، عن عبد المجيد بن سُهَيل بن عبد الرحمن بن عوف قال: لما قُتِل عثمان كَتَبَت نائِلة بنت الفُرَافِصَةَ إلى معاوية وأهل الشام بما كان من قتله، وَوَصَفَت لهم أَمْرَهُ، وَبَعَثَت إليهم بقَمِيصِه الذي قتل وهو عليه ودمهُ فيه، وبَعَثَت بذلك مع النعمان بن بَشِير. فَقَدِم النعمانُ الشامَ فدفع ذلك إلى معاوية.)) الطبقات الكبير. ((قال أَبُو مسْهرٍ، عن شعبة بن عبدالعزيز: كان قاضي دمشق بعد فضالة بن عبيد، وقال سماك بن حرب: استعمله معاوية على الكوفة، وكان مِنْ أخطب مَنْ سمعت. وقال الهيثم: نقله معاوية من إمرة الكوفة إلى إمرة حمص، وضَمّ الكوفة إلى عبيد الله بن زياد، وكان بالشَّام لما مات يزيد بن معاوية.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان النّعمان أميرًا على الكوفة لمعاوية سبعة أشهر، ثم أميرًا على حمص لمعاوية، ثم ليزيد)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((كان ولي الكوفة لمعاوية بن أبي سفيان وأقام بها، وكان عثمانيًّا ثمّ عزله معاوية بن أبي سفيان فصار إلى الشأم. فلمّا مات يزيد بن معاوية دعا النعمان لابن الزّبير، وكان عاملًا على حِمْص.))
((قال محمد بن سعد: أُخِبْرتُ عن أَبِي اليَمَان الحِمْصِيّ، عن إسماعيل بن عَيّاش، عن يزيد بن سعيد، عن عبد الملك بن عُمَير أَنّ بَشِير بن سعد جاء بالنعمان بن بشير إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ادع لابني هذا، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن يبلغ ما بلغت؟ ثم يأتي الشام فيقتلُهُ منافقٌ من أهل الشام"(*))) الطبقات الكبير. ((قال الهيثم: نقله معاوية من إمرة الكوفة إلى إمرة حمص، وضَمّ الكوفة إلى عبيد الله بن زياد، وكان بالشَّام لما مات يزيد بن معاوية. ولما استخلف معاوية بن يزيد، ومات عن قُرْب دعا النعمانُ إلى ابن الزَّبير ثم دعا إلى نفسه، فواقعه مروان بن الحكم بعد أن واقع الضَّحاك بن قيس، فقتل النّعمان بن بشير؛ وذلك في سنة خمس وستين.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((ذكر المدائني عن يعقوب بن داود الثّقفي، ومسلمة بن محارب، وغيرهما؛ قالوا: لما قتل الضَّحاك بن قيس بمرْج راهط، وذلك للنّصف من ذي الحجة سنة أربع وستين في أيام مروان ـ أراد النّعمان بن بشير أن يهرب من حمص، وكان عاملًا عليها، فخاف ودعا لابْن الزّبير فطلبه أهْلُ حمص فقتلوه، واحتزُّوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية: أَلقوا رأسه في حجري، فأنا أحقُّ به،‏ وكانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان، فقال لامرأته ميسون أم يزيد: اذهبي فانظري إليها؛ فأَتَتْهَا، فنظرت، ثم رجعت فقالت: ما رأيْتُ مثلها. ثم قالت‏: ‏ لقد رأيتها ورأيت خالًا تحَتَ سرتها، ليوضعنّ رأس زوجها في حجرها، فتزوَّجها حبيب بن سلمة ثم طلّقها، فتزوَّجها النّعمان بن بشير، فلما قُتل وضعوا رأسه في حجرها. قال المسعوديّ: كان النّعمان بن بشير واليًا على حمص قد خطب لابن الزّبير مُمَالئًا للضّحاك بن قيس، فما بلغه وقعة راهط وهزيمة الزّبيرَية، وقَتْل الضّحَاك ــ خرج عن حمص هاربًا، فسار ليلة متحيِّرًا لا يَدْرِي أين يأخذ، فاتبعه خالد بن عدي الكلابيّ فيمن خفَّ معه من أهل حمص، فلحقه وقتله، وبعث برأسه إلى مروان. وقال الحسن بن عثمان:‏ وفي سنة أربع وستين قتلت خَيْلُ مروان النّعمانَ بن بشير الأنصاريّ، وهو هارِبٌ من حمص‏. وقال علي بن المديني‏: قُتل النَّعمان بن بشير بحمص غيلة، قتله أهْل حمص وهو والٍ لابْنِ الزَّبير. وقال أبو بكر بن عيسى:‏ قُتل النّعمان بقرية من قرى حمص يقال لها‏ بيران)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال