تسجيل الدخول


إباية بن أثال

((إباية بن أثال، أبو أُمامة الحنفي ــــ كذا سماه ابن الطلاع في أحكامه، وعزَاه "للمدوّنة" وغيرها؛ وهو تصحيف؛ وإنما هو ثمامة)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((ثُمَامَةُ بن أثَال بن النُّعْمَان بن مَسْلَمة بن عُبَيْد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لُجَيْم، وحنيفة أخو عجل.)) أسد الغابة.
((سيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن سلمة الحنفي [[عامر: بن سلمة بن عبيد بن ثعلبة الحنفيّ، عم ثُمَامة بن آثَال اليماميّ. ذكر الوَاقديُّ أنه أسلم، فروى بسندٍ له عن أبي بكر بن سُليمان بن أبي خيثمة، قال: بعث رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم العلاء بن الحضْرَمي إلى المنذر بن ساوى في رجَب سنة تسع، فأسلم المنذر ورجع العلاء فمرَّ باليمامة، فقال له ثمامةُ بن آثال: أنتَ رسولُ محمد؟ قال: نعم. قال: لا تصل إليه أبدًا. فقال له عمه عامر: مالك وللرجل؟ قال: فقال رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اهْدِ عَامِرًا وأمْكِّني مِنْ ثُمَامَةَ".(*) أورده الزيلعي في نصب الراية 3/392 وعزاه للبيهقي في دلائل النبوة في آخر حديث الإفك فأسلم عامر وأسِر ثمامة.]] <<من ترجمة عامر بن سلمة بن عبيد "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان مرّ به رسول لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأراد ثمامة قتله فمنعه عمّه من ذلك، فأهدر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، دم ثمامة.)) الطبقات الكبير.
((قال محمد بن إسحاق: ارتدَّ أهلُ اليمامةِ عن الإسلام غير ثمامة بن أُثال. ومن اتّبعه من قومه، فكان مقيمًا باليمامة ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه، ويقول: إياكم وامرأ مُظْلِمًا لا نورَ فيه، وإنه لشقاءٌ كتبه اللّهُ عزَّ وَجَل على من أخذ به منكم، وبلاءٌ على مَنْ لم يأْخُذ به منكم يا بَنِي حنيفة. فلما عصَوْه ورأْى أنهم قد أصفقوا على اتِّباع مسيلمة عزم على مُفارقتهم، ومرّ العَلَاء بن الحضرميّ ومَن تبعه على جانبِ اليمامة، فلما بلغه ذلك قال لأصحابه من المسلمين: إني والله ما أرى أنْ أُقيمَ مع هؤلاء مع ما قد أَحدثوا، وإنّ الله تَعَالى لضاربُهم ببليَّةٍ لا يَقُومون بها ولا يَقْعدون، وما نرى أنْ نتخلَّفَ عن هؤلاء وهم مسلمون، وقد عرَفْنَا الذي يريدون، وقد مرُّوا قريبًا، ولا أرى إلا الخروج إليهم، فمن أراد الخروج منكم فليخرُجْ. فخرج ممدًّا للعلاء بن الحضرميّ، ومعه أصحابُه من المسلمين، فكأنّ ذلك قد فَتَّ في أعضاد عدوّهم حين بلغهم مدَدُ بني حنيفة‏. وقال ثمامة بن أُثال في ذلك:‏‏ [الطويل]

دَعَانَا إلَى تَرْكِ الدِّيَانَةِ وَالهُدَى مُسَيْلَمَةُ الكَذَّابُ إذْ جَاءَ يَسْجَعُ

فَيَا عَجَبًا مِنْ مَعْشَرٍ قَدْ تَتَابَعُوا لَهُ فِي سَبِيلِ الغَيِّ وَالغَيُّ أَشْنَعُ
في أبيات كثيرة ذكرها ابنُ إسحاق في الرّدة وفي آخرها:‏ [‏الطويل]

وَفِي البُعْدِ عَنْ دَارٍ وَقَدْ ضَلَّ أَهْلُهَا هدًى وَاجْتِمَاعٌ كُلُّ ذَلِكَ مَهْيَعُ
وروى ابن عُيَيْنة عن ابن عجلان عن سعيد المَقْبُريّ عن أبي هريرة نحو حديث عُمارة ابن غزيّة، ولم يذكر الشّعر، وبعث رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فراتَ بن حيَّان إلى ثمامة بن أثال في قتال مسيلمة وقتله‏.(*))) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم دعا الله حين عرض لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بما عرض أن يمكنه منه، وكان عرض لرسول الله وهو مشرك، فأراد قتله، فأقبل ثمامة معتمرًا وهو على شركه حتى دخل المدينة، فتحير فيها، حتى أخذ، فأتي به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد، فخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عليه، فقال: "مَا لَكَ يَا ثُمَامُ هَلْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْكَ"؟ فقال: قد كان ذلك يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالًا تُعْطَه، فمضى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وتركه، حتى إذا كان من الغد مر به، فقال: "مَا لَكَ يَا ثُمَامُ"؟ قال: خير يا محمد؛ إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر. وإن تسأل مالا تعطه، ثم انصرف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال أبو هريرة: فجعلنا، المساكين. نقول بيننا: ما نصنع بدم ثمامة؟ والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة، فلما كان من الغد مر به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "مَا لَكَ يَا ثُمَامُ"؟ قال: خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالًا تعطه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَطْلِقُوهُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ يَا ثُمَامُ" (*) أخرجه البيهقي في السنن 9 / 66.. خرج ثمامة حتى أتى حائطًا من حيطان المدينة، فاغتسل فيه وتطهر، وطهر ثيابه ثم جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فقال: يا محمد، لقد كنت وما وجه أبغض إليّ من وجهك، ولا دين أبغض إليّ من دينك، ولا بلد أبغض إليّ من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إليّ من وجهك، ولا دين أحب إليّ من دينك، ولا بلد أحب إليّ من بلدك؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، يا رسول الله، إني كنت خرجت معتمرًا، وأنا على دين قومي، فأسرني أصحابك في عمرتي؛ فسيِّرْني، صلى الله عليك، في عمرتي، فسيره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في عمرته، وعلمه، فخرج معتمرًا، فلما قدم مكة، وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد، قالوا: صبأ ثمامة، فقال: والله ما صبوت ولكنني أسلمت وصدقت محمدًا وآمنت به، والذي نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة من اليمامة، وكانت ريف أهل مكة، حتى يأذن فيها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وانصرف إلى بلده، ومنع الحمل إلى مكة، فجهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم، إلا كتب إلى ثمامة يخلي لهم حمل الطعام؛ ففعل ذلك رسول الله.)) أسد الغابة. ((سيّد أهل اليمامة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((روى ابْنُ مَنْدَه من طريق عِلبَاء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قصة إسلام ثمامة ورجوعه إلى اليمامة ومنعه عن قريش الميرة، ونزول قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76]. وإسناده حسن. وذكر وَثِيمَةُ له مقامًا حسنًا في الردة، وأنشد له في الإنكار على بني حنيفة أبياتًا منها:

أهمُّ بِتَرْكِ القَــــــــــــــــــوْلِ ثُمَّ يَرُدُّني إلَى القَول إنْعَامُ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ

شَكَرْتُ لَهُ فَكِّي مِنَ الغلِّ بَعْدَمَا رَأيْتُ خَيَالًا مِنْ حُسَامٍ مُهَنَّدِ
[الطويل])) الإصابة في تمييز الصحابة. ((فلمّا ظهر مُسَيلمة وادّعى النبوّة قام ثُمامة بن أثال في قومه فوعظهم وذكّرهم وقال: إنـّه لا يجتمع نبيّان بأمر واحد، وإنّ محمدًا رسول الله لا نبيّ بعده ولا نبيّ يُشرَك معه. وقرأ عليهم: {حم (1) تَنزيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذنَّبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ َلا ِإلَهَ إِلَّا هُوَ إلَيْهِ الْمَـصِيرُ} [غافر 1ــ3] هذا كلامُ الله، أين هذا مِنْ يا ضِفْدَعُ نِقّي لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدَرين؟ والله إنّكم لترون أنّ هذا كلام ما خرج من إلٍّ. فلمّا قدم خالد بن الوليد اليمامة شكر ذلك له وعرف به صحّة إسلامِه.)) الطبقات الكبير.
((قال محمد بن إسحاق: لما ارتد أهل اليمامة عن الإسلام لم يرتد ثمامة، وثبت على إسلامه، هو ومن اتبعه من قومه، وكان مقيمًا باليمامة ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه، ويقول: إياكم وأمرًا مظلمًا لا نور فيه، وإنه لشقاء كتبه الله عز وجل على من أخذ به منكم، وبلاء على من لم يأخذ به منكم يا بني حنيفة، فلما عصوه وأصفقوا على اتباع مسيلمة عزم على مفارقتهم، ومر العلاء بن الحضرمي ومن معه على جانب اليمامة يريدون البحرين، وبها الحُطَم ومن معه من المرتدين من ربيعة، فلما بلغه ذلك قال لأصحابه من المسلمين: إني والله ما أرى أن أُقِيمَ مَعَ هؤلاء، وقد أحدثوا، وإن الله ضاربهم ببلية لا يقومون بها ولا يقعدون، وما أرى أن نتخلف عن هؤلاء، يعني ابن الحضرمي وأصحابه، وهم مسلمون، وقد عرفنا الذي يريدون، وقد مروا بنا ولا أرى إلا الخروج معهم، فمن أراد منكم فليخرج، فخرج ممدًا للعلاء ومعه أصحابه من المسلمين، ففت ذلك في أعضاد عدوهم حين بلغهم مدد بني حنيفة، وشهد مع العلاء قتال الحطم، فانهزم المشركون وقتلوا، وقسم العلاء الغنائم، ونفل رجالًا، فأعطى العلاء خميصةً ـــ كانت للحطم يباهي بها ـــ رجلًا من المسلمين، فاشتراها منه ثمامة، فلما رجع ثمامة بعد هذا الفتح رأى بنو قيس بن ثعلبة، قوم الحطم، خميصته على ثمامة فقالوا: أنت قتلت الحطم، قال: لم أقتله، ولكني اشتريتها من المغنم، فقتلوه.)) أسد الغابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال