1 من 2
أوس القَرنِي يأتي في أُويس.
(< جـ1/ص 357>)
2 من 2
أُوَيْس بن عامر. وقيل: عَمْرو. ويقال: أويس بن عامر بن جزْء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قَرَن بن رَدْمان بن ناجِية بن مُرَاد المرادي القَرَني الزاهد المشهور.
أدرك النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم. وروى عن عمر وعلي، وروى عنه بشير بن عَمْرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
ذكره ابْنُ سَعْدٍ في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وقال: كان ثقّة وذكره البخاريّ، فقال في إسناده نظر.
وقال ابْنُ عَدِيٍّ: ليس له رواية، لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرةَ أخباره لا تسع أحدًا أنْ يشكّ فيه.
وقال عَبْدُ الغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ: القَرَني ـــ بفتح القاف والراء ـــ هو أويس، أخبر به النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قبل وجوده، وشهد صِفّين مع علي، وكان من خيار المسلمين.
وروى ضَمُرَةُ، عن أصبغ بن زَيْد، قال: أسلم أُويس على عَهْد النبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم ولكن منعه من القدوم بِرُّه بأمه.
وروى مُسْلِمٌ في صحيحه، من حديث أبي نَضَرة، عن أُسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ"(*)أخرجه أحمد في المسند 3 / 480، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34059، وفي رواية له: "فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ".(*)
وله من طريق قتادة، عن زُرارة، عن أُسير بن جابر: وفيها قول عمر: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "يَأْتِي عَلَيْكَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ، مَعَ أمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ، ثُمّ مِنْ مُرَادٍ، ثُمّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مُوْضِعَ دِرْهَم، لَهُ وَالِدَةٌ هُو بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأبَرّهُ؛ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ..."(*)أخرجه مسلم 4/ 1969 في كتاب فضائل الصحابة 225/ 2542 الحديث.
ورواه البَيْهَقِيُّ، وأَبُو نُعَيْمٍ في "الدّلَائِلِ"، وفي الحِلْيَةِ. من هذا الوجه مطوَّلًا.
وله طرق أخرى؛ منها ما روَى ابن منده، مِنْ طريق سَعْد بن الصّلت عن مبارك بن فَضَالة، عن مروان الأصغر، عن صعصعة بن معاوية، قال: كان عُمر يسأل وَفْدَ أهل الكوفة إذا قدموا عليه: تعرفون أُوَيْس بن عامر القَرَني؟ فيقولون: لا، فذكر نحوه.
ورواه هُدْبَة بْنُ خَالِدٍ، عن مبارك، عن أبي الأصغر ـــ بدل مروان الأصغر ـــ أخرجه أبو يعلى.
وروى الرُّويَانِيُّ في "مُسندِهِ"، من طريق بكر بن عبد الله. عن الضّحّاك، عن أبي هريرة، فذكر حديثًا في وَصْف الأتقياء الأصفياء، قال: فقلنا: يا رسولَ الله.
كيف لنا برجل منهم؟ قال:"ذَاكَ أُوَيسٌ"(*) وساق الحديث في توصية النبي صَلَّى الله عليه وسلم عليًّا وعُمر إذا لقياه أن يستغفرَ لهما. وفيه قصة طلب عمر إيّاه.
وقال ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حدثنا هارون بن معروف، عن ضَمْرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: كان أويس القَرَنيّ يجالس رجلًا من فقهاء الكوفةِ يقال له يسير؛ فذكر الحديث منقَطعًا.(*)
وفي "الدَّلائِلِ" للبَيْهَقِيِّ، من طريق الثقفيّ، عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن أبي الجدعاء ـــ رفعه، قال: "يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمِ"(*)أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 384.
قال الثَّقفِيُّ: قال هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ: كان الحسن يقول: هو أُويس القَرني، وسيأتي له ذكر في ترجمة فرات بن حَيّان.
وقال أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: حدّثنا أبُو نُعيمٍ، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نادى رجل من أهل الشَّام يوم صِفّين: أفيكم أُوَيس القَرَني؟ قالوا: نعم، قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا القَرَنِيّ"(*) ورواه جماعة عن شريك.
وقال ابْنُ عَمَّار المَوْصِلِيُّ: ذكر عند المعافى بن عمران أن أُويسًا قتل في الرجّالة مع علي بصِفّين، فقال معافى: ما حدَّث بهذا إلا الأعْرَج، فقال له عبد ربّه الواسطي: حدثني به شريك، عن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: فسكت.
وأخرج أَحْمَدُ فِي "الزُّهْدِ"، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن أشعث بن سوّار، عن مُحارب بن دثار ـــ يرفعه: "إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأتِيَ مَسْجِدَهُ أَوْ مُصَلَّاهُ مِنَ العُرَى، يَحْجِزُهُ إِيمَانهُ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ؛ مِنْهُمْ أُويْس القَرَنِيّ، وَفُرَاتُ
ابْنُ حَيَّانٍ"(*)أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 84 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34060.
وأخرجه أيضًا في الزُّهْدِ، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد ـــ مُرْسَلًا.
وفي المُسْتَدْرَكِ، من طريق يحيى بن معين، عن أبي عبيدة الحداد، حدثنا أبو مَكْيس قال: رأيت امرأة في مسجد أوَيس القََََََََرَني قالت: كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجده هذا يصلّون ويقرؤون حتى غزوا، فاستشهد أُويس وجماعةٌ من أصحابه في الرجّالة بين يدي عليّ.
ومن طريق الأصبغ بن نباته، قال: شهدتُ عليًّا يوم صِفَّين يقول:
مَنْ يبايعني على الموت؟ فبايعه تسعة وتسعون رجلًا. فقال: أين التمام؟ فجاءه رجل عليه أطمار صُوف محلوق الرأس، فبايعه على القَتل؛ فقيل: هذا أويسٌ القَرَني. فما زال يحارِب حتى قتل.
وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عبد الله بن سَلمة، قال: غزونا أذربيجان في زمَن عمر، ومعنا أويس، فلما رجعنا مرض فمات.
وفي الإسناد: الهيثم بن عدي، وهو متروك والمعتمد الأول.
وقد أخرج الحَاكِمُ من طريق ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن الجريري، عن أبي نَضْرة العبدي، عن أسير بن جابر، قال: قال صاحبٌ لي وأنا بالكوفة: هل لك في رجل تنظر إليه؟ فذكر قصة أُويس؛ وفيها: فتنحَّى إلى سارية فصلّى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: مالكم ولي تطؤون عقبي، وأنا إنسان ضعيف، تكون لي الحاجةُ فلا أقدر عليها معكم؟ لا تفعلوا رحمكم الله. مَنْ كانت له إليّ حاجة فليلقني بعشاء، ثم قال: إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نَفَر: مؤمن فقيه، ومؤمن لم يفقه، ومنافق؛ وذلك في الدنيا مثل الغيث يصيب الشجرةَ المونِعة المثمرة فتزداد حسنًا وإيناعًا وطيبًا؛ ويصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد وَرَقها حسنًا ويكون لها ثمرة؛ ويصيب الهَشِيم من الشجرة فيحطّمه، ثم قرأ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]. اللهم ارزقني شهادةً توجب لي الحياة والرزق قال أُسير: فلم يلبث إلا يسيرًا حتى ضُرِب على الناس بَعْث عليّ. فخرج صاحب القطيفة أويس، وخرجنا معه، حتى نزلنا بحضرة العدو.
قال ابْنُ المُبَارَكِ: فحدثني حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نَضرة، عن أسير، قال: فنادى منادِي عليّ، ياخيلَ الله اركبي وأَبْشري؛ فصفّ الناس لهم، فانتضى أُوَيس سيفَه حتى كسر جَفْنه فألقاه، ثم جعل يقول: يا أيها النّاس تمّوا تمّوا ليتمّنّ وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة، فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رَمْيَة فأصابت فؤاده فتردّى مكانه كأنما مات منذ.... وهو صحيحُ السند.
(< جـ1/ص 359>)