تسجيل الدخول


سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

سلمة بن هشام بن المغيرة القرشيّ المخزوميّ:
يكنى أبا هاشم، وأمّه ضُباعة بنت عامر بن قُرْط، وهو ابن عم خالد بن الوليد، وأسلم قديمًا بمكّة، وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، وأبو معشر؛ قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر: ثمّ رجع سَلَمة بن هشام من أرض الحبشة إلى مكّة فحبسه أبو جهل، وضربه، وأجاعه، وأعطشه، فدعا له رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وَرُوِيَ عن أبي هُريرة: أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم كان يدعو في دُبـُر كل صلاة: "اللّهمّ أنـْج سَلَمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة، والوليد، وضَعَفَة المسلمين الذين لايستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلًا"(*)، وفي رواية: عن أبي هُريرة ــ أيضا ــ قال: لما رفع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم رأسه من الركعة من صلاة الفجر قال:"اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين بمكّة؛ اللهمّ اشْدُدْ وَطْأتَكَ على مُضَر، اللهمّ اجعلها سنين كسنين يوسف"(*)، وفي رواية زيادة: "لعن الله عَضَلًا، ولِحْيان، ورِعْلًا، وذَكْوانَ، وعُصَيّة عَصَت اللهَ ورسولَه"، قال محمد بن عمر: وكان الوليد بن الوليد على دين قومه وشهد بدرًا مع المشركين فأُسِر وافتدى ثمّ أسلم ورجع إلى مكّة، فوثب عليه قومُه فحبسوه مع عيّاش بن أبي ربيعة، وسَلَمة بن هشام، فألحقه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بهما في الدّعاء ثمّ أفْلَتَ سَلَمة بن هشام فلحق برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالمدينة، وذلك بعد الخندق، فقالت أمه ضُباعة:
لاهُمّ ربّ الكَعْبَةِ المُسَلَّـمَهْ أظهـِرْ على كلّ عَدُوٍّ سَلَمَهْ
لهُ يدانِ في الأُمورِ المُبْهَمَهْ كَفٌّ بها يُعطى وكفٌّ مُنْعِمَهْ
وكانوا خمسة إخوة: أبو جهل، والحارث، وسلمة، والعاص، وخالد؛ فأما أبو جهل، والعاص فقُتلا ببدر كافريَنْ، وأسِر خالد يومئذَ، ثم فُدّي، ومات كافرًا، وأسلم الحارث، وسلَمة، وكانا من خيار المسلمين، واحتُبس سلمة بمكة وعُذّب في الله عزّ وجلّ، ولم يشهد سلَمة بَدْرًا لذلك، وشهد مؤتة، وعاد منهزمًا إِلى المدينة، فكان لا يحضر الصلاة لأَن الناس كانوا يصيحون به وبمن سَلِم من مؤتة: يا فَرّارين، فَرَرتُم في سبيل الله! ولم يزل بالمدينة مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى تُوُفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فخرج إِلى الشام مجاهدًا، حين بعث أَبو بكر الجيوش إِلى الشام، وكان من خيار الصحابة وفضلائهم، وروى ابن إسحاق مِنْ حديث أم سلمة: أنها قالت لامرأة سلمة بن هشام: ما لي لا أرى سلمة يصلّي مع النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم؟ قالت: كلما خرج صاح به النَّاس يا فرار، وكان ذلك عقب غَزْوَة مؤتة(*)، ورواه الواقديّ مِنْ وجه آخر، وزاد: فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "بل هو الكرار"(*). وذكر عُروة وموسى بن عقبة أنه استُشْهِد بأَجْنَادين سنة ثلاث عشرة في جمادى الأولى قبل موت أبي بكر بأربع وعشرين ليلة‏، وبه جزم أبو زُرْعة الدمشقيّ، وصوبَّـَه أحمد، وقيل: قُتِلَ سلَمة شهيدًا بَمْرج الصفَّر في المحرم سنة أربع عشرة، وذلك في أول خلافة عمر ــ رضي الله عنه‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال